إن سفر الزوجين معًا يجعلهما يعيشان اللحظة وينسيان الكثير من الأمور السلبية ويضعان المشاكل جانبًا، ليعيشا لحظة الحاضر بشكل قوي. وهذا يساعد على نسيان لحظات الماضي، التي ربما كانت من مصادر التوتر في العلاقة الزوجية، وفي ذلك فرصة عظيمة لتعظيم الحب والود والاحترام...
يميل الإنسان بطبعه إلى الملل من الأشياء والسلوكيات حين يعتاد عليها. هذه القاعدة يمكن إسقاطها على الحياة الزوجية، فالكثير من الأزواج، وبسبب الاعتياد على الجو العائلي الرتيب، تُصاب علاقتهم بالفتور. ومن أكثر الأشياء التي تُبعد الملل والرتابة هي السفر. فكيف إذا كان السفر معًا بالنسبة للزوجين؟ حتمًا، إنه سيعود بعوائد إيجابية على علاقتهما ببعضهما. فما هي أبرز هذه العائدات المنتظرة من سفر الأزواج معًا؟
السفر: مساحة للتحرر وتدعيم الحوار
يمثل السفر مساحة يتحرر فيها الفرد من أعبائه ليكون على تماس مع بلد وثقافة جديدين وعوالم قابلة للاستكشاف والمغامرة. ولكن المساحة الأجمل التي يتيحها السفر هي تدعيم الحوار، سواء بين الزوجين أو بين الأهل والأبناء، حيث التواجد في مكان جديد يُحارب الرتابة ويقتل الروتين ويُحفز الأفراد على التنفس بأريحية، بعيدًا عن ضغوطات الحياة اليومية وأعبائها.
في استطلاع للرأي أجراه المعهد البرازيلي بين نحو ألفي زوج وزوجة في عموم البرازيل، تبيّن أن نسبة 63% منهم أكدوا أن سفر الزوجين معًا بشكل دائم ينعكس إيجابًا على العلاقة الزوجية. كما أضافوا أن السفر يُقوّي العلاقة بين الزوجين ويُطيل من عمر الزواج. ومن المؤكد أن نتائج هذا الاستطلاع قد تمثل أغلب المجتمعات البشرية على اعتبار أن النفس الإنسانية واحدة.
فوائد سفر الزوجين معاً:
لسفر الزوجين الكثير من الفوائد، نذكر أهمها:
1. تحسين لغة التواصل: أولى الفوائد لسفر الزوجين معًا أنه يُحسن من لغة التواصل بينهما. وهذا ما يؤكده الأزواج الذين يسافرون معًا وليس الدراسات فقط، فهم يكتسبون أهمية الاتفاق على الرأي الآخر بشكل سريع لتفادي المشاكل الزوجية المستقبلية، ذلك لأن السفر يعلمهما أهمية الاتفاق الثنائي من أجل أن تجري الحياة بشكل سلس، وهو ما ينعكس على مجمل حياتهما وعلى أبنائهما بالدرجة الثانية.
2. التقارب النفسي والفكاهة: كما أن سفر الزوجين معًا يجعلهما يعيشان نوعًا من الفكاهة والتقارب النفسي أكثر من ذي قبل. حيث إن سفر الزوجين معًا يجعلهما يقتربان من بعضهما أكثر من حيث كسر طوق الجدية المفرطة التي ربما تميز علاقتهما ببعضهما في المنزل. فالسفر يعتبر مناسبة للمزاح والفكاهة واللهو المشترك بينهما، فربما لم تُتح الأيام السابقة فرصة للابتعاد عن هموم الحياة وتعقيداتها، وبالتالي كان لسفرهم أثر في الابتعاد عن القلق والتوتر والإرهاق الحياتي المعتاد.
3. العيش في اللحظة ونسيان المشاكل: كما أن سفر الزوجين معًا يجعلهما يعيشان اللحظة وينسيان الكثير من الأمور السلبية ويضعان المشاكل جانبًا، ليعيشا لحظة الحاضر بشكل قوي. وهذا يساعد على نسيان لحظات الماضي، التي ربما كانت من مصادر التوتر في العلاقة الزوجية، وفي ذلك فرصة عظيمة لتعظيم الحب والود والاحترام بعد أن تعصف بالعلاقة الكثير من المشكلات التي بدورها تؤدي إلى غياب التفاهم والتقبل.
4. زيادة الاستعداد للمسامحة: وحين يسافر الزوجان معًا، فإنهما يكونان أكثر استعدادًا للمسامحة. ففي دراسة نفسية أجريت على هذا الموضوع قالت: "مما لا شك فيه أن سفر الزوجين معًا يساعد على زيادة حس المسامحة بينهما ليبدأ مرحلة جديدة من العلاقة الزوجية من دون حمل الأحقاد والابتعاد قدر الممكن عن المنغصات، فالكثير من الأزواج وبعد التعثر في تطوير العلاقة عادوا بعد السفر بروحية أفضل وتطورت علاقتهما إيجابيًا."
في الختام: بعد أن تعرفنا على أهم الفوائد التي يجنيها الزوجان كنتيجة للسفر معًا، صار لازمًا على من يفضل الحصول على هذه الفوائد أن يجرب السفر مع زوجته ما استطاع.
اضف تعليق