توقفت بصعوبة وسط فوضى عارمة وحمدت الله على كل حال فقد كانت الأضرار بسيطة جدا ولكن هنا شعرت بخطورة سلوكي، وادركت ان اغلب حوادث الطرق يرتكبها سائقون غير منتبهين او بعضهم لم ينل قسطا من الراحة والنوم قبل السفر، فضلا عن الأسباب الأخرى المعروفة، وأغلبها تنتهي بمأساة...
الحياة تجارب لا تنتهي طوال العمر، وقد وددت ان اشارك الاصدقاء تجربة شخصية خطيرة عشتها اليوم الجمعة خلال ذهابي مع العائلة بسيارتي إلى كربلاء المقدسة لزيارة ضريح سيد الشهداء الامام الحسين وأخيه الامام العباس عليهما السلام ومن معهما من شهداء الطف الكرام.
نويت الزيارة مساء الخميس واتفقت مع العائلة على الانطلاق بعد صلاة الفجر مباشرة، لذلك لم ينم الجميع تلك الليلة وعبروا عن فرحتهم بالسفرة القصيرة والزيارة المرتقبة من خلال التحضيرات البسيطة وقضاء الليل بالصلاة واعداد وجبة طعام بدلا من مطاعم الطريق المعروفة بسوء طعامها وتلوثه!
توكلنا على الله وانطلقنا فجر الجمعة دون ان ننام قبلها مطلقا!
وصلنا كربلاء المقدسة مع شروق الشمس وادينا مراسم الزيارة وامضينا بضع ساعات هناك ثم عدنا قبل الظهر!
حتى هنا تبدو الأمور طبيعية!
خلال رحلة العودة شعرت بنعاس وفقدان التركيز وحاولت معالجة الأمر بشرب الشاي والقهوة!
قرب الإسكندرية انتبهت قبل الدخول في شاحنة تسير أمامي انني كنت نائما خلال السياقة!
قلت الحمد لله نجونا منها وسوف أحافظ على صحوتي من خلال رفع صوت الراديو!
في حولي المحمودية خرجت من حافة الطريق وكدت انزلق إلى الهاوية نتيجة غفوة قصيرة لم اصح منها الا على احتكاك العجلات بالحافة الترابية!
حمدت الله وشكرته على نعمة السلامة وبذلت جهدا كي اظل يقظا واقول مع نفسي كم يبدو الطريق طويلا لسائق سهران ومتعب!
كان سريع اليوسفية يطوى بعجلتي بيسر ولكن المشكلة كانت تهور السائقين على هذا الطريق الجديد الجميل، فهناك من يجتازني من اليمين برعونة، وهناك من يرمش لي من الخلف رغم سيري على خط الوسط بسرعة ١٠٠ كم، ويمر سائقوا التاهو والجكسارة والجارجر بسرعة تزيد عن ١٦٠كم!
خلال تأملاتي حول خطوة الطرق واستهتار الكثير من السائقين شعرت باحتكاك شديد بالسور الحديدي لطريق الدورة السريع ومعنى ذلك ان غفوة اخرى جعلتني اخرج عن المسار وكادت ترسلني ومن معي إلى المقبرة!
توقفت بصعوبة وسط فوضى عارمة وحمدت الله على كل حال فقد كانت الأضرار بسيطة جدا ولكن هنا شعرت بخطورة سلوكي، وادركت ان اغلب حوادث الطرق يرتكبها سائقون غير منتبهين او بعضهم لم ينل قسطا من الراحة والنوم قبل السفر، فضلا عن الأسباب الأخرى المعروفة، وأغلبها تنتهي بمأساة!
وأقول في ضوء هذه التجربة، لمن يقرأ كلماتي، لا تجازف بحياتك وحياة الآخرين في قيادة السيارة إذا لم تنم على الأقل خمس ساعات قبل السفر، ولا تسافر إذا لم تشعر بالنشاط والصحة واللياقة الكاملة!
لعل في ذلك عبرة لمن يعتبر!
اضف تعليق