q
حين انشأت منزلي قمت بطلاء غرفة نومي بأحد الالوان الغامقة (البني) تحديداً وبعد اشهر من السكن في المنزل لاحظت انني عندما اجلس بهذه الغرفة اشعر بضيق فأخرج لا ارادياً باحثاً عن مكان آخر يخرجني من الضيق الذي انا فيه لكني غير عارف للسب وبعد فترة طويلة اكتشفت ان لون الغرفة...

الكثير من امور حياتنا تخضع للصدفة او التقليد، والصدفة ليست في جميع حالتها جميلة ولا التقليد للأشياء دائما يأتي بنتائج مرضية، فمنذ ان بدأنا نعي الحياة وجدنا ان اشكال البيوت سيما في الريف العراقي تتخذ اشكال متشابهة وبألوان متشابهة وبدون اي تنسيق لعدم معرفة تأثير ذلك على النفس البشرية.

ربما في الآونة الاخيرة بدأت الناس تتطلع لمواكبة التطور في البناء من حيث الديكور الخاص بمنازلها، بعد ان اغفلتها لسنوات بل لعقود من الزمن ولابأس بذلك فحين يأتي الاهتمام متأخراً خير من ان لا يأتي، ربما لا يعني هذا الموضوع بالأهمية للكثير من الناس لكن الواقع يقول ان مثل هذه التفاصيل مهمة واساسية في تصميم المنازل الخاصة وبناءها.

عملية اختيار تصاميم المنازل والالوان التي يتم طلاء الجدران بها من الامور التي يجب الاهتمام بها وعدم اغفالها حتى لو كانت هذه التفاصيل لا تكتسي طابع الأهمية لأنها تمتلك سلطة كبيرة في تأثيرها على نفسيتك والتحكم في سلوكياتك وانفعالاتك فهذه الأمور قادرة أن تقلب مزاجك ونفسيتك رأسا على عقب.

العديد من علماء النفس والمختصين في مجال التصميم الهندسي اجمعوا على العلاقة الوطيدة بين نفسية الانسان والمحيط الذي يعيش فيه ونقصد بالمحيط المادي الذي يعيش وسطه الانسان، فكلما كان المحيط هادئاً وذو اناقة كلما انعكس ايجاباً على النفس، كون قضاء الانسان لغالبية وقته داخل جدران المنزل وبالتالي فإن العوامل المحيطة به من أثاث وألوان الجدران وما الى ذلك سوف تأثر فيه لا محالة والامر ينطبق على الجميع ولا استثناء في ذلك.

يقول الفنان الروسي التشكيلي الراحل (فاسيلي كاندينسكي) "ان اللون وسيلة لممارسة تأثير مباشر على الروح وهو أيضاً المفتاح والعين هي المطرقة، والروح هي البيانو ذو الأوتار العديدة"، وجميع هذه الادوات هي تحدث اثراً في النفس البشرية في السلب والايجاب.

العديد منا لاحظ وفي مرات عديدة عند دخوله الى منزل احد الاقرباء او الجيران ان المنزل ليس فيه روح الجديد بمعنى اننا نراه كأنه بني منذ سنوات طوال رغم كونه لم يتعدى على انجازه سوى ايام او ربما اسابيع، السبب يعود الى ان في الاختيارات لم تكن موفقة لا من حيث اللون ولا حيث استغلال المساحات وباقي الجزئيات الصغيرة في المنزل.

وانا في خضم كتابتي لهذا المقال اخبرت احد الاساتذة العاملين معي والذي اعتبره ذو ذوق رفيع اخبرته بموضوعة مقالي فأبتسم قائلاً: حين انشأت منزلي قمت بطلاء غرفة نومي بأحد الالوان الغامقة (البني) تحديداً وبعد اشهر من السكن في المنزل لاحظت انني عندما اجلس بهذه الغرفة اشعر بضيق فأخرج لا ارادياً باحثاً عن مكان آخر يخرجني من الضيق الذي انا فيه لكني غير عارف للسب وبعد فترة طويلة اكتشفت ان لون الغرفة هو ماكان يضايقني الى الحد الذي يجعلني اغادر الغرفة.

هل يؤثر ديكور المنزل على نفسياتنا؟

تقول التجارب التي نعيشها يومياً في المنزل الخاص ان وجود الاثاث ذو الالوان الجذابة والمصممة بطريقة مواكبة لروح العصر والمناسبة لمساحة المكان تعكس شعورا مريحا واحساسا بالتوازن النفسي وتعد من العوامل المساعدة في التحكم بالانفعالات بدرجة كبيرة، كما ان تناسق الديكور يساعد الى حد كبير على الاسترخاء والرضا الناتج عن احساسك بالتحكم بالأمور المحيطة بك خصوصا، عندما يتعلق الأمر بالمكان الذي تقضي فيه ٪70 من الوقت.

توصيات:

في الختام نوصي بجملة توصيات لمن اراد العمل بها وملاحظة تأثيرها عليه ايجاباً ومن ابرز هذه التوصيات ما يلي: استخدام الالوان الحيادية والفاتحة التي لا تحتاج الى انارة كثيرة وبالتالي الابتعاد عن العتمة التي تجعل الانسان يشعر بانقباض النفس وضيقها.

ومن ثم لابد من اختيار تصاميم حديثة توافق العصر وتخرج الانسان الكلاسيكية المعقدة، ومن المهم ايضاً وضع منافذ لدخول الهواء الى المنزل تتم عملية التنفس بصورة صحيحة، ويفضل اختيار الاثاث الخشبي بدل المعدني لكونه يعطي ارتياح عال بالمقارنة بالأثاث المعدني، كل هذه الجزئيات ينبغي الاهتمام بها عند بناء المنزل وتأثيثه لتوفير راحة نفسية للساكنين وللزائرين.

اضف تعليق