هل كانت نيّات ستالين سيئة ام انه اراد تشبيك القوميات وصهرها في اطار الاتحاد السوفيتي الكبير؟! لانعلم انفجر الخلاف بين اذربيجان وارمينا على عائدية الاقليم في العام 1989 بعد ان دبّ الضعف في الاتحاد السوفيتي، واصبح حربا في العام 1992 بين الجمهوريتين بعد استقلالهما...

في العام 1917 اقدمت حكومة ثورة اكتوبر الاشتراكية برئاسة لينين على خطوة غير مسبوقة في زمنها، تتمثل بمنحها جميع القوميات حق إقامة دولا مستقلة، ليقوم (الاتحاد السوفيتي) على انقاض روسيا القيصرية، وكان هذا بعد شهرين فقط من انتصار الثورة، لكن هناك مشاكل واجهت المشروع (المرسوم حول القوميات) الذي قدمه جوزيف ستالين وزير الداخلية لرئيسه لينين، تتمثل في ان بعض المناطق متداخلة القوميات، وكان على وزارة داخلية الاتحاد ان تعالجها.

تاريخيا يعد اقليم (ناغورني كاراباخ) نقطة التقاء معظم الحروب التي خاضتها الامبراطوريات المتنافسة الثلاث، روسيا القيصرية والدولة العثمانية وبلاد فارس، فاكتسب حساسية خاصة، لاسيما انه يضم مسلمين ومسيحيين ارمن، ويقال ان واقعه الديمغرافي تعرض الى تغييرات مستمرة بفعل الحروب، لكنه استقر على اغلبية ارمنية تبلغ 95 بالمائة من مجموع سكانه البالغ عددهم نحو 150 الف نسمة.

الحل الستاليني سيغدو مشكلة لاحقا، اذ فرض على الاغلبية الارمنية ان يكونوا ضمن جمهورية اذربيجان، خلافا لرغبتهم في ان يكونوا ضمن ارمينيا، فيما فرض على الاقلية الأذرية ان تكون ضمن جمهورية ارمينيا، منوهين هنا الى انه لاتوجد من قبل حدود رسمية لتلك الدول، كونها لم تتشكل بعد، وتقع ضمن الامبراطورية الروسية او من متحصلات حروبها الطويلة.

هل كانت نيّات ستالين سيئة ام انه اراد تشبيك القوميات وصهرها في اطار الاتحاد السوفيتي الكبير؟! لانعلم .. انفجر الخلاف بين اذربيجان وارمينا على عائدية الاقليم في العام 1989 بعد ان دبّ الضعف في الاتحاد السوفيتي، واصبح حربا في العام 1992 بين الجمهوريتين بعد استقلالهما.

اما الان فقد دخل الاقليم على خط الصراع الذي تشهده المنطقة بشكل عام، كإحدى اوراق الضغط المتبادلة. فتركيا تدعم الاذريين بحجة انهم من اصول تركية، ونكاية بخصمها التاريخي ارمينيا، فيما يحصل الارمن على دعم من دول ليست بالضرورة لها مصلحة في الاقليم بل نكاية بتركيا اردوغان، وفي كلا الحالتين، الناس هناك تموت ومستقبلها يدمر، بسبب خطأ ارتكبه ستالين قبل قرن من الزمن تقريبا، لظنه ان الاتحاد السوفيتي سيبقى الى الابد!

..........................................................................................................
* الآراء الواردة في المقال قد لا تعبر بالضرورة عن رأي شبكة النبأ المعلوماتية.

اضف تعليق