اليوم الدولي للكويكبات، الذي يحتفل به في 30 حزيران كل عام، يمثل مناسبة رائعة وفرصة للتأمل في تلك الأجسام السماوية التي تجوب أعماق الفضاء، حاملة في طياتها أسرارًا من الماضي السحيق لنظامنا الشمسي. هذه الأجسام الصغيرة في حجمها، الكبيرة في أهميتها، ترتبط ارتباطًا وثيقًا بفهمنا لكيفية تشكل الأرض والكواكب الأخرى...
اليوم الدولي للكويكبات، الذي يحتفل به في 30 حزيران كل عام، يمثل مناسبة رائعة وفرصة للتأمل في تلك الأجسام السماوية التي تجوب أعماق الفضاء، حاملة في طياتها أسرارًا من الماضي السحيق لنظامنا الشمسي. هذه الأجسام الصغيرة في حجمها، الكبيرة في أهميتها، ترتبط ارتباطًا وثيقًا بفهمنا لكيفية تشكل الأرض والكواكب الأخرى، وتشكل جسرًا مهمًا للتواصل بيننا وبين الكون المهيب.
خصص هذا اليوم الدولي تزامنًا مع ذكرى حدث شهير في تاريخ البشرية، وهو اصطدام نيزك تونغوسكا بالأرض في عام 1908، فقد كان هذا الحدث تذكيرًا قويًا بقدرة الكويكبات على التأثير الفعلي على كوكبنا، وجعل الإنسانية تدرك بشكل أعمق الحاجة إلى معرفة هذه الأجسام وتتبعها باستمرار.
تأتي هذه المناسبة لتجلّي التفاني والجهد الذي يبذله العلماء والباحثون في مجالات علم الفلك والجيوفيزياء، إذ يُعمل بلا كلل على رصد الكويكبات ومراقبتها بوسائل تكنولوجية متقدمة تتضمن التلسكوبات الفضائية والرادارات الأرضية والمسابير الفضائية. إن مُلكيتهم أربعة للسماوات، وحدسهم العلمي، ومثابرتهم اللامتناهية تجعل من دراسة هذه الأجرام السماوية أمرًا ممكنًا وضروريًا، ويجعلهم حماة الأرض في وجه المخاطر الكونية التي قد تنتج عنها.
الاحتفال باليوم الدولي للكويكبات يسلط الضوء على نوعية التعاون الدولي الضروري بين الدول والمؤسسات العلمية، لضمان تبادل المعلومات بأسرع وقت ممكن وتحقيق استجابة عالمية فعالة في حال رصد أي كويكب يشكل خطرًا على كوكبنا. يكمن المفتاح في الجهود المشتركة، والتي تعكس أهمية توحيد الجهود العلمية والتكنولوجية والاجتماعية من أجل حماية الأرض وضمان مستقبل آمن للبشرية.
وللعامة دور لا يقل أهمية في هذه الجهود، حيث يُشجع الناس على زيادة وعيهم ومعرفتهم بالكويكبات وأهمية دراستها، وربما يُشعل ذلك في جيل الشباب حماسةً نحو مجالات العلوم والفلك، فينطلقون في مسيراتهم العلمية حاملين الأمل والمعرفة في آنٍ واحد.
اليوم الدولي للكويكبات هو دعوة للاحتفال بالجمال العلمي والعمق الفعلي الذي يمنحه فهم الكويكبات لنا. إنه وقت لتقدير الباحثين الذين يعملون بلا توقف لكشف ألغاز الفضاء وضمان سلامتنا. كما هو وقت للتركيز على أهمية التوعية العامة والهياكل التعاونية الدولية التي تُعتبر حجر الزاوية في ضمان أمن الكوكب من الكوارث الفضائية المحتملة.
دعونا نجعل من هذا اليوم مناسبة لتقدير تلك القوى الخارقة التي تجعل الفضاء مسرحًا للبحث والاكتشاف المستمرين، وتأكيد على التزامنا بتحقيق الأمان لجيل اليوم والأجيال القادمة. فلنفكر بعمق، نبحث بشغف، ونعمل بجد لحماية هذا الكوكب الذي ندعوه وطنًا.
5 كويكبات تقترب من الأرض
اكتشف علماء وكالة ناسا خمسة كويكبات ستقترب من الأرض عن كثب خلال الأيام القليلة القادمة من خلال لوحة معلومات Asteroid Watch.
وتتبع لوحة معلومات Asteroid Watch الكويكبات والمذنبات التي ستقترب نسبيا من الأرض، وتعرض تاريخ أقرب اقتراب وقطر الجسم التقريبي والحجم النسبي والمسافة من الأرض لكل
لقاء. وتركز اللوحة على الاقترابات الخمسة التالية من الأرض، وكلها ضمن مسافة 4.6 مليون ميل (7.5 مليون كيلومتر أو 19.5 ضعف المسافة إلى القمر).
وتشير لوحة معلومات وكالة ناسا إلى أن "الجسم الذي يزيد حجمه عن 150 مترا والذي يمكنه الاقتراب من الأرض ضمن هذه المسافة يطلق عليه اسم جسم يحتمل أن يكون خطيرا".
وتظهر اللوحة مرور الكويكب 2024 AL6 يوم الأربعاء يناير بالقرب من الأرض، والذي تم رصده لأول مرة في 10 يناير 2024، وهو ينتمي إلى مجموعة أبولو.
ويقوم الكويكب بدورة واحدة حول الشمس في 1424 يوما أرضيا أو 3.9 سنة أرضية.
ويقدر حجم الكويكب بنحو 25 مترا، ومن المتوقع أن يقترب من كوكبنا من مسافة نحو 2.09 مليون كم وبسرعة 27 كيلومترا في الثانية.
وبعد ذلك، يوم الخميس 25 يناير، سيقترب كويكب بحجم حافلة، يسمى 2017 BG92، من مسافة 4.5 مليون كم.
وينتمي هذا الكويكب أيضا إلى فئة كويكبات أبولو، ويكمل دورة واحدة حول الشمس في 512 يوما أرضيا أو 1.4 سنة أرضية، ويقدر حجمه بنحو 6 أمتار.
ومن المتوقع أن يمر يوم الجمعة 26 يناير كويكب بحجم سيارة، يسمى 2011 CQ1، على مسافة 4.3 مليون كم.
وفي يوم السبت 27 يناير سيقترب الكويكب 2024 BJ بشكل آمن من الأرض من مسافة 354 ألف كم من الأرض، أي نحوا 92% من متوسط المسافة القمرية.
وسيكون كوكبنا، يوم الأحد 28 يناير، على موعد مع الكوكب 2024 BF1، والذي يقدر حجمه بـ79 مترا، والذي سيمر بالقرب من الأرض على بعد 4 مليون كم.
جدير بالذكر أنه لا يوجد أي من الكويكبات المدرجة حاليا في مسار تصادمي مع الأرض. بحسب موقع “RT Arabic”.
غبار وحطام أسود
بدأت وكالة ناسا فتح كبسولة مسبار أوسايرس-ريكس التي جمعت قطعاً من كويكب، وأعلنت أنها عثرت على "غبار وحطام أسود" بداخلها، حتى قبل البدء بتحليل الجزء الأكبر من العينة. وبعد سبع سنوات من انطلاقها، هبطت الكبسولة على الأرض الأحد في الصحراء الأميركية، بعد مناورة شديدة الخطورة.
وتُقدّر وكالة ناسا أنها تمكّنت من جمع حوالي 250 غراماً من المواد من الكويكب بينو في عام 2020، وهي أكبر عينة على الإطلاق جُمعت من كويكب.
وعند إجراء هذه العملية يومها، أدركت وكالة الفضاء أن إغلاق غطاء حجرة التجميع كان متعذراً. لكن جرى تأمين الشحنة في نهاية المطاف من خلال نقلها كما هو مخطط لها إلى الكبسولة.
لكن بسبب هذا التسرب، توقع العلماء العثور على بقايا خارج حجرة التجميع، في الصندوق الذي وُضعت فيه. وفُتح غطاء أول الثلاثاء (27 أيلول/سبتمبر 2023)، في غرفة محكمة الإغلاق في مركز جونسون للفضاء في هيوستن بولاية تكساس الأميركية. وأعلنت ناسا أن فرقها "عثرت على الفور على غبار وحطام أسود"، من دون أن تحدد ما إذا كانت بالفعل قطعاً من الكويكب.
وكتبت وكالة الفضاء الأميركية أنه سيتم تحليل هذه المادة، وسيُصار إلى إجراء "عملية تفكيك دقيقة" لحجرة التجميع "من أجل الوصول إلى العينة الرئيسية بداخلها". وباستخدام 60 نهجا علميا مختلفا، يأمل فريق من حوالي 200 عالم في تحليل العينة.
ومن المقرر عقد مؤتمر صحافي في 11 تشرين الأول/أكتوبر "للكشف عن العينة". ومن شأن تحليل تركيبة الكويكب بينو أن يسمح للعلماء بفهم أفضل لتشكل المجموعة الشمسية وكيف أصبحت الأرض صالحة للسكن.
وقالت ناسا بخصوص العينة إنها "ستفتح كبسولة زمنية لبدايات نظامنا الشمسي". وقال بيل نيلسون، مدير وكالة ناسا، "المستحيل أصبح ممكنا"، مهنئا المتعاونين على جلب أكبر عينة من الكويكبات على الإطلاق إلى الأرض. وأضاف "سوف يساعد هذا العلماء على التحقيق في تكوين الكوكب، وسيحسن فهمنا للكويكبات التي من الممكن أن تؤثر على الأرض وسوف يعمق فهمنا لأصل نظامنا الشمسي وتكوينه".
وانتظر علماء ناسا وقتا طويلا لعودة المسبار الذي تم إطلاقه من ميناء كيب كانافيرال الفضائي التابع لناسا في أيلول/سبتمبر 2016 ووصل إلى الكويكب بينو بعد حوالي عامين.
وبعد إسقاط العينة، واصل المسبار على الفور رحلته إلى كويكب آخر يطلق عليه اسم أبوفيس. وفي عام 2005، تمكن المسبار الفضائي الياباني "هايابوسا" من الهبوط على أحد الكويكبات. وفي عام 2010، أعاد إلى الأرض أول عينات من التربة على الاطلاق يتم جمعها من مثل هذا الكويكب.
وعلى الرغم من أن هناك مجسات أخرى وصلت إلى الكويكبات، إلا أن "هايابوسا" هو المسبار الوحيد الذي تمكن من إعادة العينات إلى كوكب الأرض حتى الآن. جدير بالذكر أن قطر الكويكب بينو ذي اللون الأسود، والذي تم تسميته على اسم إله مصري قديم، يبلغ نحو 550 مترا. ومن المتوقع أن يمر الكويكب بالقرب من الأرض خلال نحو 150 عاما. بحسب موقع "DW".
كوكب خارجي بحجم الأرض قابل للسكن
اكتشف فريقان من العلماء كوكبًا صالحًا للسكن نظريًا، أصغر من الأرض، لكن أكبر من كوكب الزهرة، ويدور حول نجم صغير على بعد حوالي 40 سنة ضوئية.
ويدور الكوكب الخارجي، المسمى Gliese 12b، حول نوع من النجوم يعرف باسم القزم الأحمر، وهو نجم بارد نسبيًا، ويقع في كوكبة الحوت، ويبلغ حجمه حوالي 27% من حجم شمسنا، و60% من درجة حرارتها، بحسب دراستين نشرتا الخميس.
ونظرًا لأن نجمه أصغر بكثير من الشمس، فلا يزال كوكب Gliese 12b يقع ضمن النطاق الصالح للحياة، أي المسافة المثالية بعيدًا عن النجم حيث يمكن أن يتواجد الماء السائل، رغم أنه يكمل مداره كل 12.8 يومًا.
ومن خلال العمل على فرضية أن الكوكب الخارجي لا يحتوي على غلاف جوي، بحسب العلماء فإنّ درجة حرارة سطحه تقدّر بحوالي 42 درجة مئوية.
وقال ماسايوكي كوزوهارا، الأستاذ المساعد بمركز علم الأحياء الفلكي في طوكيو: "لقد اكتشفنا أقرب عالم، عابر، ومعتدل، بحجم الأرض موجود حتى الآن".
وبمجرد تحديد الكواكب المعتدلة بحجم الأرض، يمكن للعلماء بعد ذلك تحليلها لتحديد العناصر الموجودة في غلافها الجوي، والأهم من ذلك، ما إذا كان الماء موجودًا للحفاظ على الحياة.
وقالت لاريسا باليثورب، طالبة الدكتوراه في جامعة إدنبرة وجامعة لندن كولدج التي شاركت في قيادة الدراسة الأخرى، لـCNN: "لا يوجد سوى عدد قليل (من الكواكب الخارجية) التي قد تكون مرشحة جيدة. وهذا هو الأقرب إلينا، ويعد اكتشافا مهمًا للغاية".
ما نعرفه عن كوكب Gliese 12b
لاكتشاف Gliese 12b، استخدم العلماء البيانات المتاحة للجمهور التي جمعت بواسطة القمر الصناعي لمسح الكواكب خارج المجموعة الشمسية العابرة (TESS) التابع لوكالة الفضاء الأمريكية "ناسا"، وهو تلسكوب فضائي يحدّق في عشرات آلاف النجوم شهريًا، ويتتبع التغيرات في سطوعها، ما قد يدل على وجود كواكب خارجية تدور حولها.
ومن الأسهل لعلماء الفلك العثور على كواكب خارجية تدور حول نجوم من نوع القزم الأحمر نظرًا لأن حجمها الصغير نسبيًا يؤدي إلى تأثير تعتيم أكبر أثناء كل عبور.
وحاليا، العلماء غير متأكدين مما يتشكل الغلاف الجوي لهذا الكوكب، وما إذا كان هناك واحد، وما إذا كان يوجد ماء، رغم أن باليثورب أشارت إلى أنهم لا يتوقعون العثور على الماء هناك.
وقالت: "قد لا نجد فيه ماء، ومن ثم نعلم أن ظاهرة جموح تأثير الاحتباس الحراري قد حدثت بالفعل على هذا الكوكب، وأصبح أشبه بكوكب الزهرة".
وأردفت: "يمكن أن يكون هناك ماء، وفي هذه الحالة يكون أشبه بكوكبنا… أو هناك بصمات يمكن اكتشافها والتي من شأنها أن تظهر لك أن جموح تأثير الاحتباس الحراري قيد التقدم، لذا من الممكن أن يفقد الماء".
وبالنسبة للمرحلة التالية من تحليل الغلاف الجوي للكوكب الخارجي، يأمل العلماء من استخدام تلسكوب جيمس ويب الفضائي وإجراء التحليل الطيفي.
وتتضمن هذه الطريقة التقاط ضوء النجوم الذي يضيء عبر الغلاف الجوي لكوكب خارج المجموعة الشمسية ومراقبة الأطوال الموجية التي تمتصها جزيئات معينة، ما يكشف عن وجودها في الغلاف الجوي.
وبالإضافة إلى تسليط الضوء على الكوكب الخارجي نفسه، لفتت باليثورب إلى أن العلماء يأملون في أن يساعدنا هذا العمل على فهم كوكبنا بشكل أفضل.
وأضافت: "ما سيعلمنا إياه هذا الكوكب تحديدًا هو ما حدث كي تبقى الأرض صالحة للحياة وما حدث لكوكب الزهرة ولم يعد صالحًا للحياة.. يمكن أن يخبرنا بمسارات القابلية للحياة التي تسلكها الكواكب أثناء تطوّرها".
لكن رغم أن الكوكب الخارجي قد يكون صالحًا للسكن بالنسبة للبشر وهو "قريب" نسبيًا من نظامنا الشمسي من الناحية الفلكية، فمن غير المرجح أن يزوره أي شخص قريبًا.
وأوضحت باليثورب: "لا يمكن الوصول إليه، فهو على بعد 12 فرسخًا فلكيًا"، مضيفًة أن الأمر سيستغرق حوالي 225 ألف عام للوصول إلى Gliese 12b باستخدام أسرع مركبة فضائية موجودة حاليًا. بحسب موقع "CNN".
كويكب بحجم نصف برج إيفل
أعلن مركز دراسات الأجسام القريبة من الأرض التابع لوكالة الفضاء الأميركية "ناسا" عن اقتراب كويكب ضخم من الأرض نهاية الأسبوع المقبل في يوم 29 يونيو/حزيران، عند مسافة 292 ألف كيلومتر، أي أقرب بنحو 20% من مدار القمر الذي يبلغ 384 ألف كيلومتر.
ويقدّر العلماء أن يتراوح قطر الكويكب بين 120 و270 مترا، ويمثّل تقريبا نصف ارتفاع برج إيفل الشهير البالغ 330 مترا.
ويُطلق على الكويكب اسم "إم كي 2024″، ويقع حاليا في اتجاه كوكبة قِنطورس على مسافة 6 ملايين كيلومتر من الأرض، ويستغرق الضوء وإشارات الراديو نحو 20 ثانية لقطع هذه الإشارة وتعقب حركة الجرم السماوي.
ومن الممكن تتبّع أثر الكويكب باستخدام التصوير الفوتوغرافي ذي التعريض الطويل فقط؛ إذ يبلغ قدره الظاهري (شدّة لمعانه) 16.85، كما سيكون من الممكن رؤيته في سماء نصفي الأرض معا، النصف الجنوبي ثمّ الشمالي.
ويتوقّع العلماء أن تبلغ سرعته 9.37 كيلومترات في الثانية لدى اقترابه من الأرض. ولأجل المقارنة، فإنّ سرعة الصوت في الحالة الطبيعية ضمن حدود الغلاف الجوّي للأرض تبلغ 0.34 كيلومتر في الثانية فقط، أي أن الكويكب سيكون أسرع بنحو 27 مرّة من سرعة الصوت.
وتؤكد "ناسا" أنّ احتمالية اصطدامه بالأرض غير واردة، لكنْ من المتوقع أن يكون له مرور آخر في عام 2116 وستبلغ نسبة اصطدامه بالأرض حينها 0.00000095% فقط.
كويكبات تتربّص بالأرض
للأرض تاريخ طويل يمتد لمليارات السنوات مع المتطفلين القادمين من الخارج. ويؤمن الجيولوجيون بأنّه في مرّة واحدة كل 50 إلى 100 مليون سنة؛ يسقط على الأرض نيزك ضخم مشابه لحجم النيزك الذي تسبب بفوهة "تشيكشولوب" الواقعة في خليج المكسيك، وهو النيزك الذي تسبب بإبادة الديناصورات والكثير من المخلوقات الأخرى قبل 66 مليون عام بنهاية العصر الطباشيري.
وتشهد الأرض يوميا سقوط آلاف النيازك التي لا يمكن الشعور بها نظرا إلى حجمها الصغير، ويعود الفضل إلى وجود الغلاف الجوي الذي يفتتها ويدمرها بفعل قوة الاحتكاك ليتحول ذلك الحطام إلى غبار نيزكي دقيق متطاير في الهواء. ويمكن ملاحظة ذلك في المناسبات الفلكية المميزة عندما تهطل مجموعة من النيازك الصغيرة مضاءة لبرهة ثم تختفي ويطلق عليها اسم زخة الشهب.
وتعتبر الكويكبات من البقايا التي لم تتحد لتشكيل الأجرام السماوية العملاقة في المجموعة الشمسية، ويقع جزء منها حاليا في حزام الكويكبات الشهير بين المريخ والمشتري، في حين يقع جزء آخر منها بالقرب من مدار الأرض مختبئةً في ظلّ الشمس.
وعثر العلماء حتى الآن على نحو 31 ألف كويكب قريب من الأرض في النظام الشمسي، ويُصنّف بعضها على أنها كويكبات خطيرة إذا اقتربت من الأرض مسافة 7.4 ملايين كيلومتر وبلغ قطرها نحو 140 مترا، وهذا الحجم كفيل بتدمير مدينة بأكملها ومسحها عن الوجود، وربّما تتسع رقعة الدمار لتشمل إقليما بأكمله.
وتتسبب الكويكبات التي يتراوح قطرها بين 100 و200 متر بكوارث على حجم دول صغيرة، في حين يتسبب كويكب بقطر كيلومتر واحد بكارثة عالمية هائلة وربّما يؤدي إلى انقراض جماعي كذلك لمجموعة من الأصناف والكائنات الحيّة. بحسب موقع “الجزيرة”.
إجراءات ناسا لدرء خطر الكويكبات
يعمل مكتب تنسيق الدفاع الكوكبي التابع لناسا على إيجاد وتتبع وتقييم المخاطر المرتبطة بالكويكبات للتحذير بشأنها قبل ضربها الأرض.
وبهذا الصدد، تعاونت وكالة ناسا مع تحالف عالمي من علماء الفلك يسمى الشبكة الدولية للتحذير من الكويكبات (IAWN). وفيما يلي أهم الإجراءات المتبعة:
نظام إنذار دولي
عند رصد كويكب خطير يتجه نحو الأرض، يشارك أعضاء فريق البحث الذين اكتشفوا التهديد ملاحظاتهم عبر شبكة IAWN للتحقق من النتائج وتقييم الخطر.
وترسل ناسا تنبيها فوريا بمجرد اتفاق جميع الأطراف على أن كويكبا سيصطدم بالأرض.
وقال ليندلي جونسون، المدير التنفيذي للبرنامج في مكتب تنسيق الدفاع الكوكبي: "لدينا إجراءات رسمية يتم من خلالها تقديم إشعار بحدوث تأثير خطير".
وإذا كان الكويكب كبيرا بما يكفي ليشكل تهديدا دوليا، فستُخطر IAWN مكتب الأمم المتحدة لشؤون الفضاء الخارجي.
صيد الكويكبات
يعتبر الكويكب "خطرا محتملا" إذا كان يتقاطع مع مدار الأرض على مسافة نحو 0.5 وحدة فلكية (نصف المسافة بين الأرض والشمس).
وحدد العلماء زهاء 2300 كويكب يحتمل أن يكون خطيرا، بحجم كبير بما يكفي لإحداث كارثة إذا ضربت الأرض.
وتبحث ناسا وشركاء IAWN الآخرين عن كويكبات جديدة مع تتبع الأجسام الفضائية المحددة سابقا، حيث يتم تجميع الملاحظات في قاعدة بيانات في مركز Minor Planet.
وحتى الآن، عثرت IAWN على أكثر من 34000 كويكب قريب من الأرض.
وقال جونسون إنه مع وجود بيانات رصد كافية، تستطيع ناسا التنبؤ بمداراتها بعد قرن من الزمن.
وهناك فرصة ضئيلة لأن يضرب كويكب بينو الخطير الأرض خلال 159 عاما، ما يؤدي إلى انفجار يعادل 24 قنبلة نووية.
الدفاع عن الأرض
ترصد IAWN الكويكبات القادمة قبل وقت طويل من أن تصبح تهديدا مباشرا للأرض، وفقا لجونسون.
لكن ناسا ستحتاج إلى نحو خمس إلى عشر سنوات من الإشعار المسبق لمنع نهاية العالم من اقتراب كويكب خطير من كوكبنا.
وأطلقت ناسا أول مهمة اختبارية للدفاع الكوكبي في عام 2021، حيث اصطدمت مركبة فضائية غير مأهولة بكويكب لتحويل مداره بعيدا عن الأرض.
وتخطط ناسا لإرسال مركبة فضائية إلى جوار كويكب محدد، حيث تظل في موقعها، وتسمح لتفاعل الجاذبية بسحب الكويكب من مداره. كما تعمل وكالة الفضاء الأمريكية على تقنية تستخدم شعاعا أيونيا لتغيير مسار الكويكب.
ولكن التهديد المحتمل القادم في أقل من خمس سنوات لن يسمح لناسا بإبعاد الكويكب، وقد تلجأ إلى تدميره لتقليل التأثير وتشتيته.
ولحسن الحظ، تتمثل استراتيجية IAWN في العثور على الكويكبات قبل عقود، إن لم يكن قرون، من الاصطدام. بحسب موقع “آر تي”.
كواكب يحتمل أنها صالحة للسكن
اكتشف علماء الفلك بجامعة سانت أندروس الأسكتلندية ثلاثة كواكب في منظومة HD 48948 الكوكبية، التي تبعد عن الأرض 55 سنة ضوئية، يحتمل أنها صالحة للسكن.
ووفقا للعلماء، تدور هذه الكواكب حول نجم شبيه بالشمس، ولكنها بعيدة، حيث إذا استخدمنا المركبة الفضائية Voyager 1 فسوف نحتاج ما يقرب من مليون سنة للوصول إليها.
ودرس العلماء منظومة HD 48948 بمساعدة المطياف HARPS-N، وخلال 10 سنوات حصلوا تقريبا على 200 قياس عالي الدقة للسرعة الشعاعية. وأظهر تحليل هذه المؤشرات أنها أرض فائقة وأنها فئة من الكواكب ذات كتلة أكبر من كتلة الأرض، ولكنها أقل من كتلة نبتون. وتدور حول قزم برتقالي يشبه إلى حد ما الشمس.
ووفقا للباحثين، إنها أقرب نظير من حيث المسافة. ويعتبرون هذا الاكتشاف خطوة مثيرة في البحث عن كواكب صالحة للحياة.
واتضح للباحثين أن دورة الكواكب الثلاثة حول النجم HD 48498 تستغرق 7 و38 و151 يوما أرضيا على التوالي. ويقع الكوكب الأخير على مسافة يمكن أن يتواجد فيها الماء السائل دون غليان أو تجمد. وتعتبر مثل هذه الظروف مثالية للحياة.
لذلك يتعين على العلماء إجراء مزيد من الدراسة لكل منهم لتحديد ما إذا كان بإمكان شخص ما العيش هناك حقا. بحسب موقع “RT”.
اضف تعليق