تصريحاتٌ رسمية متفائلة ، تؤكّد أن "العراق تجاوز مرحلة الصراعات"، بينما تُعلن الأمم المتحدة عبر أمينها العام أنطونيو غوتيريش عن ثقتها ببغداد عبر إنهاء بعثة "يونامي". لكنّ السؤال الذي يطفو على السطح: هل تحمل القمة بذور "صحوة عراقية" حقيقية، أم ستكون مجرد طقس دبلوماسي يُكرّس الانقسامات العربية؟...
في ظلّ تحوّلات جيوسياسية تعصف بالمنطقة، تستعد بغداد مدينة السلام، لاستضافة قمة عربية استثنائية في أيار/مايو المقبل، كحدثٍ يُحاول العراق من خلاله إثبات جدارته كفاعلٍ إقليمي مستقرّ، وقادر على لعب دورٍ محوري في حلّ الأزمات العربية المتفاقمة، بدءاً من الأزمة الفلسطينية إلى ملفّ إعادة إعمار غزة. تصريحاتٌ رسمية متفائلة من رئيس الوزراء محمد شياع السوداني، تؤكّد أن "العراق تجاوز مرحلة الصراعات"، بينما تُعلن الأمم المتحدة عبر أمينها العام أنطونيو غوتيريش عن ثقتها ببغداد عبر إنهاء بعثة "يونامي". لكنّ السؤال الذي يطفو على السطح: هل تحمل القمة بذور "صحوة عراقية" حقيقية، أم ستكون مجرد طقس دبلوماسي يُكرّس الانقسامات العربية؟
التصريحات:
"ان استضافة العراق للقمة العربية يؤكد عودته للساحة الدولية والعربية، والعراقُ مستعدٌّ لأنْ يكونَ شريكاً موثوقاً، وعنصراً مساهماً وفعالاً في الاستقرارِ الإقليميّ. وأبقيْنَا العراق بعيداً عن الصراعات بالمنطقة، وحافظنا على مواقفه الثابتة والمبدئية، خاصة من القضية الفلسطينية، كما اتخذ العراق مواقف حازمة على جميع الصُعد الدولية، من العدوان الصهيونيِّ على غزة ولبنان".
محمد شياع السوداني، رئيس الوزراء العراقي
"ان العراق وجه دعوة رسمية لجميع القادة والرؤساء العرب لحضور القمة العربية في العاصمة العراقية، والأمر متروك لهم للحضور من عدمه".
فؤاد حسين، وزير الخارجية العراقية
ان أجندة قمة بغداد ستكون مرتبطة بالتطورات في القضية الفلسطينية خلال الفترة المقبلة حتى انعقادها. وهذه التطورات مرتبطة بمواقف إسرائيل والولايات المتحدة من الخطة العربية لإعادة إعمار قطاع غزة. وقمة بغداد ستعقد في خضم وضع سياسي غير مسبوق في المنطقة العربية، ما يفرض على القادة العرب اتخاذ خطوات فعلية لمواجهتها، وملفات تحقيق الأمن والاستقرار في المنطقة ستكون في مقدمة أجندة عمل قمة بغداد.
السفير حسين هريدي، مساعد وزير الخارجية المصري الأسبق
أعرب الأمين العام للأمم المتحدة عن "تقديره لتوجيه الدعوة له لحضور القمة العربية في بغداد، مؤكداً مشاركته في أعمالها"، وإنهاء مهام بعثة يونامي يُعد مؤشراً على التقدم الكبير والنجاحات التي حققها العراق في مختلف المجالات".
أنطونيو غوتيريش، الأمين العام للأمم المتحدة
إن القمة العربية في بغداد ستكون لها انعكاسات إيجابية، إذ إن العراق طوى صفة الماضي ويتمتع حالياً بعلاقات إيجابية مع جميع البلدان العربية الشقيقة، وبات بلدا مستقرا سياسيا وأمنياً وهو مقبل على استثمارات مهمة بعضها يمثل فيه العرب عنصراً أساسيا كطريق التنمية الذي دخلت فيه دول قطر والإمارات وكذلك تركيا ".
مجاشع التميمي، المحلل السياسي
أكد السفير الإماراتي دعم بلاده الكامل لجهود العراق في إنجاح القمة العربية المزمع عقدها في بغداد خلال شهر أيار المقبل، مشيداً بالدور المحوري الذي يلعبه العراق في المنطقة. وأعرب السيد رئيس الدائرة العربية عن شكره وتقديره لمواقف دولة الإمارات التي تجسد حرصها على تعزيز العلاقات الثنائية ومد جسور التعاون الدائم مع العراق.
عبد الله مطر المزروعي، سفير دولة الإمارات العربية المتحدة
إن لقاء الشرع والسوداني جاء انطلاقا من حرص دولة قطر على ترسيخ الأخوة العربية وتعزيز العمل العربي المشترك، باعتباره ركيزة أساسية للأمن والاستقرار والنهضة في المنطقة، وتحقيق تطلعات شعوبها"، وأن اللقاء "جرى في أجواء إيجابية عكست التفاهم والتقارب بين الجانبين، والرغبة الصادقة في دفع مسارات التعاون العربي بما يخدم مصالح شعوب المنطقة".
ماجد بن محمد الأنصاري، المتحدث الرسمي لوزارة الخارجية القطرية
دعم بلاد لجهود العراق باستضافة مؤتمر القمة العربية في بغداد المقرر، وبحث العلاقات الثنائية بين البلدين، وسبل توطيدها في مختلف المجالات الاقتصادية والتجارية المتنوعة، وتهدف إلى تعزيز التكامل الاقتصادي، وتحفيز الاستثمارات وتنشيط الشراكة، وما ستحققه من عوائد ومنافع للبلدين، لاسيما مع استمرار العمل على مشروع طريق التنمية، بمحاوره ومشاريعه الاستراتيجية.
عرب القضاة، وزير الصناعة والتجارة والتموين الأردني
إن "العراق يستعد لاستضافة القمة العربية في بغداد، بعد جهود حثيثة بذلتها الحكومة لتعزيز مكانة البلاد داخل الفضاء العربي". وبعض الأصوات النشاز بدأت تطلق دعوات لمهاجمة دول شقيقة مثل سوريا ولبنان والكويت وقطر ودول خليجية أخرى، بهدف تقويض جهود الحكومة وتقديم العراق بصورة سلبية أمام محيطه العربي".
هوشيار زيباري، القيادي في الحزب الديمقراطي الكردستاني
أي اعتداء على أحمد الشرع عند حضوره القمة العربية المزعم عقدها في بغداد سوف يسبب مشاكل دولية خطيرة وكبيرة للعراق
هبة النائب، صحفية وباحثة في الشأن السياسي
سرية زيارة رئيس الوزراء إلى قطر مثيرة للتساؤل! أما من يعترض من السياسيين أو قيادات الإطار التنسيقي فالاعتراض يكون بموقف سياسي، أما سحب الثقة من الحكومة، أو الانسحاب منها. أما التصريحات في الإعلام تكون مجرد ثرثرة سياسية لا قيمة لها. خصوصاً بعد تصريحه بدعوة الشرع إلى القمة العربية.
إياد العنبر، باحث في العلوم السياسية
اتفاق في الدوحة على فتح الحدود بين العراق وسوريا، واستئناف التبادل التجاري، ودعوة لحضور القمة العربية على الطاولة. الدبلوماسية الهادئة تثبت نجاعتها. أضع هذه الصورة أمام من شتمونا لأننا رحّبنا بالرئيس الشرع ودعونا لعلاقات إيجابية متوازنة مع سوريا .فماذا هم فاعلون الآن؟
مشعان الجبوري، سياسي عراقي
بين التفاؤل الرسمي العراقي المُحموم، والتحفّظات الخجولة لبعض الأصوات المحذّرة من "استغلال القمة لتلميع صورة الحكومة"، تُشكّل قمة بغداد اختباراً مصيرياً ليس للعراق فحسب، بل للمشهد العربي برمّته. فإذا نجحت في طرح حلول عملية لأزمات المنطقة، كخطّة إعمار غزة أو تعزيز التكامل الاقتصادي عبر "طريق التنمية"، فقد تُكرّس بغداد كقاعدةٍ للتوافقات العربية. لكنّ التحديات تظلّ جاثمة: من انقسامات النخبة السياسية العراقية، إلى مخاوف أمنية تلوح في الأفق، وصولاً إلى تعقيدات الملف الفلسطيني في ظلّ استمرار العدوان الإسرائيلي. يبقى الأمل أن تُترجم الكلمات الطيبة والدعوات الاستثمارية إلى واقع ملموس، ليكون العراق – كما قال السفير الإماراتي – "جسراً للاستقرار" في منطقةٍ تئنّ تحت وطأة التحالفات الهشّة والحروب بالوكالة. فهل تُصبح قمة بغداد نقطة تحوّل تاريخية، أم مجرد فصل آخر من فصول "الأجندات العربية المعلّقة"؟ الإجابة ستُكتَب بأقدام القادة العرب على أرض المدينة التي شهدت ميلاد أولى الحضارات.
اضف تعليق