q
{ }
تيمنا بالذكرى السنوية (السابعة عشر) لرحيل الامام المصلح اية الله العظمى السيد محمد الحسيني الشيرازي، ناقش مركز الإمام الشيرازي للدراسات والبحوث الورقة الموسومة (تحرير الانسان ومواجهة الاستبداد الديني عند الامام الشيرازي)، بمشاركة عدد من مدراء المراكز البحثية، وبعض الشخصيات الحقوقية والاكاديمية، وذلك في ملتقى النبأ...

تيمنا بالذكرى السنوية (السابعة عشر) لرحيل الامام المصلح اية الله العظمى السيد محمد الحسيني الشيرازي، ناقش مركز الإمام الشيرازي للدراسات والبحوث الورقة الموسومة (تحرير الانسان ومواجهة الاستبداد الديني عند الامام الشيرازي)، بمشاركة عدد من مدراء المراكز البحثية، وبعض الشخصيات الحقوقية والاكاديمية، وذلك في ملتقى النبأ الأسبوعي.

اورد الباحث في المركز باسم الزيدي: "إن الاستبداد من أخطر الآفات التي ابتليت بها الامة الإسلامية ومجتمعاتها، والأخطر منها عندما يكون الاستبداد باسم الدين، والذي يقول عنه الامام الشيرازي ان (الحكومة المنحرفة المصبوغة بالصبغة الدينية أسوأ الحكومتين، إذ الاستبدادية غير الدينية تقتل وتنهب وتهتك تحت عنوان واحد هو مصلحة الوطن، بينما الدينية المنحرفة تفعل كل ذلك تحت عنوانين عنوان الوطن وعنوان أن الله أمرها بهذا، ولهذا مآسي الحكومة الدينية الاستبدادية أكثر من مآسي الاستبدادية الدنيوية فقط).

ولا تقتصر مسببات آفة الاستبداد على الحكام المستبدين او من يروجون لهم من المتزلفين، بل تتعداه الى ضعف الامة التي ساهمت بشكل مباشر او غير مباشر بتوليد الحكومات الدينية المستبدة، والتي يشير اليها الامام الشيرازي، في كتابه (الشورى في الاسلام) بالقول (ليست المشكلة فقط في الحكام المستبدين والمتزلفين الذين يدورون حوله وينالون من ماله وجاهه، ولذا يسحقون وجدانهم فيطرونه ويكيلون الثناء والمديح له جُزافاً، ويعملون بأوامره حتى في قتل الأبرياء وهتك الأعراض ونهب الأموال، بل الطامة الكبرى في الرحم التي تولّد هؤلاء الحكام، وهي الأمة، فإذا لم تكن الأمةُ ضعيفة وفيها قابلية لتقبل الاستبداد لما كان بإمكان الحكام الطغاة من السيطرة عليها).

وبخلاف ما تسعى اليه الاستبدادية من سلب كل شيء في مجتمعاتنا الإسلامية، فان الإسلام المحمدي قد اكد بشكل قطعي على توفير الحريات العامة والحقوق واعتبارها من اساسيات الحكومة الإسلامية او الحكومة التي يسعى الإسلام الى بنائها، وهو ما ذكرة الامام الراحل في كتاب (الفقه/ الحقوق) بالقول (وأهم ما تبني عليه الحكومة الإسلامية الحريات الكثيرة المتواجدة في الإسلام وتساوي الناس، والمراد بالحريات ما يؤطر بإطار الشريعة بدون التعدي على حريات الآخرين، كما أن المراد بالتساوي أن كل الناس ينالون ما يشاؤون من القدرة والمال والعلم وغير ذلك من سائر مزايا الحياة في إطار الشريعة، أي لا يكون كسبه من المال الحرام أو صرفه في المال الحرام، أو أن يكون قد عمل الغش والاحتكار وفتح المواخير والربا وما أشبه ذلك، ولا تكون قدرته حاصلة بالاستبداد والسلاح والقفز على الحكم، ولا بقاؤه بسبب ذلك، ولا علمه علماً يحرف الناس عن الطريق السوي، ولا يكون علمه في ضرره ولا ضرر غيره من الناس، إلى غير ذلك من الشروط المقررة في الإسلام في الكتب المعنية بهذه الشؤون، وقد جمعها الله سبحانه وتعالى بقوله: (وأن ليس للإنسان إلاّ ما سعى) سورة النجم: 39، فسعي نفسه لنفسه وليس سعيه للآخرين ولا سعي الآخرين له.

الحكومة الاستشارية

ويأتي الحل امام الحكومات الاستبدادية الدينية وغير الدينية من خلال الحكومات الاستشارية التي تعطي كل انسان حقه، حيث يتقدم المجتمع فيها الى الامام والتي (هي تعبير آخر عن الديمقراطية الغربية لكنها مع ملاحظة شروط الله سبحانه وتعالى، وتبطل كل الحكومات التي تعمل باسم الشعب ممن لم تأت إلى الحكم باختيار الناس في الأجواء الحرة، أو جاءت في الأجواء الحرة ثم بقيت بدون إرادة الناس)، والجامع بين كل هذه الحكومات الاستبدادية، دينية سميت أو غير دينية، أن الوصول إلى الحكم والعمل في أمور الناس لم يكونا بإرادة الناس واختيارهم ومصلحتهم، وبالعكس في الحكومات الاستشارية يأتي الحاكم إلى الحكم باختيار الناس، ويعمل لمصلحة الناس، المصلحة التي هم يقولون إنها مصلحة لا المصلحة التي الحاكم يقول إنها مصلحة.

ويضاف في الدينية الاستشارية أن يكون في إطار الدين أيضاً، فالجوهر في الحكومة الدينية والحكومة الديمقراطية هو اختيار الناس أولاً وأخيراً، بالإضافة إلى التي ذكرناها في الحكومة الدينية من شروط الله سبحانه وتعالى، وكون القانون حسب شريعته تعالى، والتي تجعلها أقرب إلى الإنسانية والعقل والمنطق من الديمقراطية الغربية.

الحرية في الاسلام

الحرية في الاسلام والتي يؤكد عليها الامام الشيرازي، مع قلة اشتراطاتها، لما فيه خير الجميع، (هي حرية بناء وليست حرية هدم، حرية تقدم، وليست حرية امتصاص ثروات ودماء الاخرين، حرية ازدهار لا حرية انحطاط، لذلك فالحرية يجب ان تكون مسؤولة).

ويحذر الامام الراحل، من أحد الاستلابات التي تتعرض لها حرية الانسان، وهو استلاب يخضع له الانسان تحت مبررات واهية تأتي تحت بنود الوطن والاقامة فيه الذي يحكم الديكتاتور والمستبد، مع وجود خيار اخر، يتمثل بالهجرة الى بلاد اخرى، وهو في تحذيره يذكر بان الحرية هي (الحياة والنور، والديكتاتورية هي الموت والظلام).

والديكتاتورية حين تفرش ظل الموت والظلام على الشعوب، وتطبع كل شيء بطابعها السالب لجذوة الحياة وألقها، يذكر الامام الراحل، هؤلاء الميتين الاحياء، ويحيطهم علما بأنهم في ظل تلك الديكتاتوريات تكون (رقابهم مهيأة للمقصلة، وان اموالهم مهيأة للنهب، وان ابدانهم مهيأة للتعذيب، وان اهاليهم مهيأة للضياع العقيدي والخلقي والمعيشي) وعليهم كواجب وتكليف الهي، (ان يعملوا بكل الوسائل المتاحة لتهيئة مناخ الحرية) واستدعائها.

وللتدليل على اهمية الحرية، يضرب الامام الشيرازي مثلا لتقريب تلك الاهمية للحرية وسلبها في قوله: (ان مناخ الحرية يجعل من النواة شجرة، ومناخ الديكتاتورية يجعل من الشجرة حطبا يابسا لا يصلح الا للإحراق).

في الختام يمكن طرح العديد من علامات الاستفهام حول هذا الموضوع يمكن حصرها في سؤالين مهمين:

السؤال الأول: كيف يتولد الاستبداد (ومنه الاستبداد الديني) في مجتمعاتنا؟

الاستبداد هو ثقافة مجتمعات

- علي حسين عبيد كاتب في مؤسسة النبأ للثقافة والاعلام "يعتبر الاستبداد ثقافة مجتمعات أي ثقافة الاستبداد ظهرت مع نشوء المجتمع البشري وتبلور القيادات، اضف إلى ذلك هي حالة موجودة في اصل التركيبة البشرية، فالإنسان بطبيعته خلق مع مجموعة غرائز وهي تتمثل بالجشع والطمع وخصائص اخرى، وبالتالي تتبلور من خلال تلك الغرائز شخصية الديكتاتور لتنمو حالة الكبر والتضخم، ايضا تلك الشخصية الديكتاتورية ممكن أن تتشكل من خلال الاسرة الواحدة والمؤسسة الصغيرة والمدرسة وبقية مجالات العمل، وفيما لو سمح لتلك الشخصية ان تتمادى اكثر حتى تأخذ دورها المعتاد في ممارسة التسلط والاستبداد والكبر".

اضاف عبيد "من الاساليب الاساسية التي يستخدمها الديكتاتور في تنمية قوته وسلطاته هي تجهيل الاخر، فاذا تمكن أي ديكتاتور من محو الوعي لدى الناس الذين يحيطون به، فاذا حيد الوعي سوف تكبر امكانياته وسيطرته الديكتاتورية وقيادته بما يريد وبما يشتهي هو، لذا اكد الامام الشيرازي(رحمه الله) على قضية الوعي والتثقيف والتوعية في كل مؤلفاته، بالتالي الامام الشيرازي كان يسعى لخلق انسان واعي ومثقف يعرف ماذا يريد وكيف يتصرف، فالإنسان الذي يمتلك الوعي والثقافة لا يمكن أن يسمح لأي ديكتاتور أو أي انسان اخر، وهذا ما حرصت عليه النصوص القرآنية".

البيئة هي التي تولد هذا النوع من السلوكيات

- الدكتور حسين أحمد، رئيس قسم الدراسات الدولية في مركز الدراسات الإستراتيجية في جامعة كربلاء وباحث في مركز الفرات للتنمية والدراسات الستراتيجية "يعتقد أن البيئة هي التي تولد هذا النوع من السلوكيات، الشيء الاخر أن الدين كمنظومة فكرية يفترض أن تكون حالة خاصة بين العبد وربه، لكن ما يشكل على التراث الديني الاسلامي أنه حول المنظومة من الاحاديث الى دعم الحكام، وبالتالي اصبح الخطاب الديني خطاب موجه لصنع السلطة وليس الارتقاء بهذه المنظومة الفكرية لنصل إلى انسانية الفرد، هذه المنظومة الاجتماعية والثقافية العامة صعوبة فصلها عن الافراد وتحويلها من حالة عامة إلى حالة خاصة وهذا هو التحدي الكبير".

اضاف احمد "وهذا ما تسير عليه المملكة العربية السعودية، لذا فإن الحضارة الاسلامية والتراث الديني الاسلامي ومع ما تراكم فيه من روايات وقصص وأحاديث وغيرها، دعت إلى أنه تستلب حرية الافراد في إطار هذه العلاقة الدينية وتجعلها في إطار الحق الحاكم، وسواء هذا الحاكم في إطار الحاكم الديني والشرعي أو الحاكم السياسي، فالخطاب الديني يسعى إلى ان تنصهر حريات الافراد مع حرية المنظومة الفكرية الدينية، بالتالي هذا يهيئ المناخ العام لظهور الاستبدادية".

الاستبداد يتشكل من خلال التخلف الاجتماعي

- علاء محمد ناجي كاتب بشبكة النبأ المعلوماتية "يرى أن الاستبداد يتشكل من خلال التخلف الاجتماعي عند الافراد، وهذا التخلف مما يؤدي إلى فقدان ثقافة الوعي الديني، وهذا ما يؤكد عليه (عبد الرحمن الكواكبي) حيث يقول (إن الاستبداد اصل الفساد)، وذلك لان اغلب الآراء الفقهية وصلت الينا عن طريق الاستنساخ غير الدقيق، بالإضافة إلى ذلك بعض القادة الروحانيين لا يوجهون الناس بالطريق السليم، ايضا الخطاب الديني بعضا منه يكون متطرفا مما يؤدي إلى الفوضى، لذا لابد من نقل النصوص الدينية بشكل سليم".

تحول الصراع من صراع فكري إلى صراع وجود

- الدكتور ايهاب علي، اكاديمي وباحث في مؤسسة النبأ "يتصور أن سبب أي استبداد هو تحول الصراع من صراع فكري إلى صراع وجود، بالتالي يحاول كل طرف من تلك الاطراف إلى ايجاد حالة السيطرة والاستبداد، واذا ما عدنا إلى التاريخ وخصوصا التاريخ الاسلامي نجد هذا المعنى موجود خاصة ومع تشعب الاسلام إلى فرق، ففي بداية الامر كان هناك صراع فكري مثلا مع المعتزلة والمتصوفة، ومن ثمة تحول إلى صراع وجود ومحاولة اقصاء الاخر وأن ما امتلكه هو الصحيح وعند الاخر خطأ، وهذا اوجد حالة الخوف من الاخر، وبالتالي اصبحت هناك حروب واقتتال بين جماعة واخرى بسبب هذه القضية".

اضاف النواب "وبطبيعة الحال برز هذا الاشكال بعدما تمزقت هذه الامة وتحولت إلى مدارس فكرية، رغم كون البداية كانت جيدة، بالتالي هذا الصراع تضخم وجعل منا منقسمين على أنفسنا وخلق منا اناس مستبدين دينيا، فضلا عن بروز ظاهرة الاسلام السياسي وهو دائما ما يسعى إلى السيطرة والتوسع".

 الجانب السياسي اوجد الاستبداد الديني

- حامد الجبوري باحث في مركز الفرات للتنمية والدراسات الاستراتيجية "يعتقد أن اهم الاسباب التي أدت إلى الاستبداد الديني هو تضخم الفقه على اساس الاصول، خاصة وأن الجميع يعلم بأن الفقه يتعلق بشخص ما يفسر النصوص وانزالها إلى المجتمع بشكل عام، في حين أن الاصول تتعلق بشخص ما ونتيجة البحث والتفكير يصل إلى نتيجة معينة، بالتالي فإن توسع الفقه ادى إلى اخضاع المجتمع إلى الجانب الديني، وبالتالي هذا انعكس على الجانب السياسي واوجد الاستبداد الديني".

ضرورة التركيز على الاستغلال وليس الاستبداد

- الحقوقي احمد جويد، مدير مركز ادم للدفاع عن الحقوق والحريات "يوصي بضرورة التركيز على الاستغلال وليس الاستبداد، خصوصا وأن الاستبداد هو من مفاهيم التطرف، وهذا التطرف فعلا موجود في جميع الديانات بدون استثناء، وهو الذي اوجد الكثير من المآسي وعصف بالعديد من الامم سواء كانت اسلامية او غير اسلامية، والان في العصر الحديث بات واضحا بأن الاسلاميين هم من اعتمد التطرف من خلال تفسير النصوص على هواهم، الشيء الاهم أن جميع الديانات السماوية تقوم على تحرير الانسان، وليس التقليل من شانه وتكبيله بالقيود".

اضاف جويد "ولكن من جاء لاستغلال مفردات الدين هو الذي اراد تكبيل الانسان وتقييده، بالتالي علينا أن نبحث في المفاهيم التي وردت في كتب الامام الشيرازي، في كيفية تحرير هذا الانسان من خلال النصوص الدينية وكيف اراد الله سبحانه وتعالى لهذا الانسان، ان يعيش حرا كريما وأن لا يكون عبداً الا لله سبحانه وتعالى، هذه الامور يجب التركيز عليها كي نخلص هذا الانسان من عواقب استغلاله من قبل شخص اخر، خاصة اذا ما تشكلت لدى هذا الانسان الصفات الثلاثة التالية (الفقر/ الجهل/ الخنوع)".

المؤسسة الدينية تعطي للمؤسسة السياسية

- حسين محمد صادق موسى، باحث دكتوراه في الجامعة الاسلامية في لبنان قسم القانون الدولي العام "يؤكد على أن المحقق النائيني ذكر في كتابه المعنون (تنبيه الامة وتنزيه المله) اهم عوامل الاستبداد في المجتمع بأن المؤسسة الدينية تعطي للمؤسسة السياسية، أي أن المؤسسة الدينية تعطي مشروعية للمؤسسة السياسية، فمثلا في زمن معاوية اعطى المفتون مشروعية لمعاوية، وهذا ما اسسه معاوية بأنه لا يجوز ابداً الخروج عن الحاكم، وهذه اصبحت معضلة عند السنة، اي لا يمكن أن تقوم ثورة ضد الحاكم وحتى لو كان ظالما، ويقول النائيني أن القوة الملعونة الاولى هي الاستبداد السياسي والقوة الملعونة الثانية هي الاستبداد الديني".

اضاف موسى "والتي عرفنا حقيقتها والتي هي اخطر من باقي القوى التي توجد الاستبداد السياسي ويصعب علاجها إلى حد الامتناع، والسبب كون الناس بفطرتهم يميلون لرجال الدين وإلى عقيدتهم، فاذا كانت السلطة السياسية فاسدة والسلطة الدينية ايضا فاسدة، فأصبحت هنا معضلة وذلك من خلال التشابك الحاصل بين المؤسسة السياسية والمؤسسة الدينية وعلى مر العصور، فمثلا في المملكة العربية السعودية نشاهد بأن السلطة الدينية تعطي المشروعية للسلطة السياسية لأنها هي الحاكمة، بينما في ايران السلطة الدينية هي الحاكمة على السلطة السياسية وهي التي تعطي المشروعية لنفسها".

توسع الاستبداد بضحالة الثقافة المجتمعية

- الحاج جواد العطار، عضو برلماني سابق "يرى أن الامام الرحل هو رائد مفهوم الشورى في كل مناحي الحياة، اما موضوعة الاستبداد والديمقراطية هي ظاهرة اجتماعية، الاصل في الانسان هو الاستبداد والطغيان والاستئثار، وبالتالي فإن نشأة الاستبداد نشأة لها ارضية في عمق الانسان، لكن ما يساهم في تطور مفهوم الاستبداد او ممارسة الاستبداد هو وجود شرعية من خلال الخطاب الديني أو من خلال النص الديني، فاذا رجعنا للخطاب الديني نجد أن الخليفة الاول نصب من خلال شخصين، وما كان دور المهاجرين والانصار الا صفر، وايضا من نصب الخليفة الثالث هم ثلاثة، اكثر من هذا يقول النص الديني (اهل الحل والعقد) وهو كان شخصا واحدا، بالتالي لدينا مشكلة النص الديني الذي يبرر للاستبداد".

اضاف العطار "ايضا ما يساهم في توسع الاستبداد هو ضحالة الثقافة المجتمعية، وهو القبول والخنوع وعدم الحراك ومواجهة الاستبداد، اصلا قبولها بالاستبداد كأنه طاعة لله سبحانه وتعالى وهذه مشكلة كبيرة في مجتمعاتنا الاسلامية، ما يزيد في الاستبداد هو غياب المؤسسات وبالتالي من صنع صدام هو عدم وجود المؤسسات، وهذه العوامل هي التي اسهمت في توسع قاعدة الاستبداد.

حالة السلبية لدى الفرد سبب الاستبداد

- الدكتور علاء إبراهيم الحسيني التدريسي في كلية القانون بجامعة كربلاء، والباحث في مركز آدم "يرى ان سبب ذلك هو حالة السلبية الموجودة لدى الفرد في كل المجتمعات الانسانية، وهي ليست حكرا على المجتمع الاسلامي بل حتى في المجتمعات التي تدين بدين غير سماوي، وهذه السلبية تنطلق من حد معين وهي (الثقافة/ التفكير/ العلم)، فلو جئنا إلى الدين الاسلامي على سبيل المثال بدأ بحالة الايجابية لدى الفرد فنجد اول اية نزلت هي (اقرأ)، وهنا الاسلام يدعو الانسان إلى أن يتعلم ويتثقف ولا يدعو الاسلام إلى التجهيل، ولربما التطبيقات اللاحقة التي اتت بعد ذلك على يد الملوك الذين حاولوا تجهيل المجتمع".

اضاف الحسيني "على اعتباره العنوان الابرز للاستبداد، لذلك حالة السلبية التي نشاهدها اليوم في كل المجتمعات، فالكثير من الافراد عندهم حالة العزوف عن تعلم النص الديني الاصيل، سابقا كان هناك تحفيظ القران الكريم للصغار وهذا طريق من طرق التنوير وفتح الافاق الذهنية لدى الفرد، لكن اليوم نجد بعض الاباء يعلمون ابناءهم بعض الثقافات الغربية التي لها علاقة بشبكات التواصل الاجتماعي والاجهزة الالكترونية، ايضا لو اتينا إلى النصوص القرآنية نجدها كلها تنص على ضرورة مقاومة الحاكم، بالتالي فإن حالة السلبية لدى الفرد هي سبب الاستبداد".

الانسان بحد ذاته يذهب إلى هذا الطغيان

- الحقوقي هاشم المطيري، منظمة العمل الإسلامي، "يرى أن اصل الانسان كما فسره القران هو في ذاته مستبد، ولكن على مدى العصور والدهور ربط الشيء بالغيب يبرر الافعال لصعوبة التحقق، وحقيقة أول من استغل شعار الدين هي الاديان غير السماوية، ففي التواريخ القديمة الحاكم كان يدعو نفسه ربا أو إلها، وبعد ذلك نصف إله أو مفروض من الرب حتى يبرر جميع افعاله بالقوى الغيبية، عيسى (ع) عندما اعترض على اليهود لانهم حرفوا الديانة اليهودية، الرسول(ص) على ماذا اعترض؟ اعترض على ديانة قريش وعلى الممارسات وعلى الصنمية".

اضاف المطيري "نعم الانسان بحد ذاته يذهب إلى هذا الطغيان، ولكن الدين الاسلامي استغل كما استغلت الاديان الاخرى، اليوم في فكرة الامام الشيرازي هو يدعو إلى اصالة الاسلام، وهذه الاصالة لا تستعبد الفرد ولكنها تدعو إلى تحريره وفق القواعد الدينية، اليوم السلطة تستغل كل شيء فإن كان الاسلام سياسي او السياسية العلمانية فهي تبرر لنفسها ما تفعل من اشياء لا يرضى بها العقل، بالمناسبة الاديان السماوية بأغلبيتها هي اديان جماعية وليست فردية وهي اتت لرفع الظلم والاضطهاد، ولهذا هي نظمت العلاقة الاجتماعية بين الفرد ومجتمعه".

الرسالات السماوية جاءت لتحرير الانسان من الطغيان

- الشيخ مرتضى معاش، المشرف العام على مؤسسة النبأ للثقافة والإعلام، "يرى ضرورة تحرير الانسان ومواجهة الاستبداد الديني، وذلك لان الرسالات السماوية جاءت لتحرير الانسان من الطغيان الفردي والطغيان السياسي عند الحكومات، وهناك آية قرآنية دائما ما يستعرضها السيد الراحل الامام الشيرازي في كتبه وهي (ويضع عنهم اصرهم والاغلال التي كانت عليهم)، بالتالي فإن مجيء رسول الله(ص) والانبياء كان يهدف إلى تحرير الانسان من عبودية الطغيان وعبودية الخنوع والخضوع للاستبداد في كل انواعه وخصوصا الاستبداد الديني".

اضاف معاش "بالتالي فإن الاستبداد الديني يبحث عن الشرعية ويحاول أن ينصب نفسه اله أو نائب لله، فيقول أنا ربك الاعلى كما في فرعون، الملك مثلا في الكثير من الدول يعتبر نائب عن الله في الارض، لذا العامل الاساسي في نشوء الاستبداد هو الخوف عند الانسان، والخوف يشكل لدى الانسان حالة الخنوع والخضوع وحالة من السلبية والعدمية، بينما الانسان الحر لا يخاف وهو يواجه الحالة العدمية ويستخدم ارادته، بالتالي فإن الارادة الحرة هي عملية انسانية حيث تعتمد حالة السعي والعمل والايجابية وتتمثل في حالة التوكل على الله سبحانه وتعالى، والبحث عن ذات الانسان وعن حريته ويذهب نحو المستقبل وعدم الخضوع للخوف".

اكمل معاش "فدائما اليوم نجد الحكام في العالم يستخدمون قضية تخويف الناس من افتقاد الامن وافتقاد الرزق، وهذا ما سعى اليه الرئيس التركي رجب طيب أردوغان وقد اخاف الاتراك في رزقهم، والان ايضا دول كثيرة في المنطقة يستخدمون نموذج الربيع العربي وما حصل في (سوريا / اليمن / ليبيا)، لإخافة جميع الشعوب من الفوضى والانفلات والحروب الاهلية، لزيادة الاستعباد واخضاع شعوبهم إلى هذا القدر، فالحاكم المستبد يسعى إلى بناء القدرية في نفسية الانسان وتحويله إلى انسان قدري ومستسلم، يرى في المستقبل لا شيء وليست هناك فائدة من استخدام حريته، ولا فائدة من استخدم ارادته ولا فائدة من النضال والعمل والسعي".

يكمل ايضا "ولا فائدة من حرية التعبير عن الرأي، بل هو فقط يأكل ويشرب ويكون انسان مستهلك، وهنا ومع الاسف يتم استخدام الدين في تمرير شرعية الحاكم، وهم من خلال ذلك يعطون للحاكم شيئا من العظمة والقدسية ومن يخالفه يقتل ويعدم، بالتالي فإن صناعة الأيديولوجيات التي وضعها معاوية استخدمت لعملية بناء هيكل الحاكم، فمعاوية جل ما فعل انه خلق الأيديولوجيات كما هي ايديولوجية الاشاعرة والمرجئة والجبرية، لذا فإن كل المذاهب الجبرية ترسخ بعملية الجبر استلاب الارادة والحرية والخضوع المطلق للحاكم، وهذا ما يؤسف له فعلا كونهم يستخدمون الدين بأشكال مختلفة ووسائل مختلفة، بالنتيجة هي عملية الاخضاع المطلق للانسان سواء بصورة حكومة أو سلطات اخرى".

يختم معاش "لذلك الدين هو الحرية وهو تحرير الانسان من اي عبودية كانت، والسبب لان العبودية الاولى والاخيرة هي لله تبارك وتعالى، واي عبودية اخرى هي مجرد عبودية للطغيان وللاستبداد".

كيف نستأثر بالسلطة

- الدكتور قحطان حسين الحسيني الباحث في مركز المستقبل للدراسات الاستراتيجية، "يصف أن مصطلح وفكرة الاستبداد الديني، هي حقيقة وفكرة رافقت السلوك البشري منذ بدء الخليقة، وما قتل هابيل لقابيل الا هو مثال حي على أن الانسان خلق مستبدا، فالاستبداد الديني وعندما نذكر هذا المصطلح ليس المقصود الاستبداد الذي يصدر عن رجال الدين كمؤسسة قائمة بذاتها، لكن الاستبداد الذي يصدر من رجال الدين الذين يتسلطون على الامة والمتمسكون بزمام واركان السلطة، فلابد أن نميز ما بين هاتين الفكرتين، فالاستبداد الديني هو الصادر من الحكومات الدينية التي تحكم باسم الدين".

اضاف الحسيني "الاستبداد الديني نجده في التاريخ الإسلامي بعد وفاة الرسول الكريم(ص)، بدء الخلفاء الامويون والعباسيون يحكمون باسم الدين وباسم النص المقدس ووجدوا من يروج له ايدلوجيا والامثلة هنا كثيرة، على مستوى اوروبا وفي القرون الوسطى وما قبلها كانت روما ايضا تعتز بفكرة الاستبداد، لا بل أن المجتمع البيزنطي القديم كان يعتبر قضية الاستبداد قضية طبيعية وضرورة اجتماعية، حتى أن من كان يحكم في روما من حكام كان يطلق عليهم اسم المستبد، وهذه حقيقة راسخة وكان الحكام يتفاخرون بكونهم مستبدين وهم لا يخجلون من هذه اللفظة ولا من هذا المصطلح، بل يعتبرونه مصدر قوة لهم، في اوروبا في القرون الوسطى ايضا كانت السلطة الكنسية هي السلطة المستبدة والمثال الحي البارز على الاستبداد الديني، في كل اطره وصفاته وسماته".

يكمل الحسيني "حتى أن المجتمع الاوربي في القرون الوسطى اضطر إلى أن يعلن الحرب على السلطة الكنسية لكي يتخلص من الاستبداد، في عصرنا الحالي ايضا الاستبداد الديني هو ماثل في دول بعينها وفي حكام تحاول أن تحكم باسم الدين، وتحاول ايضا أن تؤطر سلوكها السلطوي بالنص المقدس، وهذا من اخطر انواع الاستبداد الا وهو الاستبداد الديني، وذلك لأنه مرتبط بالايديولوجيا وبالعقيدة، ويحاول أن يوظف ويسخر النص الديني للغلبة والسيطرة على نفوس الناس، وهذا هو البعد الخطر في الموضوع، اما على الصعيد الاجتماعي فكل بني البشر يحمل جنبة مستبدة في ذاته، فمن منا احيانا يقبل النصيحة ومن يقبل باحترام رأي الاخر ومن يؤمن بحقيقة التشاور".

يضيف ايضا "فالأغلب الاعم في المجتمعات الاسلامية والعربية تعاني من ثقافة الاستبداد على مستوى الفرد وعلى مستوى المجتمع، وهذه الفكرة غير قابلة للنقاش وهي مؤكدة، اما بالنسبة لأسباب الاستبداد فهي حقيقة متعددة، فلدينا على مستوى المؤلفين الذين تناولوا ثقافة الاستبداد خاصة على مستوى الوسط الثقافي الاسلامي، فهناك مثلا(عبد الرحمن الكواكبي/ الامام النائيني/ احمد الغزالي/ خاتمي)، هؤلاء الاربعة اشتركوا في حقيقة مفادها (بان الجهل هو السبب الرئيسي في شيوع ظاهرة الاستبداد وخصوصا الاستبداد الديني وما يرتبط من جهل في سلوكيات تعزز سلطة النأي بالنفس وعدم اعتراض سلطة الحاكم الذي يحكم باسم الدين وغلبة الانا والمصلحة الشخصية، وايضا ممكن ان نضيف إلى الجهل كسبب اخر للاستبداد وهو الاستئثار بالسلطة".

يختم الحسيني "الحكام على مدى التاريخ كانت دائما تراودهم فكرة كيف نستأثر بالسلطة إلى اطول فترة ممكنة، فالسلطة بطبيعة الحال تعود عليهم بالنفع وبالامتيازات وبالهيمنة بالانفراد، ما عزز هذه الفكرة كون السلطان المستبد دائما ما يخشى اعطاء الشعوب الحرية مخافة إن يتعرض للقتل، وبالتالي هو يحاول أن يستبد كي يبقى في السلطة إلى فترات اطول".

السؤال الثاني: ما السبيل الى محاربة هذا النوع من الاستبداد؟

- علي حسين عبيد "يعتقد أن الجميع معني بمواجهة هذا النوع من الاستبداد والاستبداد بشكل عام، الفرد معني، المؤسسة الدينية، المثقفون المبدعون كلهم معنيون بهذا الامر، لكن بمستويات معينة فالمؤسسة الدينية اليوم يجب أن تقف بالصدارة من اجل تصحيح الاوضاع للمجتمع الاسلامي بشكل عام وفي العراق، اما بالنسبة للمثقفين والمبدعين والاعلاميين هذه الطبقة هي معنية قبل غيرها، وهناك قول (برتولد برخت) رائد المسرح العالمي في المانيا يقول في احد مسرحياته ( سوف لا يقال كانت الازمنة رديئة وانما سيقال لماذا صمت الادباء والشعراء".

- الدكتور حسين أحمد "يرى أن هناك نوع من الوصاية على الابدان والعقول يمارسها بعض اصحاب النظرية الغيبية للخطاب أسست لدينا ثقافة المطلق، على اعتبار أن هذه المنظومة القيمية متكاملة وهي صالحة لكل زمان ومكان، وبالتالي أي معارضة لهذه المنظومة الفكرية هو اضرار بالمجتمع وبالآخرين، وعليه لا يمكن حتى السماح بالتفكير او تصحيح هذا النوع من الخطاب السلطوي، ثقافة المطلق قادتنا إلى هيمنة سلطوية، لذا لا يمكن للجماهير أن تعترض على هذا الكلام، هذا مما جعلنا في سجن كبير.. مسؤولية النظام السياسي أن يحرر الانسان من هذه المنظومات الفكرية".

- الدكتور ايهاب علي "يجد اننا بحاجة إلى شخصية الامام الحسين عليه السلام الثورية، ايضا يمكن أن نستفاد من التجربة الاوربية وهي عانت كثيرا من الاستبداد الكنسي، وبالتالي نحن بحاجة فعلا إلى ثورة فكرية ومحاولة نقل التجربة الاوربية وتجسيدها بشكل واقعي، بالإضافة إلى ذلك المنظومة الدينية بحاجة إلى اصلاح مؤسسي، من اجل ان تعيد النظر بقراءتها السابقة وبما يتلاءم مع الوضع الجديد".

- حسين محمد صادق موسى "يرى أن المرجعية الدينية في العراق لم تعط غطاء سياسيا لأي حزب ديني، الاستبداد الديني عنوان مهم لأنه يتعلق بمستقبل وحاضر الامة واحقاق الحق ولا يتعلق بأمور شرعية، لذلك المقارنة بين ولاية الفقيه المطلقة وشورى الفقهاء، الامام الشيرازي طرح شورى الفقهاء ليس بالمطلق بل (شورى الفقهاء التعليقية )، اي انها معلقة على رضى الناس، أي أن الشعب اذا لم يرد شورى الفقهاء فمن حقه أن يختار أي نظام اخر، ايضا كيف يمكننا أن نعرف أن هذه السلطة ديكتاتورية ام لا؟، يقول من خلال امرين الامر الاول التداول السلمي للسلطة، الامر الثاني امكانية انتقاد وسائل الاعلام والشعب للسلطات العليا، ويقول السيد مرتضى الشيرازي في مقابلة مع صحيفة الوطن الكويتية (إن شورى الفقهاء تجسد ضمانا قويا ضد الانخراط في الاستبداد كما ان التعددية السياسية والمؤسسات الدستورية تشكل ضمانا آخر)، اما بالنسبة للعلماء والمثقفين لابد أن يشرحوا للناس اهمية شورى العلماء مقابل الاستبداد الديني".

- جواد العطار "يؤكد لا توجد لدينا مشكلة مع الاستبداد الديني لأنه اساسا لا يوجد من يحكم باسم الدين، بالإضافة إلى ذلك فإن الاستبداد هي مشكلة مجتمعية، بالتالي فإن القضاء على اسباب نشوء الاستبداد تحل مشكلة الاستبداد، ايضا من اهم الاسباب التي تبلور تشكل الاستبداد هي القوة المطلقة، الشيء الاخر هو موضوع الثقافة".

- الدكتور علاء ابراهيم الحسيني "يدعو إلى قراءة النص الديني من جديد وبكل الاديان وهي واحدة من العوامل المؤدية للقضاء على الاستبداد".

- هاشم المطيري "يعتقد أن الاستبداد هو نزعة فردية، الاديان السماوية الحقة حاولت أن تعالج هذا المعنى، ولكن لدينا مشكلة تاريخية ولا توجد قواعد نحتكم اليها، فصاحب السلطة حينما يريد أن يستبد يرفع شعارات مختلفة من اجل تدعيم فكرة الاستبداد، الغرب في حقيقة الامر وصلوا إلى هذه النقطة ووضعوا قواعد ثابتة وخلقوا مؤسسات تحمي هذه القواعد وتضمن تطبيق تلك القواعد، اليوم نحن كمحبين لأهل البيت، امير المؤمنين علي بن ابي طالب عليه السلام لم يصل إلى الحكم أو السلطة واستبد برأيه بل وضع نصب عينيه كتاب الله وسنة نبيه، بالتالي اليوم علينا أن نعمل بثلاثة اتجاهات (تهذيب الفرد/ جعل هذه القواعد واضحة وقراءة جديدة للنص الديني/ ضمان تطبيق هذه القواعد)".

- الشيخ مرتضى معاش، "يركز حول نقطة جوهرية وهي الدين، فالبعض من المتدينين الذين يعتبرون انفسهم منفتحين، ذهبوا من اجل اثبات الدين إلى تحطيم الدين وتهديم الدين وهذا خطأ، فنحن نقول أن كل شيء لابد أن فيه استبداد ليس ديني، الدين هو الحرية وهو جاء لتحرير الانسان، فاذا اردنا أن نتخلص من الاستبداد الديني لابد أن لا نحطم الدين، فهذا يقودنا من استبداد إلى استبداد جديد، كذلك الخطاب الديني لابد أن نشجع الخطاب الذي يستخدم الانسان ارادته وحريته ومعارضته للفساد ومكافحته للفساد، اما الخطاب الديني الذي يؤسس للخضوع والخنوع هذا لا يعبر عن الدين، لذلك الانسان المتدين هو الانسان المتوكل على الله سبحانه وتعالى ويسير نحو المستقبل ويستخدم ارادته، اما بالنسبة للعدمية غير المكترثة تحطم الانسان وتجعله خاضعا وخانعا للمستبد".

- الدكتور قحطان حسين الحسيني "يعتقد بأن ما يخشى منه هو فكرتين اساسيتين، الفكرة الاولى هي صيرورة التاريخ والتحولات الثقافية والاجتماعية والسياسية، قد خلقت قناعة وايمان راسخ لدى حكومات بعينها وشعوب بعينها بان الاستبداد هو الوسيلة الامثل لتحقيق الامن والاستقرار والتنمية، وهذه الفكرة خطيرة بحد ذاتها، لذا يجب ان تبدل هذه الفكرة وان يتم اقناع الناس بخطأ هذه الفكرة لأنها سبب من اسباب الانحدار لكل سلبي، الفكرة الاخرى التي يجب العمل على تجاوزها وتصحيح مسارها، هي خلق القدرة لدى عامة الناس على التمييز ما بين الحقيقة الدينية وبين الرأي والفكر الديني الذي يصدر من رجال الدين، فلو استطاع عامة الناس التمييز ما بين الحقيقة الدينية والرأي الديني فسنكون قادرين على وضع موانع وعراقيل قوية جدا، ممكن من خلالها ان تصد كل المساعي والمحاولات لإيجاد الاستبداد الديني، بالتالي العنصر الاهم والابرز هو توعية وتثقيف وتعليم عامة الناس وخصوصا النخبة".

اضف تعليق


التعليقات

الحسن لشهاب
بني ملال
في رأي، ان الاستبداد السياسي و الديني هما اخطر أعداء التنوير العربي،و هما معا محميان بقوة و حنكة الانتربولوجية العسكرية ،الاستعمارية الغربية،و هما يعتبران افضل الورقتين المربحتين عند الانتربولوجية الصهيونية،هذه الاخيرة التي تارة تقف مع السلطة الدينية ضد السلطة السياسية،و تارة تقف مع السلطة السياسية ضد السلطة الدينية ،حسب اين توجد مصلحتها،تماما كما يلجئ اليهود الى التقنع بغيرهم،سواء مسيحيين او مسلمين ،طالما كانت مصلحتهم في التقنع،حتى لا يثيرون ريب الاممين ضدهم،حيث اليهود البريطانيون كانوا يخفون انتمائهم لدين اليهود،ادا ارادوا الوصول الى المناصب السامية في ابريطانيا،لان القوانين الانجليزية كانت لا تسمح لليهود بالوصول الى تلك المناصب،و كانوا يترددون على الكنيسة المسيحية و هم يهود،و هذا ما يفعله الفكر الصهيوني اليوم بالقيادات الاسلامية و السياسية و العسكرية و المؤسسات الاقتصادية،يوهم القيادات الدينية بعرش الخلافة الدينية ،و يوهم القيادات السياسية بعرش التوريث السياسي ،و يوهم المؤسسة العسكرية بعرش استدامة المناصب العليا ،و الكل وراء السلطة و المال و الجاه،و الغاية من ذلك هي تفعيل عمق مقولة،فرق تسود،اي فرق بين هذه المؤسسات و فرق بين المؤسسات و الجماهير العربية ،حتى يسود الفكر الصهيوني،و يستفرد بمصادر صنع القرارات العالمية،و شعوب العالم تؤدي الثمن،الشعوب العربية تعيش الفقر او الاغتناء الغير المشروع و الجهل و الاستعباد ،و الشعوب الغربية تعيش الخوف و الغنى الفاحش و جل امراض العصر,,,2020-07-25