في عالمٍ تتسارع فيه وتيرة الحياة وتتزايد ضغوطها، يظل الوالدان حصن الأمان الأول الذي يُنشئ الأجيال ويُشكّل مصير المجتمعات. بمناسبة اليوم العالمي للوالدين (1 يونيو)، يُسلّط هذا التقرير الضوء على الرحلة العميقة لتربية الأطفال، من جذورها التاريخية والدينية إلى تحديات العصر الرقمي وضرورات المستقبل...
في عالمٍ تتسارع فيه وتيرة الحياة وتتزايد ضغوطها، يظل الوالدان حصن الأمان الأول الذي يُنشئ الأجيال ويُشكّل مصير المجتمعات. بمناسبة اليوم العالمي للوالدين (1 يونيو)، يُسلّط هذا التقرير الضوء على الرحلة العميقة لتربية الأطفال، من جذورها التاريخية والدينية إلى تحديات العصر الرقمي وضرورات المستقبل.
انطلاقًا من شعار 2025 "تزويد الوالدين" — الذي أطلقته الأمم المتحدة لدعم مهارات التربية — نستعرض كيف يمكن تحويل التحديات إلى فرص، وكيفية بناء علاقات أسرية قائمة على الحب، الذكاء العاطفي، والقيادة المسؤولة. عبر هذا التقرير، سنكشف عن الأدوار المتجددة للوالدين، والأساليب العملية لتربية أطفالٍ قادرين على مواجهة تعقيدات القرن الحادي والعشرين، دون أن نفقد جوهر العلاقة الإنسانية: الاحتواء، التوجيه، والإلهام.
الجذور التاريخية والثقافية
الأصول الأممية: أعلنت الجمعية العامة ان 1 حزيران/يونيو من كل عام، سيكون يوما عالميا للوالدين، على أن يُحتفل به سنويًا في كافة أنحاء العالم حسب قرارها A/RES/66/292.
الجذور الدينية:
في الإسلام: يعتبر برّ الوالدين في الإسلام من الواجبات وليس من المستحبّات أو المباحات، بمعنى أنّه ليس اختياراً شخصيّاً، بل إنّ من الواجبات على الإنسان أن يبرّ بوالديه، وهذا أمر متفق عليه بين جميع المسلمين، فيجب على الولد أن يكون باراً بوالديه، ويحرم عليه عدم برّهما، ويعتبر عقوق الوالدين من الكبائر التي أوعد الله عليها الإنسان الذي يرتكبها الخلود في النار، لأنَّ الكبائر هي التي يخلَّد بسببها الإنسان في النار.
كما جاء في القرآن الكريم: وَوَصَّيْنَا ٱلْإِنسَٰنَ بِوَٰلِدَيْهِ إِحْسَٰنًا ۖ .
شعار 2025، تزويد الوالدين
نحتفل هذا العام باليوم العالمي للوالدين تحت شعار "تزويد الوالدين" تركيزا على حقيقة جوهرية لا تحظى بالتقدير الكافي في كثير من الأحيان وهي أن التربية مهارة مكتسبة. فالآباء ومقدمو الرعاية في حاجة إلى الوقت والموارد والدعم المناسب لتربية أطفالهم في بيئة داعمة وإيجابية.
وفي إطار احتفال هذا العام، من المنتظر أن تطلق منظمة اليونيسف شهر التربية لعام 2025 لتسليط الضوء على أهمية تزويد مقدمي الرعاية بالمعرفة والأدوات التي يحتاجونها. وستتضمن الحملة، التي تستمر شهرًا كاملًا، قصصًا مؤثرة عن الأفراح والتحديات التي يتلقاها الوالدين، إضافة إلى نصائح وموارد عملية في مجال التربية. كما تدعو إلى تقديم دعم أكبر لمقدمي الرعاية من خلال برامج التربية.
كتبت الأستاذة سحر العبسي مقالًا بعنوان دور الوالدين في النمو العاطفي لأطفالهم في موقع (شركة التعليمية)
الحب خط الدفاع الأول
إن التحول من الخوف إلى الحب هو نقلة نوعية في التربية لذلك من المهم أن تكون محاولتنا دائمة لإعلان محبتنا لأطفالنا من خلال السلوك ونتعلم الحب السلوكي، فجميعنا يحب أطفاله. في حين لو سألنا أطفالنا هل تشعرون بحبنا؟ قد تكون إجاباتهم مفاجئة لنا، لذا فشعور الأطفال بحب الوالدين هو الدعامة الأساسية لقبول الأطفال لذواتهم وتنمية قدراتهم، وهي الأرض الصلبة التي تتحمل صدمات المراهقة، ومن المهم أن نتأكد أن كلمة أحبك قد وصلت إليهم وأن عقولهم قد خزنت صورة ثابتة وهي أن أمي وأبي يحبونني ويتقبلونني ولن يتخلوا عني عندما أحتاج إليهم، ويترتب على هذه الخطوة تسهيل الاتصال مع الأطفال من خلال قضاء وقت نوعي خاص لكل منهم لا يرتبط بمهام والدية. مثل: اللعب أو الخروج معه في نزهة، وتبادل الأحاديث الخاصة - غير التوجيهية - معه. وإن هذه الخصوصية ستعطي الأطفال قوة في الارتباط بنا، وستكون رصيدًا عاطفيًا لديهم نستطيع أن نعتمد عليه عند تشكيل سلوكهم فالحب صمغ القيم.
البحث عن دوافع السلوك ومعالجتها
الحاجات هي دوافع السلوك والمحرك له فمثلًا إزعاج الأطفال المتكرر وراءه رغبة في لفت النظر وحاجة للاهتمام غير مشبعة، ولكن المبالغة في إشباع الحاجة له أثارًا سلبية فالطفل الذي تبالغ أسرته في الاهتمام به يعاني من صعوبة الاندماج في البيئة خارج أسرته؛ لأنه تعود على كمية اهتمام كبيرة فيتوقع هذا المقدار دائمًا في أي مكان وعندما لا يحصل عليه يختل توازنه فإما أن يكون منسحبًا أو مزعجًا، لذلك التوازن في إشباع الحاجات مهم للشخصية المتوازنة، واستخدام التشجيع والمديح الفعال بدلاً من إصدار الأحكام، لذا علينا النفخ في الإيجابيات وتغافل السلبيات لتزاحم الإيجابيات السلبيات ونجعل هدفنا القبض عليه متلبسًا بفعل حسن، ليتكون عند الطفل مفهوم إيجابي عن ذاته، كما نشجعه على التعبير عن مشاعره وأفكاره، وندربه على مهارات ضبط الذات مراعين خصائصه العمرية، ونوفر له فرصًا لتطوير علاقاته.
الحماية من فرط الحماية
نسعى في تربية أبناءنا إلى إحداث حالة توازن بين مراقبتنا لهم والاعتماد على أنفسهم في تحمل مسئوليتهم، دون أن يكون هناك رقابة صارمة على سلوك الأطفال، ولهذا فإن بعض الوالدين يقعون في مطب تربوي سلبي وهو شدة الانتباه إلى أبنائهم ومتابعتهم أينما حلوا أو رحلوا حتى لا يقعوا في مشكلة، وهم بذلك يمنعونهم من تعلم مهارات الحياة ويعطلون إمكانياتهم، ويحرمونهم فرص التعلم وهم بذلك يشبعون حاجاتهم للراحة مقابل إشباع حاجات الأبناء للتمكين والقوة.
الحماية من الإحساس بالذنب
من المهم أن نعلم أطفالنا أن الخطأ ليس عيبًا يجب أن نخفيه، ولكنه اجتهاد لم يصب به الإنسان، ولهذا فلابد من تشجيع الأطفال على مناقشة الأخطاء مع الكبار دون حرج أو وجل من معاقبة صارمة على ذلك الخطأ.
إن التعامل مع الأخطاء يتم من خلال قناعات بسيطة أولها أن الوقوع في الخطأ أمر طبيعي، فحدوث الأخطاء في مسيرة الحياة من طبيعة البشر فإن كان من طبيعة البشر فمن باب أولى أن يكون أقرب إلى الأطفال من غيرهم. وليعلم أطفالنا أن الأخطاء للتعلم والعمل من جديد، ومن القناعات تحمّل الآثار وأن لكل قرار آثار ولابد من تحمل تلك الآثار، فإن ترتب على هذا الخطأ أخذ حقوق الآخرين أو الإساءة لهم فلابد أن تعود لهم الحقوق أو الاعتذار لمن أخطأنا بحقه، وهذا هو أساس المسئولية التي نريد أن يعرفها أطفالنا منذ الصغر. ولكل مرحلة عمرية معالجة خاصة يقدرها المربي المتعامل مع تلك الحالات السلوكية. وكذلك علينا أن نقنع الأطفال أن الخطأ للتعلم وليس للتألم، فالاجتهادات في الحياة ليس فيها خطأ أو صواب وإنما لها أثارًا قد تكون إيجابية فنتمتع بها أو سلبية نتعلم منها. فحين نوجه اللوم الشديد للطفل قد ينسى الخطأ الذي وقع منه ويحتفظ بمشاعر الذنب داخله، وتراكم مشاعر الذنب ينتج إنسان منخفض التقدير لذاته.
كيف ننمي مهارات الذكاء العاطفي والاجتماعي؟ دور الأسرة والمدرسة في تطويرها:
من المهم تطوير المهارات طوال الوقت، مع التأكيد والتدرب عليها خصوصا في السنوات الخمس الأولى والتي من خلالها تصقل شخصية الطفل. التدرب على معرفة الذات والمشاعر والأحاسيس الداخلية، وقبولها والمقدرة على التعامل معها، بالإضافة لضبط النفس ومعرفة كيفية التعامل معها عند الغضب والخوف والقدرة على التفكير السليم. التعرف على شخصية الطرف الآخر ومحاولة التفكير بفكره والشعور بمشاعره، وامتلاك المهارات الاجتماعية التي تمكن من حل مشكلاته.
كيف نترجم ذلك في الواقع؟
أولا، الوعي الذاتي والشعوري- يدرك الطفل خلال سنواته الأولى مشاعره ويعي وجودها، ومع التطور يعي بأنه كائن مستقل له مشاعره وأفكاره، معتقداته ورغباته، وهذا يدفعه ليكون مرنا ويتعامل بوعي مع مشاعره عندما يفهمها ويترجمها لنفسه.
ثانيا، إدارة المشاعر، الشخص الذكي عاطفيا ينجح بإدارة مشاعره وفق ما هو مناسب له، ولا يسمح للمشاعر السلبية مثل العصبية والغضب والخوف بالسيطرة عليه.
ثالثا؛ الدافعية والتحفيز، فالشخص الذكي عاطفيا يمتلك مرجعية لتحفيز نفسه ويتمتع بأفكار إيجابية ومنطقية.
رابعا، فهم مشاعر الآخرين، يميل الشخص الذكي عاطفيا واجتماعيا إلى فهم وإدراك مشاعر الآخرين، يصغي لمشاعره ويعمل ما فيه خدمة للطرفين.
خامسا، إدارة العلاقات فهو يعي كيف يتعامل مع الآخرين وينجح في إدارة علاقاته مع المحيطين بحكمة. بحسب (موقع سين Scene 48 ).
ما هي القيم الأساسية التي يجب على الوالدين غرسها في أطفالهم ليصبحوا قادة للمستقبل؟
يتأثر الأطفال بآبائهم وأمهاتهم بشكل فطري كونها أول علاقة وأول اتصال وجداني للطفل، خلال الأشهر الأولى من حياته، يكون الطفل بحاجة إلى اتصال جسدي وعاطفي مستمر مع والديه. هذا الاتصال يساهم في بناء الإحساس بالأمان ويعزز الروابط العاطفية بينهم، كما يتعلم الطفل الكثير من سلوكيات الوالدين عن طريق المراقبة فيلعب سلوك الوالدين دورًا كبيرًا في تشكيل شخصيته، ومن هنا تسهل عملية زرع الفكر القيادي والقدرة على اتخاذ القرار لأن الطفل هو الشخص الأكثر تأثرًا واستعدادًا لاستقبال هذه القيم، سواء في التعامل مع الآخرين أو في عملية اتخاذ القرارات وإدارة التحديات، وإليك أهمها:
· التشجيع على التفكير النقدي وحل المشكلات:
واحدة من أهم أصول التربية هو تشجيع الوالدين أطفالهم على التفكير النقدي وحل مشكلاتهم اليومية دون مساعدة من أحد الوالدين أو كليهما، حيث يمكن للطفل في هذه المرحلة تعلم العديد من القيم مثل القدرة على التحليل قبل اتخاذ القرارات، الاعتماد على النفس وعدم الاتكال على الآخرين، والأخذ بزمام الأمور الذي من شأنه أن يعزز ثقة الطفل بنفسه، لتتكون لديه بعد ذلك جميع سمات القائد الناجح.
· المسؤولية كدافع للاستقلالية:
تعتبر المسؤولية أول خطوة في غرس الاستقلالية في الطفل. فكلما تعلم الطفل كيفية تحمل المسؤولية في أداء مهامه اليومية، سواء كانت صغيرة كترتيب غرفته أو كبيرة كالمساهمة في الأعمال المنزلية، فإنه يبدأ في بناء شعور قوي بالثقة بالنفس. المسؤولية تعلم الطفل أن يواجه تبعات اختياراته، وأنه جزء من بيئته، وعليه أن يسهم في تحسينها. من خلال تحمل المسؤولية، يتعلم الطفل مهارة التخطيط والتنظيم وإتمام المهام، مما يفتح أمامه أفق الاستقلالية تدريجيًا. على سبيل المثال، عندما يُطلب من الطفل تنظيم مواعيده الدراسية أو المشاركة في اتخاذ قرارات عائلية بسيطة، فإنه يتعلم كيفية اتخاذ القرارات بشكل مستقل دون الاعتماد الكامل على والديه مما يعزز لديه روح المبادرة أيضًا فيصبح كالقائد لا ينتظر الأوامر، بل يبادر باتخاذ الخطوات اللازمة لتغيير المواقف وتحقيق الأهداف.
· التعامل مع الفشل واستخلاص الدروس المستفادة:
أكبر خطأ ممكن أن يرتكبه الوالدين في حق أبناءهم هو معاقبتهم على الإخفاقات المستمرة، لأنهم يزرعون بذلك فكرة أن الفشل هو نهاية الطريق! فيصبح الطفل حاملًا للروح الانهزامية التي لا تتفهم حقيقة المشاعر السلبية ولا تجيد التعامل معها، لذا يجب على الوالدين أن يكونوا داعمين لطفلهم عندما يواجه الفشل، وأن يساعدوه في استخلاص الدروس القيمة التي يمكن أن تساعده في المستقبل. هذا النوع من التعليم يعزز من قدرة الطفل على الصمود أمام التحديات والضغوط في مراحل حياته المقبلة.
· تطوير مهارات التواصل الاجتماعي:
القيادة لا تتم في العزلة؛ فهي تتطلب القدرة على التفاعل مع الآخرين والعمل الجماعي. يجب على الوالدين تشجيع أطفالهم على المشاركة في الأنشطة الاجتماعية والمدرسية، سواء كانت رياضية، ثقافية أو تطوعية. هذه الأنشطة تساعد الطفل على تطوير مهارات التواصل والعمل الجماعي، وهي أساسية لبناء شخصية قيادية متكاملة.
· التحفيز والمثابرة:
القائد الجيد لا يستسلم بسهولة في وجه التحديات، بل يُظهر المثابرة والإصرار على تحقيق الأهداف. لذا من المهم أن يقوم الوالدين بتعليم الطفل أهمية الصبر والتحدي، ويمكن للوالدين تشجيع الطفل على المثابرة من خلال محاكاة مواقف حقيقية يتعين على الطفل فيها البحث عن حلول بديلة لتحقيق أهدافه، حتى في الأوقات الصعبة.
· القيم الأخلاقية:
وأخيرًا حتى يصبح الطفل قائد ناجح يجب أن يتحلى بمكارم الأخلاق مثل الأمانة والنزاهة والصدق عند التعامل مع الأصدقاء والأقارب وفرق العمل المدرسية لبناء ثقة متبادلة تمكنه من تحقيق أهدافه وأهداف المجموعة التي يعمل معها، لذا يجب على الوالدين غرس المبادئ والأخلاق السامية في الطفل التي تعزز من قدرته على التعامل مع الآخرين بشكل عادل ومتعاطف، ليصبح قادرًا على تأسيس علاقات صحية ومتوازنة في المجتمع.
وختامًا إن صناعة قائد صغير تبدأ في بيته، مع والديه الذين يزرعون فيه القيم التي تشكل أساس شخصيته وقيادته في المستقبل. فعندما يشعر الطفل بالمسؤولية، ويتعلم الاستقلالية، ويكتسب القدرة على اتخاذ قراراته بثقة، فإنه يخطو خطوات كبيرة نحو أن يصبح قائدًا فاعلًا في مجتمعه.
كما يؤكد كتاب "دور الأسرة في إعداد القائد الصغير"، أن هذه الرحلة تبدأ من الأسرة، فهي الحاضن الأول الذي يُبنى فيه الطفل ليواجه الحياة بثبات وعزيمة. إذا تمكنا من منح أطفالنا الأدوات اللازمة للتوجيه الذاتي والتحمل، سنشاهدهم يكبرون ليكونوا ليس فقط قادة في مجتمعاتهم، بل أيضًا أفرادًا مسؤولين ومؤثرين.
لذلك، كل لحظة نستثمرها في تربية أطفالنا على القيم القيادية، هي استثمار في مستقبلهم. فلنكن نحن القادة الذين يزرعون فيهم بذور النجاح، ولنتذكر دائمًا أن الطريق إلى القيادة يبدأ من المنزل. (بحسب مؤسسة مسك).
مهمة مشتركة: ما هو دور الأب والأم في تربية الأبناء؟
الأب هو المُعيل والحامي في مُعظم الأسر، لكن هذا لا يكفي؛ فمهمة تربية الأطفال وتأديبهم وتأسيسهم تنقسم مناصفة بين الأب والأم، ومن المهمات التي تقع على عاتق الأهل عمومًا ما يأتي:
- قضاء وقت نوعي مع الأطفال: في هذا العصر الرقمي قلّما نجد أبًا أو أمًا يُحدثان أطفالهما ويقضيان معهم الأنشطة العائلية بعيدًا عن الإلكترونيات، وهذا الأمر يجب الحذر منه؛ لأنّه يؤثر سلبًا على الأطفال، ويجعلهم يشعرون بأنهم مهملون.
- الاحترام المتبادل: ينبغي للأب أن يحترم زوجته أمام الأطفال، ويحترم الأطفال أنفسهم، فلا يطلب منهم الاحترام أحادي الجانب، بل يكون قدوة لهم في ذلك، ومثل هذا ينطبق على الأم أيضًا.
- التعبير عن الحب: لا ينبغي للأهل أن يكونوا قساة أو جامدين عند التعامل مع أطفالهم، بل عليهم أن يعبروا عن حبهم لهم بالكلمات والأحضان والقبلات والنظرات الحانية، وكذلك عند التعامل مع بعضهم أو مع الآخرين، عليهم أن يُظهروا مشاعر الود أمام أطفالهم، لكن دون مبالغة.
- تعزيز الهوية الجنسية: ينبغي للأب مصاحبة طفله الذكر، وإجابته عن أسئلته وإن كانت محرجة أحيانًا، وأن يعلمه كيف يتصرف الرجال وما هي صفاتهم. أما الأنثى فيكون حنونًا معها، ويحترمها ويُعطيها حقوقها، ولا يطمس شخصيتها، ويعلمها الفرق بين الذكر والأنثى وأنهما مكملان لبعضهما البعض من خلال إظهار علاقته التكاملية مع زوجته أمامها، وعلى الأم أن تُكمل هذه المهمة بالتوافق مع الأب.
- الحفاظ على أوقات العائلة: مهما كان العمل مُرهقًا، ومهما تراكمت أشغال الحياة، ينبغي للأهل المحافظة على أوقات الوجبات اليومية والعطل الأسبوعية وفترة ما قبل النوم، وأي وقت يمكنهم استغلاله مع أطفالهم كعائلة واحدة.
- تعليم الأخلاق الحميدة: عندما ينظر الطفل إلى أبيه وأمه وهم يُمارسون الأخلاق الحميدة التي يعلمونه إياها سيشعر بأهميتها، خاصةً أن الأب والأم لهما هيبة في نفوس أطفالهم. بحسب )موقع (Tootaa.
كيف غيرت التكنولوجيا شكل العلاقات العائلية؟
تطورت وسائل الاتصال، لكن هل تطورت العلاقات معها؟ التكنولوجيا غيرت قواعد اللعبة تمامًا في المنازل.
- الاعتماد على الرسائل بدلاً من الحوار المباشر
- مشاهدة كل فرد لشاشته الخاصة بدلاً من التفاعل الجماعي
-مشاركة اللحظات عبر الإنترنت بدلًا من العيش الحقيقي لها
-الانشغال الدائم بالهاتف حتى على مائدة الطعام
- ضعف الاستماع والتركيز بسبب تعدد المصادر الرقمية
تربية الأبناء ليست مهمةً عابرة، بل هي إرثٌ إنساني يُبنى يومًا بعد يوم. في ختام هذا التقرير، نؤكد أن الوالدية الفاعلة لا تعني الكمال، بل تعني الوعي، المرونة، والاستعداد الدائم للتعلّم. أمام تحديات التكنولوجيا والضغوط الاقتصادية، يبقى الوالدان القوة الأكبر في تشكيل عالمٍ أكثر إنسانيةً وتوازنًا.
اليوم، ونحن نحتفل باليوم العالمي للوالدين، ندعو إلى:
- تمكين الوالدين عبر سياسات داعمة وبرامج تدريبية.
- إعادة تعريف "الوقت النوعي" بعيدًا عن الشاشات وقربًا من الحوار.
- تكريم الجهد الخفي الذي يبذله الآباء والأمهات في صناعة مستقبل أطفالهم.
لكل والدٍ ووالدةٍ يقرأ هذه السطور: أنتم البناة الحقيقيون للحضارة. فبينما تُعلّمون أطفالكم الخطوات الأولى، هم سيسيرون يومًا ما على الدرب الذي رسمتموه لهم — دربُ القيم، العطاء، والقدرة على الحب.
اضف تعليق