q
الاوربيون ينظرون لهؤلاء العائدين من ارض المعارك على انهم قنبلة موقوتة من الممكن ان تنفجر باي لحظة وتعيث بالبلدان فسادا مثلما عاثوا آبائهم في البلدان الاسلامية وغيروا ملامحها المشرقة الى حزينة وحولوا المدن الى خاوية على عروشها، وهنالك جملة من الخطوات يجب ان يتم التعامل بها مع العائدين...

حروب دائرة وآثار واضحة وارهاب حال بين رؤية اطفال لآبائهم، وابعادهم عن موطن اجدادهم، الحديث هنا عن اطفال العناصر المنتسبين للتنظيمات الارهابية ذات الصبغة الاسلامية ومن بينها داعش.

أكثر من ثلاثين طفلا تترواح أعمارهم بين سنة وأربع سنوات نقلوا من العراق إلى موسكو مؤخرا على متن طائرة تابعة لوزارة الطوارئ الروسية.

العملية الروسية تأتي أسوة بعمليات سابقة نسقتها موسكو لاستعادة أطفال منتسبي تنظيم داعش، والذين تواجه عودتهم عقبات عدة في بلدانهم حتى الأوروبية منها.

هذه العلمية التي اشرفت عليها السلطات الروسية عبر وزارة الخارجية وكذلك عن طريق المكتب المسؤول عن حقوق الطفل الروسي التابع للرئاسة الروسية بالتنسيق مع الجانب العراقي لاقت ردود فعل ايجابية واخرى سلبية.

الاطفال الذين تم اعادتهم ينتسبون لجمهوريات القوقاز والشيشان، وقد اجبرتهم الظروف لان يكونوا بهذه الحالة الاجتماعية، حيث لا ذنب لهم سوى انهم جاءوا بايام سوداوية خارجة عن نطاق ارادتهم بالتالي ليس من الصحيح النظر اليهم بذات لانظرة التي ينظر لآبائهم.

الموقف بالنسبة لاسر الاطفال قد يتسم بالخجل او يصل الى الخزي لما وصل اليه الافراد الذين ينتمون اليهم وهو سلوك الطرق الارهابية والاساليب الوحشية وسفك الدماء وقتل الابرياء وبالنتيجة هم يقفون امام اعتبارات عدة اهمها النظرة التي من الممكن ان تلصق بهم من قبل ابناء المجتمع التي من المؤكد سلبية بصورة عامة.

نلاحظ هنالك تقارب روسي لاحتواء هؤلاء الاطفال وهو ما يختلف تماما عن التململ الاوربي حيال عودة اقرانهم من الدول الاخرى، ربما السلطات الروسية ترى ان الاطفال ابرياء وغير مخيرين فيما آلت اليه ظروفهم والبيئة التي انجبتهم، ومن هنا لابد من احتوائهم والعمل على اعادة تصحيح مسار حياتهم بما ينسجم والافكار الشائعة في البلاد بعيدا عن التصرفات الدموية والعدوانية.

يحق للأطفال ان يحصلوا على كافة حققوهم في التعليم والحياة الكريمة والانخراط في المجتمع بشكل سليم مع مراعاة عدم اشعارهم بالنظرة الدونية لما اقترفه اهلهم وانضمامهم للمجاميع الارهابية.

اوروبا تعتبر من الدول الرائدة في مجال حقوق الانسان وعلى وجه التحديد حقوق الطفل لكنها لم تولي ملف ارجاع اطفال منتسبي داعش الاهمية الكافية، والسبب يعود بذلك كون الدول الاوربية لا تزال تنظر للقضية على انها قضية سياسية وامنية في اغلب الاحيان.

الصورة السلبية المتراكمة في ذهن الفرد الاوربي حول الاسلام والمتطرفين هو ما دفع بالكثير من الدول الى اتخاذ الموقف الرافض للعودة والوقوف بوجهم، وقد يعزز تلك النظرة هي الهجمات التي منيت بها بعض العواصم والدول الاوربية والمنسوبة بشكل او بآخر لمجاميع ارهابية.

احتمالية ان يشاركوا الاطفال فيما بعد بتهديد الامن القومي قد يكون العائق الاهم الذي يقف امام ارجاع الاطفال الى ذويهم في اغلب الدول الاوربية، ومع تزايد الضغوطات على عدد من الدول اجبرهم على استقبال حالات معدودة في بروكسل وباريس وبرلين على وجه التحديد.

الاوربيون ينظرون لهؤلاء العائدين من ارض المعارك على انهم قنبلة موقوتة من الممكن ان تنفجر باي لحظة وتعيث بالبلدان فسادا مثلما عاثوا آبائهم في البلدان الاسلامية وغيروا ملامحها المشرقة الى حزينة وحولوا المدن الى خاوية على عروشها.

هنالك جملة من الخطوات يجب ان يتم التعامل بها مع العائدين ومرافقتهم بهدف الاندماج في المجتمع من جديد لاسيما وانهم ولدوا في ظروف امنية واقتصادية وسياسية غير مستقرة، وهو ما ينبأ عن تداعيات جديدة وقد وصف بالخطرة من جراء العودة على المجتمعات الاوربية التي تخشى وبشكل مؤكد الى اخلاء بلدانهم من الآفات الضارة بالنسيج الاجتماعي وغيره من الجوانب.

الحكومة في موسكو اتخذت التدابير اللازمة لمنع الانحراف الذي قد يلازم تصرفات الاطفال كونهم تغذوا بأفكار غريبة قائمة على القتل والاقتتال، ذلك عبر وضع برنامج حكومي لايصالهم نحو شاطئ الامان قادر على توفي الحماية الصحية وملبي لاحتياجاتهم.

رفض بعض الدول عودة هؤلاء الاشخاص او الاطفال يعد انتهاك صريح لميثاق محكمة حقوق الانسان الاوربية، ويحق لنا هنا ان نتساءل بأن هذه القوانين الى اي درجة تكون قادرة على الزام الدول وكذلك المنظمات الحقوقية بالعمل بشكل على استقدام الاطفال وادماجهم في المجتمع؟.

الحكومات الاوربية تعتبر الزواجات المتعددة من النساء بين صفوف داعش اهم التحديات التي يصعب بموجبها تحديد هوية الاطفال وهو ما يتطلب المزيد من الوقت لاثبات ذلك، تلك الاجراءات جعلت من الاتحاد الاوربي لا يتأخر بتوجيه الكثير من الانتقادات للحكومات الرافضة بشكل او بآخر لتلك العودة.

التخوف الاوربي نابع من ان الاطفال الذين تفتحت اعينهم في ظروف قاسية من قد يكونون من الدعاة الى اتباع سياسة العنف وعدم الاكتراث في خوض الحروب والنزاعات المسلحة لبسط نفوذهم على منطقة او مدينة ما وهو ما يهدد السلم المجتمعي الذي تنادي به العديد من الدول الاوربية التي لم تترك وسيلة او اسلوب لمنع الارهاب الدولي من التوسع وضمان الحد الادنى من الاستقرار.

اضف تعليق