q

ادّوا نحو 2.4 مليون مسلم مناسك الحج، خامس أركان الإسلام، وسط مخاوف من وقوع حوادث وأعمال عنف جراء أجواء التوتر التي تسود العالم الإسلامي في الوقت الراهن، وهذا ما حدث بالفعل فقد شهدت مكة المكرمة في الأيام العشر الماضية سلسلة حوادث مأساوية بدأت بسقوط رافعة في المسجد الحرام خلف 107 قتلى على الأقل وجرح 238 آخرين، إضافة إلى حريق شب داخل فندق للحجاج ما أدى إلى إجلاء نحو 1500 شخص، وكذلك تم إجلاء "1028 حاجا من أحد الفنادق المصرح لها بإسكان الحجاج بحي العزيزية" في المدينة المقدسة بسبب حريق اندلع فيه، بينما أصيب شخصين اثر انهيار جزء من جبل في مكة فوق منزلهما.

وانتهت سلسلة الحوادث بحادثة التدافع في منى قرب مكة أثناء رمي الجمرات أدى إلى وفاة 717 شخصا و إصابة 863، ولم تصدر السلطات السعودية حصيلة تشير إلى جنسيات الحجاج الذين لقوا حتفهم لكن بعض الدول أكدت مقتل عدد من رعاياها.

وتباينت الآراء حول هذه الحادثة فبعض المراقبين يعزى سببها إلى الإهمال في مجال امن الحجاج وهذه الوفيات نجمت عن هذا الإهمال والسلطات السعودية متهمة بذلك، والبعض يرى إن الحج لم يكن هذا العام منظما لأن الحكومة السعودية عينت شبانا يفتقرون إلى الخبرة، وآخرين يرون إن السبب الحقيقي لا يزال مجهولاً.

وعلى الرغم من اللحظات القاسية التي عاشوها واصل الحجاج رمي الجمرات وإكمال مناسك الحج، يذكر ان العائدات السنوية السعودية من الحج تبلغ نحو 8 مليارات دولار حيث ينفق كل حاج أكثر من 4000 آلاف دولار خلال أيام أدائه الفريضة المقدسة.

اختتام مناسك الحج

أنهى الحجاج المسلمون السبت مناسك الحج ويبدأون مغادرة السعودية، بعد أن شهدوا أحد أكبر الكوارث التي شهدتها السعودية، والتي أدت لمقتل 769 حاجا على الأقل بسبب التدافع خلال أداء شعيرة رمي الجمرات.

يعود مئات الآلاف من الحجاج المسلمين إلى أوطانهم الأحد بعد اختتام مناسك الحج التي شهدت أسوأ كارثة ،خلال هذا التجمع السنوي في السعودية، منذ 25 عاما.

وتوفي 769 حاجا من عدة جنسيات وأصيب 934 آخرون بجروح في تدافع في موقع رمي الجمرات في منى، بالقرب من مكة المكرمة، حسبما ورد في آخر حصيلة نشرتها المملكة، التي تتعرض لانتقادات حادة واتهامات بسوء تنظيم الحج. بحسب فرانس برس.

ويذكر أنه قبل أسبوعين من بدء الحج، لقي مئة شخص مصرعهم في سقوط رافعة كبيرة في الحرم المكي في 11 أيلول/سبتمبر، وبين ضحايا تدافع منى 136 إيرانيا، بينما فقد 344 إيرانيا آخرون مما أثار انتقادات حادة من قبل طهران التي استدعت القائم بأعمال المملكة في طهران ثلاث مرات خلال ثلاثة أيام.

كارثة منى

في السياق ذاته أفادت هيئة الدفاع المدني السعودي بوفاة 717 شخصا، وإصابة مئات آخرين في حادث تدافع للحجاج في منطقة منى، في الوقت الذي يشارك فيه نحو مليوني شخص في أداء المناسك الأخيرة للحج، وقد وقع الحادث بينما كان الحجاج في طريقهم إلى منى لرمي جمرة العقبة الكبرى، وأكدت هيئة الدفاع المدني على حسابها على موقع تويتر ارتفاع "عدد الإصابات في منى إلى 863 إصابة والوفيات إلى 717 حالة وفاة". بحسب البي بي سي.

وأضافت الهيئة أن "السلطات أقامت منطقتين للفرز الطبي"، وقد أمر ولي العهد، وزير الداخلية السعودي، الأمير محمد بن نايف بتشكيل لجنة للتحقيق في ملابسات الحادث، وتفيد التقارير بأن الحادث وقع في شارع 204 وهو أحد طرقين رئيسيين يمران عبر خيام منى وينتهي عند نقطة رمي الجمرات، وقد شابت استعدادات الحج هذا العام حادثة أخرى، عندما انهارت رافعة في المسجد الحرام في مكة هذا الشهر، وقتل في الحادث 109 أشخاص.

وقالت هيئة الدفاع المدني إن 4000 شخص أرسلوا إلى مكان الحادث، مع 220 من وحدات الطوارئ والإنقاذ، ونقل المصابون إلى أربعة مستشفيات في المنطقة، وقالت هيئة الدفاع المدني السعودية في بيان إن حادثة التدافع وقعت حوالي الساعة التاسعة صباحا - بحسب التوقيت المحلي - عند تقاطع شارعي 204 و223، وكان الحجاج آنذاك يسيرون قاصدين المبنى الذي يحيط بمكان رمي الجمرات، والمكون من خمسة طوابق، والمعروف باسم جسر الجمرات.

وقد حدثت "زيادة مفاجئة" في عدد الحجاج المتجهين نحو المكان، بحسب ما ذكره البيان، وأدى هذا إلى "التدافع بين الحجاج، ووقوع عدد منهم"، وهُرع رجال الأمن، وأفراد الهلال الأحمر، "فورا" لمنع وفود المزيد من الأشخاص إلى المنطقة، وقال وزير الصحة السعودي، خالد الفالح، إن سبب الحادث هو عدم اتباع الحجاج للتعليمات، وأضاف "لقد تحرك كثير من الحجاج دون احترام لجدول المواعيد" التي وضعتها السلطات، وأظهرت لقطات فيديو، وصور، نشرت على صفحات مواقع التواصل الاجتماعي، عشرات من جثث الحجاج على الأرض، في لباس الإحرام.

وقالت هيئة الدفاع المدني إن الضحايا ينتمون إلى "جنسيات مختلفة"، دون ذكر أي تفاصيل، وقالت وكالة الأنباء الإيرانية، إرنا، إن 43 إيرانيا على الأقل لاقوا حتفهم في الحادث.

وقال مراسل قسم الهوسا في بي بي سي، تشيما إلا إيسوفو، الذي كان برفقة بعض من أصيبوا، إن عددا كبيرا من الضحايا من حجاج النيجر، وقالت وزارة الخارجية البريطانية إنها على اتصال مع السلطات السعودية المحلية، من أجل الحصول على مزيد من المعلومات بشأن الحجاج البريطانيين، وإن كان بعضهم من بين الضحايا، ونقلت محطة تلفزيون "العربية" السعودية عن رئيس لجنة الحج المركزية، الأمير خالد الفيصل، إنحاءه باللائمة في الحادث على "بعض الحجاج من جنسيات إفريقية"، لكن رئيس منظمة الحج الإيرانية، سعيد أوحدي، قال لوكالة إرنا للأنباء إن السلطات السعودية أغلقت مسارين قريبين من مكان الحادث، دون سبب معروف، وأدى هذا إلى تزاحم الحجاج.

حوادث وقعت في الحج:

1987: توفي 400 شخص بينما كانت السلطات السعودية تواجه مظاهرات موالية لإيران.

1990: لقي 1426 حاجا حتفه في نفق يفضي إلى الأماكن المقدسة

1994: قتل 270 شخصا في حادث تدافع

1997: قتل 343 حاجا، وأصيب 1500 في حريق

2006: توفي 364 حاجا في تدافع خلال رمي الجمرات

وسعت السلطات السعودية منذ ذلك الحادث في 2006 إلى تحسين وسائل النقل، والبنى التحتية الأخرى في المنطقة للحيلولة دون حدوث أي حادث آخر.

حريق فندق بمكة

في حادثة هي الثالثة في عشرة أيام، شب حريق داخل فندق مصرح له بإسكان الحجاج في مكة متسببا في إجلاء نحو 1500 حاج، بحسب ما نقلت وكالة الأنباء السعودية الرسمية عن الدفاع المدني، وقالت الوكالة إن أربعة حجاج يمنيين أصيبوا بجروح طفيفة في هذا الحريق الذي وقع في الطابق الحادي عشر من فندق للحجاج، وذلك عشية انطلاق مناسك الحج، والتي يشارك فيها نحو مليوني شخص. بحسب فرانس برس.

وأوضحت وكالة الأنباء السعودية أن فرق الدفاع المدني تمكنت من إخماد النيران، مضيفة: "جرى إخلاء الحجاج وعددهم 1500 حاج احترازيا وتمت إعادتهم للفندق بعد التأكد من زوال الخطر وسلامة الموقع"، أما عن سبب الحريق، فقالت إنه "التماس في إحدى التوصيلات الكهربائية بإحدى الغرف"، وكان سقوط رافعة في المسجد الحرام في 11 أيلول/سبتمبر الجاري خلف 107 قتلى على الأقل وجرح 238 آخرين، واضطر الدفاع المدني السعودي أيضا إلى إجلاء "1028 حاجا من إحدى الدول الأسيوية من أحد الفنادق المصرح لها بإسكان الحجاج بحي العزيزية" في المدينة المقدسة بعد حريق اندلع فيه.

من جانبهم قام الدفاع المدني السعودي في وقت مبكر بإجلاء أكثر من ألف حاج آسيوي بسبب حريق شب داخل فندق في مكة المكرمة، وأعلن الدفاع المدني في بيان انه تمكن من اجلاء "1028 حاجا من إحدى الدول الأسيوية من أحد الفنادق المصرح لها بإسكان الحجاج بحي العزيزية في العاصمة المقدسة"، وقد وقع حريق في احدى غرف الطابق الثامن من الفندق المكون من 11 طابقا بحسب البيان. بحسب فرانس برس.

وقال الناطق الإعلامي باسم قوات الدفاع المدني في الحج العقيد عبدالله العرابي الحارثي أن غرفة العمليات تلقت فجرا بلاغا باندلاع حريق في الفندق و"تم توجيه ستة فرق مجهزة بالسلالم لإخلاء" المبنى، وتم إنقاذ اثنين من الحجاج الذين اصيبوا بجروح في الحادث فيما اكد الحارثي انه تم التنسيق مع وزارة الحج لإيواء الحجاج الذين تم إجلاؤهم في مساكن بديلة، وكان حوالي 107 أشخاص قتلوا في وقت سابق هذا الشهر عندما انهارت رافعة داخل الحرم.

اضف تعليق