تشهد العاصمة السودانية الخرطوم كارثة طبيعية بسبب ارتفاع منسوب مياه النيل الأزرق، الكارثة اسفرت عن مقتل أكثر من مئة شخص وتضرر آلاف المنازل وتشريد مئات الآلاف، الأسر الفقيرة انتهى بها الأمر إلى العراء وأصبح مئات الآلاف في حاجة ماسة للمساعدة، وبعد كارثة الفيضانات التي ضربت السودان...

تشهد العاصمة السودانية الخرطوم كارثة طبيعية بسبب ارتفاع منسوب مياه النيل الأزرق، الكارثة اسفرت عن مقتل أكثر من مئة شخص وتضرر آلاف المنازل وتشريد مئات الآلاف، الأسر الفقيرة انتهى بها الأمر إلى العراء وأصبح مئات الآلاف في حاجة ماسة للمساعدة، وبعد كارثة الفيضانات التي ضربت السودان وأجبرت الحكومة على إعلان حالة الطوارئ لمدة 3 أشهر، كشف خبير في شؤون الموارد الطبيعية في إفريقيا ما يجب على الخرطوم فعله لتخفيف الأزمة الحالية، وتقليل فرص تكرار الآثار المدمرة للفيضانات مستقبلا.

وتعيش معظم ولايات ومناطق السودان أوضاعا كارثية، بعد أن زاد عدد قتلى الفيضانات التي تشهدها البلاد على 100 قتيل، وشردت مئات الآلاف من السكان، وأدت لانهيار أكثر من 100 ألف منزل، وإزاء تفاقم الوضع في البلاد قرر مجلس الأمن والدفاع -وهو أعلى هيئة أمنية في البلاد- اعتبار السودان منطقة كوارث طبيعية، كما أعلن حالة الطوارئ في كل أنحاء البلاد لمدة 3 أشهر، وكانت وزارة المياه والري قد أعلنت أن منسوب النيل الأزرق ارتفع إلى 17.58 مترا (57 قدما)، ووصفته بأنه "مستوى تاريخي منذ بدء رصد النهر في العام 1902″، وكانت القيمة السابقة 17.26 مترا، ويبدأ موسم الأمطار الخريفية في السودان من يونيو/حزيران ويستمر حتى أكتوبر/تشرين الأول، وتهطل عادة أمطار قوية في هذه الفترة، وتواجه البلاد فيها سنويا فيضانات وسيولا.

فيضانات هائلة وأوضاع كارثية

قالت لينا الشيخ وزيرة العمل والتنمية الاجتماعية فى تصريحات صحفية عقب الاجتماع، إن المجلس استمع للتقارير المتعلقة بفيضانات هذا العام ووقف على حجم الخسائر البشرية والأضرار المادية التي أسفرت عن تأثر 16 ولاية من ولايات السودان، ووفاة 99 مواطنا وإصابة 46 آخرين وتضرر أكثر من نصف مليون نسمة وانهيار كلي وجزئي لأكثر من 100 ألف منزل.

وأشارت إلى أن معدلات الفيضانات والأمطار لهذا العام تجاوزت الارقام القياسية التي رصدت خلال عامي 1946 ، و1988 مع توقعات بإستمرار مؤشرات الارتفاع، وتجاوزت معدلات الفيضانات والأمطار لعام 2020، حسب البيانات الرسمية في السودان، الأرقام القياسية التي رصدت خلال العامين (1988-1946)، وقالت وزارة المياه والري مؤخرا إن منسوب النيل الأزرق ارتفع إلى 17,57 مترا (57 قدما)، ووصفته بأنه "مستوى تاريخي منذ بدء رصد النهر في العام 1902".

هل كان بإمكان مصر إنقاذ السودان من الغرق؟

يعاني السودان وضعا صعبا بعد تجاوز معدلات الأمطار والفيضانات هذا العام للأرقام القياسية، مما أدى إلى وفاة عشرات الأشخاص، وانهيار آلاف المنازل، وحسب البيانات الرسمية في السودان، تجاوزت معدلات الفيضانات والأمطار هذا العام، الأرقام القياسية التي رصدت خلال العامين (1988-1946)، فقد ارتفع منسوب النيل الأزرق مؤخرا إلى 17,57 مترا (57 قدما)، وهو "مستوى تاريخي منذ بدء رصد النهر في العام 1902"، بحسب وزارة المياه والري، بعدما أعلنت السودان منطقة كوراث طبيعية، وأعلنت فيها حالة الطوارئ لمدة ثلاثة أشهر، تداول نشطاء على شبكات التواصل الاجتماعي صورا تظهر حجم المأساة التي تسببت بها الفيضانات وأودت بحياة العشرات.

وفي بيان على تويتر، اعتبرت وزارة الداخلية، السودان "منطقة كوارث طبيعية"، بعدما أسفرت الأضرار عن وفاة وإصابة العشرات، وتأثر أكثر من نصف مليون نسمة، وانهيار كلي وجزئي لعشرات المنازل، وبينما عبر الرئيس عبد الفتاح السيسي والخارجية المصرية عن التضامن مع الدولة الجارة وتنسيق الجهود الإغاثية معها جراء الفيضانات التي اجتاحت البلاد، طالب البعض بفتح بوابات السد العالي في محاولة لتقليل حجم الضرر.

هل كان بمقدور مصر إنقاذ السودان عبر فتح بوابات السد العالي؟، يقول الرئيس السابق لوحدة السودان وحوض النيل بمركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية، هاني رسلان، لموقع "الحرة"، إن "المطالبة بفتح بوابات السد العالي أمر مخالف للعقل والمنطق، وزعم أن مصر كان بمقدورها إنقاذ السودان عبر ذلك مجرد تضليل"، ويشير الرسم التالي إلى أن أقصى ارتفاع للسد العالي عند 200 متر فوق سطح البحر، بينما تقع العاصمة السودانية الخرطوم عند ارتفاع 380 متر فوق سطح البحر.

ويوضح رسلان أنه "حتى لو تم إغلاق بوابات السد العالي، فإن المياه لن تعود إلى الخلف وتتجه جنوبا، لأن تضاريس الأرض تسير باتجاه الارتفاع، ولا يمكن للمياه أن تسير من المنخفض إلى المرتفع بدون روافع"، وتابع "في حالة غلق بوابات السد العالي (جدلا) فإن المياه سوف تمر من فوق جسم السد، وقد تهدده بالانهيار".

هل مصر قريبة من الخطر؟

ويتخوف البعض من أن يحل فيضان استثنائي آخر أشد وطأة من الفيضان الحالي وتصل كارثته إلى مصر، لكن رسلان ينفي أي مخاطر تهدد مصر بسبب الفيضانات، حيث تستوعب بحيرة ناصر التي تتجمع فيها المياه خلف السد العالي أي فيضانات مرتفعة، وفي حالة امتلائها يتم فتح مفيض توشكى خلف السد لتصريف المياه الزائدة، وقد تم ذلك بالفعل في العام الماضي، وتم تصريف 13 مليار متر مكعب عبر المفيض.

أيضا يمكن فتح جميع بوابات السد العالي والقناطر التي تليها لغسل مجرى النهر، كما حدث في العام الماضي حتى وصلت المياه إلى أجزاء من ترعة السلام في سيناء (شمال شرق البلاد)، وفي حالة الطوارئ يمكن السماح بتصريف كميات محدودة إلى البحر المتوسط لكن مصر لا تسمح عادة بمرور أي مياه إلى البحر إلا بعد إعادة استخدامها أكثر من مرة، بحسب رسلان.

ما دور سد النهضة؟ وتعد الفيضانات ظاهرة طبيعية مرتبطة بعوامل مناخية، قد يصعب التنبؤ بها، وسبق أن شهد السودان ومصر ودولا في الشرق الإفريقي فيضانات استثنائية ومتوسطة وضعيفة وشحيحة، وتخللت المفاوضات المتعثرة لسد النهضة الإثيوبي، قول بعض المصادر الرسمية السودانية إن بناء سد النهضة سوف يعمل على إنهاء معاناة السودان من الفيضانات، وهو ما لم يفعله السد حتى الآن رغم إعلان إثيوبيا الرسمي بداية تشغيله.

لكن السد يحتاج إلى خمسة أعوام إضافية على أقل تقدير حتى يصل إلى ارتفاعه النهائي (145 مترا) الذي سيمكنه من احتجاز المياه بشكل كامل، وأكد الخبير في الدراسات الإفريقية وحوض النيل زكي البحيري لموقع "الحرة" أن سد النهضة الإثيوبي لم يمنع الفيضانات التي ضربت السودان مؤخرا، مشككا في قدرة السد على مواجهة الفيضانات مستقبلا.

وحذر البحيري من أن تطيح الفيضانات الهائلة مستقبلا بالسد نفسه، قائلا إن بعض المشاكل في بنية سد النهضة لم تتحدث عنها إثيوبيا، وأصبح سد النهضة الجاري بناؤه على بعد حوالي 15 كيلومترا من حدود إثيوبيا مع السودان مصدرا رئيسا للخلاف بين الدول الثلاث، وتخشى مصر من أن يؤدي المشروع، الذي تبلغ تكلفته أربعة مليارات دولار، لنقص تدفق المياه، والتأثير على حصتها في مياه نهر النيل، فيما ينتاب السودان القلق بشأن سلامة السد.

حملة تضامن واسعة وبيان رسمي بالأضرار

كشفت الحكومة السودانية عن حجم الأضرار التي ألحقتها السيول بمدينة سنجة بولاية سنار، الأشد تضررا، في الوقت الذي انتشر فيه وسم "من قلبي سلام للخرطوم"، على وسائل التواصل الاجتماعي، تضامنا مع الضحايا والمتضررين من السيول.

وقال مجلس الوزراء السوداني في بيان، إن رئيس الحكومة عبد الله حمدوك وقف على حجم الأضرار التي أحدثها الفيضان في مناطق بمدينة سنجة، لافتا إلى أن حصيلة الأضرار تشمل تهدم 4708 منزلا بمحلية سنجة، وتشريد 1003 أسر، يجري نقلها لمراكز الإيواء، وأعلن حمدوك لدى زيارته لولاية سنار، تسخير كل الإمكانيات لمتضرري الفيضانات والسيول الأخيرة في كل أنحاء البلاد، والعمل مع قيادة ولاية سنار، لوضع الخطط الكفيلة بضمان عدم تكرار مثل هذه الكوارث.

وأشار حمدوك الى أهمية إقامة الجسور على مجاري السيول لحماية المواطنين، وضرورة تضافر الجهود والتنسيق بين الجهات الرسمية والشعبية لمعالجة تداعيات هذه الفيضانات، مشيرا إلى أن سيول هذا العام تعتبر غير مسبوقة منذ عام 1912.

كما أوضح أن خسائر ولاية سنار من الفيضانات، "تفوق خسائر كافة المناطق الأخرى بـالسودان، لذا فهي تحتاج لتضافر الجهود الرسمية والشعبية على كافة مستويات الدولة لأهمية تخفيف الآثار وجبر الضرر"، وأعلن رئيس الوزراء السوداني، استمرار توزيع أي دعم يأتي للبلاد بين مختلف المناطق المتأثرة حسب حجم الأضرار والمتضررين.

وعلى وقع أغنية فيروز الشهيرة "من قلبي سلام لبيروت"، انتشر الوسم هذه المرة للتعبير عن التضامن مع شعب السودان، من خلال مجموعة من التغريدات على موقع تويتر شملت عبارة "من قلبي سلام للخرطوم".

ونشرت مستخدمة تدعى هند، مجموعة من الصور التي توثق معاناة سودانيين من جراء السيول، مرفقة إياها بتعليق جاء فيه: "الصور مؤلمة وقاسية.. بس (لكن) فيها طيبة و شجاعة"، وأضافت: "أحبكم أهل السودان حب عظيم.. اللهم الطُف بهذا البلد الجميل وارفع عن أهله الطيبين ما ألمَّ بهم من ضرر.. #من_قلبي_سلام_للخرطوم".

أما المستخدمة ليلى فنشرت صورة لأب يحمل ابنته وسط السيول، قائلة: "اللهم الطف بأهلنا في السودان الحبيبة"، مستخدمة أخرى نشرت نفس الصورة للأب وابنته، التي انتشرت بشكل كبير على وسائل التواصل الاجتماعي، وقالت: "صورة بمليون كلمة.. يا رب الطف بحالهم وكن معهم"، من جانبه، نشر مستخدم آخر رسما يظهر امرأة سودانية تغرق ومكتوب عليها "من قلبي سلام للخرطوم"، معلقا عليها بالقول: "الله يكون في عون الشعب السوداني".

الكارثة بالأرقام

بدأ نهر النيل يشهد استقراراً في بعض المناطق التي سجّلت ارتفاعاً غير مسبوق منذ مئة عام في مناسيب النهر، حسبما ذكرت السلطات السودانية، في الوقت الذي تشهد فيه البلاد فيضانات مدمّرة منذ عدة أسابيع.

السلطات لم تستبعد أن تواصل مناسيب النيل ارتفاعها في بعض الأماكن، وخاصة في العاصمة الخرطوم وبعض مدن ولاية نهر النيل، فيما تعيش مناطق مختلفة في السودان أوضاعاً إنسانية صعبة، أجبرت السلطات على إعلان حالة الطوارئ في عموم المحافظات لمدة 3 أشهر.

بالأرقام: بحسب السلطات الرسمية السودانية، فقد ارتفع عدد القتلى جراء الفيضان إلى نحو 101 قتيل، فيما أصيب 46 آخرون، وتضرر أكثر من نصف مليون إنسان بأضرار متفاوتة، وقالت وزيرة العمل والتنمية الاجتماعية لينا الشيخ، إن الفيضانات تسبّبت في انهيار كلي أو جزئي لأكثر من 100 ألف منزل، إضافة إلى تشريد مئات الآلاف من الأسر.

وتأثرت بالفيضانات 16 ولاية، من أصل 18 في كلّ أنحاء البلاد، أما الولايات الأكثر تضرراً فكانت ولاية شمال كردفان، والخرطوم، والجزيرة، والقضارف، وولاية سنار.

في التالي سرد للظروف التي أدت إلى هذه الكارثة

مستويات تاريخية: يبدأ موسم الأمطار الخريفية في السودان ابتداءً من يونيو/حزيران ويستمر حتى أكتوبر/تشرين الأول، وتهطل في هذه الفترة من السنة أمطار غزيرة، تشهد إثرها البلاد عادة فيضانات وسيولاً.

غير أن عدداً من العوامل لعبت دوراً رئيساً في حدوث الكارثة هذه السنة على غير المعتاد، إذ ارتفع منسوب النيل الأزرق، بحسب وزارة المياه والري السودانية، إلى 17.58 متراً، وهو المستوى الأعلى الذي يتم تسجيله منذ بدء رصد النهر في عام 1902.

وبتاريخ 7-8 أغسطس/آب الماضي، بدأ فيضان النيل الأزرق يسجل عند محطة الديم إيراداً يومياً فاق 900 مليون متر مكعب، بينما الإيراد الطبيعي في مثل هذه الأيام من السنة يبقى في حدود 609 ملايين متر مكعب يومياً.

ووفقاً لمدير وحدة الإنذار المبكر في وزارة الري والموارد المائية رضوان عبد الرحمن، فإن أحد أهم العوامل في هذه الكارثة، هو وجود أنهار موسمية ترفد مجرى النيل داخل الحدود السودانية، مثل نهرَي الرهد والدندر، حيث يبلغ متوسط إيراد الأخير في موسم الفيضان حوالى 500 مليون متر مكعب يومياً.

يضاف إلى ذلك وجود عدد كبير من الأودية التي يقارب تدفق المياه في بعضها الأنهار الموسمية، فضلاً عن نهر عطبرة الذي يصب في نهر النيل نحو 310 كيلومترات شمال العاصمة.

كما فاقم امتلاء خزان جبل أولياء على النيل الأبيض، 45 كيلومتراً جنوب وسط الخرطوم، من معاناة الضواحي الجنوبية للعاصمة، إضافة إلى رفده مجرى نهر النيل الرئيس عند اقترانه بالنيل الأزرق في الخرطوم.

كارثة متوقّعة: سبق حصول الكارثة وجود مؤشرات قبل أشهر، بأن السودان سيتعرض لموجة فيضانات أشد من المعتاد، بعد سقوط أمطار غزيرة في المنطقة الاستوائية في أيار/مايو الماضي، ووصول منسوب المياه في بحيرة فيكتوريا، التي ينبع منها نهر النيل، إلى أعلى معدل منذ 50 سنة.

وبحسب رئيس قسم الموارد الطبيعية في معهد البحوث والدراسات الأفريقية عباس شراقي، فإن الفيضانات أمر متكرر في السودان، وغالباً ما يعقب الأمطار الغزيرة في المنطقة الاستوائية، أمطار غزيرة أخرى على السودان وإثيوبيا.

لكن السلطات السودانية لا تمتلك خططاً طويلة المدى لمعالجة كوارث الفيضان، وهي ما يوصي بها شراقي، كمنع السكن حول ضفاف النيل وعلى الأودية، إضافة إلى أن هيئة الأرصاد والدفاع المدني ووزارة الري بحاجة إلى تطويرات في تجهيزها وأدائها من ناحية الموارد البشرية والتقنية، ويؤكد شراقي أنه بالرغم من التأرجح الكبير في معدلات الأمطار والفيضانات، فإن السلطات السودانية تفتقد إلى الدراسات والنمذجة الرياضية لتلافي آثارها المدمرة، ناهيك بحاجة السودان إلى بعض المعدات لفتح الطرق وإنقاذ السكان المعزولين بسبب المياه حين حدوث الفيضان.

الأسوأ قادم؟ فيما تعيش معظم ولايات ومناطق السودان أوضاعاً كارثية، ويبذل الأهالي جهوداً مضنية للحد من الأضرار، تبقى المخاوف قائمة من الأسوأ، إذ يشير رئيس الجمعية السودانية للأرصاد الجوية حسن محمد حسن الدومة، إلى أن البلاد تشهد تغيراً في نمط الأمطار كأحد مظاهر التغير المناخي ما يعطي قيماً متطرفة، تتمثل في معدلات أمطار أعلى في أوقات ومناطق غير معهودة.

وبالرغم من أن منسوب نهر النيل بدأ يشهد استقراراً، إلا أن وكالات مختصة حذرت من أن يزداد الوضع سوءاً خلال الأسابيع المقبلة، حيث من المتوقع هطول أمطار فوق المتوسط حتى نهاية أيلول/سبتمبر.

كيف يمكن تخفيف أثر الكارثة؟

قال رئيس قسم الموارد الطبيعية في معهد البحوث والدراسات الإفريقية عباش شراقي لـ"سكاي نيوز عربية"، إن الفيضانات أمر متكرر في السودان، لكن هذا العام تخطت الحد الطبيعي، وأشار شراقي إلى وجود مؤشرات قبل أشهر بأن السودان سيتعرض لموجة فيضانات أشد من المعتاد، بعد سقوط أمطار غزيرة في المنطقة الاستوائية في مايو الماضي، ووصول منسوب المياه في بحيرة فيكتوريا لأعلى معدل في التاريخ.

وقال الخبير: "غالبا ما يعقب الأمطار الغزيرة في المنطقة الاستوائية، أمطار غزيرة أخرى على السودان وإثيوبيا"، وتابع: "لتخفيف الآثار المدمرة للفيضانات، يحتاج السودان بعض المعدات لفتح الطرق وإنقاذ السكان المعزولين بسبب المياه".

وأضاف في شرحه لكيفية تلافي تكرار هذه الأضرار مستقبلا، أن السودان بحاجة إلى "بناء جسور للروافد والأنهار الداخلية لمنع مزيد من الفيضانات، وبناء سدود صغيرة لتخزين جزء من مياه الفيضانات، وأيضا تطهير وتطوير لبعض الأنهار مثل النيل الأبيض غير العميق الذي يحتاج تعميق لاستيعاب كميات أكبر من المياه".

كما أوصى شراقي بـ"تطهير مخرات السيول لتمر المياه بسلاسة وسهولة إلى المجاري المائية، مثل النيل الأزرق والنيل الأبيض" دون أن تغرق الأراضي، وقال الخبير إن "السودان في كارثة، وعلينا جميعا أن نقف إلى جانبه خاصة الدول العربية".

وتحدث عن الآثار السلبية للفيضانات على البيئة، قائلا: "غرق الأراضي الزراعية يقتل النباتات نتيجة الكميات الكبيرة من المياه واندفاعها بقوة"، كما حذر من انتشار "الأمراض المتعلقة بالمياه مثل الملاريا والدسنتاريا والالتهاب الكبدي الوبائي (بي)"، مضيفا أن "نفوق الحيوانات بالآلاف كارثة بيئية"، وأعلنت وزارة الداخلية السودانية في بيان حالة الطوارئ لمدة 3 أشهر، بسبب معدلات الأمطار والفيضانات القياسية هذا العام التي تسببت في 100 حالة وفاة على الأقل وتشريد أو تضرر مئات الآلاف.

وقالت الوزارة في البيان الذي نشرته على حسابها على موقع "تويتر"، إنه بعد "تأكيد كل القراءات على تجاوز معدلات الفيضانات والأمطار هذا العام للأرقام القياسية (...) تم الإعلان عن حالة الطوارئ بجميع أنحاء البلاد لمدة 3 أشهر"، وأوضح البيان أنه تم اعتبار السودان "منطقة كوارث طبيعية"، كما تم "تشكيل لجنة عليا لدرء ومعالجة آثار الخريف"، ونقلت وكالة الأنباء السودانية (سونا) مساء الجمعة تصريحات وزيرة العمل والتنمية الاجتماعية لينا الشيخ عن حجم الخسائر الناجمة عن الفيضانات.

وقالت الشيخ، بحسب "سونا"، إن الأضرار أسفرت عن "وفاة 99 مواطنا وإصابة 46 آخرين وتضرر أكثر من نصف مليون نسمة وانهيار كلي وجزئي لأكثر من 100 ألف منزل"، وتجاوزت معدلات الفيضانات والأمطار لعام 2020، حسب البيانات الرسمية في السودان، الأرقام القياسية التي رصدت خلال عامي 1988 و1946، وقالت وزارة المياه والري مؤخرا إن منسوب النيل الأزرق ارتفع إلى 17.57 مترا، ووصفته بأنه "مستوى تاريخي منذ بدء رصد النهر عام 1902".

اضف تعليق