ما بين كل هذا وذاك لم يظهر تنظيما لحزب المستقلين بالمعنى الحرفي لتعريف الاحزاب، يطرح رؤية مستقبلية صريحة واضحة ترفض نظام المحاصصة ومفاسده وتعلن عن طريق ثالث في التنمية السياسية لإخراج العملية السياسية من شرنقة الاحتلال الامريكي على أقل تقدير...

فشل من يطلق على منهجه توصيف المستقلين في طرق ابواب العملية السياسية من خلال مخاطبة الاغلبية الصامتة بما يجعلها تحث الخطى للمساهمة الفاعلة في التغيير الدستوري المنشود، كيف ولماذا ؟؟؟؟

هناك عدد من الاسباب الموضوعية والذاتية يبدو من الممكن اختصارها في الآتي:

اولا: عدم ظهور قيادات تطرح رؤية مستقبلية تصحح اخطاء التأسيس الدستوري والانتقال الكلي من نظام المحاصصة وثقافة المكونات وامراء الطوائف السياسية بمفهومي البيعة والتقليد او الأحزاب القومية ذات النزعة الانفصالية الى فضاء (عراق واحد وطن الجميع ).

ثانيا: لم تتوفر عند من يوصف منهجه بالاستقلال السياسي قدرات القفز على نظام المحاصصة بطروحات تفترض اعلاء المواطنة الدستورية الفاعلة مقابل ثقافة المكونات بل الانكى من ذلك ان الاغلب الاعم ممن بشر بحزب جماعة المستقلين انما هم ممن اختلف مع احزاب مفاسد المحاصصة ذاتها فظهروا كأنهم مجرد مختلفين ولكنهم منتمين الى ذات ثقافة المكونات الطائفية والقومية بلا بدائل وطنية عابرة لهذه الثقافة .

ثالثا: اكرر القول ان ترسيخ ثقافة المحاصصة تؤكد الانصياع للاحتلال الامريكي وشركاه الإقليميين والمحليين.. وهكذا ظهر البعض ممن يطلقون على شخوصهم تسمية المستقلين اكثر انصياعا لذات المخطط الأمريكي ومتغيراته في اعادة موازين الجغرافية السياسية في ادارة العراق بل هناك من بشر بعودة الاحتلال الامريكي المباشر .

رابعا: وفق الكثير من الاعتبارات لم يكشف هؤلاء المستقلين عن ذمتهم المالية امام الاغلبية الصامتة على الاقل ..وان يمثلون قدوة اعتبارية على أقل تقدير لكسب احترام من يرفضون الوقوف امام صندوق الاقتراع.

خامسا: ما بين كل هذا وذاك لم يظهر تنظيما لحزب المستقلين بالمعنى الحرفي لتعريف الاحزاب.. يطرح رؤية مستقبلية صريحة واضحة ترفض نظام المحاصصة ومفاسده وتعلن عن طريق ثالث في التنمية السياسية لإخراج العملية السياسية من شرنقة الاحتلال الامريكي على أقل تقدير.

سادسا : قد يقول قائل ان ما اطلبه اقرب للمستحيل في ضوء معطيات الوقائع العراقية في وجود الاحتلال الامريكي وشركاه الإقليميين والمحليين... ممثلا في المال السياسي والسلاح المنفلت وظهور شرائح مجتمعية واقتصادية منتفعة من نظام المحاصصة، لكن ولكن إذا الشعب يوما أراد الحياة فلابد ان يستجيب القدر ..ورب العزة سبحانه وتعالى لا يغيير في قوم حتى يغيروا ما بأنفسهم... ومواجهة النفس سياسيا قد تكون من أصعب الواضحات خاصة وان كان للهدف منافع السلطة وليس مصلحة الشعب ومستقبل الأجيال العراقية المقبلة..ويبقى من القول لله في خلقه شؤون!!!

.............................................................................................
* الآراء الواردة في المقال قد لا تعبر بالضرورة عن رأي شبكة النبأ المعلوماتية.

اضف تعليق