q
شعب مشغول بما هو اهم من الديمقراطية والتوقيتات الدستورية وتشكيل الحكومة، وهو لقمة العيش، التي تصيب المجتمع المشغول بها بمرض السلبية واللامبالاة ازاء ما يجري في البلد. الشعب يعاني الان من نتائج تغيير سعر الدينار، والغلاء، والبطالة، والعواصف الترابية، والازمات المفتعلة، والحكومة منتهية الصلاحية...

اخترع الانسان الانتخابات لتكون الية لتداول السلطة سلميا ودوريا، اي لتكون وسيلة لتبديل الحكومة بدون اللجوء الى القتال، اقر الدستور العراقي هذه الالية، ونص على اجراء الانتخابات التشريعية كل اربع سنوات ومنها يتفرع انتخاب رئيس البرلمان ورئيس الجمهورية ورئيس مجلس الوزراء.

لكن هذه الالية اصيبت بالشلل والعوق بسبب نقاط الخلل او العيوب التأسيسية في النظام السياسي، وبسبب سوء اداء الفاعلين السياسيين المتحكمين بالمشهد السياسي من جهة ثانية. وللتوضيح اقول يوجد لدينا ٨-١٠ رجال يمسكون بازمة المشهد السياسي، ومن خصائصهم انهم لا يؤمنون بالديمقراطية، ولا يفهمون الديمقراطية.

مضت ستة اشهر على الانتخابات، وعجلة الدولة السياسية متوقفة، بل "عطلانة"، والنتيجة ما يلي:

اولا، بقاء الأشخاص المذكورين في مواقع التحكم بالعملية السياسية وتعطيل الدولة، فاضافوا "عيوب الاداء" الى "عيوب التأسيس". واهم عيوبهم انهم لا يحترمون التوقيتات الدستورية.

ثانيا، نواب متعطلون عن العمل رغم صلاحياتهم الدستورية الواسعة، لانهم في الحقيقة ليسوا نواب الشعب وانما ادوات وبيادق شطرنج بيد الاشخاص المذكورين في الفقرة الاولى. لا قيمة لمجلس النواب اذا لم يتفق العشرة، والعشرة غير متفقين.

ثالثا، شعب مشغول بما هو اهم من الديمقراطية والتوقيتات الدستورية وتشكيل الحكومة، وهو لقمة العيش، التي تصيب المجتمع المشغول بها بمرض السلبية واللامبالاة ازاء ما يجري في البلد. الشعب يعاني الان من نتائج تغيير سعر الدينار، والغلاء، والبطالة، والعواصف الترابية، والازمات المفتعلة، والحكومة منتهية الصلاحية.

تحققت الكثير من الامور الايجابية بعد سقوط النظام الدكتاتوري في ٩ نيسان من عام ٢٠٠٣، لكن عيوب التأسيس وسوء الاداء مثل كورونا الذي يفقد المريض القدرة على تذوق الاطعمة اللذيذة وشم الروائح العطرة فلم يعد بمقدور الشعب تذوق طعم الحرية ولا شم رائحتها.

لا يحيا الانسان بالخبز وحده، لكن ماذا يفعل بالحرية اذا كان غير قادر على توفير الخبز.

الناس يطالبون بالحل. وانا اقول ان الحل لا يأتي من طرف الذين صنعوا المشكلة. فمن كان جزءاً من المشكلة لا يستطيع تكوينيا ان يكون جزءاً من الحل!

.............................................................................................
* الآراء الواردة في المقال لا تعبر بالضرورة عن رأي شبكة النبأ المعلوماتية.

اضف تعليق