لعل الان دينو لم يجد لتحليل الحاضر غير عبارة تفاهة المقاصد في كتابه الذي شرح فيه تفاصيل نظرته. مقاربة نظام التفاهة في عالم الغد.. ان الفكر الرأسمالي يحاول الخروج من عنق زجاجة تحديات المستقبل. انعكاس ذلك على البرامج الحزبية الانتخابية أدى إلى تزايد فوز اليمين مجسدا في شخصيات تبدأ بالرئيس ترامب...

لعل الان دينو لم يجد لتحليل الحاضر غير عبارة تفاهة المقاصد في كتابه الذي شرح فيه تفاصيل نظرته.

مقاربة نظام التفاهة في عالم الغد.. ان الفكر الرأسمالي يحاول الخروج من عنق زجاجة تحديات المستقبل. انعكاس ذلك على البرامج الحزبية الانتخابية أدى إلى تزايد فوز اليمين مجسدا في شخصيات تبدأ بالرئيس ترامب ولا تنته عند المستشار الألماني الجديد.

أبرز تحديات الواقع.. ان قرار الدول الرأسمالية السماح للشركات متعددة الجنسيات بنقل المعرفة إلى دول أخرى لاسيما الصين ودول جنوب شرق آسيا.. أدى إلى تصاعد نموذج المنافسة بين تلك الاقتصاديات التي سرعان ما تحولت من حالة ناشئة بيد عاملة رخيصة إلى دول تنافس بكل تحدي أصول هذه الشركات سواء في الولايات المتحدة الأمريكية او دول الاتحاد الأوروبي.

وفق هذا التصور عادت أفكار الرأسمالية الجديدة للحديث عن أمريكا اولا. او ألمانيا الفاعلة.. فيما تصاعدت حدة الشعبوية داخل المجتمعات ضد المهاجرين لاسيما غير الشرعيين.

ولان كل الدول الرأسمالية تبحث عن تمويل برامج البحث والتطوير بنسبة مقبولة من الموازنة العامة لدولهم.. وجدت في إعادة تدوير أرباح البترودولار من جديد في اتفاقات تمتد عشرات السنين.. بعناوين تمنح منظومة دول مجلس التعاون الخليجي قدرات أكبر في نتائج تلك الاستثمارات أفضلية واضحة في تسويق موارد تلك الاستثمارات بما يمنحها ولوج مباشر لاقتصاد المعرفة الدولي.

وتاتي هذه الاستثمارات كرد واقعي على تحديات البطالة والتضخم.. وينتظر ان تطرح مراكز التفكير وبيوت الخبرة الدولية نماذج جديدة في الاقتصاد الرأسمالي.

 نعم.. هناك فوائد تجنى من دول مجلس التعاون الخليجي.. أبرزها السعودية الأقرب لتطبيقات رؤية ٢٠٣٠ في مشروع نيونيم.. لتكون أوربا الجديدة للقرن الحادي والعشرين، فما أبرز الفوائد التي يمكن لدول أخرى في الشرق الأوسط ان تحصل على هامش كل هذه التطورات ومنها العراق؟؟

ربما تعد مصر افضل جهة تحصل على أرباح كبيرة من كل هذه المشاريع لتوفر الموارد البشرية ولا تمتلك الأموال.. يضاف إلى ذلك الهند وباكستان وايضا إيران وتركيا.. للدخول في شراكات لتنفيذ مقاولات داخلية ضمن هذا المشاريع بأرقام فلكية...

اما ما يمكن أن يحصل عليه العراق.. فتلك تفاصيل أخرى.. تتطلب وقفة عقلانية من قيادات الفصائل الحزبية المسلحة وهم يتباهون يوميا بـ (حلب) أموال الخليج.. فيما الوقائع المنشورة في موقع البيت الأبيض والكثير من مقاييس معايير الجودة الشاملة والحكم الرشيد تضع هذه الدول في مراكز متقدمة. فيما يقع العراق في نهاية سلم التقييم.. فهل من صحوة ضمير سياسية مجتمعية للنهوض بالاقتصاد العراقي.. والخروج من الاقتصاد الريعي إلى اقتصاد المعرفة والذكاء الاصطناعي؟؟

ربما الاشهر المقبلة ستظهر بلا مواربة.. من يتوقف عند (نظام التفاهة) ومن يمضي للمواقع الفضلى في اقتصاد المعرفة وتجاوز اقتصاد النفط نحو اقتصاد المعرفة للذكاء الاصطناعي!!! 

كل ذلك يتطلب مواقف متجددة من المرجعيات الدينية العليا.. في إعادة تصميم العملية السياسية العراقية.... وتلك حالة ليست من الشعارات العاطفية.. او التمسك بخلافات تاريخية.. ومحاولة تغطية كل وقائع واحداث بقاء العراق في دوامة نظام التفاهة لمفاسد المحاصصة.. بلحاف العقائد المذهبية.. وجلد الذات بعدم الثقة بالنفس لمواجهة مثل هذه الاستحقاقات في ملامح جديدة للشرق الأوسط.

المطلوب مواقف جديدة ترد على هذه المتغيرات.. وتتعامل مع وقائع واحداث موضوعية. بعقل مفتوح بلا استهبال عاطفي.. فهل هناك من يسمع ام ان المال السياسي الحرام بمفاهيم من يتحكمون بالعملية السياسية والاقتصادية؟؟ تساؤلات ربما وقحة.. لكنها مهمة لفهم المستقبل.. واعادة ترتيب أولويات الانتخابات المقبلة كبداية مطلوبة... ويبقى من القول لله في خلقه شؤون!!

اضف تعليق