الصفحة الرئيسية

الأعــداد السابقــة

فهرست العــدد

إتصــلوا بـنـــا

متابعات

 

الاعتداء الآثم على مرقد الامامين العسكريين (ع) في سامراء محاولة لتفكيك النسيج الاجتماعي

بعد الاعتداء الآثم على مرقد الامامين العسكريين عليهما السلام، في يوم الاربعاء  23/محرم/1427هـ - 22/2/2006م، طفت على الساحتين السياسية والاجتماعية العراقية مؤشرات عديدة تشي بمخطط محبوك لخلط الاوراق واشاعة مشاعر الكراهية وتأجيجها بين طوائف المسلمين التي تشكل بنية النسيج الاجتماعي للشعب العراقي عموما، وقد أفرز هذا الفعل الدنيء عددا من الوقائع سنمر بمجملها على الصعيد العراقي والاسلامي والعالمي.

المرجعية الدينية تستنكر الاعتداء

استنكر المرجع الديني السيد صادق الشيرازي الاعتداء الآثم حيث قال: في شهر محرم الحرام الذي هتكت فيه حرمة رسول الله صلى الله عليه وآله إذ أبيح فيه دم سبطه إلامام الحسين عليه السلام قام الظالمون بتفجير المراقد الطاهرة لأئمة المسلمين إلامام علي بن محمد الهادي وإلامام الحسن بن علي العسكري عليهما السلام في مدينة سامراء في هذا اليوم. كما هدم المتوكل العباسي من قبل الضريح الطاهر للإمام الحسين عليه السلام في كربلاء المقدسة وهدم قبور الأئمة الأطهار عليهم السلام في البقيع الغرقد.

واضاف سماحته: إنني إذ أعزّي في ذلك سيدي ومولاي وليّ الله المنتقم بقية الله من العترة الطاهرة عجّل الله تعالى فرجه الشريف أبدي شديد الحزن والألم على هذه الفاجعة العظيمة والجريمة النكراء من هذه الممارسات اللاإنسانية. أأمل من الله تعالى أن يقيظ في المسلمين من يصدون أمثال ذلك بشتى الأساليب المشروعة وما تمليه الوظيفة.

وطالب مكتب المرجع الديني سماحة آية الله العظمى السيد صادق الحسيني الشيرازي في مدينة قم المقدسة في بيان له بما يلي:

1- إن قوى الشر قد تحاول إستثمار هذه الجريمة لتأجيح الصراع الطائفي وإشعال فتيل الحرب الداخلية مقدمة لتقسيم العراق، وعلى الجميع التيقظ والحذر والإلتزام بتوجيهات المرجعية الدينية والعمل حسب الضوابط الشرعية وعدم المساس بمساجد الطوائف الأخر.

2- مطالبة الدول الإسلامية وغيرها بإدانة الإرهاب والتصدي له وتجفيف جذوره وعدم إستخدامه كوسيلة للوصول إلى مكاسب سياسية.

3- التزام الحداد العام وإغلاق المحلات والخروج في مظاهرات سلمية وإرسال البرقيات للجهات الدينية الإسلامية وغيرها وللجهات الدولية لإستنكار هذه الجريمة الكبرى.

4- مطالبة الجهات المسؤولة بالتصدي الحازم للإرهابيين وعدم التنازل لهم حتى يفهم الإرهابيون بأن إرهابهم لا يُكافأ مكافئة سياسية كي يرتدعوا عن أمثال هذه الجرائم.

5- التسريع في إعمار الحرم الشريف، وبأفضل الصور الممكنة، ومحاسبة الجهات التي قصّرت في حفظ أمنه، وتطبيق قانون العتبات المقدّسة.

واصدر مكتب المرجع الديني آيه الله العظمى السيد علي السيستاني بيانا قال فيه:

لقد امتدت الأيادي الآثمة في صباح هذا اليوم لترتكب جريمة مخزية ما أبشعها وأفظعها وهي استهداف حرم الإمامين الهادي والعسكري عليهما السلام وتفجير قبته المباركة مما أدى إلى انهدام جزء كبير منها وحدوث أضرار جسيمة أخرى.

إن الكلمات قاصرة عن إدانة هذه الجريمة النكراء التي قصد التكفيريون من ورائها إيقاع الفتنة بين أبناء الشعب العراقي ليتيح لهم ذلك الوصول إلى أهدافهم الخبيثة.

إن الحكومة العراقية مدعوة اليوم أكثر من أي وقت مضى إلى تحمل مسؤولياتها الكاملة في وقف مسلسل الأعمال الإجرامية التي تستهدف الأماكن المقدسة، وإذا كانت أجهزتها الأمنية عاجزة عن تأمين الحماية اللازمة فإن المؤمنين قادرون على ذلك بعون الله تبارك وتعالى.

وأدان آية الله السيد مرتضى الشيرازي الامين العام لمؤسسة الإمام الشيرازي العالمية العمل الارهابي الذي استهدف حرم الإمامين العسكريين عليهما السلام، وطالب الحكومة العراقية إلى تحمل مسؤوليتها في ضبط الأمن وبحماية مقدسات المسلمين وحذر من جر العراقيين إلى حرب طائفية، ومن من مغبة الاستدراج للفخ الذي ينصبه القتلة التكفيريين. حيث قال:

 إن مؤسسة الإمام الشيرازي العالمية إذ تستنكر هذا العمل الإرهابي الطائفي الحاقد على كل ما هو مقدس عند المسلمين، تدعو الرأي العام العالمي وخاصة الإسلامي والعربي لاستنكار هذه الجريمة، وتطالب الهيئات والمنظمات والمؤسسات الدولية، إلى شجب هذا العمل الجبان، كما تدعو المؤسسات الدولية المعنية بالتراث إلى التعاون مع العراقيين لحماية الأماكن المقدسة.

وادان آية الله العظمى الشيخ علي بشير النجفي الحادث الارهابي حيث قال نجله ان (والدي تأثر تأثرا كبيرا بالاعتداء الآثم على صميم الاسلام والعراق ومحاولة لخلق الطائفية).

واستنكر الشيخ اليعقوبي الاعتداء الاثم وطالب في بيان له بما يلي:

1- يجب القيام بفعاليات احتجاجية وعزائية سلمية كالتظاهرات والتجمعات والمآتم وتعليق اللافتات السوداء المعبرة عن الألم والغضب الشديدين.

2- يجب الحذر من الانجرار لفتنة طائفية كبرى، وعدم المساس بالمؤسسات الدينية لأهل السنة، والحذر الشديد من هجوم المغرضين أوا لمندفعين عليها.

3- نحمل علماء أهل السنة المسؤولية عن مثل هذه الجرائم الشنيعة، بسبب خطاباتهم التحريضية، ومطالبتهم بمواقف واضحة وإصدار بيانات تحرم قتل الأبرياء والاعتداء على المقدسات.

4- مطالبة الحكومة بإجراءات حازمة وفورية لحماية المواطنين وحماية هذه المقدسات الشريفة وعدم تركها بإيدي غير أمينة أو غير مبالية.

واستنكر المرجع الديني الشيخ المنتظري في بيان له الاعتداء الآثم قائلا: إن ما يؤثر في إخماد أبعاد فتنة هذه الجماعات المنحرفة هو أولا: على أهل السنة أن ينتبهوا و يعرفوا و يفصلوا حسابهم من هذه الجماعات المثيرة للفتن وان يظهروا تبرّئهم منهم، و ثانيا: إن يقطعوا جميع دعمهم المادي و المعنوي لهم. و على الإخوة من أهل السنة في العراق أن يعلموا إنهم إذا لم يخمدوا هذه الفتنة بإنزواء هذه الجماعة و قطع دعمهم عنهم، فإنهم سيُبتلون بحرب داخلية تستمر لعدة سنوات، وسوف لا تكون نتيجته إلا ضرب الإسلام العزيز و إتلاف النفوس وتضييع ثروات العراق المظلوم.

واضاف الشيخ المنتظري: كما يُتوقع من منظمة المؤتمر الإسلامي أن تتحرّك بحركة جادّة وبعيدة عن الشعارات بإتخاذ تدبير، و لتفكر البلدان الإسلامية في حل جاد من أجل إخماد وإمحاء هذه الجماعات الجزّارة و العنيفة، و إذا لاسمح الله توجد مساعدات من قبل بعض هذه البلدان لهذه الجماعات فليقطعوها.

من جهة اخرى ادان شيخ الازهر الشريف الامام محمد سيد طنطاوى التفجيرات التى وقعت فى ضريح امامين في المذهب الشيعي في العراق مؤكدا عمق الصدمة التى احدثها هذا الحادث على العالمين العربى والاسلامى. وأكد شيخ الازهر اهمية اصدار قرار من هيئة الامم المتحدة يلزم جميع الدول الاعضاء تجريم الاساءة الى المقدسات والرسل واصدار عقوبات على المتطاولين.

مؤسسات تستنكر الاعتداء الآثم

اصدرت مؤسسة النبأ للثقافة والاعلام بيانا قالت فيه، هكذا أفصحوا عن الوجه الحقيقي لبشاعتهم واستهتارهم بكل القيم والاخلاق والشرائع الدينية والدنيوية على حد سواء... ليس هناك عذر لأحد في ماحدث اليوم في سامراء لمرقدي الامامين علي الهادي والحسن العسكري عليهما السلام، أما الدعوات التي تقول انها من افعال الاعداء الذين يريدون اثارة فتنة طائفية بين ابناء الشعب الواحد فهي غير مقبولة أيضا، وما هو مطلوب الآن هو، من سيحمي مراقدنا من الاعتداءات الآثمة وكيف؟ واضاف البيان: من لا يستطيع ان يحمي مقدساته لا يمكنه الدفاع عن حياته الكريمة قطعا، وليكن درس هذا العمل الشنيع مفيدا لنا جميعا كي نتخذ منه العبرة لتدارك ما يمكن تداركه لمثل هذه الافعال التكفيرية، ولنتصرف من الآن فصاعدا بطريقة نؤمِّن من خلالها حماية مراقد أئمتنا الاطهار (ع) قبل حماية انفسنا وممتلكاتنا !!.

من جهة اخرى شهد ديوان الامام الشيرازي في الكويت مهرجانا خطابيا في ختام ايام الحداد التي اعلنتها المرجعية الدينية الشيعية استنكارا لتدمير مراقد الائمة في سامراء، وشارك في المهرجان نواب وعلماء دين ومواطنون ووافدون. وتحدث في المهرجان سماحة السيد مرتضى الشيرازي الذي قال ان اسوأ شخصية هو الارهابي المثير للفتنة لان الله سبحانه وتعالى يقول الفتنة اشد من القتل. واضاف ان جريمة تدمير المرقدين هي فتنة بكل تجلياتها ابعد من تدمير البناء نفسه وبهدف تدمير الحرث والنسل. ودعا الشيرازي الى السعي لتجفيف جذور الارهاب ومنابعه ومصادره الفكرية التي تدعو الى تكفير المسلمين والالتزام بنصائح ومشورة المرجعيات الموثوقة.

ونظمت هيئة محمد الامين الثقافية العالمية في كربلاء مسيرة ضخمة استنكارا لتفجير حرم العسكريين (ع)، وشارك في المسيرة 5000 رجل من الغيورين على مذهب اهل البيت عليهم السلام حيث حملتهم (105) سيارة كبيرة ومتوسطة. وعند وصول القافلة الى منطقة اللطيفية منعت قوات الحرس الوطني القافلة من السير، وهناك أقيمت صلاة الجماعة بإمامه الشيخ فاضل الفراتي واعتصم الناس وهم يرددون الهتافات الولائية، وفي هذه الاثناء سمعت أصوات الهاون الذي وقعت قذائفه بعيدا عن الجماهير ورشقات نارية دون ان يصاب احد بأذى.

المسلمون في الخليج

يستنكرون العمل الدنيء

واستنكرت جموع المسلمين في مساجد الكويت الحادث الاليم والفاجعة الكبرى اثر تعرض مرقد الامامين الهمامين علي الهادي والحسن العسكري عليهما السلام في سامراء من قبل بعض الارهابيين التكفيريين. وطالب الخطباء التعاون والتآلف والوحدة الوطنية بين المسلمين كافة سنة وشيعة حتى تقوى شوكتهم وعضدهم ويستطيعون الوقوف في وجه الطغيان والاستكبار. واشار هؤلاء بأن الارهابيين هم احفاد تلك الفئة التي كانت في السابق من الاساءة للرسول الاكرم صلى الله عليه وآله وسلم وكذلك اهل بيته عليهم السلام وهدم قبور الائمة في البقيع واليوم ها هم يقومون بتفجير قبب الائمة وللموالين ومحبي أهل البيت عليهم السلام.

 من جانبه، اكد الشيخ حسن الصفار ان التفجير والعدوان الارهابي الذي اصاب مرقد الامامين الطاهرين الهادي والعسكري عليهما السلام في سامراء العراق، يشكل ذروة المأساة في واقع الامة، وعمق الانحدار الذي وصلت اليه اتجاهات التطرف والارهاب، التي تعبث بأمن الامة وتنتهك حرماتها وتنفذ مخططات اعدائها.

وفي البحرين ايضا

تظاهر نحو مئتي الف شيعي بحريني احتجاجا على تفجير مرقد الامامين علي الهادي وحسن العسكري في سامراء في العراق بدعوة من المجلس الاسلامي العلمائي الذي تصدر اعضاؤه مسيرة الاحتجاج على ما افاد المنظمون. واعلن رئيس المجلس الشيخ عيسى قاسم في كلمة القاها في المسيرة (جئنا لنعلن اشد السخط على اهانة المقدسات التي ارتكتبها حماقة الجهلة بايعاز من الاستكبار العالمي نرجو ان لا تخرج هذه الاحداث باخواننا في العراق عن صوابهم ورزانتهم وحرصهم الشديد على الدم من اي مذهب).

وفي السعودية اصدر جمع من العلماء في السعودية بيان دعوا فيه الى مجموعة من التوصيات منها:

1- نشر ثقافة تعظيم المقدسات الدينية، ومن أبرز مصاديقها دور العبادة ومحافل الذكر والرموز الدينية..

2- استنكار الحواضر العلمية والمؤسسات الدينية بكل أطيافها لمثل هذا العمل الذي إن لم يدن فإنه سيطال جميع المقدسات بلا استثناء..

3- التوجه لإصلاح المناهج التربوية والتثقيفية التي تولد مثل هذه التوجهات العدائية..

4- عدم الانسياق وراء الأعمال الارتجالية التي من شأنها خلق فتنة طائفية كما أوصت بذلك المرجعيات الدينية..

5- المساهمة في تشييد المرقد الطاهر للإمامين العسكريين (ع)..

المسلمون يتظاهرون في

مختلف دول العالم

وفي بومباي بالهند سير آلاف الاشخاص مظاهرة في مدينة بومباي الهندية الغربية احتجاجا على مهاجمة اضرحة ومقامات مقدسة في العراق خلال الايام القليلة الماضية. ونظم المظاهرة المجلس الاعلى للعلماء المسلمين الذي قال قادته ان مثل تلك الهجمات هي ضد الانسانية ولا يجب التسامح معها حسبما اوردته وكالة (يونايتد نيوز) الهندية للانباء. ونقلت الوكالة عن رجل الدين مولانا احمد علي عبيدي رئيس المجلس الاعلى للعلماء المسلمين قوله في كلمة القاها في المتظاهرين ان (الهجمات على الاضرحة عمل همجي ضد الاسلام اوقع ضحايا ابرياء في العراق). واعتبر ان تلك الهجمات (مؤامرة لايقاع فتنة بين المذاهب ويجب ان يدينها العالم).

وخرجت في العاصمة البريطانية لندن تظاهرة احتجاجية على تفجير الضريحين المقدسين بالعراق من قبل مجموعة من الجاليات الشيعية الموجودة في لندن مثل (العراق، باكستان، افغانستان، الهند، لبنان).. وقد طالب المتجمهرون الذين بلغ عددهم 60 الف شخص بموت بن لادن والزرقاوي وصدام حسين. وقال احد منظمي التظاهرة ويدعى محمد الحلي (27 عاما) نحن نأمل في ان نحقق من خلال هذه المسيرة هو اظهار الاحتجاج والرفض الكامل لهذه الجريمة الشنعاء التي استهدفت مرقد الامامين علي الهادي والحسن العسكري واظهار مدى تصميمنا على التأكد من ان الناس يعرفون هذه الجرائم التي يجب ان لا تتكرر في المستقبل. وفي إحدى اللافتات كتب المتظاهرون أنهم سوف يقومون باستئصال المجرمين بأنفسهم إذا ما عجزت الحكومة العراقية أو تقاعست في استئصالهم.

وعقدت الجالية الإسلامية بكل أطيافها وطبقاتها وإنتمائاتها ندوة جماهيرية وإعلامية في جامع أهل البيت سلام الله عليهم في لوس أنجلس بولاية كاليفورنيا الأمريكية، حيث أشار السيد مصطفى القزويني مؤسس وإمام المركز الثقافي الإسلامي في لوس آنجلس إلى نقاط عديدة كان منها:

أولاً: ضرورة إعلان الشجب والإستنكار والإحتجاج السلمي على نطاق واسع من قبل كل المسلمين وإيصال صوت الإحتجاجات إلى العالم كلّه والتأكيد بأننا نقدّس أئمة المسلمين الطاهرين حتى بعد ارتحالهم وبعد مضي آلاف السنين من استشهادهم، وأضرحتهم لا تعني فقط أنها دور العبادة والصلاة وإنما هي تذكرنا بالقيم والمبادئ وتوقظ النفوس وتحيي القلوب، فتعظيمها هو تعظيم لشعائر الله بحيث أنها تقرّبنا وتذكرنا الله جلّ وعلا.

ثانياً: على الولايات المتحدة إستدعاء سفيرها في العراق زلماي خليل زاد المتحدث بلغة منحازة إلى الإرهابيين والمتطرفين والتكفيريين والتي ساهمت بنحو وآخر إلى تشجيع الإرهابيين وبلوغ العنف ذروته.

ثالثاً: مطالبة الكونغرس الإمريكي مراجعة حساباته في العراق والنظر إلى ما يحدث في العراق من خروقات وهتك لحقوق الإنسان من قبل الجيش الأمريكي وما يعانيه الشعب العراقي من المآسي والإسراع في نقل السيادة الكاملة بما فيها الملف الأمني إلى الحكومة العراقية المنتخبة من قبل أكثرية الشعب.

 وأشار بعده سماحة حجة الإسلام والمسلمين الشيخ محمد فلاح العطار مؤسس المركز الإعلام الإسلامي في جنوب كاليفورنيا إلى ضرورة فضح الفكر المتطرف التكفيري الوهابي وما يتضمنه من تخلف وعنف المؤديان إلى تردي الأمة ووقوع المآسي والجرائم في حق الشعوب وضرورة أيضاح مسألة تفكيك وإخراج الفكر الوهابي عن مدرسة أهل البيت سلام الله عليهم وأهل السنة.

وارسلت رابطة علماء المسلمين الشيعة في امريكا الشمالية إلى العراقيين حكومة وشعبا رسالة جاء فيها:

الجريمة النكراء والكارثة الكبرى التي حلت بالمسلمين بتفجير وتدمير مرقدي أئمة المسلمين الهادي والعسكري عليهما الصلاة والسلام إنما هو حدث كارثي وتاريخي كبير، وحدث جلل بدأ بالهجوم الأول على بيت رسول الله وقتل ابنته فاطمة الصديقة، إلى سلسلة الاحداث التاريخية التي حدثت بعده حتى ذبحوا الإمام الحسين عليه السلام، وهدموا مراقد ائمة أهل البيت عليهم السلام في المدينة المنورة، مرورا بهدم البعثيين لمرقد أمير المؤمنين عليه السلام في النجف وولده الحسين عليه السلام في كربلاء، وانعطافا بالتفجيرات الاخيرة لمرقد الإمام علي عليه السلام حيث تمخض عن قتل المئات من الناس والعلماء الاعلام، واستتباعا بتفجير مرقد الإمام الحسين عليه السلام وذبح زائريه في محرم الحرام، ووصولا إلى هدم وتدمير وتفجير مرقدي الامامين الهادي والعسكري عليهما الصلاة والسلام هذا اليوم.

واضاف البيان: على جميع السياسيين والدينيين من الشيعة والسنة أن لا يقللوا من شأن الحدث والجريمة، لأنها تمثل الهجوم على مرقد الرسول وهدمها، وبناءا على ذلك فكيف يجب أن يكون رد الفعل ؟ من هنا كان الجميع أن يفهموا أن ما قد حصل هو تجرؤ على رسول الإسلام بعينه وهدم قبته الشريفه، لأن الذي في هذه القبة هو عين دم الرسول ولحمه المقدس وذات بدنه الطاهر في سامراء، كما أنه انتهاك لحرمة اثنين من أبناء الرسول واوصياءه وذراريهم ونسائهم وامهاتهم. فما قد حصل يا ايها العقلاء كارثة عظيمة وانتهاك كبير يجب أن لا ينظر إليه إلى انه انتهاك لحرمة مسجد من مساجد الشيعة أو أحد مراكزهم العبادية، بل هو انتهاك لحرمة الإسلام، وطعن في قلوب المسلمين، وانتهاك لمقدسات الدين.

منظمة اليونسكو تعتبر الاعتداء

اهانة للبشرية

ادانت منظمة اليونسكو الاعتداء الآثم واعتبرته عملا مرفوضا بأي حال من الاحوال: حيث أعرب المدير العام لليونيسكو كويشيرو ماتسورا عن صدمته وقلقه بعد تفجير ضريح شيعي في سامراء في العراق والعنف الطائفي الذي تبعه.

وجاء في بيان ان «المدير العام اعرب عن صدمته وقلقه اثر التدمير الذي لحق بمسجد علي الهادي والخسائر البشرية الناجمة عن اعمال العنف، واعتبر ماتسورا في البيان ان تدمير دور عبادة هو اهانة للبشرية جمعاء وانتهاك للمعايير الدولية» مشددا على ان اليونيسكو «مستعدة» للعمل مع السلطات العراقية «على حماية الارث التاريخي والروحي والثقافي لمواقع مثل سامراء. واكد البيان ان مدينة سامراء شمال بغداد «هي من اهم المواقع الاسلامية».

ومن اجل احتواء المضاعفات المحتملة:

مقالات الكتاب وآرائهم حول الاعتداء

على المقدس الاسلامي

في مقال للكاتب العراقي طلال النعيمي نشر في شبكة النبأ قال فيه:

ان ما حدث في يوم الاربعاء الاسود الاليم الحزين..هو اغتيال جديد لجسدي الامامين العسكريين -سلام الله عليهما- ويضيف النعيمي قائلا: وان عملية اغتيال جسدي الامامين العسكريين لن تمر بسلام الا بمكافحة وابادة النهج التكفيري الوهابي من قبل الشيعة وكل الشرفاء والاحرار من اخواننا اهل السنة والجماعة.. ولأن كل وهابي هو سني.. وليس كل سني هو وهابي.. فيجب اخذ الحيطة والحذر لكي نفوت الفرصة على الوهابية التي تراهن على اشعال نار الفتنة الطائفية في عراقنا الحبيب.

ويرى الكاتب سعيد السلاطنة: ان هؤلاء التكفيرين يعتدون على المساجد والمآتم بدافع كفرهم لأنهم يرون بأن بيوت الله منبعث التوحيد الإلهي ولابد من تدميرها وتدمير أهلها. والا فمرقد الاماميين العسكريين (ع) كان بيتا من بيوت الله التي إذن الله أن ترفع ويذكر فيها اسمه، لقد كانت الحضرة المقدسة للامامين العسكريين تضم الشيعة والسنة ولم يذكر التأريخ ولا موقفا واحدا من انه وقع اعتداء من شيعي على سني في تلك الروضة ولا غيرها من الرياض المقدسة وفي المقابل تجد اعتداءات متكررة في تلك الرياض المقدسة التي يستولي عليها المتعصبون من السنة سواء في سر من رأى أو في المدينة المنورة أو في مكة أو في غيرها من بقاع العالم،مما يثير حفيظة واشمئزاز حتى البعض من المذاهب الاخرى

ويقول الدكتور. وليد سعيد البياتي الى مفادرة الصمت ويقول: ايها الصامتون والعابثون بالتاريخ وبأنسانية الانسان، هذه جراحي بمساحة الوطن وبعمق العقيدة، هذه حنجرتي لم يكن حشوها الا سكاكين البعث في اقبية القهر، ها أنا ذا امامكم لا املك الا تاريخ الحسين، وعشق الحسين عليه السلام، ها أنا ذا بيدي من تربة كربلاء المذبوحة من عصر الحسين، ها أنا ذا شاهد عصري، وقلمي مازال ينزف وهل الكتابة الا جرح ينزف!! فكم من الجراح وكم؟؟ ايها الصامتون هل ثار الحسين ليعلمنا فلسفة الصمت؟؟ هل سقت دماه رملنا لتجف بعده الاقلام؟؟ هل جزوا رأسه الشريف ظلما وعدوانا لتجز حناجرنا عن اخراج الصراخ؟؟ هذه جراحنا مازالت فتية كما كانت منذ الف!! والنائمون مازالوا في غفوتهم منذ الف!! وفي كل مرة يريدونا ان نقدم اعناقنا للجزارين لتصير لهم قضية يتحاورون فيها في اجتماعاتهم ويتلقون من الجزارين عهودا لايوفي بها احد، ثم يملأون أذاننا بسوف.. وإننا.. وسنفعل.. وبكم من الوعود ولا شيء غير الوعود..

وكتب السيد محمود الموسوي من البحرين قائلا: شخصياً أقول إن إدانة الفاعلين تحصيل حاصل، فهم من قبل معروفون من خطابهم و أفعالهم أنهم من سلالة يزيد ابن معاوية الذي قتل أهل بيت النبوة وموضع الرسالة وقطّعهم ورفع روؤسهم على الرماح، فلا فرق أبداً بين ذاك و هؤلاء، فهي مدرسة سفك وفساد في الأرض واحدة، تجتمع على بغض أهل البيت (عليهم السلام) وتكنّ لهم الأحقاد منذ ذلك الزمن، إلا أن ما ينبغي أن يؤكّد على إدانته هم أولئك التبريريون، الذي تنتفض عروقهم عندما يسمعون أن الفكر الحسيني مازال قائماً، واضاف قائلا: إلى متى سيتم الإستخفاف بالعقول، والحقيقة فإن كل من يتكلّف تبريراً لليّ الحقائق، فإنما يستخفّ بعقله هو، فالناس أكثر وعياً من أن تمر عليهم هرطقات الكتبة وبائعي الحديث.

كما أن على مستلمي السلطة في العراق أن يجعلوا حماية الأضرحة وأمن الزوّار من أولوياتهم، فهي ليست ملكاً للعراق وحده، بل هي مقدّسات الملايين من المسلمين ومهوى أفئدتهم، كما أن هذا الأمر ينبغي أن يؤسس لشرط قبول ودخول في أي تشكيل حكومي في العراق، وهو أن يتبرأ الداخلون صراحة من أولئك، بل ويعملوا على مقاومتهم وكفّ أذاهم، فلا ينبغي أن تمر هذه الحادثة دون تأثير في التفكير السياسي، والتفكير الإجتماعي، والثقافي، لكي يأخذ من لطّخت يده بهذا الإعتداء درساً كبيراً بأن السحر انقلب على الساحر، ولا يفلح الساحر حيث أتى، تماماً كما كان يزيد يظن بأن بقتله الإمام الحسين سينهي المدّ الحسيني وفكر أهل بيت النبوّة، إلا أنه كان مخطئاً، فما زاد القتل والظلم إلا إصراراً على هذا النهج وعمقاً لهذا التفكير وسعة لمعسكر الإمام الحسين (عليه السلام).

وحمل د. عدنان جواد الطعمة الحرس الجمهوري السابق مسؤولية تفجير مرقد العسكريين (ع) في مقال نشر في شبكة النبأ حيث قال: تشير كل الدلالات والبراهين إلى أن من قام يتفجير هذين المرقدين الشريفين هم من الحرس الجمهوري الصدامي السيئ الصيت مع بعض أعوانه المرتزقة والحاقدة من الإرهابيين الذين عاثوا في البلاد الفساد والدمار... وكان قائد الحرس الجمهوري حسين كامل الذي قال لصدام بأنه سيقضي على الإنتفاضة. وبالفعل أطلقت صواريخ سكود على قبة الإمام الحسين وأخيه العباس عليهما السلام وعلى قبة الإمام علي عليه السلام ثم طوقت مدينتي كربلاء البطلة من كل الجوانب وقام الحرس الجمهوري بإرغام العشرات من شباب كربلاء على شرب البانزين ثم أطلقت النيران على بطونهم وحملوا عشرات من الشباب أيضا بالطائرات السمتية ورموهم وهم أحياء. كما قام الحرس الجمهوري بتفجير مئات البيوت التاريخية القديمة المزخرفة بالنقوش والموزائيك والسيراميك حول مرقدي الإمامين الحسين بن علي وأخيه العباس عليهما السلام. وحسب ما وردتنا الأخبار بأن حسين كامل كان جالسا على دبابته مقابل باب صحن الإمام الحسين عليه السلام، خاطبه قائلا: (أنا حسين، وإنت حسين)، بهذا الغرور والإستهزاء.. وما حدث في سامراء هونفس الأسلوب الذي لا يختلف عليه إثنان.

متابعات ثقافية

النبأ/السليمانية- صلاح جلال

ضمن الفعاليات السنوية لمعهد الفنون الجميلة في السليمانية قام المخرج الشاب (ديباز حمه جزا) بإخراج مسرحية (ملائكة الرهبة) من تأليف سكوت كلنس، على قاعة المعهد بحضور نخبة من الفنانين والمثقفين في المدينة.

ويعتبر جهدا فنيا مميزا ذا شكل حداثوي بمفارقته التقليدية في العرض المسرحي، وظهر هذا البعد من خلال تغيراته في إشكالية المثبة في الديكور، اعتمد المخرج على الفضاء الفارغ وقام باستخدام المفردات كالديكور المتحول من شيء إلى أخر بدلا من بناء ديكور ثابت، وبشكل رئيسي عمل على الألوان، وقام باستبدال مفهوم الموضوع- الذات بـ الذات- الموضوع، وظهرت هذه التغيرات في عمل الممثلين بأدوارهم اذ استطاعوا ان يشدوا انتباه الحضور لمشاهدة العرض بشكل تام.

مهرجان كه لاويز التاسع

مهرجان كه لاويز مهرجان أدبي وثقافي تعود بداياته إلى عام 1996. والجهة التي تشرف على المهرجان: مركز كه لاويز الأدبي والثقافي في محافظة السليمانية. إضافة إلى المهرجان ينظم المركز ندوات وأمسيات ثقافية متنوعة ويصدر مجلة (كه لاويزى) نوى بالغتين الكردية والعربية وله مشروع سنوي خاص بطبع الكتب و افتتحت له فروع في كركوك واربيل وحلبجة وكلار وكؤية ورانية وبعض المدن الأخرى.

ويشارك في مهرجان كه لاويز التاسع أدباء ومثقفون قادمون من مدن كردستان والعراق وإيران وسوريا ومن كردستان تركيا وأوربا. وفي هذه المناسبة فتح معرض خاص للكتب شاركت فيه دور نشر عربية وكردية وفارسية. كما وزعت لكتاب وباحثين جوائز تقديرية للكتب. وقدمت في هذه الدورة مجموعة من البحوث باللغة الكردية منها:

السلطة الإسلامية وانعكاسها في انتاج العنف والتطرف وهو بحث قدمه الكاتب (سلام عبد الكريم) إلى مهرجان (كه لاويز) التاسع، عززه بمصادر ومراجع عربية وكردية وفيه يتحدث بإسهاب عن الإرهاب والإرهاب العالمي وتسليط الضوء على ما يجري في العصر الحديث.

كما قدمت الكاتبة والشاعرة (سوزان مامه) بحث بعنوان فلسفة الجسد في رواية التنين، واحتوى على مقدمة ومدخل وعدة محاور منها الشخصية في البنية الفنية للرواية ودورها في رواية التنين بالذات، وميكانيزم الجسد وممارسة الجنس عند شخصيات الرواية. تولي الباحثة اهتماما واضحا بدور الشخصية في بناء الرواية وانبثاق ما يمت بصلة إلى الجنس وعلاقة الجنس بحبكة الرواية والدلالات الكامنة خلف قيام شخصيات الرواية بممارستها.

كما قدم (عزيز رؤوف) بحث تحت عنوان المجتمع أمام تهديدات الإرهاب، ويحتوي على مقدمة وعدة عناوين فرعية منها: الإرهاب مفهوما ومصطلحاًً- الإرهاب بعد أحداث سبتمبر- الإرهاب بين جاك دريدا وهابرماس-الإرهاب والتربية المذهبية-الإرهاب في الشارع الكردي. ويعد البحث محاولة لقراءة الفضاء السياسي والاجتماعي الذي يخلقه الإرهابي كفاعل في المجتمع. ويسعى الباحث للتركيز على أسباب ونتائج وجود الإرهاب في كردستان اكثر من اهتمامه بالأحداث والعوامل المولدة للإرهاب بشكل عام.

كما قدمت بحوث باللغة العربية ومنها بحث لناظم عودة ود.شجاع العاني وسامي داود.

الاولى

جريمة تدمير ضريحي الإمامين

الاساءة ملة واحدة

رؤية مقترحة للتعاطي مع نزعة التجاوز

سامراء

لمحات من سيرة الامامين العسكريين (ع)

قطاف الكلام

التنوير العراقي بين جدلية الدولة

الإصلاح المنقوص

مفهومية التنوير في فكر الامام الشيرازي

التسامح الديني في الإسلام

لغة الارقام

غرانيق في سماء الاستشراق

حوار مع الاستاذ زكي الميلاد

حرب قصف العقول وكسب القلوب

إشكالية الديمقراطية

المجتمع المدني الكوكبي

واحة الحياة

الأ بعاد الروحية للشعائر الإسلامية

واقعة كربلاء.. سفر الخلود

عاشوراء في الذاكرة

سيادة الحق والعدل الاجتماعي

علوم وتقنية

الوعي والثقافة القانونية

اثر السنة والشخصية

محمد علي شمس الدّين وألـفـة المكان الشّعري

شعر اقباسك طاهرة

مذكرات من جنوب العراق

إذا قام الإسلام في العراق للإمام الشيرازي

اصدارات

متابعات

الاخيرة  

الصفحة الرئيسية

الأعــداد السابقــة

فهرست العــدد

إتصــلوا بـنـــا