q
إنسانيات - علم نفس

كيف تتخلص من هوس الانجاز؟

ان بعض المصابين بهوس الانجاز يحاولون ادعاء الانجاز والشهرة والافضلية عن الغالبية فيضعون في مكتباتهم مئات الكتب او انهم يضعون الشهادات التقديرية في مكاتبهم في محاولة منهم للظهور بصورة الناس المهمين في مجالاتهم، وقد يذهب بعضهم الى ابعد من هذا الحد فيقومون بسرد قصص واحداث ربما غير واقعية من نتاج خيالاتهم...

الانسان مجبول على العمل ولأجل ذلك خلق ومنح خصائص تمكنه من العمل، وجميع السلوكيات هذه تندرج تحت رغبة الانسان لإنجاز المهام التي يضعها هو لنفسه او يطلب منه انجازها كالمهام الوظيفية، والانجاز بحد ذاته هو رغبة بالحصول على الرضا ذاتي، سيما مع زيادة تعقيدات الحياة وما نتج من ذلك متطلبات حياتية تتطلب مستويات عالية من الانجاز والامر في هذه الحدود يبدو طبيعياً ومنطقياً لكن حين يتحول الى هوس هنا تكمن المشكلة.

ولب المشكلة هو ان الرغبة القوية بالنجاح والانجاز قد تؤدي الى تدمير الانسان لنفسه، اذ ان الكثير من الناس سيما الشباب يريدون الصعود السريع للسلم وربما اختصار مراحل منه رغبة في تحقيق اعلى مستوى من الانجاز وبالتالي الحصول على مستوى عال من الكسب المادي او المعنوي، متناسين ان الصعود السريع سعيد صاحبه الى نقطة الصفر اذا ما تعرض للتعثر بينما التأني سيضمن للانسان الوصول الامن والبقاء لفترات اطول.

مآلات هوس الانجاز

من هذا الهوس ينتج مراقبة من المهوسون لنجاحات الاخرين وانجازاتهم ويشرعون بالمقارنة مع ما هم عليه وبذا هم لا يثمنون انجازاتهم ويطمعون في الحصول على الاكثر مهما حصلوا ومهما توصلوا الى نتائج، وحين يخفق في الوصول الى مراتبهم سيصابون بالاحباط والتوتر مما يفقدهم اتزانه وبالتالي يضيعون في متاهات تفسد حياتهم وقد يؤدي تعرضهم الى مشكلات قانونية واجتماعية ونفسية.

ترجع هذه العقدة لرؤية الانسان لنفسه انه غير كافي وقلة ثقته بنفسه ومقارنة نفسه بالآخرين دوما وعدم تعلم كيفية الفرح والفخر بالإنجاز مهما كان صغيرا او بسيطا ورغبته الملحة بالتطلع للأفضل دائما انا لا أقول انه على الانسان ان لا يطمح وان لا يضع الاهداف العكس تماما بل عليه ان يتعلم ان يفخر بكل انجاز على حدى وان لا تقلل من اهمية نجاحاتك وانجازاتك، لكن الافضل الابتعاد عن اللهث وراء انجازات سريعة تأتيك بنشوة سريعة وتنسى جودة التعلم والممارسة، لأنك بذلك قد تؤدي بنفسك لنقطة خمول الطاقة وعدم إيجاد الدافع القوي للإنجاز مرة اخرى.

كما ان جراء هذا الهوس يصبح مصدر الانسان الاول وربما الوحيد للفخر بذاته هو ما ينجزه وما يعود عليه بالنفع بكل اشكاله الامر الذي قد يؤدي به للإكتاب اذ لم ينجز بالشكل السليم المطلوب منه او الذي هو يريده لنفسه، وبهذا الصراع النفسي الي يعيشه الفرد بين رغباته الطائشة وبين واقعه ذو الامكانات المحدودة يفقد الانسان قيمة الحياة ويصبح مجرد آلة حاصدة كتلك التي تستخدم لحصاد القمح يدخل عبرها المحصول لعبر الى الجهة الاخرى دون تستفيد هي منه.

ويترتب ايضاً على كثرة الانجاز وعدم الاهتمام بجودة المادة التي يتم العمل عليها او قراءتها او انجازها يؤدي لمخالطة المعلومات ونسيانها وعدم جودتها، إن الانتقال السريع من انجاز لأخر بدون صبر على متعة الانجاز الاول وتحقيق الفائدة المرجوة منه، والتأكد على إثقال تلك المادة او المهارة يؤدي للفشل في المستقبل عند استرجاعها لأننا لم نعطها الوقت الكافي للغرق بها والالمام بها من كافة الجوانب اي أننا اكتفينا بالقشور فقط وبنشوة الوصول مع قصر فترة البقاء على القمة ان صح التعبير.

ومن هوس الانجاز ان بعض المصابين به يحاولون ادعاء الانجاز والشهرة والافضلية عن الغالبية فيضعون في مكتباتهم مئات الكتب او انهم يضعون الشهادات التقديرية في مكاتبهم في محاولة منهم للظهور بصورة الناس المهمين في مجالاتهم، وقد يذهب بعضهم الى ابعد من هذا الحد فيقومون بسرد قصص واحداث ربما غير واقعية من نتاج خيالاتهم المريضة، كل هذا واكثر ينتج من هوس الانجاز حين يصيب الانسان وقنا الله واياكم شره وابعدنا عنه.

اضف تعليق