q
في مسيرة سلمية، جابت شوارع كوبنهاكن، ظهر اليوم، الخميس، احتشد الآلاف من أبناء الجالية العراقية والعربية واجانب من القوميات الاخرى، ليشاركوا في مسيرة العاشر من محرم السنوية، وتم رفع اللافتات باللغتين الدنماركية والانكليزية اضافة للعربية، في إشارة ناجحة لثورة الحسين ع ودفاعه عن الحرية عبر دعوته لان يكون الانسان حرا (كونوا احرارا في دنياكم)...

كوبنهاكن - رعد اليوسف  

في مسيرة سلمية، جابت شوارع كوبنهاكن، ظهر اليوم، الخميس، احتشد الآلاف من أبناء الجالية العراقية والعربية واجانب من القوميات الاخرى، ليشاركوا في مسيرة العاشر من محرم السنوية، وتم رفع اللافتات باللغتين الدنماركية والانكليزية اضافة للعربية، في إشارة ناجحة لثورة الحسين ع ودفاعه عن الحرية عبر دعوته لان يكون الانسان حرا (كونوا احرارا في دنياكم).

وقد تعاطف الجمهور الدنماركي مع ثورة الحسين ع، اذ باتوا يعرفون هذه الشخصية الثائرة عبر مسيرة العاشر من محرم التي تجوب الشوارع كل عام منذ سنوات طويلة والتي يتم فيها توضيح أهداف الثورة الانسانية في مكبرات الصوت، والمطبوعات التي توزع على الدنماركيين المحتشدين في طرفي الارصفة، من قبل فرق الشباب المنتشرة في محاذاة المسيرة.

نساء ورجال وشباب وشيوخ واطفال، وحتى مقعدين تتجاوز أعدادهم الآلاف بلغة الأرقام، حرصوا على المشاركة في احياء هذه المسيرة التي تحولت الى ممارسة وتقليد سنوي، يعبر عن تجديد الولاء للحسين عليه السلام، والبيعة لثورته الرافضة للذل والعبودية، والفساد بكل أنواعه.

ما اجمل الثورة على الفساد، وان رافق ذلك، سفك دماء طاهرة، وقطع رؤوس أبت ان تحيا في ظل الذل والهوان وطغيان السلطة واستبداد الحاكم.

ثورة الحسين ع، ومعركة يوم العاشر من محرم، بقيت خالدة في التكريم والاقتداء والإعجاب، رغم مضي اكثر من 1400 سنة على أحداثها، لانها قدّمت قرابين طاهرة ودماء زكية، لا لهدف شخصي أو لبحثٍ عن مجدٍ ذاتي، إنما لاجل تحرير الانسان اينما يكون، من الخوف، ومنحه الثقة في ان يثور لنيل حريته، ولان هذه الثورة ألغت المعادلة التي تستند الى تفوق العدد الكبير على العدد الأصغر، واكدت ان الموت ينتصر على الحياة، عبر انتصار الدم ( الموت) على السيف ( الحياة)!.

وهنا يكمن سر العشق لثورة الحسين ع من قبل المسلمين وغير المسلمين في العالم، المسيرة تنطلق سنويا بترخيص الجهات المسؤولة في الدنمارك .. وبحماية الأجهزة الأمنية الدنماركية ، مظهر حضاري في استعراض وقائع ثورة الحسين ع قدّمته المسيرة، ما جعل التعاطف يكبر كل سنة من قبل الدنماركيين وغيرهم مع ثورة الحسين ع، تنتهي المسيرة عند مسجد الامام علي والمراكز الاسلامية الاخرى في منطقة النوربرو ذي الكثافة السكانية الكبيرة للاجانب، وانطلاقها يكون كل سنة بعد صلاة الظهر.

تحية لكل من يسعى لنشر مفاهيم وقيم ثورة الحسين العظيمة بوجهها المشرق، ويدعو بطريقة حضارية كهذه المسيرة الى تبني دعوة الحسين ع لصياغة الحياة الانسانية بعيدا عن التشويه والاساءة لعظمة هذه الثورة، يبقى العاشر من محرم، صرخة ثورة، تزداد ارتداداتها في هز عروش الطغاة والفاسدين، وان حاول البعض من الفاسدين ارتداء ثياب الحزن والسواد والتعاطف معها زورا، الا ان وجهه يبقى مسودا، بحيث يرى الناس حقيقته من خلف القناع الذي سرعان ما يسقط!.

العاشر من المحرم فرصة عظيمة للمراجعة وتطهير النفوس، والضمائر باتجاه التكامل الذي اراده الحسين ع للانسانية جميعا، وقدم نفسه الطاهرة واهله واصحابه، قرابين ليكونوا شهداء علينا، من اجل ان ننتبه الى هذه المعاني السامية ونبني حياة خالية من الظلم والبغي والعدوان، عبارات جميلة رددها المشاركون في المسيرة، تمنح الطمأنينة والسلام: السلام على الحسين، وعلى علي بن الحسين، على اولاد الحسين وعلى اصحاب الحسين، الحسين وهج دائم لثورة صادقة، يتقادم الزمن .. ويعجز عن محوِ آثارها .. وتتجدد هي كل يوم.

اضف تعليق