ونحن نعيش الآن مآسي الشعب الفلسطيني في غزة، حيث التقارير الجديدة تؤكد أن هناك (14) ألف طفل في طريقهم للموت بسبب نقص الغذاء والدواء، وبكل وقاحة يأتي رئيس أمريكا ترامب، راقصا على جراح هذه المآسي، ليتحدث عن ترحيل شعب غزة بعد إبادات متكررة بأقوى الأسلحة الأميركية...

بقي الشعب العربي في فلسطين، يتمسك بمشاعر الحب والولاء لوطنه، رغم كل الأزمات والمشكلات، حيث يبقى هذا الشعور يتوهج، فحب الوطن فطرة مترسخة بالذات الإنسانية، وهذا الحب هو قدر الإنسان أن يعيش على بقعة من الأرض تكون مسكنه وقدره، وكلما جاءت ذكرى النكبة في 1948 يزداد اكثر، تشاركه جميع شعوب الأرض الحرة.

وعام النكبة اقترن، بما ارتكبته العصابات الصهيونية المدججة بالسلاح عشرات المجازر في مختلف القُرى والمُدن الفلسطينية، وراح ضحيتها عشرات الآلاف وهجّر قسريا الكثير، والذين حُرموا من بيوتهم وأراضيهم وسبل عيشهم، وما زالت الحركة الصهيونية سادرة في غيها بارتكاب سياسة النزوح الجماعي للشعب الفلسطيني والسيطرة على أراضيه وقراه، وإحلال مكانه شتات اليهود من كل أنحاء العالم، وإيغالا في العداوة والتعدي فرضت قيودًا على إحياء ذكرى النكبة، وسُن قانون بذلك، الذي يحد من حق الفلسطينيين في سرد وإحياء ذكرى روايتهم التاريخية، كون التاريخ يثبت احقية الشعب الفلسطيني بارضه ووطنه.

وهكذا بقيت جرائم الصهاينة تتصاعد ضد هذا الشعب، وبقيت الأمم المتحدة تتبنى القرار تلو القرار في حق تقرير المصير الفلسطيني، من أجل الاستقرار في دولته، وحق السيادة، وعدم شرعية الاستيطان، لكن دون جدوى، والسبب مصالح الغرب وأمريكا في شل حركة الأمة العربية، لجعلها أجزاء متشظية، وسهولة اللعب بمصير الشعوب العربية والتنعم بخيرات العرب.

وكلما أتخذ قرار أممي لصالح فلسطين، جاء الفيتو الأمريكي، لتبقى القرارات الأممية حبرا على ورق، بسبب ذلك، وحتى القرار (181)، الذي تبنى تقسيم فلسطين الخاضعة في ذلك الوقت للانتداب البريطاني، لإقامة دولتين (فلسطينية وإسرائيلية)، وبرغم إجحاف هذا القرار، إلا أنه بقي معطلًا هو الآخر، وحتى دواعي الحفاظ على السلم والأمن الدوليين الملحة لإعطاء شعب فلسطين حق تقرير المصير، والحفاظ على كرامة شعب اغتصب وطنه على غفلة من الزمن، لم تجد نفعاً، وأن تقرير مصير الشعب الفلسطيني، سيؤدي إلى ان بقية شعوب المنطقة تنعم بالأمن والأمان, لكن أنّى هذا وجرائم الصهيونية تترى ضد الشعب الفلسطيني، دون رادع عالمي يُذكر، بل تبارك دول العالم هذه الجرائم إلا ما ندر.

ونحن نعيش الآن مآسي الشعب الفلسطيني في غزة، حيث التقارير الجديدة تؤكد أن هناك (14) ألف طفل في طريقهم للموت بسبب نقص الغذاء والدواء، وبكل وقاحة يأتي رئيس أمريكا ترامب، راقصا على جراح هذه المآسي، ليتحدث عن ترحيل شعب غزة بعد إبادات متكررة بأقوى الأسلحة الأميركية، عبر تصريحه المثير لكل شعوب الانسانية الحرة، واقتراحه المشؤوم بالاستحواذ على غزة وتحويلها منتجعا، غير مبال بقتل الأطفال والنساء وكبار السن ومرضى المستشفيات.

أليس هذا تلبسا بجرم مشهود يرفضه قانون حقوق الإنسان؟، أيعقل أن يتلذذ إنسان على آلام إنسان آخر بهذه الصورة الفجة؟، أهذا هو العالم الحر الذي تبغيه أميركا؟، نعم وهكذا تتجدد نكبة فلسطين بشهوة الاجرام الصهيوني المبارك من قبل اميركا، وسكوت المجتمع الإنساني وخنوعه أمام الأخطبوط الأميركي، وخاصة خنوع الأمة العربية بأنظمتها الكارتونية.

فعلى كل شعوب العالم في هذا الظرف الراهن أن تتكاتف لحماية كرامة الإنسان، الذي لم يخلقه الله سبحانه وتعالى عبثا، إنما خلقه كي يكون خليفته في الأرض وإعمارها، لينعم جميع ابناء المعمورة بسلام ومحبة، بعيدا عن الكراهية والعنصرية.


اضف تعليق