q
إِنَّ الذينَ ينتظِرُونَ الظُّهور المُبارك للإِمامِ مِن دونِ استعدادٍ حقيقيٍّ وجديٍّ وسلُوكٍ قويمٍ مَثَلَهُم كمَثَلِ الذي ينتظِر المطَر ليجمعهُ بغِربالٍ أَو أَن يُحقِّقَ نجاحاً في الإِمتحانِ من دونِ استعدادٍ وسلُوكٍ، فهل يُمكِنُهُ ذلكَ؟ إِلَّا بالغُشِّ والحيلةِ، والإِمامُ لا يُخدَعُ بهذا و لاَ يُخْدَعُ اللهُ عَنْ جَنَّتِهِ...

كُلُّ ابنُ آدم في هذا العالَم ينتظِرُ، ينتظِرُ شيئاً، والنَّاسُ على نَوعَينِ؛

 الأَوَّل؛ هو الذي يسيرُ إِلى ما ينتظِرَهُ سعياً واجتِهاداً وعزيمةً وأَملاً، وهُمُ الذين يفهمُونَ الإِنتظار على أَنَّهُ استعدادٌ وسلوكٌ ومُحاولات.

 الثَّاني؛ هوَ المُتوقِّف ليأتي إِليهِ ما ينتظرهُ تكاسُلاً، وهُم الذينَ يفهمُونَ الإِنتظار على أَنَّهُ جلوسٌ بِلا حَراكٍ ومُحاوَلةٍ وتضحِيةٍ.

 الأَوَّل؛ هُمُ النَّاجِحُونَ في حياتهِم الواعُونَ لحضُورهِم ورسالتهِم من الذين يحوِّلُونَ الإِنتظار إِلى إِنجازٍ مُستمرٍّ على مُختلَفِ الأَصعِدةِ.

 الثَّاني؛ هُمُ الفاشِلُونَ الذينَ لا يُحرِّكُونَ ساكِناً ولا يُنجِزُونَ شيئاً ولا يستعدُّونَ ثُمَّ، معَ ذلكَ، يتوقَّعُونَ اللِّقاء بما ينتظرُونَهُ بأَحسنِ حالٍ!.

 إِنَّ الإِنتظار؛

 أ/ إِستعدادٌ للِّقاءِ، فإِذا كُنتَ تنتظِر يَومَ السِّباق فعليكَ أَن تستعِدَّ لهُ مادِّيّاً بالتَّمرينِ اليَومي لتَقويةِ مهاراتِكَ ومعنَويّاً بالإِستعدادِ النَّفسي.

 أَمَّا المُتسابِق الذي يجلِس في صالةِ التَّمرين لا يفعَل شيئاً بانتظارِ صافِرةِ الحكَم لتُعلِنَ عن إِنطلاقِ السِّباقِ، فهذا مُتسابِقٌ أَهبل يحكمُ على نفسهِ بالهزيمةِ والفشَلِ معَ سِبقِ الإِصرارِ.

 ب/ سلوكٌ في اللِّقاءِ، فإِذا كُنتَ تنتظرُ أَن يزُوركَ الزَّعيم فيلزَمكَ أَن تُبدي اهتماماً بذلكَ باستمرارٍ من خلالِ سلوكِكَ سَواءٌ على مُستوى المَظهَر أَو على مُستوى الإِعداد، خاصَّةً إِذا كُنتَ تجهل وقتَ اللِّقاءِ ومكانهُ.

 إِنَّ الذينَ ينتظِرُونَ الظُّهور المُبارك للإِمامِ (عجَّ) مِن دونِ استعدادٍ حقيقيٍّ وجديٍّ وسلُوكٍ قويمٍ مَثَلَهُم كمَثَلِ الذي ينتظِر المطَر ليجمعهُ بغِربالٍ أَو أَن يُحقِّقَ نجاحاً في الإِمتحانِ من دونِ استعدادٍ وسلُوكٍ، فهل يُمكِنُهُ ذلكَ؟! إِلَّا بالغُشِّ والحيلةِ، والإِمامُ (عجَّ) لا يُخدَعُ بهذا و {لاَ يُخْدَعُ اللهُ عَنْ جَنَّتِهِ} كما يقُولُ أَميرُ المُؤمنِينَ (ع).

 ليسَ الإِنتظارُ شِعاراً ولا هوَ خِطاباً أَو مقالاً أَو ظهُوراً في السَّاحاتِ.

 وبينَ الإِنتظارَينِ الصَّادِق والكاذِب، الحقيقي والمُخادع، إِستعدادٌ وسلوكٌ، أَمّا عكسهُما، كسَلٌ وتواكُلٌ، فضِحكٌ على الذُّقُونِ وخِداعٌ للذَّاتِ!.

اضف تعليق