في أغلب دول العالم، توجد اختلافات ثقافية بين ابناء الشعب الواحد، تفرضها الظروف التاريخية والبيئة المحلية وعوامل عديدة اخرى.. وايضا توجد مناسبات واعياد للاحتفاء بتلك الثقافات وللتعبير عنها، بعضها وطني عام وبعضها جهوي محلي، يقترن بمناسبة دينية أو حدث تاريخي أو غير ذلك...

في أغلب دول العالم، توجد اختلافات ثقافية بين ابناء الشعب الواحد، تفرضها الظروف التاريخية والبيئة المحلية وعوامل عديدة اخرى.. وايضا توجد مناسبات واعياد للاحتفاء بتلك الثقافات وللتعبير عنها، بعضها وطني عام وبعضها جهوي محلي، يقترن بمناسبة دينية أو حدث تاريخي أو غير ذلك.. وفي كل الاحوال تتبنى الدول هذه المناسبات وترعاها جميعا، وطنية كانت أو جهوية، لأنها بالنتيجة من الشعب وللشعب..

ومن ضمن أشكال الرعاية التي تقدمها الدول أو مؤسساتها المعنية، تشكيل لجان للإشراف على الاحتفالات والاعياد وتنظيمها لكي تخرج بالشكل الأمثل، لا سيما أن المناسبات الجهوية يشارك فيها بقية ابناء الشعب للتعبير عن التلاحم والتآخي، الذي يربط جميع ابنائه ويبقي على أسباب المحبة والتعاون بينهم.

مهمة اللجان المشرفة على الاحتفالات تتمثل في تنظيم الشعارات وعبارات الترحيب الرسمية والشعبية، التي تعكس مشاعر الناس تجاه المناسبة، ولضبطها من النواحي الفنية لتخرج بالشكل اللائق.. ولعلنا نلمس مثل هذا في احتفالات المؤسسات الرسمية العراقية، التي تنقلها وسائل الاعلام، وهذا شيء جيد وينم عن حرص تلك المؤسسات والوزارات على الانضباط واخراج الاحتفال بالشكل الذي يليق بالمناسبة.

لكن وللأسف نقول؛ أن هناك من يستثمر اجواء الاحتفالات في بعض المناسبات، ليمرر مقولات ويرفع شعارات لا تليق بالمناسبة ولا تعبّر عن روح تضامنية بين ابناء الشعب، وكأن هؤلاء ينتظرونها للتعبير عن رؤى وأفكار خاصة بهم أو بمن يقف وراءهم بقصد الإساءة للمناسبة ولسرقة البهجة من نفوس الذين يحتفلون بها، ما يجعل اغلب الناس يعبرون عن رفضهم لمثل هذه الممارسات، وهم يرونها في الشارع على شكل شعارات مرفوعة أو تصرفات غير منضبطة. المناسبات الدينية في بلد متعدد الاديان والمذاهب مثل العراق تكتسب حساسية خاصة، واستثمارها لتكريس مشاعر المحبة بين أبناء الشعب، ممكن جدا وتتفنن الدول التي على شاكلتنا في تقديمها بأشكال مختلفة.

في العراق، وهذه حقيقة، هناك من لا يريد لأبناء هذا الشعب أن يعيشوا بسلام، ويعكس انزعاجه باستمرار من التلاحم الوطني، الذي هزم الإرهاب وإسقط المشاريع الطائفية والعنصرية، ولا يريد للشعب أن يتطلع لحياة افضل، لذا يسعى بكل ما أوتي من إمكانيات ووسائل قذرة ليصنع الفرقة بين العراقيين ومن خلال هذه المناسبات ليدس السم بالعسل، على أمل أن يعيدهم لأيام الفتنة، التي دفعنا ثمنها غاليا.. وهيهات أن يحصل هذا.

نعم، علينا جميعا أن ننتبه لمثل هذه المحاولات، ولا نعتقد أبدا أن الذين كانوا وراء ما حصل لنا، سكتوا وكفّوا عن محاولاتهم بعد هزيمتهم وتركونا نعيد بناء حياتنا بثقة وأمل.. إنهم موجودون، بعضهم يعمل من خارج الحدود وبعضهم الآخر بيننا، ويتعاونون بمكر لتسميم الأجواء الوطنية، التي عمّت بلادنا بعد أن ركلنا ضباب الطائفية ودخانها الأسود.

إن افضل وسيلة للرد على هؤلاء وعدم ترك الشارع لهم هو أن يقوم الوقفان (الشيعي والسني) وكذلك الاوقاف الاخرى، بتشكيل لجان مشتركة من الجميع، واجبها الإشراف على الاحتفالات والأعياد الدينية، وتحديدا في المناطق المختلطة كالعاصمة بغداد وغيرها، لجعل الشعارات مركزية ونبذ وأبعاد المشبوهة، التي يدسها هؤلاء لاختراقنا من خلال المناسبة، ونبذ اي شعار وسلوك يهدف إلى التفرقة بين أبناء الشعب، لقطع الطريق على المتصيدين بالماء العكر.

.............................................................................................
* الآراء الواردة في المقال لا تعبر بالضرورة عن رأي شبكة النبأ المعلوماتية.

اضف تعليق