q
باتت الكثير من الظواهر الاجتماعية غير السوية تهدد المجتمعات وتجر بها صوب التفكك ومنها ظاهرة عزوف الشباب عن الزواج لسبب او لآخر، فقد اخذت هذه الظاهرة بتوسيع نطاقها في العصر الحالي، مما يؤشر تغيراً واضحاً في اتجاهات الشباب تجاه الزواج، حيث يميلون إلى تأجيل الزواج أو عدم الارتباط بشريك حياة...

باتت الكثير من الظواهر الاجتماعية غير السوية تهدد المجتمعات وتجر بها صوب التفكك ومنها ظاهرة عزوف الشباب عن الزواج لسبب او لآخر، فقد اخذت هذه الظاهرة بتوسيع نطاقها في العصر الحالي،  مما يؤشر تغيراً واضحاً في اتجاهات الشباب تجاه الزواج، حيث يميلون إلى تأجيل الزواج أو عدم الارتباط بشريك حياة، فماهي الاثار السلبية لعزوف الشباب عن الزواج؟، وماهي الاسباب وكيف يمكن معالجة هذه المشكلة.

يعرف الزواج بأنه عملية إشهار علاقة بين شخصين، بما يجعلها رسمية ودائمة مدى الحياة، فهي علاقة تقوم على الشراكة الكاملة بين شخصين في جميع مناحي الحياة المادية والمعنوية، بحيث يصبح كل منهما مسؤولاً عن الآخر وداعماً له في مختلف المواقف والأمور التي يصادفونها في حياتهم.

اهمية الزواج

تظهر اهمية الزواج عبر عدة عائدات ايجابية على حياة المتزوجين وعلى المجتمع في المحصلة النهائية، ومن هذه العائدات تكوين نظام اجتماعي المتمثل بالاسرة التي هي وحدة بناء المجتمعات، ويحمي الزواج الفرد من الانحرافات السلوكية والاخلاقية، ويبدأ بالعمل على خدمة اسرته فيبتعد عن مشتتات الجهد والوقت والمال لصالح امور اخرى تافه لا تستحق ذلك.

ماذا يترتب على العزوف عن الزواج؟

اول ما ينتج عن عزوف الشباب عن الزواج هو التوجه نحو العلاقات غير الشرعية وبالتالي الوقوع في المحرم تلبية للشهوة التي لابد من اشباعها والا سيحدث خلالاً في التوازن الانساني.

 كما ان العزوف يؤدي الى انتشار الأمراض النفسية يعمل عدم استقرار الإنسان في الحياة على توليد العقد النفسية عنده بشكل كبير، وهذه العقد لها الضرر الكبير على الأفراد والمجتمعات، فهي تؤدي إلى تكوين إنسان غير سوي وغير قادر على العمل بإنتاجية في مجتمعه وهو ما يؤدي إلى العجز الاقتصادي مستقبلاً.

ويخلق العزوف انسانا غير اجتماعياً اتكالياً مما يجعله وحيداً كل حياته وبالتالي يصل يوماً الى حالة لايجد احد بجانبه سيما في فترات الشيخوخة التي يحتاج في الى الرعاية الشاملة كما يحتاج الطفل الى الرعاية وحينها فقط سيشعر بالخطأ الذي ارتكبه.

لماذا يفضل الشباب العزوف عن الزواج؟

لعدة اسباب يفضل الكثير من الشباب البقاء عزاب من اهم هذه الاسباب مايلي:

الصعوبات المالية التي تترتب على الزواج كمستلزمات الزوجين وغلاء المهور، اذ ان بعض العوائل تفرض مهوراً عالية واغلب الشباب لا يمتلكون الامكانية لتغطية هذه الامور فيختار العزوبية حتى يتمكن من توفير الاستقرار المالي اللازم.

السبب الثاني هو الهروب من تحمل المسؤولية حتى وان توفرت القدرة المالية، حيث ان الكثير من الشباب ليس لديهم الاستعداد النفسي والعاطفي للارتباط وماينتج عنه من المسؤولية الكاملة عن الاسرة فيما بعد.

ثالث الاسباب هو الخوف من التجارب الفاشلة في الزواج لاشخاص مقربين، اذ تدفع مثل هذه التجارب الى الهروب من الزواج لعدم الرغبة في تكرار المشكلة معه.

 السبب الرابع هو تركيز  بعض العازفين عن الزواج على الحياة المهنية، فقد يكون لدى الشخص أهداف مهنية وطموحات عالية تستهلك وقته وجهوده، مما يجعله يؤجل الزواج أو يعزف عنه حتى يتحقق منجزات مهنية معينة.

كيف نقنع هؤلاء الشباب على الزواج؟

يمكن اقناع الشباب الذي يفضلون حياة العزوبية عبر عدة امور منها:

تقليل متطلبات الزواج من قبل الطرفين ومنها تقليل المهور فالمبالغة في المهور ومتطلبات الزواج ليست ابواباً للسعادة على الاطلاق لذا يجب ان تبسط هذه الامور كأحد الحلول للعزوف عن الزواج.

ثاني الحلول هو ضرورة ان يتحمل الشباب مسؤولياتهم للظفر بأيجابيات الزواج فالانسان حين لا يتحمل مسؤوليته لن يتحملها احد بالانابة عنه وبالتالي هذا يعني انه انسان فاشل وغير ذي هدف.

ومن الاهمية بمكان ان يدرك الشباب ان حدوث خللاً في علاقة ما ادت الى الطلاق او مشكلات اخرى لا يعني بالضرورة انه سيواجه نفس المشكلة فلكل علاقة ظروفها التي تفشلها او تنجحها وليس منطقياً ان تعمم التجارب على الجميع.

 واخيراً رغم تشديدنا العال على ان ضرورة ان يستقر الانسان مالياً حتى لا يقصر على طرف العلاقة الآخر عند الزواج الا انه هذه لا يجب ان  يكون شماعة يعلق عليها الشباب اسباب عزوفهم، هذه هي المعالجات المنطقية لمن اراد ان يغير بوصلته في الحياة.

اضف تعليق