من الجيد تجريب ممارسة هواية مشتركة مع الطرف الاخر من العلاقة شريطة انك لم تقم بذلك من قبل، على سبيل المثال محاولة الزوج الدخول الى المطبخ لطهي وجبة طعام تحبها انت وعائلتك فحتى وان لم تجيد القيام بها لكنك كسرت الروتين والملل، وهو ما يؤكد عليه النفسيين في الحفاظ على حيوية العلاقة وديموتها...
نحن البشر نحتاج في حياتنا الى التجديد الدائم الذي يؤمن الارتياح النفسي وفي كافة الامور التي تخصنا، فقد نجدد في منازلنا، في سياراتنا، وفي ملابسنا، لكن هناك امر ربما نغفل انه يحتاج الى التجديد وهو العلاقة الزوجية التي هي الاخر تصدأ ويغطوها غبار الحياة وتغير من لونها الدنيا، فكيف يمكن ان نجدد في علاقتنا الزوجية ونبعد الملل والرتابة منها؟، هذا الذي سنتحدث عنه في اسطرنا القادمة.
في بداية العلاقات الزوجية في العادة يكون الجو بين الزوجين مريح رغبة احدهما الى الآخر متصاعدة، لكن هذا الامر لم يبق على حاله كلما طالت العلاقة زادت احتمالية الدخول في حياة رتيبة تتكرر معها الأشياء ذاتها وحينها يحل الملل ضيفاً ثقيلاً ويغير معه الكثير من الامور داخل المنزل وقبل ذلك داخل قلوب ونفوس الزوجين.
وما من عبارة مثيرة للرعب بالنسبة للأزواج أكثر من عبارة (الروتين) تلك الكلمة التي ما إن يؤتى ذكرها حتى يراها الكثيرون باعثا على الملل، خاصة في عصر التقنية ومواقع التواصل الاجتماعي التي تزرع في وعينا بريق التغير المستمر ومقارنة أنفسنا بتجارب الآخرين الجامحة والاستثنائية، لترتفع بذلك المعايير غير الواقعية وتصوراتنا المغلوطة تجاه أنفسنا والآخر وهو ما يدفعنا الى البحث عن الجديد والمنوع وان كان في الكثير من الحالات غير واقعي وربما غير صحي.
من الملل تنتج سلوكيات زوجية غير مريحة للطرفين منها الاهمال والخيانة وبالتالي تحدث الكثير من الصراعات التي قد تتفك بسببها العوائل وتفصم عراها، في هذا السياق تشير احدى الدراسات النفسية الهامة التي اجريت على العلاقات الزوجية الى ان الملل الدافع الأساسي للخيانة الزوجية لدى 71% من الرجال و49% من النساء، لذا نحن ندعوا الى التجديد الذي يسكر الملل ويقلص من رقعة الخيانات والطلاقات التي يتأثر بسببها الطرفين علاوة على الابناء.
عبر عدة سلوكيات يمكننا ان نبعد الملل والاعتياد في العلاقات الزوجية بعد ان تمر عليها فترات زمنية طويلة، ومن ابرز هذه السلوكيات مايلي:
من الجيد تجريب ممارسة هواية مشتركة مع الطرف الاخر من العلاقة شريطة انك لم تقم بذلك من قبل، على سبيل المثال محاولة الزوج الدخول الى المطبخ لطهي وجبة طعام تحبها انت وعائلتك فحتى وان لم تجيد القيام بها لكنك كسرت الروتين والملل، وهو ما يؤكد عليه النفسيين في الحفاظ على حيوية العلاقة وديموتها، واحلال النشاط بدلاً عن البلادة التي تجعل الانسان تعيس باحثاً عن ابواب اخرى للراحة والسعادة.
ويوصي المختصين في علم النفس والتربية بضرورة ابتعاد الزوجين عن بعضهما لفترات مقبولة كالسفر منفرداً او ذهاب الزوجة الى منزل اهلها لان هذا الابتعاد سيعيد الحنين الى بعض ويعيد معه مشاعر الحب فهي مرحلة اختبار للحب والمودة لدى الطرفين، فقد يشعر الطرفين بضرورة التمسك ببعض لان فقدان احدهما للآخر يعني الكثير من الالم والمعناة وبالتالي تعود عليهم فترة الافتراق هذه بالمنفعة وليس العكس.
وينبغي على طرفي العلاقة ان يعبروا عن امتنانهم للطرف الذي يقدم خدمة للعائلة وهو ما يجعل الطرفين يتسارعون لتقديم هذه الخدمات، والامتنان يتم عبر اللفظ عن طريق التعبير عن الشكر والتعبير عن الحب كما لو انهما في بداية الزواج، ويتم الامتنان ايضاً سلوكياً عبر القيام بسلوكيات دالة عليه كدعوة الزوجة الى المطعم عند انجازها عمل شاق في المنزل على سبيل المثال، فمثل هذه الامور تخرج الزوجة من النمطية وبالتالي بحث هي عن التجديد الذي يمنحها الافضلية والاهتمام.
ومهم جدا ايضاً لا يترك الطرفين خلافتهم تدوم طويلاً وبالتالي تتراكم مما يصعب امكانية حلها، فحل المشكلات بصورة سريعة يزيل الملل والجمود وإنعدام طاقة الحب والأمن بينهما، وبالتالي يجب على الزوجين أن يتحكما في مشاكلهما ويبحثان عن حلول لها بالسرعة الممكنة وهذا الامر حتماً سينعكس بالايجاب على العلاقة الزوجية، وبهذه الامور يمكن ان نعيد الحيوية الى العلاقة بعد ان نالت منها الايام والمواقف.
اضف تعليق