q
يجب أن تلتزم الحكومات بمكافحة التشدد وتبني التشريعات والسياسات التي تُعزز الديمقراطية وحقوق الإنسان والمساواة، يُمكن استخدام القوانين لمكافحة التحريض والعنف والتمييز والترويج للتسامح والتعايش السلمي، كما يجب توفير فرص تعليمية وتوظيف ورعاية للشباب، حيث يكونون عرضة للتأثير السلبي للتشدد. يمكن للشباب أن يكونوا عوامل تغيير إيجابية في المجتمع...

في كل مجتمع، وربما في المجتمعات الدينية بشكل خاص، اشخاص يوصفون بانهم متشددون. ويشكل هؤلاء خطرا على السلم المجتمعي كما يمكن ان يعيقوا تقدم المجتمع ورقيه وتطوره.

وقد تختلف صفات او مميزات الشخص المتشدد من مجتمع الى اخر، لكن يمكن ان نذكر الصفات العامة المشتركة للشخص المتشدد وهي:

1. التعصب: يتميز الشخص المتشدد بتمسكه الشديد بآرائه ومعتقداته الدينية أو السياسية، وعدم التسامح أو الاستماع لوجهات نظر الآخرين.

2. عدم المرونة: قد يتجاهل الشخص المتشدد آراء وآراء الآخرين، ولا يكون مستعدًا لتبادل الأفكار أو المساعي البناءة للتوصل إلى تفاهم مشترك.

3. الرغبة في فرض الرأي: يميل الشخص المتشدد إلى محاولة إقناع الآخرين برؤيته واعتقاداته وفرضها عليهم، دون احترام حرية الرأي وقدرة الآخرين على اتخاذ قراراتهم الخاصة.

4. الانغلاق: يكون الشخص المتشدد غالبًا مغلقًا على الثقافات والتجارب الجديدة، وقد يميل إلى التفكير الثنائي (أنا أو هم) وعدم الاستعداد لقبول التنوع والاختلافات.

5. الرد العنيف: في بعض الحالات، قد يلجأ الشخص المتشدد إلى العنف اللفظي أو الجسدي لفرض آرائه وتكوين تأثيره.

اهتم علم النفس وعلم الاجتماع بدراسة السلوك البشري وتأثير العوامل الاجتماعية، ويمكن أن يقدما تحليلات مهمة حول الشخصية المتشددة دينيا أو سياسيا أو عقائديا.

ومن بين العوامل التي قد تعزز وجود الشخصية المتشددة:

1. الفزع من التغيير: يعتبر الفزع من التغيير أحد العوامل المشتركة التي تدفع الأشخاص ليصبحوا متشددين. فمن الممكن أن تكون الشخصية المتشددة محاولة للحفاظ على النظام الحالي أو مجرد رفض أفكار جديدة أو تحولات اجتماعية.

2. الحاجة للتبعية والثقة: قد يشعر الأشخاص المتشددون بالحاجة إلى الانتماء والثقة العمياء بالآخرين أو القوانين الدينية أو السياسية.

3. الاستقرار العاطفي: في بعض الحالات، قد يكون التشدد هو نتيجة للعواطف السلبية مثل الخوف أو الغضب أو الاستياء. قد يستخدم الأشخاص المتشددون الدين أو السياسة للتعبير عن مشاعرهم السلبية والحفاظ على استقرار عواطفهم.

4. التحصين العقائدي: قد يستخدم الأشخاص المتشددون المعتقدات الدينية أو السياسية القوية لحماية أنفسهم من التأثيرات السلبية أو للشعور بالأمان والاتجاه الصحيح.

وللحد من انتشار التشدد في المجتمع، يمكن اتباع الخطوات التالية:

1. التعليم: يُعتبر التعليم النقطة الأساسية في مكافحة التشدد. يجب توفير تعليم عالي الجودة يشجع على التفكير النقدي والتعايش المشترك والاحترام المتبادل.

2. التوعية: يجب توعية الناس بمخاطر التشدد وتأثيراته وأثره على الفرد والمجتمع. يُمكن أن تشمل التوعية حملات إعلامية وبرامج تعليمية وورش عمل لتشجيع الحوار وتعزيز الفهم والاحترام المتبادل.

3. مكافحة التمييز والعدالة الاجتماعية: يجب العمل على إنشاء مجتمع عادل ومتساوٍ للجميع، والقضاء على التمييز والظلم. يمكن أن يسهم ذلك في تقليل الشعور بالاستغلال والغضب الذي قد يدفع الأشخاص نحو التشدد.

4. تعزيز الحوار والتفاهم: ينبغي تشجيع الحوار المفتوح والمتبادل بين المجتمعات المختلفة والترويج للتفاهم والاحترام المتبادل. يُمكن تحقيق ذلك من خلال إقامة فعاليات اجتماعية وثقافية مشتركة ومناقشات عامة تهدف إلى تجاوز الخلافات وبناء الجسور بين الأشخاص المختلفين.

5. القيادة الحكومية والتشريعات: يجب أن تلتزم الحكومات بمكافحة التشدد وتبني التشريعات والسياسات التي تُعزز الديمقراطية وحقوق الإنسان والمساواة. يُمكن استخدام القوانين لمكافحة التحريض والعنف والتمييز والترويج للتسامح والتعايش السلمي.

6. دعم الشباب: يجب توفير فرص تعليمية وتوظيف ورعاية للشباب، حيث يكونون عرضة للتأثير السلبي للتشدد. يمكن للشباب أن يكونوا عوامل تغيير إيجابية في المجتمع إذا تم تشجيعهم وتمكينهم بشكل صحيح.

.....................................................................................................
* الاراء الواردة في المقال لا تعبر بالضرورة عن رأي شبكة النبأ المعلوماتية.

اضف تعليق