الذكاء الاصطناعي أصبح مهارة أساسية الآن، ومن المتوقع أن يكون جزءًا من عمل الجميع مستقبلاً. لذلك، من المهم تجهيز الشباب بالمهارات اللازمة لضمان مستقبل آمن حتى عام 2050، بما في ذلك: مهارات التفكير المعرفي والنقدي، دعم العلوم الإنسانية والاجتماعية لتطوير هذه المهارات عبر التعليم التقليدي...

إذا كنت تخطط للعمل في المحاسبة، التسويق، أو البرمجة، فقد حان الوقت لإعادة النظر. بدلاً من ذلك، فكر في وظائف في التمريض، البناء، أو الضيافة، والتي يُتوقع أن تظل أكثر أمانًا من تأثير الذكاء الاصطناعي على المدى الطويل حتى عام 2050.

أصدرت مؤسسة الوظائف والمهارات الأسترالية (JSA) تقريرًا رئيسيًا حول التأثير المحتمل للذكاء الاصطناعي على سوق العمل حتى عام 2050، ووجدت أسبابًا للتفاؤل بشأن مستقبل العمال في عالم يتغير بسرعة بسبب التكنولوجيا.

قال بارني غلوفر، مفوض جمعية المهندسين المدنيين: «التوقعات المتشائمة بشأن نهاية العمل كما نعرفه مبالغ فيها. ومع ذلك، سيكون التأثير هائلاً بحلول منتصف القرن.» الرسالة الرئيسية من التقرير هي أن الذكاء الاصطناعي سيُعزز جميع المهن تقريبًا، لكن بعض الوظائف ستختفي أو تتغير بشكل كبير بحلول 2050.

تقييم المهن حسب إمكانية الأتمتة

في البحث الأكثر شمولاً من نوعه في أستراليا، قامت JSA بتقييم المهن وفقًا لمدى إمكانية أتمتة المهام أو تعزيزها بالذكاء الاصطناعي حتى عام 2050. وجاء في التقرير: العديد من المهام الكتابية، التي لم تتأثر بموجات الأتمتة السابقة، يمكن الآن تنفيذها إلى حد كبير بواسطة جيل الذكاء الاصطناعي. بعد ذلك، قامت المؤسسة بعمل نموذج لنمو العمالة عبر المهن حتى منتصف القرن، وقارنت تلك التوقعات بعالم بدون الذكاء الاصطناعي.

الوظائف الأكثر تأثرًا بسبب الذكاء الاصطناعي بحلول 2050

خلص التقرير إلى أن أكثر الوظائف عرضة للخسارة أو التغيير الكبير بحلول عام 2050 تشمل:

موظفو المكاتب

موظفو الاستقبال

المحاسبة

المبيعات والتسويق والعلاقات العامة

محللو الأعمال والأنظمة

المبرمجون

في المقابل، المهن المتوقع نموها أو توسعها حتى عام 2050 تشمل:

عمال النظافة وغسيل الملابس

الإدارة العامة والسلامة

مديري إدارة الأعمال

عمال البناء والتعدين

العاملون في قطاع الضيافة

النتيجة الرئيسية: الذكاء الاصطناعي سيغير طبيعة العمل أكثر مما يستبدله بالكامل بحلول 2050.

نصف العمال سيشهدون تغييرات كبيرة حتى 2050

ذكر التقرير أن ما يقرب من نصف العمال يعملون في مهن ذات درجات أتمتة منخفضة وزيادة متوسطة، مما يشير إلى أن المهنة من المرجح أن تشهد تغييرات وتطويرًا بدلاً من أن تختفي بالكامل، مع تأثير ملحوظ بحلول 2050.

سيناريوهات نمو العمالة حتى 2050

وضعت JSA نموذجًا لنمو العمالة في ثلاثة سيناريوهات اعتمادًا على معدلات دمج الذكاء الاصطناعي بين الآن وعام 2050:

سيناريو تباطؤ نمو الوظائف خلال ثلاثينيات القرن الحادي والعشرين بسبب التغييرات التكنولوجية.

سيناريو نمو أسرع للوظائف في العقد التالي نتيجة للتكيف مع التكنولوجيا الجديدة.

في جميع السيناريوهات، ستكون الوظائف الأسترالية بحلول 2050 في عالم يعتمد على الذكاء الاصطناعي أكثر من عالم لا يعتمد عليه.

وأشار التقرير إلى أن التأثيرات الأكثر أهمية على سوق العمل قد لا تظهر إلا بعد عقد من الآن، وهو ما يتوافق مع الوقت اللازم لتطبيق التغييرات الهيكلية العميقة قبل 2050.

أمثلة على تأثير الذكاء الاصطناعي الآن ومستقبلاً

على الرغم من أن اعتماد الذكاء الاصطناعي لا يزال في مراحله المبكرة، فقد شهدت بعض الوظائف بالفعل انخفاضًا كبيرًا:

صناعة الترفيه: أفادت جمعية الممثلين الأمريكيين بانخفاض كبير في عمل ممثلي الصوت بسبب أدوات GenAI، حيث انخفض الطلب على السرد لمقاطع الفيديو والمحتوى بنسبة تصل إلى 80٪.

القطاع المصرفي: قامت CBA مؤخرًا بإلغاء عشرات وظائف مراكز الاتصال واستبدالها بروبوتات الدردشة.

قطاع الاتصالات: قالت الرئيسة التنفيذية لشركة تيلسترا، فيكي برادي، إن كفاءة الذكاء الاصطناعي ستسمح للشركة بتقليص قوتها العاملة بحلول عام 2030، رغم نفيها أن خفض 550 وظيفة الشهر الماضي كان نتيجة التكنولوجيا. هذه الأمثلة تظهر كيف يمكن أن تتغير طبيعة الوظائف أو تختفي بعض المهام بحلول 2050 إذا استمر اعتماد الذكاء الاصطناعي بوتيرة سريعة.

لا وقت لنضيعه للتحضير لمستقبل 2050

قال بارني غلوفر: «في ضوء التطور السريع للذكاء الاصطناعي، هناك شعور بالإلحاح لاتخاذ خطوات الآن لمنح الأستراليين من جميع الأعمار الأدوات والمهارات التي يحتاجون إليها للنجاح في مكان عمل معزز بالذكاء الاصطناعي بحلول عام 2050.» وأضاف أن هذا يتطلب إطارًا قياديًا وطنيًا بقيادة الحكومة الفيدرالية ويضم جميع مستويات الحكومة، لضمان أن يكون قطاع التعليم والتدريب مهيأ ومستعدًا لهذا التحول الكبير.

الذكاء الاصطناعي مهارة أساسية لمستقبل 2050

الذكاء الاصطناعي أصبح مهارة أساسية الآن، ومن المتوقع أن يكون جزءًا من عمل الجميع مستقبلاً. لذلك، من المهم تجهيز الشباب بالمهارات اللازمة لضمان مستقبل آمن حتى عام 2050، بما في ذلك:

مهارات التفكير المعرفي والنقدي.

دعم العلوم الإنسانية والاجتماعية لتطوير هذه المهارات عبر التعليم التقليدي.

تصميم وتنفيذ الذكاء الاصطناعي بشكل مشترك مع العمال لضمان أفضل النتائج لأصحاب العمل والموظفين.

اضف تعليق