في ظل انتشار الوسائل التكنلوجية العامة وتوفّرها بشكل عام في محطات أو مراكز البيع بشكل متاح للجميع دون الحرص على منعها لفئة دون أخرى كالأطفال وفئة المراهقين من الشباب على وجه الخصوص لكون هذه الفئات من أكثر الفئات حساسية في المجتمع وأكثرها تأثراً بواقعها وما هو متاح في المجتمعات...

في ظل انتشار الوسائل التكنلوجية العامة وتوفّرها بشكل عام في محطات أو مراكز البيع بشكل متاح للجميع دون الحرص على منعها لفئة دون أخرى كالأطفال وفئة المراهقين من الشباب على وجه الخصوص لكون هذه الفئات من أكثر الفئات حساسية في المجتمع وأكثرها تأثراً بواقعها وما هو متاح في المجتمعات, لذا وبسبب هذا الانتشار الذي قد تم استخدامه في غيرِ مواضعه الصحيحة، زاد ذلك من حد ما يسمى بالإرهاب الفكري، وقد يتساءل القارئ عن معنى هذا المصطلح. 

لذا لابدّ من بيان مفهومه لكونه مصطلح ذو أبعاد حقيقية وخطيرة منتشرة في المجتمعات جميعاً وعلى وجه الخصوص المجتمع العربي والعراقي، في البدء يجب ان نعرف ما هو الارهاب الفكري؟ وما هي غاياته؟ إذ يُعدُّ الإرهاب الفكري من الظواهر المعقدة التي تشهد تزايدًا في عصرنا الحديث، حيث يتم استخدام الأفكار والمعتقدات كأسلوب لإكراه الآخرين أو فرض رؤية معينة.

وقد يختلف الإرهاب الفكري عن الإرهاب التقليدي في أنه يعتمد على وسائل تأثير غير عنيفة لكنها تؤثر بشكل عميق على العقول والمعتقدات ويعرف الارهاب على انه وسيلة لتحقيق اهداف سياسية سواء كانت من خلال مواجهة داخلية –بين السلطات وجماعات معارضة لها- او مواجهة خارجية بين الدول، أي انه استخدام او فرض قوة معينة في صراع سياسي بهدف فرض قرار سياسي معين، بعبارة اخرى، الارهاب هو عبارة عن عمليات مادية او معنوية تتأسس على القهر والقوة بهدف تحقيق غايات معينة.

ومن العوامل التي قد تسهم في انتشار ما يسمى بالإرهاب الفكري هي عوامل عديدة منها ما هو اقتصادي بسبب الفقر والبطالة والاختلاف الطبقي بين فئات المجتمع، كذلك عوامل ثقافية التي يلعب فيها الاعلام دور أساسي في بثّ التوجيهات الخاطئة من خلال منصات التواصل الاجتماعي والتي قد تستهدف الفئة الحساسة في المجتمع وتؤدي إلى تغيير تفكيرهم وانحرافهم نحو التفكير الارهابي.

كذلك من العوامل التي تؤدي الى الارهاب الفكري هي العوامل الدينية وعدم الفهم الصحيح للتوجيهات الدينية، إذ ان عدم فهم مقاصد الشريعة الاسلامية والجهل بالدين هو من الاسباب التي تؤدي الى ظهور علامات الارهاب والتطرف او في حالة استماع خطابات دينية من اشخاص غير مختصين بالدين او ينقلون افكار بغية تدمير العقول بأفكار ملوثة عن الدين ولكن بصيغة مبطنة، مما يجعلها من دوافع الارهاب والتعصب الديني والطائفي.

لذلك ولغرض الحد من انتشار هكذا مفاهيم في مجتمعنا لا بدّ من الالتزام بطرق الوقاية منه إذ لكل داءٍ دواء، ودواء الحد من الارهاب الفكري يكمن في العديد من الفقرات منها:

1- التوعية والتعليم:

من أهم السبل لمكافحة الإرهاب الفكري هو التركيز على تطوير التعليم، حيث يمكن أن يساهم النظام التعليمي في تعزيز التفكير النقدي والمستقل لدى الأفراد، يُفضل أن يتم دمج برامج تعليمية تدعو إلى التسامح وتقبل الآخر منذ المراحل الدراسية المبكرة.

2-الخطاب الديني والسياسي:

يجب أن يكون الخطاب الديني والسياسي معتدلًا ويعزز من قيم التسامح والعدالة الاجتماعية، يحتاج الأئمة والزعماء السياسيون إلى تجنب تحريف النصوص الدينية أو السياسية لخدمة أهداف متطرفة.

3-دور وسائل الاعلام:

تلعب وسائل الإعلام دورًا محوريًا في تشكيل الرأي العام، إذ يجب أن تعمل وسائل الإعلام على مكافحة الأفكار المتطرفة من خلال نشر التوعية وتقديم محتوى ثقافي يتسم بالتوازن والاعتدال.

4-: تعزيز القيم الانسانية: يجب نشر القيم الإنسانية الأساسية مثل الحوار، والاحترام المتبادل، وحقوق الإنسان كبديل للأيديولوجيات المتطرفة، وهذا يمكن أن يتم من خلال المؤتمرات، الورش التدريبية، والمبادرات المجتمعية.

ختاماً... يمكن القول بأن فهم اسباب وعوامل الارهاب الفكري، من الخطوات الرئيسية في الحد من انتشاره بين فئات المجتمع، فكلما صار الوعي به أعمق مجتمعياً، كلما ازدادت الفرص من الحد من انتشاره.

اضف تعليق