السؤال الأهم، من ينتصر لغزة اليوم وهي تذبح من الوريد إلى الوريد.. فقط لأن الواقع الإقليمي ما زال يكرر ذاته والتداعيات والانعكاسات في جغرافية المصالح ما بين أمراء العالم الصهيوني الجديد في مشروع القرن الأمريكي الحادي والعشرين وبين أمراء الطوائف وجمهور أحزاب المصالح.. كل حزب بما لديهم فرحون....

من لا يمتلك قراره واعتاد على انتظار صدور فتوى إما مع الجهاد كما حصل في ثورة العشرين أو المشروطية.. أو انتظار ما يمكن أن يكون باعتبار أن الفساد أفضل من الفوضى!

هذا الذي يضع كل جسمه في مفاسد المحاصصة.. وامتيازات تقاسم كعكة السلطة.. ليس بإمكانه أن يعتزم مقاومة الصهيونية في حربها الراهنة على غزة.. غير بيانات التنديد وخطاب الاستنكار.. لذلك تبقى غزة جرح الأمة الإسلامية والعربية فوق ملح الهزيمة.. وكم هزيمة.. نكسة حزيران.. أنظمة الطغيان بعناوين المقاومة القومية.. وما أنتجته من فشل متأزم.

ثم الاستخدام المزيف للدين في حاكميات مذهبية.. من دون أن يكون كل الإسلام والمسلمين على قلب رجل واحد في نصرة غزة أفعالاً وليس أقوالًا.. هكذا لم نسمع أن كلما حصل ويحصل وسيحصل يهدد بيضة الإسلام!!!

ولم نشهد ذلك المد الشعبي في تظاهرات تهز عروش الحكام القابعين تحت سلطة الصهيونية.. ولا أزيد في الوصف أكثر.. أكتفي أن من اتفق مع الصهيونية العالمية منذ الثورة العربية الكبرى.. فهم أصول اللعبة.. ما بعد سايكس بيكو... وبعد عقود حتى الاحتلال الصهيوني للعراق في 2003... 

السؤال الأهم عندي.. من ينتصر لغزة اليوم وهي تذبح من الوريد إلى الوريد.. فقط لأن الواقع الإقليمي ما زال يكرر ذاته والتداعيات والانعكاسات في جغرافية المصالح ما بين أمراء العالم الصهيوني الجديد في مشروع القرن الأمريكي الحادي والعشرين وبين أمراء الطوائف وجمهور أحزاب المصالح.. كل حزب بما لديهم فرحون.. فيما يدقون كل يوم مساميرهم في نعش الأمة الإسلامية والعربية.. أما باقي المرجعيات الدينية والاقتصادية والاجتماعية.. فلا مصلحة لها في الشعور بوخز تلك المسامير بأفعال محلية وإقليمية تناصر المشروع الصهيوني.. حتى بات الرئيس الأمريكي مثل تاجر البندقية شيلوك في دفاعه عن تلك الأفعال الإسرائيلية العنجهية في سفك دماءنا في غزة.. من دون أن يمتلك أي طرف عربي أو إسلامي شخصية ذلك المحامي في قصة تاجر البندقية بمكن أن يدافع عنا نحن الأغلبية الصامتة في أوطان عربية وإسلامية شتى!!

لذلك أنتظر شرارة انتفاضة الحجارة الفلسطينية الثالثة.. واشتداد جذوتها في هذه الأوطان.. عندها يتجدد السؤال لكل المرجعيات الدينية للإسلام السياسي وغيره.. هل كان الثمن الذي قبض من كراسي السلطة.. يقابل خيانة الأمانة التي جعلها رب العالمين بين أيديكم؟؟

ويبقى من القول لله في خلقه شؤون!!!

اضف تعليق