بحسب المختصين في علم النفس والتربية الانسان هو نتاج عاملين هما الوراثة والبيئة، تأثير الوراثة بسيطة جداً لكن تأثير البيئة هو الحاكم في بناء شخصية الانسان بصورة عامة، وهو ما يلعب دوراً هاماً في حياة الانسان وانجازاته على جميع الصعد، وحين نقول البيئة فأننا نعني البيئة الاجتماعية...

بحسب المختصين في علم النفس والتربية الانسان هو نتاج عاملين هما الوراثة والبيئة، تأثير الوراثة بسيطة جداً لكن تأثير البيئة هو الحاكم في بناء شخصية الانسان بصورة عامة، وهو ما يلعب دوراً هاماً في حياة الانسان وانجازاته على جميع الصعد، وحين نقول البيئة فأننا نعني البيئة الاجتماعية، فما هي البيئة الاجتماعية؟، وما هي ابرز انعكاستها على الفرد؟

ما هي البيئة الاجتماعية؟

تعرف البيئة الاجتماعية على انها ذلك الجزء من البيئة الذي يتكون من الافراد والجماعات في شكل تفاعلهم وانماط النظم الاجتماعية التي يعيشون فيها وجميع مظاهر المجتمع الاخرى، وتشمل النظم والعلاقات التي تحدد انماط حياة البشر فيما بينهم سواء كانت سياسية أم اقتصادية ام قانونية، كما تشمل القيم الروحية والخلقية والتربوية وانماط السلوك الانساني وتطوره.

 وتعرف ايضاً بأنها تلك البيئة التي تـشكل النظم والقواعـد والقوانين واللوائح والعادات والتقاليد والقيم والمعايير والأعراف أو العلاقـات الاجتماعيـة واللغـة والـدين والأوضاع الاقتصادية والنظم السياسية والتعليم والأعلام والفنون والآداب والظروف الصحية، وعوامل البيئة مترابطة جميعها مع بعضها البعض، ومؤثرة في الإنسان وتتأثر فيه.

ما هو تأثير البيئة الاجتماعية على الانسان؟

كل انسان سوي يمارس نشاطه في بيئة اجتماعية معينة فمن الطبيعي انه يؤثر ويتأثر بما تطرحه تلك البيئة من نتاجا قيمية واخلاقية وسلوكية، وهذا التأثير يبدأ من الاسرة التي هي نواة البيئة الاجتماعية وينتهي الى المجتمع الاوسع برمته، وابرز تأثيرات البيئة الاجتناعية تتجلى في الآتي:

البيئة الاجتماعية للانسان تنكعس على مستوى قيمه واخلاقه وهو ما ينعكس على المجتمع بصورة متبادلة، يعني حين يجد الانسان نفسه في بيئة منحطة اخلاقياً حتماً انه سيصاب بأنتكاسات اخلاقية كبيرة وهذا ليس ذنبه فهو نتاج هذا الوسط الاجتماعي الذي يحيا فيه، والعكس هو المنطقي فكل الذين كان له صدى اخلاقي كبير هم ابناء بيئات تحكمها الاخلاق الطيبة.

في التربية تنكعس البيئة الاجتماعية على الافراد بكونها احد العناصر المؤثرة بتحصل الطلبة ونموهم الشخصي العام، فالطلاب ليسوا مجرد أفراد يتعلمون في بيئة معزولة، بل يتفاعلون مع الآخرين ويتأثرون بالعلاقات و الديناميكيات الاجتماعية المحيطة بهم، وهنا تتحكم البيئة عبر العقل الجمعي بأبناءها فقد ترتفع من تحصيلهم او العكس بحسب الجو السائد فيها.

وتؤثر البيئة الاجتماعية في ابراز مواهب الانسان وصقلها، اذ ان هذه العوامل المحيطة المهمة التي تؤثر ب الانسان الذي لديه نزعة فنية بشكل أو بآخر في تعزيز مدركاته الحسية حيث أن البيئة تشكل مصدرا ملهما للكثير من الأعمال الفنية.

فالبيئة الاجتماعية هي التي تدعم وتعزز أفكار الفنان من خلال ما يقوم ويحور ويضيف ويأخذ من البيئة بشكل يشبه في ذهن المتلقي حالات مثيرة ممتعة، على عكس ذلك ان كانت البيئة محبطة فأنها ستقتل الابداع واية مهارة او موهبة تختلج في جوف الانسان وتمنعها ممن الظهور لدواع عديدة.

اما على الصعيد الصحي فتأثير البيئة الاجتماعية كبير جداً، فالافراد الذي يعيشون في مجتمع يحترم افرادها التعليمات والانظمة الصحية فأن ذلك سيجعل جميع من في مثل هذه البيئة يتقيدون بهذه القيود ولو كان غير مقتنع لان خروجه على هذه القيم سيجعله ناشزاً في نظر الاقران.

هذا الامر سيسهم بشكل واضح في اذكاء مفاهيم وتصورات صحية تسهم في الحفاظ على سلامة صحته الجسمانية والنفسية، وهذا ما يجعل البيئة الاجتماعية تلعب دوراً مهما في بلورة مفهوم الوعي الصحي لدى الأفراد وتشكيل سلوكيات معيارية تتبنى منهجاً ورؤية ثابتة للتعامل مع المعوقات التي تقف أمام ممارسة الفرد لحياته بشكل طبيعي.

وفي الختام عزيزي القارئ الكريم من اجل ان يسلك الانسان الطريق السليم في حياته عليه ان يختار البيئة الاجتماعية النظفية والداعمة لكل السلوكيات الصحية وان لم يجد فلا يخالط اناء البيئات السلبية والمسموة على اقل تقدير.

اضف تعليق