على مسافة 70 كم من كربلاء وعلى مبعدة 5 كم من قصر الأخيضر التاريخي المعروف والى الغرب من بحيرة الرزازة.. كان هناك موقع لا أحد يعرفه إلا بالاسم ولا أحد يعرف ما به من آثار.. موقع يطلق عليه اسم (القصَير) فيه ما يشبه المدينة المتكاملة التي كانت تزخر بالحياة منذ قرون بعيدة وتحكي ما بقي من الآثار من إنها مدينة عامرة عاش فيها أهلها قبل الإسلام.

يقع القصَير ( ويسميه البعض: الاقيصر) في وسط الصحراء ويحتوي على اثر كبير قد يعود بالمنفعة السياحية إضافة إلى دراسة آثار كربلاء على اعتبارها مدينة عميقة الجذور، الأثر هو كنيسة مسيحية لم يسمع بها حتى أهالي كربلاء.. بل إن بعضهم اندهش حين سمع بهذا الأثر متصورين إن مدينة كربلاء يبدأ تاريخها مع واقعة الطف فحسب.

والاقيصر تصغير لكلمة القصر وهي لفظة محلية لان فيها ما يشبه القصر وهو الكنيسة التي تضم رسومات متعددة عبارة عن صلبان معقوفة دلالة الديانة المسيحية.. توجد على جدران الكنيسة كتابات آرامية تعود إلى القرن الخامس الميلادي حسب ما ذكرته الدراسات التي قام بها عدد من الباحثين والاثاريين.. وكذلك فإن في هذه الكنيسة مجموعة من القبور قسم منها يعود إلى رهبان الكنيسة ورجال دينها الذي كانوا يقدمون تعاليمهم وخدماتهم وهي ملاصقة للكنيسة.. والقسم الآخر لعامة الناس من المسيحيين الذي يدفنون هنا وهي تبعد عن الكنيسة بمسافة تزيد عن 20 مترا.

الكنيسة يحيطها سور بني من الطين فيها أربعة أبراج ويوجد في السور خمسة عشر بابا للدخول وهي مقوسة من الأعلى.. فيما يبلغ طول بناء الكنيسة ستة عشر مترا و عرضها أربعة أمتار..بنيت من الطابوق المفخور أو الفرشي.. وهذه القيمة البنائية تثبت إنها اقدم كنيسة شرقية في التاريخ لأنها وحسب الدراسات بنيت في منتصف ستينيات القرن الخامس الميلادي ، وهذا يعني إن هذه الكنيسة الموجودة في كربلاء قد بنيت قبل الإسلام بأكثر من 120 عاما حسب ما يذكره الدارسون والكتب.. ولكن التنقيبات التي أجريت عام 1976 وعام 1977 هي التي اكتشفت هذا الموقع والكنيسة كانت مثبته لدى الاخوة المسيحيين من الكلدان الذي كانوا يأتون اليها لزيارتها كل عام لاحياء قداسهم واقامة الصلاة في مذبح الكنيسة ، إن هذا المكان لا بد أن يكون مكانا سياحيا ودينيا للاخوة المسيحين لأنهم يعتبرون هذه الكنيسة هي اقدم كنيسة في الشرق الأوسط بل في الشرق عموما.. وعليه فان إعادة اعمارها لابد أن يجلب المنفعة للجميع..المسيحيون للصلاة وغيرهم كسياحة أثرية لان هذه الأرض هي منجم للسياحة ونحن بعيدون كل البعد عن استغلال ما لدينا من آثار من اجل السياحة في حين إن العالم لا يملك مثلما نملكه نحن ولديه السياحة عامل من عوامل الاستقرار الاقتصادي.

الوسم: العراق، آثار، كربلاء، الكنسية، المسيح، اديان، سياحة.

 

بالصور: كربلاء تحتضن في صحرائها اقدم كنيسة في الشرق الاوسط

 

فاضل المياحي

 

على مسافة 70 كم من كربلاء وعلى مبعدة 5 كم من قصر الأخيضر التاريخي المعروف والى الغرب من بحيرة الرزازة.. كان هناك موقع لا أحد يعرفه إلا بالاسم ولا أحد يعرف ما به من آثار.. موقع يطلق عليه اسم (القصَير) فيه ما يشبه المدينة المتكاملة التي كانت تزخر بالحياة منذ قرون بعيدة وتحكي ما بقي من الآثار من إنها مدينة عامرة عاش فيها أهلها قبل الإسلام. 

يقع القصَير ( ويسميه البعض: الاقيصر) في وسط الصحراء ويحتوي على اثر كبير قد يعود بالمنفعة السياحية إضافة إلى دراسة آثار كربلاء على اعتبارها مدينة عميقة الجذور، الأثر هو كنيسة مسيحية لم يسمع بها حتى أهالي كربلاء.. بل إن بعضهم اندهش حين سمع بهذا الأثر متصورين إن مدينة كربلاء يبدأ تاريخها مع واقعة الطف فحسب. 

والاقيصر تصغير لكلمة القصر وهي لفظة محلية لان فيها ما يشبه القصر وهو الكنيسة التي تضم رسومات متعددة عبارة عن صلبان معقوفة دلالة الديانة المسيحية.. توجد على جدران الكنيسة كتابات آرامية تعود إلى القرن الخامس الميلادي حسب ما ذكرته الدراسات التي قام بها عدد من الباحثين والاثاريين.. وكذلك فإن في هذه الكنيسة مجموعة من القبور قسم منها يعود إلى رهبان الكنيسة ورجال دينها الذي كانوا يقدمون تعاليمهم وخدماتهم وهي ملاصقة للكنيسة.. والقسم الآخر لعامة الناس من المسيحيين الذي يدفنون هنا وهي تبعد عن الكنيسة بمسافة تزيد عن 20 مترا.

الكنيسة يحيطها سور بني من الطين فيها أربعة أبراج ويوجد في السور خمسة عشر بابا للدخول وهي مقوسة من الأعلى.. فيما يبلغ طول بناء الكنيسة ستة عشر مترا و عرضها أربعة أمتار..بنيت من الطابوق المفخور أو الفرشي.. وهذه القيمة البنائية تثبت إنها اقدم كنيسة شرقية في التاريخ لأنها وحسب الدراسات بنيت في منتصف ستينيات القرن الخامس الميلادي ، وهذا يعني إن هذه الكنيسة الموجودة في كربلاء قد بنيت قبل الإسلام بأكثر من 120 عاما حسب ما يذكره الدارسون والكتب.. ولكن التنقيبات التي أجريت عام 1976 وعام 1977 هي التي اكتشفت هذا الموقع والكنيسة كانت مثبته لدى الاخوة المسيحيين من الكلدان الذي كانوا يأتون اليها لزيارتها كل عام لاحياء قداسهم واقامة الصلاة في مذبح الكنيسة ، إن هذا المكان لا بد أن يكون مكانا سياحيا ودينيا للاخوة المسيحين لأنهم يعتبرون هذه الكنيسة هي اقدم كنيسة في الشرق الأوسط بل في الشرق عموما.. وعليه فان إعادة اعمارها لابد أن يجلب المنفعة للجميع..المسيحيون للصلاة وغيرهم كسياحة أثرية لان هذه الأرض هي منجم للسياحة ونحن بعيدون كل البعد عن استغلال ما لدينا من آثار من اجل السياحة في حين إن العالم لا يملك مثلما نملكه نحن ولديه السياحة عامل من عوامل الاستقرار الاقتصادي.

اضف تعليق