q
يوضح رئيس اللجنة الوطنية لخطة التلقيح، أن اللجنة كانت تميل بدايةً إلى حصر اللقاح بالفئة العمرية ما فوق الـ50 عاماً، لكن اعتمدت بالنهاية معايير ثلاثة: الفاعلية، السلامة والإسراع في التلقيح. وأن الأخيرة لا يمكن أن تكون على حساب السلامة هذا أمر غير مقبول...

في الأيام القليلة الماضية، وصلت إلى عدد من اللبنانيين ممن هم دون سن الـ30 (إعلاميين، عاملين في القطاع العام) والمسجلين على منصة اللقاح، رسائل نصية تفيد بأن دورهم لأخذ اللقاح قد حان، وأن الأخير هو «أسترازينيكا».

أثارت تلك الرسائل جدلاً لكونها تخالف ما قاله وزير الصحة العامة ووزيرة الإعلام في حكومة تصريف الأعمال، حمد حسن، ومنال عبد الصمد، خلال مؤتمر صحافي عقداه في 12 نيسان الماضي، أفاد فيه حسن بأن «اللجنة العلمية أوصت باستخدام أسترازينيكا لمن هم فوق ثلاثين سنة، على أن يحصل من هم دون الثلاثين على اللقاحات المتوافرة حالياً من سينوفارم وعددها أربعون ألفاً، للأجهزة والقطاعات المدنية والإدارات والمؤسسات العامة».

وفي اتصال مع «الأخبار»، أوضح رئيس اللجنة الوطنية لخطة التلقيح، الدكتور عبد الرحمن البزري، أنه «فوجئ» بوصول تلك الرسائل لمن هم دون الـ30 عاماً، وأنه طلب من المنصة إيقاف تلك الرسائل.

وقال البزري إن لجنة اللقاح اجتمعت على أثر ذلك، وعادت وأكدت التوصية باستخدام «أسترازينيكا» لمن هم فوق الـ30 عاماً، ولكن الوزارة أكدت على المنصة استكمال عملها في إرسال الرسائل لمن هم دون الـ30 عاماً.

يوضح رئيس اللجنة الوطنية لخطة التلقيح، أن اللجنة كانت تميل بدايةً إلى حصر اللقاح بالفئة العمرية ما فوق الـ50 عاماً، لكن اعتمدت بالنهاية معايير ثلاثة: الفاعلية، السلامة والإسراع في التلقيح. وأن الأخيرة لا يمكن أن تكون على حساب السلامة «هذا أمر غير مقبول».

وأشار البزري أيضاً إلى أن اللجنة اعتمدت على دراسة جامعة «كامبريدج» البريطانية، والتي أفادت أن الجلطات الدموية النادرة جداً والتي حدثت لعدد ضئيل من الأفراد في بريطانيا، مقارنةً بالملايين الذين أخذوا اللقاح، ستكون أكثر ندرة لمن هم فوق الـ30 عاماً بحسب الدراسة.

على المقلب الآخر، يقول البزري إن وزارة الصحة اعتمدت توصيات منظمة الصحة العالمية WHO، في ما خص لقاح «أسترازينيكا». وإن المنظمة توصي بأخذ اللقاح لمن هم فوق الـ18 عاماً. هنا يوضح البزري أن منظمة الصحة تعطي توصيات عامة إلى كل البلدان، ولا تدرس ما يحصل في كل دولة بعينها، بمعنى أن العديد من الدول لا تمتلك لقاحات غير «استرازينيكا»، في حين أننا في لبنان، لدينا تنوع في اللقاحات، وأنه خلال شهر حزيران القادم، سيصل إلى البلد ما بين 750 ألفاً إلى مليون جرعة من لقاح «فايزر»، فلا داعي للـ«استعجال».

في الـ16 من نيسان الماضي، نشرت منظمة الصحة العالمية، مراجعة اللجنة الاستشارية العالمية لسلامة اللقاحات (GACVS) لأحدث الأدلة على أحداث تجلط الدم النادرة باستخدام لقاح «أسترازينيكا»، والموجود أيضاً تحت اسمي «فاكسفيريا» و«كوفي شيلد».

وقالت اللجنة، إنه تم الإبلاغ عن نوع جديد نادر جداً من الأحداث الضارة يسمى التخثر مع متلازمة نقص الصفيحات الدموية (TTS)، والذي يتضمن أحداث تخثر الدم غير العادية والشديدة المرتبطة بانخفاض عدد الصفائح الدموية، بعد التلقيح بـ«أسترازينيكا».

وأنه استناداً إلى أحدث البيانات المتاحة، يبدو أن خطر الإصابة بـTTS مع لقاح «أسترازينيكا» منخفض جداً. إذ تشير البيانات من المملكة المتحدة إلى أن الخطر يبلغ حوالى أربع حالات لكل مليون بالغ (حالة واحدة لكل 250000) يتلقون اللقاح، بينما يُقدر المعدل بحوالى 1 لكل 100 ألف شخص في الاتحاد الأوروبي. وأنه يجب على البلدان التي تقيّم مخاطر تخثر الدم بعد التطعيم ضد كوفيد-19، إجراء تحليل مخاطر الفوائد الذي يأخذ في الاعتبار حالة الوباء المحلية، والفئات العمرية المستهدفة للتطعيم و«توافر اللقاحات البديلة».

وتقول اللجنة إنها تدعم مزيداً من البحث لفهم المخاطر المرتبطة بالعمر، لأنه بينما تشير البيانات المتاحة إلى زيادة المخاطر لدى البالغين الأصغر سناً، فإنّ هذا يتطلب مزيداً من التحليل. أما في ما يتعلق بمسألة المخاطر المرتبطة بالجنس، وعلى الرغم من الإبلاغ عن المزيد من حالات تجلط الدم لدى الإناث، من المهم التأكيد على أنه تم تلقيح عدد أكبر من النساء، وأن بعض حالات TTS قد تم الإبلاغ عنها أيضاً لدى الرجال. لذلك، يلزم إجراء مزيد من التحليل لتحديد أي مخاطر متعلقة بالجنس.

وتوصي اللجنة أنه يجب على الأطباء أن يكونوا متيقظين لأي صداع جديد وشديد ومستمر أو أي أعراض مهمة أخرى، مثل ألم شديد في البطن وضيق في التنفس، مع مرور ما بين 4 إلى 20 يوماً بعد التلقيح.

وأنه كحد أدنى، يجب على البلدان تشجيع الأطباء على قياس مستويات الصفائح الدموية وإجراء دراسات التصوير الإشعاعي المناسبة كجزء من التحقيق في تجلط الدم. ويجب أن يدرك الأطباء أيضاً أنه على الرغم من استخدام «الهيبارين» لعلاج جلطات الدم بشكل عام، فإن إعطاء «الهيبارين» في TTS قد يكون خطيراً، ويجب النظر في العلاجات البديلة مثل «الغلوبولين المناعي» ومضادات التخثر غير «الهيبارين».

كيف أوصت دولٌ أوروبية باستخدام «أسترازينيكا»، توقفت الدنمارك عن التطعيم بذلك اللقاح كلياً في 11 آذار. وتلتها في هذا النهج النرويج، أيسلندا أعلنت في 24 آذار أنها ستستخدمه لتطعيم الأشخاص الذين تبلغ أعمارهم 70 عاماً وما فوق.

وأعلنت فنلندا والسويد في 24 آذار تقديم اللقاح فقط للأشخاص الذين تزيد أعمارهم عن 65 عاماً، ألمانيا، إيطاليا، هولندا وإسبانيا فقط للأشخاص الذين تزيد أعمارهم عن 60 عاماً، أوصت اللجنة العلمية المشرفة على حملة التطعيم البريطانية في بداية نيسان، بأن يقتصر استخدام لقاح «أسترازينيكا» على الأشخاص الذين تزيد أعمارهم عن ثلاثين عاماً عندما يكون ذلك ممكناً، فرنسا وبلجيكا، مسموح به بداية من سن الـ 55 عاماً، وتجدر الإشارة إلى أن وكالة الأدوية الأوروبية، أوصت بإضافة «التجلط الدموي» كأحد عوارض اللقاح النادرة الحدوث، وأوصت إعلام الشخص المراد تلقيحه بهذا العارض قبل موافقته على أخذ اللقاح.

اضف تعليق