بدأ سباق الانتخابات الرئاسية الأمريكية يحتدم بشكل كبير مع اقتراب موعد التصويت المقرر في 8 تشرين الثاني/نوفمبر، حيث شهدت الفترة الاخيرة منافسة شرسة بين المتنافسين الرئيسيين هيلاري كلينتون ودونالد ترامب، ازدادت فيها والانتقادات والاتهامات المتبادلة بين الطرفين بخصوص بعض القضايا والملفات المهمة لجذب الرأي العام وزيادة نسب التصويت، والتي اسهمت كما يرى بعض المراقبين في تغير بعض التوقعات والنتائج السابقة، ولعل الحملات الدعائيّة لكلّ من كلينتون وترامب وكما تنقل بعض المصادر، وجدت نفسها في أكثر من مناسبة وبشكل شبه يومي أمام تحد مستمر للحفاظ على مصداقية وشفافية مرشحيهما خصوصا وانه منذ انطلاق الحملة التمهيدية في أمريكا تزايدت وتيرة استطلاعات الرأي المنشورة حول نوايا التصويت واختلفت النتائج من استبيان إلى آخر . وتتعلق نتائج استطلاعات الرأي بآخر تطورات الحملات الانتخابية للمرشحين وظهورهم الإعلامي ومواقفهم السياسية من عدة قضايا ساخنة لطالما أرّقت الأمريكيين.

واليوم كما يرى بعض الخبراء يواجه المرشح الجمهوري للبيت الأبيض، دونالد ترامب، تحديات ومشكلات جديدة واتهامات كالتي وجهها سابقاً لمنافسته الديمقراطية هيلاري كلينتون، بتلقي مؤسسة كلينتون الخيرية تبرعات لم تعلن عنها سابقاً. وأفادت صحيفة واشنطن بوست، أن ترامب استخدم مؤسسته الخيرية لتسديد غرامات، ترتبت عليه إثر محاكمات، ما يتعارض مع التشريعات الضريبية السارية، وبحسب بعض المراقبين فان الايام القادمة ربما ستشهد حربا اعلامية اكثر شراسة ومفاجآت مهمة من شأنها قلب الموازين وتغيير الواقع.

لا يصلح للرئاسة

وفي هذا الشأن انتقد وزير الدفاع الاميركي السابق روبرت غيتس بشدة مرشحي الرئاسة الاميركية في مقال نشرته صحيفة وول ستريت جورنال، ووصف المرشح الجمهوري دونالد ترامب بانه "غير مؤهل ولا يصلح ان يكون قائدا اعلى للقوات الاميركية". وغيتس جمهوري شغل منصب وزير الدفاع في ادارة الرئيسين الجمهوري جورج دبليو بوش والديموقراطي باراك اوباما كما عمل مع ثمانية رؤساء ومن بين الاصوات الاميركية المرموقة في شؤون الامن القومي.

وكتب يقول في مقال نشرته الصحيفة على موقعها "اعتقد ان ترامب يستعصي اصلاحه. فهو جاهل بشكل كبير (..) كما انه مزاجي بحيث لا يصلح ان يقود جيشنا من نساء ورجال". وعمل غيتس بشكل وثيق مع هيلاري كلينتون عندما كانت وزيرة للخارجية، ولم يتردد في انتقادها اثناء شغلها ذلك المنصب. وقال غيتس، الذي شغل كذلك منصب مدير وكالة الاستخبارات المركزية الاميركية (سي اي ايه) ان فشل كلينتون في توقع الفوضى التي تلت التدخل الغربي في ليبيا وكذلك موقفها المتغير من الحرب في العراق يثير تساؤلات تتعلق بمصداقيتها.

وهاجم غيتس معارضة كلينتون لاتفاق التجارة مع اسيا بعد ان كانت دعمته في السابق، وقال انها غامضة بشان تعاملها مع روسيا ورئيسها فلاديمير بوتين كما انها لم تحدد موقفها من كوريا الشمالية، وليست لديها استراتيجية واضحة بشان "الشرق الاوسط المشتعل". ولكن فيما يتعلق بالمصداقية قال غيتس ان "ترامب لا يشبه احدا في هذا المجال (..) فقد اعرب عن تاييده لبناء جدار بين الولايات المتحدة والمكسيك وتعذيب من يشتبه بانهم ارهابيون وقتل عائلاتهم، وكذلك تاييده لقيادة بوتين الدكتاتورية". بحسب فرانس برس.

كما قال ان ترامب اعرب عن تاييده "لسحب القوات الاميركية من اوروبا ومن كوريا الجنوبية واليابان" وفي الوقت نفسه "فقد ابدى تهورا بشان استخدام الاسلحة النووية واهان الجنود وعائلاتهم وقادة الجيش". واكد غيتس ان ترامب "جاهل تماما" بامور العالم وشؤون الجيش الاميركي "وبالحكومة نفسها". ورغم ان غيتس لم يقل انه سيصوت لصالح كلينتون، الا انه قال انه سيستمع الى ما ستقوله قبل انتخابات الثامن من تشرين الثاني/نوفمبر.

اتهامات جديدة

الى جانب ذلك افادت صحيفة "واشنطن بوست" أن المرشح الجمهوري للبيت الأبيض دونالد ترامب استخدم مؤسسته الخيرية لتسديد غرامات ترتبت عليه اثر محاكمات، ما يتعارض مع التشريعات الضريبية السارية. وأوضحت الصحيفة أن رجل الأعمال الثري جعل مؤسسته الخيرية تسدد 285 الف دولار من التعويضات دفعت باسمه الشخصي في سياق تسوية ودية لنزاع، في حين يلزمه القانون باستخدام مؤسسته لاهداف محض خيرية.

ففي 2007 على سبيل المثال، دفعت المؤسسة مئة الف دولار لجمعية من العسكريين القدامى في اطار تسوية قضائية مع مدينة بالم بيتش بولاية فلوريدا، التي كانت تلاحق ترامب بشأن علو سارية تحمل علما في أحد أملاكه، كان مخالفا للتنظيمات المطبقة. وتدقق الصحيفة منذ اسابيع بمالية المؤسسة الخيرية واكتشفت في هذا السياق أن المرشح لم يقدم أي دولار كمساهمات شخصية في مؤسسته منذ 2009، وأن المؤسسة الخيرية تستمد تمويلها من هبات خارجية.

في المقابل، سددت مؤسسة ترامب نفقات لمعاملات صبت حصرا على ما يبدو لصالح رجل الأعمال أو شركاته، ومنها شراء دونالد ترامب في مزاد علني عام 2007 لوحة تصوره هو نفسه مقابل 20 الف دولار. وقالت كريستينا رينولدز وهي متحدثة باسم المرشحة الديموقراطية للبيت الابيض هيلاري كلينتون، ساخرة "من الواضح أن مؤسسة ترامب ليست مؤسسة خيرية، تماما مثلما أن جامعة ترامب لم تكن معهد دراسات عليا"، مضيفة "حان الوقت لينشر بيانات دخله لمعرفة ما إذا كانت مشكلاتها الضريبية تشمل أيضا ماليته الشخصية".

ويعتبر الديموقراطيون أن وسائل الإعلام لا تغطي هذه المسألة بالطريقة المناسبة ويتهمونها بالتساهل في تغطيتها لشخصية دونالد ترامب وماضيه أكثر منها مع هيلاري كلينتون، وبالتركيز على قضايا تلقى أصداء أكبر مثل تشبيه نجل ترامب اللاجئين السوريين بكيس من حبوب سكاكر "سكيتلز" بعضها سامة. بحسب فرانس برس.

وكتب دان بفايفر مستشار الرئيس باراك اوباما سابقا على تويتر "ان كنتم تقومون بتغطية فضحية السكيتلز بدل تغطية استخدام ترامب غير القانوني لمؤسسته، فمن الأرجح أنكم صحافيون لأسباب خاطئة". ولم يدل فريق حملة دونالد ترامب باي تعليق على المسألة.

بعد سنوات من الجدل

على صعيد متصل وبعد سنوات من الجدل، أقر المرشح الجمهوري إلى البيت الأبيض دونالد ترامب بأن الرئيس باراك أوباما ولد فعلا في الولايات المتحدة. وقال ترامب إن فريق هيلاري كلينتون هو الذي نشر هذه الشائعات عن أوباما. ومنذ سنوات كان الملياردير يرفض رفضا قاطعا الإقرار بأن باراك أوباما ولد في هاواي من أم أمريكية وأب كيني. والجدل حول مكان ولادته لم يرق لأوباما في حين أن العد العكسي بدأ للاقتراع الرئاسي وقال "أود أن تتعلق الانتخابات الرئاسية بمواضيع أكثر جدية".

وقد واصل ترامب الكذب وأكد أن فريق هيلاري كلينتون هو الذي نشر هذه الشائعات عن أوباما. وقال "هيلاري كلينتون وحملتها في 2008 أطلقتا هذا الجدل وأنا وضعت حدا له". وشكل هذا الجدل مكسبا كبيرا لكلينتون. فما إن تعافت من الالتهاب الرئوي الذي أصيبت به، ووسط الجدل الذي أثاره وصفها لأنصار ترامب بأن "نصفهم يرثى لهم"، اغتنمت المرشحة الديمقراطية الفرصة للتنديد بعنصرية الملياردير.

وصرحت بنبرة حادة: "أهذا الرجل يريد أن يصبح رئيسنا؟ متى سنوقف هذه الفظائع وهذا التمييز؟" مضيفة "لقد حاول إعادة العدادات إلى الصفر عدة مرات. هذا كل ما يفلح به، لم يتغير قط". لاحقا نشر فريق حملة ترامب بيانا وقعه المتحدث باسم المرشح جيسون ميلر لمحاولة تهدئة القضية. قال البيان: "بعد نجاحه في دفع الرئيس أوباما إلى نشر وثيقة ولادته حيث فشل آخرون، بات ترامب مقتنعا حاليا بأن الرئيس أوباما مولود في الولايات المتحدة".

وقالت كلينتون في خطاب أمام جمعية النساء السود في واشنطن: "باراك أوباما ولد في أمريكا الأمر بهذه البساطة. على دونالد ترامب الاعتذار منه ومن الأمريكيين". وأضافت: "ليس هناك دونالد ترامب جديد فهو لن يتغير أبدا. تصوروا شخصا في المكتب البيضاوي يروج لنظريات المؤامرة ويرفض التراجع عن موقفه رغم وجود وقائع وإثباتات". وتعود نظرية المؤامرة هذه الى ولاية أوباما الأولى، عندما دافع عنها ترامب بحدته المعهودة. بحسب فرانس برس.

انذاك اكد اميركيون من مختلف اوساط اليمين واليمين المتشدد عبر الانترنت ان اوباما المولود في 1961 في هاواي لام أمريكية وأب كيني، لم يولد في الولايات المتحدة، وهو بالتالي في نظرهم ليس مواطنا "بالولادة" ما يشكل أحد شروط الأهلية لرئاسة الولايات المتحدة المكرسة في الدستور. وينوي أكثر من 90% من الناخبين السود التصويت لصالح كلينتون في الانتخابات الرئاسية في تشرين الثاني/نوفمبر. لكن ترامب يحاول منذ أسابيع تحسين موقعه لدى هذه الكتلة الناخبة فكثف الزيارات إلى مناطقها ولا سيما الكنائس. وصرح المرشح الديمقراطي السابق بيرني ساندرز لشبكة "سي ان ان" التلفزيونية: "هناك عنصريون في هذا البلد لم يتقبلوا أبدا فكرة رئيس أسود لدينا"، مضيفا: "ما يحاول ترامب فعله هو نزع الشرعية عن الرئيس، المسألة ليست الاختلاف معه".

ترامب والاقتصاد

في السياق ذاته قالت أكسفورد إيكونوميكس لأبحاث الاقتصاد إن الاقتصاد الأمريكي قد ينكمش بمقدار تريليون دولار في 2021 إذا فاز المرشح الجمهوري دونالد ترامب بانتخابات الرئاسة في نوفمبر تشرين الثاني. وفي حين قالت الشركة إن سياسات ترامب - التي تشمل مزيدا من إجراءات الحماية التجارية وتخفيضات ضريبية وترحيلا جماعيا للمهاجرين السريين - ربما يجري تخفيفها خلال المفاوضات مع الكونجرس فإنها قد تكون ذات آثار "سلبية".

وقالت "إذا نجح السيد ترامب بدرجة أكبر في اعتماد سياساته فإن العواقب قد تكون أبعد مدى - بخصم خمسة بالمئة من مستوى الناتج المحلي الإجمالي الأمريكي قياسا إلى التصور الأساسي وتقويض التعافي المتوقع في النمو العالمي." وتصف أكسفورد إيكونومكيس نفسها بأنها شركة استشارات عالمية مستقلة. يقع مقر الشركة في أكسفورد بإنجلترا لكن لها مكاتب في مدن أمريكية مثل شيكاجو وميامي وفيلادلفيا وسان فرانسيسكو وواشنطن.

ولم ترد حملة ترامب على الفور على طلب للتعليق على البحث. لكن ترامب أعاد خلال مناسبة للحملة في كليف بولاية إيوا التأكيد على أنه سيدفع الاقتصاد الأمريكي للنمو. وتعهد بإنعاش القطاع الصناعي عن طريق منع شركات أمريكية مثل أبل من تصنيع منتجاتها في الخارج وإعادة التفاوض على اتفاقات التجارة العالمية وتقليص الضرائب الاتحادية واللوائح التنظيمية. وقال "سنوفر الفرص والرخاء والأمن لكل الأمريكيين."

وتتوقع أكسفورد إيكونوميكس في تصورها الأساسي نمو الناتج المحلي الإجمالي للولايات المتحدة بمعدل ثابت نسبيا قرب الاثنين بالمئة من 2018 ليصل إلى 18.5 تريليون دولار في 2021. لكن في حالة انتخاب ترامب ونجاحه في تطبيق سياساته فإنها تتوقع تباطؤ النمو تباطؤا حادا ليتراجع مقتربا من الصفر في 2019 مما سيقلص الناتج المحلي الإجمالي إلى 17.5 تريليون دولار. بحسب رويترز.

وقالت الشركة إن تصورها الأساسي يفترض فوز المرشحة الديمقراطية هيلاري كلينتون بانتخابات الثامن من نوفمبر تشرين الثاني وانقسام الكونجرس بين مجلس نواب يسيطر عليه الجمهوريون ومجلس شيوخ بأغلبية ديمقراطية مما سينتج عنه استمرار السياسات الحالية بدرجة كبيرة. وسيواجه ترامب صعوبة في الفوز بدعم الكونجرس لكل سياساته ويقول بعض الاقتصاديين إن تخفيف السياسة الضريبية قد يساعد بالفعل في تعزيز النمو الاقتصادي. وتظهر أحدث استطلاعات الرأي تقدم وزيرة الخارجية السابقة كلينتون لكن الفارق تقلص في الأسابيع الأخيرة.

الخيانة والبطل الاكبر

من جهة اخرى اتهم المرشح الجمهوري للانتخابات الرئاسية دونالد ترامب الديموقراطيين "بخيانة" الاميركيين من اصول افريقية الذين دعاهم الى دعمه، وتعهد ب"رفض عدم التسامح" اذا اصبح رئيسا في محاولة غير مسبوقة لكسب اصوات الاقليات الاميركية. وفي زيارة لويست بيند في ولاية ويسكونسن (وسط)، التي تبعد ساعة عن مدينة ميلووكي التي هزتها ليلتين من اعمال العنف بعد مقتل رجل اسود مسلح بايدي الشرطة، طلب المرشح الجمهوري "صوت كل اميركي افريقي يكافح اليوم في البلاد من اجل مستقبل مختلف وافضل".

وقال ترامب ان "الحزب الديموقراطي فشل وخان الاميركيين الافارقة". واضاف ان الديموقراطيين "يعتبرون ان حصولهم على اصوات الاميركيين الافارقة امر محسوم"، موضحا انهم "ينطلقون من مبدأ انهم سيحصلون على دعمكم لكنهم لن يفعلوا شيئا في المقابل". ويصوت السود تقليديا للديموقراطيين بينما تبدو هيلاري كلينتون متقدمة بفارق واضح على ترامب في السباق للانتخابات الرئاسية التي ستجرى في الثامن من تشرين الثاني/نوفمبر.

واعتمد المرشح الجمهوري الذي تشير استطلاعات الرأي الى تراجعه على الناخبين البيض حتى الآن. ويبدو ان بدأ منعطفا في حملته في محاولة لجذب الاقليات. وقال دونالد ترامب "حان الوقت لاعادة بناء مدن اميركا المكتظة ورفض القيادة الفاشلة لنظام سياسي كاذب". وقبل ساعات، تعهد المرشح الجمهوري "برفض عدم التسامح" اذا اصبح رئيسا، بينما يتهمه معارضوه بالتعصب في مختلف تصريحاته حول الهجرة المكسيكية او المسلمين.

وقال ترامب في بيان نشر على موقع فيسبوك للتواصل الاجتماعي "انه التزامي حيال الاميركيين: بصفتي رئيسا ساصبح بطلكم الاكبر". ووعد قطب العقارات الثري بان "يكافح ليعامل كل اميركي بعدالة ويتلقى حماية بعدالة ويكرم بعدالة". واضاف "سنرفض عدم التسامح والكراهية والقمع بكل اشكاله وسنسعى الى بناء مستقبل جديد قائم على ثقافتنا وقيمنا المشتركة كشعب اميركي موحد".

واثار ترامب استياء في بداية حملته بعدما صرح انه سيمنع الاجانب المسلمين من دخول الولايات المتحدة موقتا في اطار مكافحة اعتداءات الجهاديين. الا انه خفف من حدة هذا التصريح بعد ذلك، وقال انه يريد "تعليق الهجرة موقتا من بعض المناطق الاكثر خطورة واضطرابا في العالم المعروفة بتصدير الارهاب". ومن مقترحاته الاخرى التي اعتبرها معارضوه فضيحة، مشروعه بناء جدار على الحدود مع المكسيك لوقف الهجرة غير المشروعة من هذا البلد، التي تجلب معها على حد قوله العنف وتهريب المخدرات. بحسب فرانس برس.

كما هاجم دونالد ترامب والدي جندي مسلم قتل في العراق في هجوم انتحاري، مما اضر بشكل كبير بحملته. وكان ترامب تعهد بان يفرض "تدقيقا مشددا" في خلفيات المهاجرين الى الولايات المتحدة في حال اصبح رئيسا، ووعد ب"القضاء" على تنظيم داعش و"ايديولوجية الموت" لديه. وقال في خطاب القاه في اوهايو (شمال) خصصه لبرنامجه في السياسة الخارجية "حان الوقت لفرض اليات رقابة جديدة في مواجهة التهديدات التي تواجهنا، اسميها التدقيق المشدد".

اضف تعليق