يمكن لحس لفكاهة ان يؤسس لحالة المرح في ربوع العائلة، اذ ان الاطفال حين يرون ابويهم يتعاملون فيما بينهم بهذه الطريقة اللطيفة فأنهم يكتسبون هذه السلوكية وبالتالي يطبقونها في حياتهم، ولأجل هذه العائدات يجب ان نتحلى بحس الفكاهة ونتخذ منه أسلوب حياة...

في الحياة الزوجية تحدث الكثير من المواقف والسلوكيات بين الزوجين، فمنها ما يبعث على عدم الارتياح وبالتالي ينشأ صراع او ازمة بينهما، ومنها ما يبعث على الراحة ويزيد من التواصل بينهما مثل المزاح او حس الفكاهة، فقد يعمل على إضفاء جو مريح في البيت، فما هي أسس المزاح بين الزوجين، وما هي أبرز إيجابياته على الحياة الزوجية؟

اللحظات التي يقضيها الأزواج في الضحك قد تعتبر من أجمل اللحظات، فالفكاهة وإلى جانب فوائدها الصحية يمكنها أن تخفف وتساعد في حل العديد من المشاكل، فالفكاهة هي أكثر من مجرد مزحة عابرة بل هي روح تدب في حنايا الروح لتعيد اليها وهجها بعد ان غاب عنها بسبب مشاغل الحياة ومصاعبها، لذا هي دعوة للجميع لاستثمار فرص التغير النفسي والراحة لئلا تخيم النمطية والروتين على الحياة فتجعلها مملة ورتيبة.

من الواقع

يخبرني أحدهم سريع الاثارة وشديد العصبية انه في كل مرة تجرفه المشكلات الزوجية الى حيث التوتر والصراخ والعصبية يحاول ان يترك المنزل ولو لدقائق وبعد مرور العاصفة يبحث عن موقف مضحك جمعه بزوجته ويحاول تذكيرها به لتنفجر بعدها بالضحك ويعود الوضع الى ما هو عليه قبل الازمة وهكذا يتمكن هو بذكاء ان يخمد نيران يمكن ان تحرق المنزل ومن فيه لو استمرت لا سامح الله.

اشارة

صحيح أن الفكاهة مهمة ومفتاح نجاح العلاقة، ولكن ينصح بعدم تخطي الحدود وتحويل الفكاهة إلى نوع من السخرية أو الاستخفاف بالأمور لأن العلاقة تحتاج إلى نوع من الجدية، فكثير من المواقف بدأت بمزحة وانتهت بأزمة ومشكلة بين الزوجين سيما في الموضوعات الحساسة.

يؤكد الأخصائيون النفسيون باستمرار على أن الأشخاص الذين لديهم حس فكاهة عالي يكونون أكثر جاذبية وقدرة على التعامل مع المشكلات من غيرهم، وبالتالي يطوعون حسهم الفكاهي في سبيل خدمة حياتهم بصورة عامة وحياتهم الزوجية بصورة أخص، وبذا يعدون من الأكثر ذكاءً عاطفياً وفطنة وقدرة على تخطي المواقف السيئة.

ما هي عوائد الحس الفكاهي على الحياة الزوجية؟

للحس الفكاهي العديد من العوائد الإيجابية على الحياة الزوجية ومن أهمها ما يأتي: 

يسهل حس الفكاهة من عملية التواصل بين الزوجين، اذ يتفق الجميع ان الحياة الزوجية التي يكون فيها التواصل ضعيفاً فأنها تعني بالضرورة ان العلاقة غير مستقرة، وعبر التواصل بشكل فكاهي وعرض الأمور بطريقة مرحة، ستصبح عملية التواصل أسهل بكثير من اعتماد الأسلوب الجدي، هذا الأمر سيجعل الشريك مرتاح أكثر في الحديث مع شريكه.

ويسهم حس الفكاهة في حل النزاعات والصراعات بين الأزواج، فحين تنشأ مشكلات داخل الاسرة يمكن للفكاهة تكسر الجليد بين الزوجين المختلفين، فاللجوء إلى الفكاهة يجعل الحديث عن المشاكل والنزاعات أمر أسهل، مما يقلل من حجم التوتر بين الزوجين، والضغوط التي تنجم عن النقاش الاعتيادي الذي غالباً ما ينتهي بصراخ وكلمات جارحة. 

ويمكن ان تجدد الفكاهة في العلاقات الزوجية، فبعد ان يصيب العلاقة الجمود والملل تأتي الفكاهة لتعلب دور المجدد والمنشط للعلاقة للحب بين الزوجين، فمن المؤكد إن كان جو المنزل يخلو من الضحك والفكاهة ستصبح الحياة رسمية رتيبة بعض الشيء من هنا، الفكاهة هي بالفعل المفتاح لجعل العلاقة الزوجية متينة أكثر وخالية من الملل.

واخيراً يمكن لحس لفكاهة ان يؤسس لحالة المرح في ربوع العائلة، اذ ان الاطفال حين يرون ابويهم يتعاملون فيما بينهم بهذه الطريقة اللطيفة فأنهم يكتسبون هذه السلوكية وبالتالي يطبقونها في حياتهم، ولأجل هذه العائدات يجب ان نتحلى بحس الفكاهة ونتخذ منه أسلوب حياة.

اضف تعليق