q

تسعى العديد من دول العالم الى تطوير مدنها من خلال الاعتماد على خطط ومعايير خاصة تضمن توافر كل مستلزمات الراحة والاستقرار كما يقول خبراء في هذا المجال، اكدوا على ان اغلب دول العالم دخلت اليوم ميدان المنافسة المعمارية، في سبيل الوصول الى العالمية التي تمكنها من تحقيق مكاسب اقتصادية مهمة خصوصا وان التطور المعماري والحضاري، أصبح محط اهتمام العديد من المؤسسات والجهات الإعلامية والاقتصادية التي اعتمدت نظاما خاصا لتحديد وتصنيف وترتيب المدن العالمية.

والمدينة العالمية وكما تشير بعض المصادر هي المدينة التي تعتبر مركزا هاما في النظام الاقتصادي العالمي، وأول من صاغ مصطلح "المدينة العالمية" بدلا من المدن العملاقة هي عالمة الاجتماع ساسكيا ساسن في إشارة إلى لندن ونيويورك وطوكيو أثناء الدراسة التي قامت بها في عام 1991 تحت اسم المدينة العالمية، لوصف المدن التي تسيطر على قدر كبير من الصفقات التجارية العالمية.ومعايير التصنيف تعتمد بشكل أساسي على الخصائص الاقتصادية والخصائص السياسية والخصائص الثقافية والبنية التحتية. من جانب آخر يرى بعض الخبراء ان هناك عوامل أخرى يمكن ان تعطي بعض المدن شهرة خاصة قد تتصف بالغرابة في بعض الأحيان بسبب اعتمادها على قوانين وإجراءات مختلفة.

وفيما يخص بعض عوالم تلك المدن فقد تصدرت ملبورن الترتيب كأكثر مدينة في العالم يمكن الاستمتاع بالعيش فيها وذلك للعام الرابع على التوالي، لكن استطلاعا لوحدة المعلومات التابعة لمجلة الايكونوميست وجد أن الاضطرابات في أوكرانيا والشرق الأوسط دفعت مدنا أخرى الى أسفل القائمة. واحتلت فيينا وفانكوفر وتورونتو المراكز الثاني والثالث والرابع في قائمة تضم 140 مدينة. وجاء في آخر القائمة العاصمة السورية دمشق التي مزقتها الحرب في حين جاء في المرتبة السابقة لها مباشرة داكا في بنجلادش وبورت مورسبي في بابوا غينيا الجديدة ولاجوس في نيجيريا.

وشمل مسح الإيكونوميست أيضا قائمة بالمدن التي انخفضت "ملاءمة العيش" كثيرا فيها خلال السنوات الخمس الماضية. واعتبرت دمشق مرة أخرى الأسوأ مسجلة تراجعا بلغ 28 في المئة خلال خمس سنوات لكن مدنا أخرى على القائمة شهدت تراجعا أيضا من بينها المدينتان الروسيتان سان بطرسبرج وموسكو وكلاهما تراجع بنسبة 3.3 في المئة فيما تراجعت صوفيا بنسبة 3.5 في المئة وأثينا بنسبة 3.7 في المئة. بحسب رويترز.

ووجد المسح ان كييف عاصمة اوكرانيا حيث يقاتل انفصاليون موالون لروسيا القوات الاوكرانية في شرق البلاد تراجعت بنسبة 17.8 في المئة واحتلت المرتبة 124 بالقائمة التي تشمل 140 مدينة. ويجري هذا المسح الذي تقوم به وحدة المعلومات بمجلة الايكونوميست تقييما لمدى "ملاءمة العيش بالمدن" بناء على عدد من العوامل الرئيسية من بينها الاستقرار ونوعية الرعاية الصحية والثقافة والبيئة والتعليم والبنية التحتية.

100 مدينة ذكية

على صعيد متصل وفي خطوة غير مسبوقة، أعلن رئيس الوزراء الهندي نارندرا مودي نيته بناء 100 "مدينة ذكية" مجهزة بأحدث القدرات التقنية في مختلف أرجاء الهند. وقال مودي في كلمة ألقاها إن المدن القديمة كانت تبنى على ضفاف الأنهار، ولكن الأمر اختلف اليوم، فأصبحت المدن تبنى على خطوط النقل السريع. وفي المستقبل، سيتم بناء هذه المدن بحسب توافر شبكات الألياف البصرية والتقنيات الحديثة.

ويهدف مودي، الذي استلم منصبه في مايو/ أيار الماضي، من هذا الإعلان إلى حل أزمة تزايد أعداد السكان السريعة إضافة إلى خلق فرصة المنافسة مع الصين، التي قامت ببناء مدنها الذكية الخاصة. وكانت حكومة مودي قد أعلنت عن استثمارات في بناء المدن الذكية خلال العام المقبل بقيمة 1.2 مليار دولار، يأتي جزء كبير منها عبر استثمارات خاصة وأجنبية. ولا يوجد هناك تعريف واضح وصريح للمدينة الذكية، إلا أن هذا المصطلح بشكل عام يستخدم لتعريف المدن التي تستعمل تقنية المعلومات لحل المشاكل السكنية والحضرية. بحسب CNN.

ولم يكشف مودي حتى الآن عن المواقع التي سيتم فيها بناء هذه المدن بالتحديد أو متى سيتم البدء بهذا المشروع، ولكن ما هو معروف أن عددا من المدن الذكية تم بالفعل البدء ببنائها بين دلهي ومومباي. غير أن هذا المشروع يلقى معارضة من قبل البعض، إذ أنها ستؤثر بشكل سلبي على الأراضي الزراعية، رغم أن مسؤولين أكدوا سابقا تقديم تعويضات مادية للأراضي التي ستتم مصادرتها لبناء هذه المدن.

موناكو و نيويورك

الى جانب ذلك تعتبر أوروبا المكان المثالي لأصحاب المليارات، حيث يوجد ثلاثة من أصحاب المليارات من بين كل عشرة أشخاص. وكشف تحليل جديد أعدته شركة أبحاث إدارة الثروات "ويلث نايت أند سبيرز" عن تبوأ موناكو التي تعتبر بمثابة بلد صغير بحجم منتزه "سنترال بارك" في مدينة نيويورك الأمريكية، أعلى لائحة البلدان التي تتضمن النسبة الأكبر من أصحاب المليارات. وتأتي مدينة زيوريخ السويسرية في المرتبة الثانية، تليها مدينة جنيف، حيث يوجد حوالي شخصين من بين 10 أشخاص هم من أصحاب المليارات.

وتتضمن مدينة نيويورك الأمريكية، العدد الأكبر من أصحاب المليارات بمعدل ثري واحد من بين 25 شخصاً، مقارنة بأي مدينة أخرى في الولايات المتحدة الأمريكية. كذلك، تتضمن لائحة أفضل 20 مدينة جاذبة لأصحاب المليارات مدينة هيوستن، والمدعومة بالثروة النفطية، ومدينة سان فرانسيسكو، والتي تعد موطناً لأصحاب المشاريع التقنية في "سيليكون فالي"، حيث شخصاً من بين كل 50 شخص، يعتبر من أصحاب المليارات. ولم تتضمن القائمة أي مدن في أفريقيا وأمريكا الوسطى.

على صعيد متصل اصبحت الجادة الخامسة في نيويورك مجددا اغلى شارع تجاري في العالم متجاوزة كوزواي باي في هونغ كونغ في حين حافظت جادة الشانزيليزيه في باريس على المركز الثالث، على ما اظهرت الدراسة السنوية لشركة الاستشارات "كوشمان اند واكفيلد". وكانت هونغ كونغ احتلت المرتبة في السنتين الماضيتين متقدمة على نيويورك. الا ان قيمة الايجارات في العقارات الواقعة على هذه الجادة التي تشهد حركة كبيرة تراجعت بنسبة 6,8 % في حين ان الايجارات في الجادة الخامسة ارتفعت بنسبة 13,3 % لتصل الى 29822 يورو للمتر المربع الواحد.

وجاء في بيان نشر بمناسبة المعرض العقاري التجاري مابيك في كان (جنوب فرنسا) ان قيمة الايجارات ارتفعت في الولايات المتحدة بمجملها بنسبة 10,6 % خلال السنة الاخيرة "اذ دعم الانتعاش الاقتصادي وقوة السياحة الطلب الصادر عن الماركات الكبرى في مدن عدة". واوضح كريستيان دوبا المدير العام لشركة "كوشمان اند واكفيلد فرنسا"، ان "الجادة الخامسة ترمز الى الحركة الكبيرة في سوق المتاجر الاميركية، وترمز بشكل عام اكثر الى استراتيجية الماركات الكبيرة المستعدة لدفع سعر مرتفع جدا ليكون لها واجهة في افضل المواقع في المدن العالمية الكبرى".

وقد استفاد اعلى هذه الجادة (آبر فيفث افينيو) وهو الاكثر رواجا من وصول اسماء جديدة مثل "مايكروسوفت" التي تستعد لفتح اول متجر خاص بها. وعلى خلاف ذلك عانت جادة كوزواي باي في الصميم من تراجع انفاق السياح ما يعكس تأثير اجراءات مكافحة الفساد التي اعتمدتها السلطات الصينية على اوساط المنتجات الفاخرة وعلى قطاع المجوهرات خصوصا. بحسب فرانس برس.

وشهدت هونغ كونغ تظاهرات كبيرة "تعكس تصاعد التوتر السياسي الذي يساهم في تعزيز حال ترقب الماركات" الكبيرة. وحلت جادة الشانزيليزيه في باريس في المرتبة الثالثة مع 13255 يورو للمتر المربع الواحد. وهي تبقى الجادة التجارية الاغلى في اوروبا متقدمة على نيو بوند ستريت في لندن.

عاصمة الطلاق

في السياق ذاته يبدو أن مدينة لندن قد تكتسب لقبا جديدا هو "عاصمة الطلاق في العالم"، وذلك بسبب التشريعات التي تغري الطرف الأقل ثراء بين الزوجين على الاحتكام للقضاء البريطاني. ويتقاطر إلى العاصمة البريطانية آلاف الأشخاص من الصين وروسيا ودول أوروبا، ممن يمكنهن أن يكتسبوا صفة مقيم في لندن، راغبين بالاحتكام في شؤون طلاقهم إلى المحاكم البريطانية. وعادة يأخذ الطرف الأقل ثراء بين الزوجين هذه المبادرة، طامعا بتقسيم ثروتي الزوجين بشكل مغر عند الطلاق، بحسب القانون البريطاني.

ففي العام 2000 أقرت بريطانيا قانونا يقسم ثروتي الزوجين بالتساوي بينهما عند الطلاق، وهذا القانون هو الذي ألزم رجل الأعمال الروسي اللاجئ في بريطانيا بوريس بيروزوفسكي بدفع 275 مليون يورو لمطلقته غالينا بيشاروفا في العام 2011، وهو رقم قياسي. ومن الراغبين باللجوء للمحاكم البريطانية لإنجاز الطلاق ملكة الجمال الماليزية السابقة بولين شاي، البالغة من العمر اليوم 67 عاما، وهي متزوجة منذ أربعة عقود من كهو كاي بينغ الذي يملك ثروة تقدر بخمس مئة مليون يورو في أقل تقدير.

وكانت خلافات الزوجين أثارت اهتمام الصحافة في بريطانيا، ونشرت بعض وسائل الإعلام صورا لملكة الجمال السابقة تظهر الترف الذي تعيش فيه، وقصرها في شمال لندن الذي تحيط به حدائق غناء. وتقول المستشارة ساندرا دايفيس المتخصصة في قانون العائلة: "لقد أصبحت بريطانيا جاذبة قوية للنساء الراغبات في الطلاق، لكونها تمنحهن حقوقا أكثر مما يمكن أن يحصلن عليه في أي مكان آخر في العالم". وتضيف: "معظم زبائننا من الأجانب في نسبة قد تصل إلى 75 %، وهم غالبا من الأثرياء".

لكن تقسيم الثروتين بالتساوي بين الزوجين لدى الطلاق ليس العامل الإيجابي الوحيد الذي يدفع الكثيرين للاحتكام أمام القضاء البريطاني. فالمحاكم البريطانية لا تلزم نفسها بالضرورة بالاتفاقات المسبقة الموقعة بين الزوجين في دولة أخرى. في العام 2010، نجحت ثرية ألمانية بتطبيق بند سبق أن وقعت عليه مع زوجها الفرنسي، يقضي بأن يقتصر التعويض عليه عند الطلاق بمبلغ محدد، وهذا ما كان. بحسب فرانس برس.

وبفضل هذه الخصوصيات القانونية، يتقاطر آلاف الاشخاص سنويا إلى المحاكم البريطانية، ويوشكون أن يغرقوها بالقضايا، على حد تعبير القاضي جيمس هولمان. ومنهم من لا يقصد القضاء البريطاني لأسباب مالية، بل أحيانا هربا من طول إجراءات الطلاق أمام محاكم بلدانهم. أما للراغبين في اقتسام ثروة الشريك، فعليهم أن يسارعوا إلى رفع القضية أمام القضاء البريطاني قبل أن يرفعها شريكهم أمام قضاء "أقل كرما" بحق الأقل ثراء، كما يقول الخبير القانوني تشارلز راسل.

كولومبية وحكم النساء

من جنب اخر تلقى الرجال في مدينة بوكارامانجا الكولومبية تعليمات بالبقاء في المنزل ورعاية الأطفال لمدة ليلة واحدة بينما تحتفل زوجاتهم وحبيباتهم في إطار مبادرة لمكافحة مستويات مرتفعة للعنف الأسري. وسادت الأجواء الاحتفالية المدينة الكولومبية عندما خرجت النساء للاستمتاع. وقدمت الحانات والمطاعم ومراكز التسوق عروضا خاصة للنساء كما نظمت السلطات المحلية حفلات ودروسا للرقص للنساء فقط في الحدائق والميادين.

وقال ياميد سالدانا أحد القائمين على المشروع والمسؤول الصحفي لمؤسسة فكرية مقرها بوجوتا ترعى المبادرة "تهدف الليلة النسائية وحظر التجول التطوعي على الرجال إلى أن تكون حدثا رمزيا ولحظة تتأمل فيها السلطات ومؤسسات الدولة والمجتمع مستويات العنف الأسري المرتفعة ودور الرجال في المجتمع." وأضاف "تهدف إلى بث رسالة بأن بقاء الرجل في المنزل وقيامه برعاية للأطفال وغسل الصحون ليس شيئا سيئا ولا ينتقص من رجولته." بحسب رويترز.

وقال سالدانا إنه ينبغي للرجال الذين ينزلون إلى الشوارع في هذه الليلة حمل بطاقة مرور خاصة يمكن طباعتها من الانترنت وتنص على أن حاملها يعلم بأمر المبادرة وتتضمن أسباب عدم رغبته في المشاركة. وأضاف أن النساء تولين مسؤولية المدينة الواقعة في شمال شرق كولومبيا ويعيش فيها 530 ألف شخص في هذه الليلة حيث سلم أربعة رؤساء بلديات وحاكم الاقليم السلطة مؤقتا إلى مسؤولات في الحكومة.

مدينة انتيبوكا

الى جانب ذلك ترتفع على مدخل المدينة لافتة "اهلا بكم في انتيبوكا"، لكنها تبدو مثيرة للسخرية قليلا اذ ان المدينة السلفادورية هذه توشك ان تخلو من سكانها المغادرين سعيا الى "الحلم الاميركي". وكتب على اللافتة ايضا "هنا المكان الذي يجب ان يكون المرء فيه"، غير ان شوارع هذه المدينة مقفرة وبيوتها شبه خاوية، فهي تشهد موجات من الهجرة منذ زمن طويل.

وفي الحديقة العامة لانتيبوكا يرتفع نصب "المهاجرين" وهو يكرم المزارع سيغفريدو تشافيز، اول من رحل عن المدينة، حاملا حقيبة على ظهره، باحثا عن أمل جديد في الافق البعيد..وذلك في العام 1967. وبعد وصوله الى واشنطن بثلاثة اشهر، بعث اول رسالة الى عائلته، ثم جعلهم يلتحقون به..انتشرت هذه القصة في شوارع المدينة، وتناقلها الكل، فصار الحلم الاميركي يراود خيال الكثيرين.

وقصة هذه المدينة والهجرة منها ليست سوى عينة من موجات الهجرات التي شهدتها دول اميركا اللاتينية باتجاه الولايات المتحدة، حيث يقيم الآن 5,9 مليون شخص من مواطني هذه الدول، من بينهم 2,9 مليون مهاجر من السلفادور. وقد عبر عدد كبير من هؤلاء المهاجرين الحدود بشكل غير قانوني، وهم يعيشون في الولايات المتحدة دون اوراق. وفي الايام الاخيرة، قرر الرئيس باراك اوباما اجراء تسوية مؤقتة لاوضاع خمسة ملايين مهاجر.

ومن مدينة انتيبوكا وحدها، هاجر خمسة الاف شخص، وهم يعيشون الآن بين واشنطن وميريلاند وفرجينيا. ولم يبق في المدينة سوى سبعة الاف شخص، غير انه يستحيل وجود عائلة ليس من افرادها احد مهاجر. وتقول ماتيلدا ارغويتا السيدة العجوز ذات الاعوام التسع والسبعين والتي تعيش وحدها بعدما هاجر ابناؤها الاربعة "حين توفي زوجي كان اطفالي صغارا، فعملت في زراعة الذرة لاؤمن معاشهم". وتضيف وهي تحمل بيدها المرتجفة صورة لاحد ابنائها "علي أن اقبل فكرة ان يغادروا ليصنعوا مستقبلهم، لم يعد بمقدوري ان اؤمن لهم اكثر مما فعلت..فرحلوا".

وبين الحين الآخر يرسل لها ابناؤها مبلغا من المال بحدود مئتي دولار، تنفقه في شراء الطعام وما يلزمها من دواء. ويقول سانتوس بورتيو المسؤول المحلي في المدينة والذي يعيش اثنان من ابنائه في الولايات المتحدة بشكل غير قانوني "لقد جلبت الهجرة امورا جيدة وأمورا سيئة، فهي تدعم اقتصاد المدينة التي لم يعد فيها الكثير من فرص العمل وحيث الرواتب مزرية، لكنها في المقابل فرقت العائلات عن بعضها".

وقد شيدت انتيبوكا قرب مزارع للقطن، لكن تدهور الاسعار في الستينات اجبر الكثيرين على المغادرة. ثم توالت موجات الهجرة اثناء الحرب الاهلية بين العامين 1980 و1992. وباتت تحويلات المهاجرين الى عائلاتهم تشكل دعما قويا لاقتصاد المدينة التي بات البعض يطلق عليها اسم "مدينة الدولار". وبفضل هذه الاموال، باتت انتيبوكا تضم ملعبا وكنيسة ومدرسة، وصارت شوارعها معبدة وبيوتها حديثة، وان كان قسم كبير من هذه البيوت لا يفتح ابوابه الا في اوقات زيارة المهاجرين الى مدينتهم، وخصوصا في شهر اذار/مارس الذي تقام فيه مسابقة "ملكة جمال انتيبوكا- الولايات المتحدة" لاختيار اجمل شابة مهاجرة. بحسب فرانس برس.

وفي الاجمال، تشكل الاموال المحولة الى السلفادور من المهاجرين 16 % من الناتج المحلي الاجمالي للبلاد، بحسب ارقام العام 2013. لكن كلفة ذلك ان المدينة "نائمة"، ويزيد من الامور سوءا "غياب التنمية والحياة الكريمة" فيها بحسب ما يقول مهاجر سابق طردته السلطات الاميركية في العام 2006. وتقول العجوز ماتيلدا "لا احد يأتي الى هنا سوى المسنين ومن فشلوا هناك" في الولايات المتحدة. وتضيف "آمل ان يعود اولادي، على الاقل في الايام الاخيرة من عمري".

جاكرتا والانترنت

على صعيد متصل يراهن حاكم جاكرتا الجديد على الانترنت من اجل ادارة افضل لمشاكل هذه المدينة الكبيرة من خلال منصة جديدة مفتوحة امام المواطنين للابلاغ بواسطة هاتفهم الذكي عن اي ازمات سير وفيضانات واعتداءات قد يشهدون عليها في العاصمة الاندونيسية. الا ان البعض يشكك من الان بنجاح هذه المبادرة في مدينة تضم اكثر من عشرة ملايين نسمة وتشهد احدى اكبر ازمات السير في العالم وتعاني من تلوث عوادم السيارات فضلا عن النفايات في الشوارع. كذلك تضرب المدينة سنويا فيضانات تغمر احياء فقيرة منها خلال الامطار الموسمية.

وفي حين فشل الحكام السابقون في تسوية جملة من المشاكل، يراهن باسوكي تاهاجا بورناما الذي تولى مهامه في تشرين الثاني/نوفمبر على التكنولوجيات الحديثة وشبكات التواصل الاجتماعي الشعبية في اندونيسيا آملا في التوصل الى تغيير فعلي. وقد اطلق مشروع "سمارت سيتي" الذي بات يسمح لكل الذين لديهم وصول الى الانترنت بالابلاغ عبر هاتفهم الذكي او جهازهم اللوحي بالمشاكل التي يواجهونها من فيضانات وتراكم النفايات والحفر في الشوارع والاعتداءات، ويفترض ان تتجاوب معها بسرعة مرافق المدينة الاقرب من المكان.

وقال الحاكم الملقب اهوك لدى اطلاقه المشروع "اذا اردتم خدمة جيدة فعليكم ان تساعدونا على مراقبة المدينة". واضاف الحاكم الذي يتابع حسابه على تويتر مليونا شخص تقريبا، ان سلطات المدينة تأمل ان يكون الناس "نشطين" من خلال الدخول الى الموقع الرئيسي المخصص لهذا المشروع "سمارت سيتي.جاكرتا". ويستخدم "سمارت سيتي" خدمة "غوغل مابس" وتطبيق "وايز" للسماح لسائقي السيارات بتبادل المعلومات حول حركة السير بالوقت الحقيقي.

ويقترح الموقع كذلك تطبيقين للهواتف الذكية صمما خصيصا لهذا المشروع. فتطبيق "كلو" يسمح للمستخدمين بالابلاغ عن المشاكل فيما يستخدم "كروب" من قبل اجهزة البلدية الاقرب الى مكان المشكلة من اجل الرد عليها. ويظهر ضوء احمر على الموقع الرئيسي عند التبليغ بمشكلة. وعند تسوية المشكلة ينتقل الضوء الى الاخضر.

ويأمل الحاكم المعروف عنه توبيخه موظفين من دون اي مواربة، ان تكون هذه المبادرة فعالة في هذه المدينة الكبيرة التي غالبا ما تتنقد بسبب البيروقراطية والفساد المستشريين فيها. ومن اجل التحقق من ان الموظفين يقومون بعملهم على اتم وجه، امر اهوك المسؤولين عن 30 الف حي في المدينة المترامية الاطراف ان يرسلوا تغريدة مع صورة لكل مشكلة تسجل في منطقتهم. وهو يهدد بتحديد اجورهم استنادا الى عدد الرسائل الموجهة. والانترنت رائج منذ سنوات طويلة في صفوف سكان جاكرتا للتبليغ بوجود مشاكل في المدينة الا ان مبادرة اهوك هي المشروع الاول الذي صممته السلطات من اجل ادارة المدينة. بحسب فرانس برس.

وفي حين رحب بعض المراقبين بمشروع "سمارت سيتي" ، شكك اخرون جديا بفرص نجاحه في مدينة لا تتوافر فيها خدمة الانترنت اينما كان فيما انها غير شعبية جدا في صفوف الموظفين الرسميين. وقال احمد سفر الدين وهو ناشط في مجال مكافحة تلوث الاجواء في جاكرتا "الكثير من الموظفين في ادارة اهوك لا يعرفون البريد الالكتروني حتى". وقد يشكل عدم الاطلاع على الانترنت بشكل واف داخل الادارات العامة العائق الرئيسي امام هذه المبادرة. وقال فيديا رحيم وهو مسؤول عن منطقة يفترض ان يشارك شارك بشكل نشط في "سمارت سيتي" لصحيفة "جاكرتا بوست"، " لم الج الموقع ولم احمل التطبيق حتى".

اضف تعليق