في عالم يتسارع فيه انتشار خطاب الكراهية عبر المنصات الرقمية، يأتي اليوم الدولي لمكافحة خطاب الكراهية (18 يونيو) ليكون منبرًا عالميًا لتسليط الضوء على مخاطر هذه الظاهرة، خاصةً مع تطور تقنيات الذكاء الاصطناعي التي تُضاعف من سرعة واتساع تأثير الخطاب المُتحامل...

في عالم يتسارع فيه انتشار خطاب الكراهية عبر المنصات الرقمية، يأتي اليوم الدولي لمكافحة خطاب الكراهية (18 يونيو) ليكون منبرًا عالميًا لتسليط الضوء على مخاطر هذه الظاهرة، خاصةً مع تطور تقنيات الذكاء الاصطناعي التي تُضاعف من سرعة واتساع تأثير الخطاب المُتحامل. أعلنت الجمعية العامة للأمم المتحدة هذا اليوم في 2021، بناءً على استراتيجية الأمم المتحدة للتصدي لخطاب الكراهية التي أُطلقت في 2019، بهدف تعزيز الحوار بين الثقافات وحماية حقوق الإنسان.

خطاب الكراهية في العصر الرقمي  

يشير خطاب الكراهية إلى أي تواصل (لفظي، كتابي، أو سلوكي) يهاجم أفرادًا أو جماعات بناءً على هويتهم مثل العرق، الدين، الجنس، أو الانتماء العرقي. مع ظهور الذكاء الاصطناعي، أصبح هذا الخطاب ينتشر بسرعة غير مسبوقة، حيث تُستخدم الخوارزميات المتحيزة لتضخيم المحتوى السام وإنشاء مساحات جديدة للتحرش والإساءة.

التحديات 

 - تضخيم الذكاء الاصطناعي: تُكرس بعض أنظمة الذكاء الاصطناعي التحيزات القائمة، مثل التمييز العرقي أو الجندري، عبر تحليل مجموعات البيانات المتحيزة أو تصميم خوارزميات غير شفافة.

 - انعدام التعريف القانوني العالمي: لا يوجد إجماع دولي على تعريف موحد لخطاب الكراهية، مما يعيق الجهود المشتركة لمكافحته. 

 - استهداف الشباب: يُعد الأطفال والشباب الأكثر عرضةً لتأثير خطاب الكراهية عبر الإنترنت، حيث يُستخدم الذكاء الاصطناعي لاستهدافهم بمحتوى متطرف أو مُهين.

دور الذكاء الاصطناعي في التصدي للظاهرة  

رغم المخاطر، يمكن توظيف الذكاء الاصطناعي كأداة فعالة للحد من خطاب الكراهية: 

1. الكشف المبكر: تُطور منظمات مثل الأمم المتحدة أدوات ذكاء اصطناعي لرصد المحتوى المُحرض على الكراهية وتحذير الجهات المعنية قبل تصاعده. 

2. التحقق من المعلومات: يُستخدم الذكاء الاصطناعي لمكافحة التضليل الإعلامي، مثل أدوات التحقق من الصور ومقاطع الفيديو المُزيفة.

3. تعزيز التعليم: تُطلق اليونسكو برامج لتعليم محو الأمية الإعلامية، مما يمكن المستخدمين من تحليل المحتوى الرقمي نقديًا. 

جهود الأمم المتحدة والشركاء  

- المبادئ العالمية لنزاهة المعلومات: أطلق الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش في 2024 مبادئ توجيهية لضمان مسؤولية شركات التكنولوجيا في الحد من المحتوى الضار، مع التركيز على حماية الأطفال.

- الشراكات مع القطاع الخاص: تعمل الأمم المتحدة مع منصات مثل "فيسبوك" و"تويتر" لتحسين آليات الإبلاغ عن المحتوى المسيء.

- تمكين الشباب: يُركّز اليوم الدولي لعام 2025 على دور الشباب في مواجهة الكراهية، عبر مبادرات مثل حملة NoToHate التي توفر مواد تعليمية للطلاب.

التوصيات  

1. تعزيز التشريعات: ضرورة تبني دول العالم قوانين تحظر خطاب الكراهية مع ضمان توازنها مع حرية التعبير. 

2. تحسين شفافية الخوارزميات: مطالبة شركات التكنولوجيا بكشف آليات عمل أنظمتها لتفادي التحيز. 

3. دعم الضحايا: توفير آليات للإبلاغ عن المحتوى المسيء وتعويض المتضررين.

في ظل التحديات التي يفرضها الذكاء الاصطناعي، يبقى اليوم الدولي لمكافحة خطاب الكراهية فرصةً لتعزيز التعاون بين الحكومات والقطاع الخاص والمجتمع المدني. عبر توظيف التكنولوجيا بشكل أخلاقي، يمكن تحويل الذكاء الاصطناعي من أداة تضر إلى قوة تدعم السلام والشمولية. 

اضف تعليق