q
يحافظ النحل على الحياة على كوكب الأرض، كما يساعد في الحافظ على التنوع البيولوجي والنظم الإيكولوجية النابضة بالحياة. ويعمل النحل والفراشات والطيور والخفافيش، وغيرها من الملقحات على تسهيل وتحسين إنتاج الغذاء، والمساهمة في الأمن الغذائي والتغذية من خلال حمل حبوب اللقاح من زهرة إلى أخرى. ويعتمد ثلاثة أرباع...

الكل يرتبط بالكل عضويا ولايمكن عزل شيء ما عن كونه مؤثرا ولو كان صغيرا جدا، والنحل يقدم لنا درسا كبيرا عن مدى ارتباط العالم مع بعضه البعض بشدة.

حيث يحافظ النحل على الحياة على كوكب الأرض، كما يساعد في الحافظ على التنوع البيولوجي والنظم الإيكولوجية النابضة بالحياة. ويعمل النحل والفراشات والطيور والخفافيش، وغيرها من الملقحات على تسهيل وتحسين إنتاج الغذاء، والمساهمة في الأمن الغذائي والتغذية من خلال حمل حبوب اللقاح من زهرة إلى أخرى.

ويعتمد ما يقرب من ثلاثة أرباع أنواع المحاصيل في العالم، جزئياً على الأقل، على النحل وغيره من الملقحات، التي تغذي الناس ويترعرع بها الكوكب، بما يتفق مع الخصائص الرئيسية لخطة التنمية المستدامة لعام 2030.

وقد اعتمدت الجمعية العامة للأمم المتحدة يوم 20 أيار/ مايو ليكون اليوم العالمي للنحل من أجل تسليط الضوء على موائل الملقحات لتحسين ظروف بقائها حتى يزدهر النحل والملقحات الأخرى.

ويدعو اليوم العالمي للنحل لعام 2023 وشعاره "ملتزمون بحماية النحل في الإنتاج الزراعي المراعي للملقِّحات"، إلى العمل على المستوى العالمي من أجل دعم الإنتاج الزراعي المراعي للملقِّحات ويسلّط الضوء على أهمية حماية النحل وسائر الملقِّحات ولا سيما من خلال ممارسات الإنتاج الزراعي القائمة على الأدلّة.

وسيكون الاحتفال العالمي باليوم العالمي للنحل الذي سيعقد بشكل مختلط في المقر الرئيسي لمنظمة الأغذية والزراعة يوم الجمعة، 19 مايو/أيار، فرصةً للتوعية بأهمية اعتماد ممارسات الإنتاج الزراعي المراعي للملقِّحات من أجل حماية النحل وسائر الملقِّحات والمساهمة في الوقت نفسه في قدرة النظم الزراعية والغذائية على الصمود واستدامتها وكفاءتها.

ويوفر هذا اليوم فرصة للحكومات والمنظمات والمجتمع المدني والمواطنين المعنيين في كل مكان لتعزيز الإجراءات التي من شأنها حماية وتعزيز الملقحات وموائلها، وتحسين وفرتها وتنوعها، ودعم التنمية المستدامة لتربية النحل.

وقد تم اختيار تاريخ هذا الاحتفال لأنه يصادف اليوم الذي ولد فيه أنطون جانسا، رائد تربية النحل الحديث. وينتمي جانسا إلى أسرة من الأسر التي تربّي النحل في سلوفينيا، حيث تُعتَبَر تربية النحل نشاطا زراعيا هاما وتقليدا طويل الأمد.

لمَ كل هذا الضجيج حول النحل؟

يفيد النحل، وهو من بين أكثر المخلوقات الجاهِدة في عملها على هذا الكوكب، الناس والنباتات والبيئة منذ قرون من الزمن. فمن خلال نقل حبوب اللقاح من زهرة إلى أخرى، لا يمكّن النحل وسائر الملقِّحات من إنتاج كميات وافرة من الفواكه والجوزيات والبذور فحسب بل يزيد أيضًا من تنوّعها بقدر أكبر ويحسّن جودتها، ما يساهم بالتالي في تحقيق الأمن الغذائي والتغذية.

وللتلقيح تأثير إيجابي على البيئة عمومًا إذ يساعد في الحفاظ على التنوع البيولوجي والنُظم الإيكولوجية النابضة بالحياة التي تعتمد عليها الزراعة والبشرية جمعاء. وتحتاج مجموعة واسعة من النباتات الحاسمة الأهمية بالنسبة إلى رفاه الإنسان وسبل عيشه إلى الملقِّحات. في الواقع، يقدّم النحل وسائر الملقِّحات خدمة هامة من خدمات النظام الإيكولوجي تتمثل في ضمان نقل الجينات وبالتالي في تكاثر العديد من النباتات المزروعة والبرّية.

الامن الغذائي

للنحل وسائر الملقِّحات دور أساسي في ضمان سلامة النظم الإيكولوجية والأمن الغذائي. فهي تساعد في الحفاظ على التنوع البيولوجي وضمان إنتاج الأغذية المغذّية. غير أنّ الإنتاج الزراعي الأحادي المحاصيل المكثّف وسوء استخدام مبيدات الآفات يطرحان تهديدات خطيرة على الملقِّحات من خلال الحدّ من وصولها إلى الأغذية ومواقع وضع الأوكار وتعريضها للمواد الكيميائية الضارة، وإضعاف نظامها المناعي.

كلّنا نعلم الأمور الأساسية المتعلقة بالنحل. فهي ملقِّحات هامة. وتنتج العسل وتحدث طنينًا. وتحبّ أن تنضم إليكم خلال نزهاتكم في الهواء الطلق.

لكن، هل كنتم تعلمون أنها تزوّدنا أيضًا بالأدوية وتساعد حتى في الحفاظ على جمال كوكب الأرض وسلامته؟

والتلقيح عملية أساسية لبقاء أنظمتنا البيئية. فما يقرب من 90% من أنواع النباتات المزهرة البرية في العالم تعتمد اعتمادا كليًا أو جزئيًا على تلقيح حيواني، فضلا عن اعتماد أكثر من 75% من المحاصيل الغذائية في العالم و 35% من الأراضي الزراعية العالمية عليه. وبالتالي فالملقحات تساهم بشكل مباشر في الأمن الغذائي، فضلا عن أنها هي مفتاح الحفاظ على التنوع البيولوجي كذلك.

وحددت الأمم المتحدة يوم 20 أيار/مايو يوما عالميا للنحل، لإذكاء الوعي بأهمية الملقحات ولإبراز مساهمتها في التنمية المستدامة والتهديدات التي تواجهها.

والهدف من ذلك هو تعزيز التدابير الرامية إلى حماية النحل والملقحات الأخرى، مما سيسهم بشكل كبير في حل المشاكل المتعلقة بإمدادات الغذاء العالمية والقضاء على الجوع في البلدان النامية.

ولأننا جميعًا نعتمد على الملقحات، فمن الأهمية بمكان مراقبة تراجعها والعمل على وقف فقدان التنوع البيولوجي.

تهديدات وجودية

يواجه النحل تهديدا وجوديا. فهناك تزايد في معدلات انقراض الأنواع الموجودة من 100 إلى 1000 مرة عن المعدل الطبيعي بسبب الآثار البشرية. ويواجه زهاء 35% من الملقحات اللافقارية، وبخاصة النحل والفراشات، وزهاء 17% من الملقحات الفقارية، مثل الخفافيش، تهديد الانقراض على مستوى العالم.

وإذا تواصل هذا السياق، ستستبدل محاصيل أساسية مثل الأرز والذرة والبطاطس بالمحاصيل المغذية من مثل الفواكه والمكسرات وعديد محاصيل الخضروات، مما يؤدي في النهاية إلى نظام غذائي مختل.

كما أن ممارسات الزراعة المكثفة، وتغيير استخدام الأراضي، وزراعة المحاصيل الأحادية، واستخدام المبيدات الحشرية وارتفاع درجات الحرارة المرتبطة بتغير المناخ، تشكل في مجملها تحديات لمستعمرات النحل، مما يؤثر بالتالي في جودة الأغذية التي نزرعها.

للتعرف على أبعاد أزمة التلقيح والتنوع البيولوجي وسبل عيش الإنسان، جعلت الاتفاقية المتعلقة بالتنوع البيولوجي حفظ الملقحات واستخدامها المستدام من أولوياتها. ففي عام 2000، أسِست المبادرة الدولية لحفظ الملقحات بموجب (الشرط الخامس، القرار 5، القسم الثاني) في الاجتماع الخامس لمؤتمر الأطراف، كونها مبادرة مشتركة لتشجيع العمل المنسق في جميع أنحاء العالم وذلك من أجل:

رصد تدهور الملقحات وأسبابه وأثره على خدمات التلقيح؛

معالجة نقص المعلومات المتعلقة بتصنيف الملقحات؛

تقدير القيمة الإقتصادية للتلقيح والتأثير الاقتصادي لتدهور خدمات التلقيح؛

تعزيز صون واستعادة التنوع في الملقحات واستخدامه استخداما مستداماً في مجال الزراعة وفي النظم الإيكولوجية المتصلة بها

إلى جانب تنسيق المبادرة الدولية للملقحات، تقدم منظمة الأغذية والزراعة كذلك المساعدة الفنية للبلدان في مجالات عدة مثل تربية الملكة والتلقيح الصناعي والحلول المستدامة لإنتاج العسل وتسويق التصدير.

زيادة الجهود المبذولة للأفراد من خلال:

زراعة مجموعة متنوعة من النباتات المحلية، التي تزهر في أوقات مختلفة من السنة؛

شراء العسل الطبيعي من المزارعين المحليين؛

شراء المنتجات الزراعية من المزارع التي تحرص على الممارسات الزراعية المستدامة؛

تجنب استعمال المبيدات الحشرية ومبيدات الفطريات أو مبيدات الأعشاب في حدائقنا؛

حماية مستعمرات النحل البرية كلما أمكن ذلك؛

رعاية خلية نحل؛

إتاحة نافورة مياه للنحل بترك وعاء ماء في الخارج؛

المساعدة في صون النظم الإيكولوجية للغابات؛

إذكاء مستوى الوعي في محيطنا بتشارك هذه المعلومات في مجتمعاتنا وشبكاتنا الاجتماعية؛ ففقدان النحل يؤثر فينا جميعا!

للمزارعين ومربي النحل من خلال:

الحد من استعمال المبيدات الحشرية أو تغييرها؛

تنويع المحاصيل قدر الإمكان وزراعة محاصيل جاذبة للملقحات حول الحقول؛

زراعة أسيجة نباتية.

للحكومات ولصانعي السياسات من خلال:

تعزيز مشاركة المجتمعات المحلية في صنع القرار، ولا سيما مشاركة السكان الأصليين الذين يعرفون ويحترمون النظم الإيكولوجية والتنوع البيولوجي؛

إنفاذ التدابير الاستراتيجية، بما في ذلك الحوافز النقدية للمساعدة في التغيير؛

زيادة التعاون بين المنظمات الوطنية والدولية والمنظمات والشبكات الأكاديمية والبحثية لرصد وتقييم خدمات التلقيح.

أكنتم تعلمون؟

إنّ الغالبية العظمى من أنواع الملقِّحات بريّة، وتشمل أكثر من (20000) عشرون الف نوع من النحل.

تساهم الملقِّحات في 35 في المائة من إجمالي إنتاج المحاصيل على المستوى العالمي، بتلقيح 87 من أصل 115 من المحاصيل الغذائية الرئيسية في جميع أنحاء العالم.

يعتمد حوالي 75 في المائة من المحاصيل المنتجة للفواكه والبذور المعدّة للاستهلاك البشري في العالم على الملقِّحات، أقلّه بصورة جزئية.

في الكثير من المناطق، يسجّل تراجع في وفرة النحل والملقِّحات والكثير من الحشرات الأخرى، وتنوّعها.

يعتمد كلّ من أمننا الغذائي وتغذيتنا وسلامة بيئتنا على النحل والملقِّحات.

بإمكان كلّ شخص أن يحدث فارقًا لدعم دور النحل والملقّحات واستعادته وتعزيزه.

اضف تعليق