المهنة الشريفة هي كل عملٍ يقوم على الصدق وعدم الغش أو الخداع، احترام الإنسان وكرامته، الكسب الحلال دون ظلم أو استغلال، النفع العام أو الخاص المشروع، تحمّل المسؤولية وأداء الأمانة، ولهذا قيل: "لا توجد مهنة وضيعة، بل يوجد سلوك وضيع"، فالعمل البسيط يصبح شريفًا إذا أُدّي بضمير...

يتداول الناس عادة مهنة الشخص السابقة وماضيه وأسراره الشخصية عندما يترقى لمناصب رفيعة، ويقارنون بين الماضي والحاضر، وقد يتخذون من بعض المهن وسيلة للطعن والتشهير وبخاصة إذا كانت المهنة السابقة لا علاقة لها بالمنصب الحالي، وان صعود ذلك الشخص إلى مكانه الجديد بشكل مفاجئ لم يتم عبر طريق التدرج والترقية كما يجري عادة في الادارة الرصينة، أو ان ذلك المنصب يتطلب شهادات ومؤهلات وخبرات وكفاءات غير متوفرة في من تصدى له بطريقة غير مشروعة!

وهنا يطرح سؤال عن( شرف المهنة) وعلاقتها بمسيرة الإنسان ودوره في المجتمع!؟

أولًا: ما هي المهنة الشريفة؟ المهنة الشريفة ليست اسمًا ولا مكانة اجتماعية، بل سلوكٌ وقيمة.

هي كل عملٍ يقوم على الصدق وعدم الغش أو الخداع، احترام الإنسان وكرامته، الكسب الحلال دون ظلم أو استغلال، النفع العام أو الخاص المشروع، تحمّل المسؤولية وأداء الأمانة، ولهذا قيل: "لا توجد مهنة وضيعة، بل يوجد سلوك وضيع"، فالعمل البسيط يصبح شريفًا إذا أُدّي بضمير، وقد تسقط أرفع الوظائف إذا شابها الفساد.

ثانيًا: ما هي المهنة غير الشريفة؟ هي ليست مرتبطة باليد أو الجهد، بل بالفعل والغاية. وتُوصَف بعدم الشرف عندما تقوم على: الغش والكذب والتضليل، أكل أموال الناس بالباطل، الاعتداء على الحقوق، نشر الأذى أو الفساد الأخلاقي أو الاجتماعي، استغلال حاجة الناس أو جهلهم، فقد تكون المهنة في ظاهرها محترمة، لكنها تفقد شرفها إذا تحوّلت إلى أداة ظلم أو تضليل.

ثالثًا: كيف نميّز بينهما؟

يمكن التمييز عبر أسئلة بسيطة لكنها عميقة هل أستطيع أداء هذا العمل وأنا مطمئن الضمير؟ هل أرضى أن يَكسب أحدٌ المال منّي بالطريقة نفسها؟ هل في هذا العمل ضررٌ مباشر أو غير مباشر بالناس؟ هل لو كُشِف عملي للعلن سأخجل منه أم أعتزّ به؟ هل يقرّه الدين والأخلاق والقانون؟

إن كان الجواب مطمئنًا… فالمهنة شريفة، وإن كان يورث خجلًا أو خوفًا أو تبريرًا دائمًا… فهنا الخلل.

خلاصة القول: شرف المهنة لا يُقاس بارتفاع الدخل ولا بلقبٍ اجتماعي، بل يُقاس بـ نظافة اليد، وصدق الكلمة، وأثر العمل في حياة الناس. وكما يُقال: قد يعمل الإنسان بيديه فيُشرّف المجتمع، وقد يعمل بعقله فيُفسده!

اضف تعليق