خطر انتشار وتمدد الجماعات الإرهاب المتشددة، ومنها تنظيم داعش الإرهابي الذي استطاع فرض نفوذه على مناطق ودول عديدة وكما يقول بعض المراقبين، لايزال يشكل مصدر قلق وخوف بالغ للعديد من حكومات دول آسيا، التي تجد اليوم صعوبة بالغة في التعامل مع هذا الملف الخطير الذي يعد تهديد حقيقي للأمن والاستقرار في هذه البلدان، التي تعاني أصلا من مشكلات وأزمات امنية واقتصادية كبيرة، قد تكون سببا في تنامي خطر هذا التنظيم الإرهابي الذي يعتمد إستراتيجيات وخطط خاصة لتجنيد والتمويل وتنفيذ العمليات الإرهابية في جميع أنحاء العالم.

ويرى بعض الخبراء ان هناك العديد من العوامل والمقومات التي قد تساعد في انتشار تنظيم داعش في بعض دول آسيا الوسطى، خصوصا وان العديد من التنظيمات والشخصيات المتشددة قد أعلنت مبايعة ودعم التنظيم، وقد كشفت صحيفة الغارديان البريطانية أن نحو أربعة آلاف مهاجر من آسيا الوسطى سافروا إلى سورية للانضمام إلى التنظيمات الإرهابية بعد أن تم تجنيدهم سرا من قبل إرهابيين شيشان.

ولا يقتصر هذا القلق والخوف كما تنقل بعض المصادر الاعلامية، من نفوذ و امتداد داعش الى آسيا الوسطى على زعماء وقادة هذه الدول بل اخذ القلق ينتاب قادة وزعماء دول ابعد من اسيا الوسطى، فقد اعربت الولايات المتحدة عن تخوفها من امتداد داعش الى الجمهوريات الاسلامية في وسط اسيا، كما ان روسيا الاتحادية تحسب الف حساب لامتداد داعش الى حدودها الجنوبي. وهو مادفع العديد الدول العظمى الى تكثيف جهودها الأمنية في هذه المناطق

و في خطوة غير مسبوقة ارسالت الولايات المتحدة الاميركية المئات من الدبابات و ناقلات الجند وكميات كبيرة من الأسلحة الى جمهورية ازبكستان. كما ان روسيا ستزود طاجكستان باسلحة متطورة بقيمة مليار وثلاثمائة مليون دولار لمساعدة هذه الجمهورية من مواجهة الجماعات المسلحة. كما اعربت الصين الشعبية التي لها حدود مشتركة مع وسط اسيا عن تخوفها و قلقها من امتداد الدواعش الى حدودها الشرقية واعلنت استعدادها للوقوف مع دول و شعوب وسط اسيا لمواجهة هذه الظاهرة الخطيرة.

القوقاز

وفي هذا الشأن فقد اعلن مقاتلون اسلاميون من اربع جمهوريات من القوقاز في روسيا مبايعتهم تنظيم داعش، وفق تسجيل صوتي نشر على الانترنت ورحب به التنظيم المتطرف. وفي التسجيل الصوتي الذي بث على موقع يوتيوب اعلن المقاتلون الاسلاميون في جمهوريات داغستان والشيشان وانغوشيا وقبردينو - بلقاريا الروسية مبايعتهم زعيم التنظيم ابو بكر البغدادي. وجاء في التسجيل باللغتين العربية والروسية بعنوان "بيان من مجاهدي ولاية القوقاز ببيعة خليفة المسلمين ابي بكر البغدادي وانضمامهم الى داعش"، انه "طاعة لامر الله (...) نعلن مبايعة الخليفة ابراهيم بن عواد بن ابراهيم القريشي الحسيني على السمع والطاعة".

وتابع البيان "نحن مجاهدو القوقاز في ولايات الشيشان وداغستان وانغوشيا وكابيكا، نشهد باننا كلنا متفقون على هذا الرأي، ولا يوجد اي اختلاف بيننا في هذا الموضوع". ورحب المتحدث باسم تنظيم داعش ابو محمد العدناني بالامر. وقال في تسجيل صوتي "نبارك لجهود الدولة في القوقاز اعلان الولاية، ونبايع لهم بيعتهم والتحاقهم بركب الخلافة، وقد قبل امير المؤمنين بيعتهم وعّين الشيخ الفاضل ابا محمد القدري والياً على القوقاز".

ويقول مسؤولون في روسيا ان آلاف الروس، وغالبيتهم من القوقاز، سافروا الى سوريا والعراق للقتال في صفوف "داعش". وتحدث نائب سكرتير مجلس الامن الروسي عن رقم يصل الى الفي مقاتل. وكان جهاديون من المنطقة اعلنوا في وقت سابق دعمهم للبغدادي عبر اشرطة فيديو. وقال المسؤول لوكالة انترفاكس ان عودة المقاتلين، الذين غالبا ما تحصل عن طريق تركيا بعدما "يدعون انهم سياح فقدوا اوراقهم"، "ستخلق مشكلة".

الى جانب ذلك قال ممثلون للادعاء إن طاجيكستان أصدرت مذكرة اعتقال دولية لقائد القوات الخاصة في الشرطة لانضمامه إلى تنظيم داعش واتهمته بالخيانة العظمى. وكان الكولونيل غول مراد خليموف الذي تلقى تدريبا في الولايات المتحدة ويشغل منصب قائد القوات الخاصة في البلاد قد اختفى في وقت سابق.

وظهر في شريط فيديو نشر على الانترنت وهو يتشح بالسواد ويلوح ببندقية قناص ويهدد بنقل الجهاد إلى روسيا والولايات المتحدة. وأثار انشقاق خليموف قلق الكثيرين في طاجيكستان البلد المسلم الفقير الذي يقع على الحدود مع أفغانستان ولا يزال مضطربا بعد مقتل عشرات الآلاف في حرب أهلية بين عامي 1992 و1997. وعززت دول في منطقة آسيا الوسطى المناورات العسكرية مع روسيا والولايات المتحدة وقالت إنها عازمة على محاربة التشدد الإسلامي. بحسب رويترز.

وقال مكتب النائب العام في طاجيكستان في بيان إن خليموف (40 عاما) مطلوب في جرائم من بينها الخيانة العظمى والمشاركة غير المشروعة في أعمال عسكرية في الخارج. وأضاف "ولأغراض المرتزقة انضم إلى التنظيم الإرهابي الدولي الذي يطلق على نفسه اسم الدولة الإسلامية. و"استخدم خليموف.. كممثل في فيديو مسرحية تهدف إلى تمجيد ما يعرف بالدولة وتبرير جرائمها الوحشية." وظهر خليموف في الفيديو المتقن أمام نخلة. ولم يتضح مكانه.

الفيليبين

من جانب اخر اقدم اعضاء في مجموعة متطرفة مرتبطة بتنظيم القاعدة على قطع رأس عنصر في ميليشيا موالية للحكومة في جنوب الفيليبين بعد مواجهات ادت الى مقتل اسلاميين اثنين حسب ما اعلن الجيش في بيان. ودارت معارك بين اعضاء في جماعة "ابو سياف" المتطرفة من جهة وجنود وعناصر في ميليشيات موالية للحكومة على جزيرة باسيلان التي تشهد اعمال عنف.

وكان الجنود يحرسون مركزا يمد مدينة بالمياه بعد تضاعف عمليات الابتزاز من قبل المجموعة المتطرفة، عندما تعرضوا لهجوم شنه عشرون رجلا. وجاء في البيان ان "تبادلا لاطلاق النار وقع لخمس دقائق" وقتل عنصر في ميليشيا موالية للحكومة "ثم تم قطع رأسه". وقتل عنصران في جماعة ابو سياف التي تضم مئات الناشطين وهي الاشهر بين الجماعات الاسلامية المرتبطة بتنظيم القاعدة في الفيليبين. بحسب فرانس برس.

وتنشط ابو سياف اساسا في الجزر الجنوبية حيث تعيش الاقلية المسلمة في البلاد التي تعد 80% من الكاثوليك. وتتهم ابو سياف بانها مسؤولة عن اسوأ اعمال العنف في الفيليبين خصوصا الاعتداءات الدامية احدها استهدف عبارة في مانيلا واوقع اكثر من 100 قتيل في 2004 وعمليات احتجاز الرهائن. واقدم عناصر ابو سياف على قطع رؤوس اعدائهم او التمثيل بجثثهم. وكان زعيم الجماعة نشر العام الماضي شريط فيديو ظهر فيه مع مسلحين اخرين يعلن ولاءه لتنظيم داعش.

آسيا الوسطى

في السياق ذاته تتخذ السلطات في الجمهوريات السوفيتية السابقة في آسيا الوسطى إجراءات شديدة القسوة للقضاء على التشدد الاسلامي لكن أساليبها الفظة وغياب الحياة السياسية الديمقراطية يمثل مجازفة برد فعل معاكس قد يؤدي إلى مزيد من عدم الاستقرار. وفي حين حارب حكام المنطقة الشموليون التشدد الاسلامي طوال ربع قرن منذ انهيار الاتحاد السوفيتي فإن صعود تنظيم داعش جلب معه خطرا جديدا تصفه أجهزة الأمن بأنه أكثر خطورة.

فقد حظرت أوزبكستان إطالة اللحى والملابس الاسلامية وأغلقت المطاعم التي ترفض بيع المشروبات الكحولية. وفي قرغيزستان حيث تدقق السلطات في اختيار أئمة المساجد لضمان ألا تذكي الخطب الاضطرابات وقعت حوادث إطلاق نار بين الشرطة السرية ومتشددين. أما في طاجيكستان فقد أعلن الكولونيل جولمورود خاليموف القائد مرهوب الجانب لقوة خاصة في الشرطة نفسه عضوا في تنظيم داعش هذا العام. ووصف الحكومة بأنها "كلاب" وتعهد بنقل الجهاد إلى روسيا والولايات المتحدة.

وبدأت الدول الغربية - التي تهتم في العادة بالأمن في آسيا الوسطى باعتباره طريق الامدادات للحرب التي خاضها حلف شمال الأطلسي في أفغانستان - تنظر بعين الاعتبار للتهديد الجديد في منطقة يسكنها 60 مليون نسمة تربط الصين وروسيا بالشرق الاوسط. وتقدر مجموعة الأزمات الدولية أن 4000 شخص من المنطقة انضموا لمقاتلي التنظيم في سوريا والعراق أو ساعدوهم. وقال ريتشارد هوجلاند النائب الرئيسي لمساعد وزير الخارجية الأمريكي لشؤون جنوب آسيا وآسيا الوسطى خلال زيارة لأوزبكستان "أعتقد أن الكل بحاجة لليقظة" في مواجهة داعش. وأضاف "لكن ليست داعش وحدها التي قد تعبر الحدود من أفغانستان إلى آسيا الوسطى... بل داعش هي التي قد تنمو داخل دول آسيا الوسطى."

وخرجت آسيا الوسطى من تجربة انهيار الاتحاد السوفيتي وقد قسمت سهولها الشاسعة وصحاريها المبهرة وجبالها الشاهقة ومساجدها الأنيقة التي ترجع للعصور الوسطى إلى خمس جمهوريات. وقد رسم حدود هذه الدول المتعرجة مفوضون من الثورة البلشفية بقصد عزل الجماعات العرقية الرئيسية من ذوي الأصول التركية والفارسية في المنطقة والسيطرة عليها. ومازالت ثقافة مجلس السوفيت الأعلى بالحزب الشيوعي تحكم هذه الدول التي يديرها باستثناء قرغيزستان رؤساء يحكمون مدى الحياة. ومازال الحكام يدورون في فلك موسكو تساورهم الشكوك في الدين ويعتمدون على الشرطة السرية كما أنهم مستبدون بالفطرة.

وشعوب هذه الدول من بين أفقر شعوب العالم كما أن تاريخها بعد سقوط الاتحاد السوفيتي تميز بالعنف العرقي والديني والقمع السياسي. وأوزبكستان وتركمانستان من أكثر المجتمعات انغلاقا وشمولية في العالم. أما طاجيكستان فقد أمضت عقد التسعينات في خوض حرب أهلية ضد الإسلاميين كما شهدت قرغيزستان ثورتين واضطرابات عرقية. ومن بين الدول الخمس برزت قازاخستان فقط التي توجد بها استثمارات دولية كبرى في النفط والغاز كدولة مستقرة ومزدهرة وليس بها معارضة ديمقراطية. وفي العام الجاري أعيد انتخاب الرئيس نور سلطان نزار باييف الذي يدير شؤون الحكم منذ 1989 وكان قبل ذلك رجل الحزب الشيوعي السوفيتي في البلاد.

ويعيش نحو نصف سكان المنطقة في أوزبكستان التي توجد في صحاريها مزارع للقطن ترويها شبكات الري وعدد من المدن الواقعة على طريق الحرير والتي تقيد سفر مواطنيها للخارج. وكانت تعاملاتها محدودة مع العالم الخارجي منذ فتحت الشرطة فيها النار على مجموعة من المحتجين قبل نحو عشر سنوات وقلصت معظم الدول الغربية علاقاتها بحاكمها اسلام كريموف.

ويطرح كريموف نفسه منذ فترة طويلة على أنه حصن في مواجهة خطر التشدد الاسلامي وذلك بالتعامل مع كل أشكال المعارضة على السواء ما دفع خصومه العاديين إلى العمل السري وأحضان المتشددين. وتقول منظمة هيومان رايتس ووتش الحقوقية ومقرها نيويورك إن الحكومة عذبت الالاف من المسلمين المستقلين وسجنتهم ووجهت لهم اتهامات بالتطرف لها دوافع سياسية لممارستهم مبدأ حرية الدين دون الالتزام بالضوابط المعمول بها في الدولة. وتغطي قيود كثيرة كل شيء من حيازة المصحف "دون إذن" إلى مناقشة الموضوعات الدينية خارج المساجد المسجلة.

وأسقطت المطاعم في العاصمة طشقند الأكل الحلال من قوائم الطعام كما أن المطاعم التي ترفض تقديم المشروبات الكحولية تجازف بإغلاقها. أما الجمعيات الخيرية التي قدمت وجبات إفطار في رمضان فقد تلقت تحذيرات. وقال مدرس جامعي اسمه أكبر وعمره 35 عاما "أعتقد أنهم منعوا الافطار في المقاهي لانهم يعتقدون أنه شكل من أشكال التجمع الديني." ولم يشأ أكبر أن يذكر اسمه بالكامل مثل أغلب الأوزبك عندما يتحدثون مع صحفي. وأضاف "أي تجمع ديني لم يحصل على موافقة يعتبر مشبوها بل وخطيرا في بعض الاحيان."

يقال إن قرغيزستان المجاورة هي أكثر دول المنطقة انفتاحا حيث أطاحت انتفاضات شعبية برئيسين لا شعبية لهما في عامي 2005 و2010 وأصبحت السلطة التنفيذية الان مقسمة بين رئيس منتخب ورئيس وزراء يختاره برلمان. لكنها شهدت أيضا تضييقا على النشاط الدعوي الذي لم يحصل على موافقة رسمية. واشتبكت عناصر من الشرطة الخاصة مع جماعتين يشتبه أنهما تنتميان لداعش في العاصمة بشكك ما أدى إلى مقتل ستة متشددين والامساك بسبعة آخرين.

وقالت الشرطة إن المتشددين يتأهبون لشن هجمات في الميدان الرئيسي في بشكك وعلى قاعدة جوية روسية. وتقول السلطات القرغيزية إن 350 شخصا سافروا من البلاد للانضمام إلى داعش أغلبهم من أوش وجلال أباد وهي مناطق خاضعة لسيطرة القرغيزيين في وادي فرغانة وهي منطقة جبلية خصيبة تتداخل فيها الحدود بين قرغيزستان وأوزبكستان وطاجيكستان.

وقد أصبح العنف متوطنا في مختلف أنحاء فرغانة وفي أحدث مرة تفجر فيها عام 2010 سقط مئات القتلى في اشتباكات بين ذوي الأصول الأوزبكية والأصول القرغيزية في أوش. لكن السلطات تقول الآن إنها مسيطرة على الوضع بفضل اجراءات مشددة لكبح جماح الخطباء. وقال الكولونيل أصيل بك كوخوبيكوف رئيس الشرطة الخاصة في منطقة أوش إن رجاله اعتقلوا في أوش 39 شخصا في العام الماضي وثمانية آخرين في يناير كانون الثاني الماضي اتهموا بأنهم أعضاء في جماعات متطرفة.

وقال "أتعلمون لماذا لم تقع أحداث ارهابية هنا؟ لأن اسلامنا هو الصحيح. حاشا لله. يأتي بعض الدعاة إلى هنا ليشرحوا أن القرآن يقول إن الجهاد مطلوب. وعلينا أن نمنع هذا البلاء." وللدلالة على الخطر المحدق سمح كوخوبيكوف بمقابلة متشدد مسجون في مقر الشرطة الخاصة هو المسجون بوبرجان (27 عاما) وهو من أصول أوزبكية من قرغيزستان اعترف بالتدريب في سوريا لثلاثة أشهر قبل العودة الى آسيا الوسطى لتنفيذ هجمات.

وقال بوبرجان إنه تم تجنيده في موسكو التي سافر إليها بحثا عن عمل. ورغم أن فهمه للقران محدود فقد تم الاتصال به في أحد المساجد واستماله المتشددون بمقاطع الفيديو وقصص الجهاد. وألقي القبض عليه عند عودته وحكم عليه بالسجن ست سنوات. وأضاف كوخوبيكوف إن السلطات تجري تقييما لرجال الدين لمنع المتشددين من إلقاء الخطب الدينية في المساجد المحلية.

ويقول منتقدون إن بعض هذه الرقابة تتحول إلى قمع لأئمة لهم شعبيتهم. وفي أحدث الأمثلة على ذلك تم اعتقال راشد كامولوف الذي كان يعظ في مسجد بمدينة كاراسو قرب الحدود الأوزبكية وهو ينتظر الان محاكمته بتهمة تجنيد متشددين وتكوين جماعات غير قانونية. وقال صادقيان كلام الدين أحد الائمة في كاراسو "علينا دائما التفكير في شكل رد الفعل ... إذا تعرض رجال الدين للاضطهاد والسجن وإذا تم تصنيف أئمة مساجد محلية لم يتحدثوا عن شيء محظور بطرق مختلفة."

وفي طاجيكستان إلى الجنوب أبرم رجل الحزب الشيوعي السوفيتي السابق إمام علي رحمانوف تحالفا قويا مع روسيا لهزيمة المتشددين الاسلاميين في حرب أهلية خلال التسعينات. وبعد مرور ربع قرن تقريبا على توليه السلطة أصبحت تحيط به تلك الهالة شبه الدينية التي تحيط عادة بقيادات المنطقة. فخلال سفرياته في أنحاء بلاده التي تعد من أفقر بلاد العالم تستقبله جموع حاشدة من المواطنين وأحيانا تملأ الزهور الطرقات التي يمر بها. وتؤدي فرق موسيقية أغاني تشببه بالرسول محمد ما يثير استياء بعض المسلمين من السكان المحليين. بحسب رويترز.

لكن هروب قائد قوة الشرطة الخاصة هذا العام إلى تنظيم داعش يثبت أن الوضع ليس مستقرا كما تشير الشواهد. وقال الكسندر نيازيف محلل شؤون اسيا الوسطى في قازاخستان المنفتحة نسبيا إن عدم السماح بوجود معارضة يعني أن رحمانوف يعيد من جديد بعض الظروف التي كانت سببا في قيام الحرب الاهلية قبل عقدين من الزمان. وقال إن الضغط على حزب النهضة الاسلامية المعارض والذي يضم بعضا من خصومه خلال فترة الحرب قد يدفع المزيد من الناس للتطرف.

إندونيسيا

في السياق ذاته قال متحدث باسم الشرطة إن محكمة إندونيسية قضت بالسجن ست سنوات لثلاثة رجال من قومية الويغور التي تمثل أقلية في الصين بتهمة التآمر مع إسلاميين متشددين في إندونيسيا. واعتقل الرجال في نهاية العام الماضي بالقرب من منطقة بوسو المضطربة في جزيرة سولاويزي حيث يزعم أنهم سعوا للقاء متشدد مدرج اسمه في قائمة المطلوبين الأكثر خطورة في إندونيسيا.

وقال أنطون تشارليان المتحدث باسم الشرطة الاتحادية مشيرا لزعيم واحدة من المجموعات الإسلامية المتشددة القليلة المتبقية في إندونيسيا "اعترفوا بنيتهم مقابلة سانتوسو." وضُبط الرجال وهم يستخدمون جوازات سفر تركية. وأدانتهم المحكمة بمخالفة قوانين مكافحة الإرهاب والهجرة. وذكرت تقارير محلية إن محاميا عن الرجال الثلاثة قال إنه سيدرس الاستئناف ضد الحكم.

واعتقل معهم شخص رابع من قومية الويغور لكنه يحاكم بشكل منفصل حيث ينتظر أن يصدر بحقه حكم فيوقت لاحق. وسافر مئات وربما آلاف من الويغور سرا إلى مناطق بجنوب شرق آسيا وتركيا فرارا من الاضطراب في معقلهم بإقليم شينجيانغ. وتقول الصين إنهم يستقرون في النهاية بسوريا والعراق للقتال مع الدولة الإسلامية. ورحلت تايلاند 109 أشخاص من أبناء قومية الويغور في إجراء أثار انتقادات جماعات تدافع عن حقوق الإنسان خشية إساءة معاملتهم لدى العودة إلى الصين. وتصدت إندونيسيا وهي أكبر بلاد المسلمين سكانا لمظاهر التشدد بقوة بعد سلسلة من الهجمات نفذها عدد محدود من الإسلاميين في أوائل القرن الحالي.

لكن قوات الأمن أثارت مؤخرا مخاوف بشأن عودة التشدد في البلاد بفعل الأفكار المتطرفة التي يتبناها تنظيم داعش المسيطر على أجزاء كبيرة من أراضي العراق وسوريا منذ العام الماضي. ويقول مسؤولون إن عددا يصل إلى 500 إندونيسي سافروا إلى سوريا للانضمام لداعش لكن بعض الخبراء يعتقدون أن الرقم ربما أكبر. ومنعت الحكومة الإندونيسية أي دعم علني للتنظيم وحظرت مواقع متشددة على الإنترنت وهددت بسحب جنسية من يحاولون السفر إلى سوريا.

من جانب اخر قال الأمين العام للأم المتحدة بان جي مون إن الحملات المستمرة على حقوق الإنسان في المنطقة يمكن أن تأتي برد فعل عكسي وتشجع الفكر المتطرف. واختار بان تركمانستان لتوجيه رسالة مؤثرة إلى المنطقة الغنية بالموارد والتي تسكنها أغلبية مسلمة وتجاور روسيا والصين وإيران وأفغانستان لأن تركمانستان يحكمها أحد أكثر الأنظمة عزلة واستبدادا في العالم.

ولوقت طويل تعرضت المنطقة الواسعة التي كانت تحت حكم موسكو والتي تضم قازاخستان وقرغيزستان وتركمانستان وأوزبكستان وطاجيكستان لانتقادات من الغرب والمنظمات الحقوقية بسبب السجل السلبي في مجالات الحريات الأساسية والأقليات العرقية واستقلال القضاء وكذلك عدم وجود مؤسسات تخضع للمحاسبة.

وقال بان إنه سعيد بالنمو الاقتصادي في المنطقة منذ آخر زيارة لها قبل خمس سنوات لكنه أضاف "سمعت أيضا مخاوف بشأن التدهور في بعض أوجه حقوق الإنسان وتقلص المجال الديمقراطي." ويبرر قادة المنطقة التي يحكمها في الغالب زعماء مستبدون قسوة أساليب حكمهم بالعمل على منع انتشار التطرف الإسلامي والحيلولة دون تسلل طالبان وتنظيم داعش إليها. بحسب رويترز.

وقال بان إن "قمع الحريات ربما يخلق انطباعا زائفا بالاستقرار على المدى القصير .. وعندها قد تبدو الأمور هادئة على السطح." ومضى يقول "قد لا تكون هناك احتجاجات في الشوارع. لكن منع حرية التعبير يؤدي إلى حدوث غليان تحت السطح وفي النهاية خلق مناخ يغذي الأفكار المتطرفة."

اضف تعليق