ان البعض منهم تعرّض الى تجارب مؤلمة، في اثناء العمل والدراسة، ومثال ذلك ما تقوله شابة من فرنسا من ان زملائها في الجامعة كانوا يطلقون عليها اسماً مضحكاً للسخرية من شكلها الاستثنائي، لكن الشاب اخر يؤكد العكس، اذ نال اعجاب زملائه في الدراسة واعتبروا لونه الأحمر الطبيعي...

يحتفل الجنس الأحمر، بسحنته البيضاء المائلة الى الحمرة، وشعره البرتقالي المائل الى الأحمر أيضا، كل عام في مدينة “بريدا” في الوسط الهولندي، بعدما اعتُبِر “أقلية” بين أنواع البشر الأخرى، من سمر، وبيض، وجنس اصفر، اذ تشير الإحصاءات التي أوردتها صحيفة “دي تسيايت” الألمانية، ان الجنس الأحمر يشكل نحو الواحد بالمائة في العالم، ما يعد نادراً، ويثير الاهتمام والفضولية.

وفي الاحتفال الذي حضره المئات من أصحاب الشعر الأحمر، والبشرة البيضاء البرتقالية، اعتبرت الفتاة الهولندية “انّا” ان صاحبات الشعر الأحمر يمثّلن بين البشر، مثل الذهب بين المعادن. وقالت أيضا، معتدةً بنفسها، “نحن نوع نادر حبانا الله الجمال واللون والشكل، الاستثنائيين”.

وتوضح آنّا بان “الاحتفال يشمل أصحاب الشعر الأحمر الطبيعي، ولا يحق لمن صبغ شعره من المشاركة فيه”، وتدفّق الشباب “الحمر” من دول مثل كندا والولايات المتحدة، وأستراليا، ودول أخرى للمشاركة في هذا المنتدى الاجتماعي العالمي، حيث يتبادل المشاركون، المشاعر ويستعرضون التجارب والقصص التي عايشوها، بسبب لون بشرتهم وشعرهم، لاسيما وان البعض منهم تعرّض الى تجارب مؤلمة، في اثناء العمل والدراسة، ومثال ذلك ما تقوله سيمون من فرنسا من ان زملائها في الجامعة كانوا يطلقون عليها اسماً مضحكاً للسخرية من “شكلها” الاستثنائي.

لكن الشاب وليم يؤكد العكس، اذ نال اعجاب زملائه في الدراسة واعتبروا لونه “الأحمر” الطبيعي، جديراً باعتباره لمحة جمالية بارزة، ليبادروا بالتقاط الصور معه، وأصحاب الشعر الأحمر، الذي يبرزون بشكل خاص في هولندا والمملكة المتحدة وايرلندا، على رغم انهم حقيقة مائلة للعيان باعتبارهم بشراً طبيعيين، الا ان الكثير من الخرافات والحقائق تدور حول شخصياتهم.

وتعود أصول هؤلاء البشر البِيض “الملونين” الى بريطانيا وايرلندا، لكن أصحاب هذا الرأي لا يفسرون كيف يوجد هذا النوع من البشر في آسيا، ووفق الصحيفة الألمانية، فان أبحاثا تقول ان اجداد هؤلاء سكنوا بلاد ما بين النهرين، وإيران وتركيا.

وفي الوقت الحاضر، فان اسكتلندا لديها أعلى نسبة من حمْر الشعر بحوالي 13٪ من السكان، تليها ايرلندا بنسبة 11٪ من حمر الشعر، وتشكل نسبتهم في دول الاتحاد الأوروبي الأخرى نحو 4٪، فيما يشكلون نسبة 1٪ في باقي انحاء العالم.

الى ذلك، فان علماء ألمان، وجدوا في بحوثهم العلمية، حول أصول الأنواع، ان الفتيات حمْر الشعر، أكثر مزاجية من غيرهن، مقارنة مع السمراوات أو الشقراوات، ويقول الكتاب المقدس، ان يهوذا كان أحمر الشعر، كما ان حواء كان شعرها احمر أيضاً، ودفع الرومان القدماء ضريبة مالية لذوي الشعر الأحمر، فما سادت بولندا خرافة الفوز في اليانصيب، اذا ما صادفت انسانا من هذا النوع.

وفي القرون الوسطى، اعتقد الناس ان أصحاب الشعر الأحمر، سَحَرة ينبغي الحذر منهم، وبالفعل فقد حدثت حالات حرق لهم في فترات مختلفة من تاريخ اوروبا بسبب هذا الاعتقاد، ومازال الناس في دولة مثل كورسريكا يبصقون على الأرض، اذا ما مر بجانبهم شخصا “احمر”، لكنهم اليوم في اوروبا أيقونة جمالية نادرة يشعر الناس بالراحة الهدوء حين يلتقوهم. وفي دولة مثل الدانمارك، تشعر الاسرة بالشرف، اذا ما انجب احد أبنائها طفلا “احمر”.

وفي الاحتفال السنوي لهؤلاء الناس الملونين، يتداول المشاركون دعوات التزاوج بينهم للحفاظ على نوعهم، بعدما اكدت تقارير ان هذا النوع من البشر في طريقة الى الانقراض، وبعد مائة سنة من الان فان احتمال اختفائه تماما، ماثلٌ للعيان.

..........................................................................................................
* الآراء الواردة في المقال قد لا تعبر بالضرورة عن رأي شبكة النبأ المعلوماتية.

اضف تعليق