q

ضعف الاتصالات وتردي خدمات الانترنت في العراق اصبح اليوم مشكلة عامة ومستمرة، تضاف الى مشاكل وازمات هذا البلد، الذي انهكته المحاصصة ودمره الفساد وضعف القوانين والاجراءات التي تحمي المواطن، حتى بات فريسة سهلة لجشع التجار واصحاب الشركات ومنها شركات الاتصالات خدمات الانترنت، التي سعت الى تحقيق ارباح خيالية في ظل غياب الدور الرقابي لوزارة الاتصالات وباقي الجهات الحكومية الاخرى مع وجود بعض المنتفعين من المسؤولين، ممن اصبحوا شركاء ومساهمين في هذه الشركات، هذه المعناة تفاقمت بحسب بعض المراقبين بعد ان كشف هيئة النزاهة عن تهريب كميات كبيرة من سعات الإنترنت في كركوك.

وبحسب بعض التقارير السابقة فقد احتل العراق المرتبة الرابعة بانقطاع الانترنت في العالم وبلغت خسائره 209 ملايين دولار خلال العام الماضي، وفقاً لمؤسسة بروكينغز البحثية الأمريكية بعد دول الهند والسعودية والمغرب، وبلغ عدد مستخدمي الانترنت في البلاد اكثرمن 8.250 مليون شخص، يشكلون نسبة 23 % من الشعب كما بلغت ارباح شركات الانترنت خلال العام الماضي 56 مليون دولار، ومن أبرز الشركات المزودة للخدمة في العراق هي: شركة إيرث لنك وشركة زين للاتصالات وشركة اسياسيل للاتصالات وشركة كورك. ويرى بعض الخبراء ان تعطل الانترنت في العراق يؤثر سلباً على الاقتصاد في البلاد، خصوصا وانه أصبح جزء أساسي من حياة المواطنين وهو مرتبط بكافة مفاصل حياتهم. فالكثير من المعاملات المالية لبعض المصارف أو مكاتب الحوالات (الصيرفة) ترتبط عملها بالانترنت وكل توقف في عملها يؤدي إلى خسائر. يضاف الى ذلك ارتباطه المباشر بعمل الإعلام والصحافة الذي اصبح يعتمد بشكل شبه كامل على الانترنت لتداول المعلومات وتعطل الانترنت يعني تعطل قطاع الإعلام.

وفي وقت سابق ايضا أعلنت عضو مجلس النواب عن التحالف الوطني، هدى سجاد، وكما نقل موقع وان نيوز، عن "ضبط اكبر عملية تهريب لسعات الانترنت في العراق. وقالت في بيان صحفي لها إنه "تم تنفيذ عملية كبرى من قبل هيئة النزاهة وبالتنسيق مع مكتب المفتش العام في محافظة كركوك وضبط اكبر عملية تهريب لسعات الانترنت في العراق".

وأوضحت أنه "تم ضبط قيام شركة /سمفوني ايرثلنك/ بتشغيل المشروع وتهريب /40 لمدة/ ، وكذلك تم ضبط شركة iQ وقيامها بتهريب /7 لمدة/ لـ 34 شركة قيمة اللمدة الواحدة مليون دولار شهرياً وهذا يعني ان هنالك تهريبا لـ 47 لمدات في كركوك وحدها بقيمة تصل لـ47 مليون دولار شهرياً".

واضافت سجاد أن" هذه العملية جاءت بعد قيام هذه الشركات بالتهريب وأدت لخسارات وصلت لملايين الدولارات وماكان لها ان تتحقق لولا قيامنا بتحريك هذا الملف من خلال استجواب وزير الاتصالات وتسليط الضوء على هذا الملف الذي كان يتم العمل به خارج الاضواء". وقالت إن" احالتنا لهذا الملف للقضاء واطلاع السلطة التنفيذية والتشريعية والراي العام بدأ يقطف ثماره وكانت هذه العملية نتيجة لتلك الجهود".

من جانبهم، يرى ناشطون على مواقع التواصل الاجتماعي ان الضعف العام للخدمة في العراق جاءت بالتزامن مع قرب موعد الانتخابات حيث يستخدم المرشحون المواقع الالكترونية للتنافس الانتخابي والسياسي، مستبعدين أن يكون هذا التزامن (ضعف الانترنت والانتخابات) سبيل صدفة. اذ يقول مروان ابراهيم، الكاتب الصحفي، والناشط في مواقع التواصل الاجتماعي، ان "ضعف الانترنت هو بسبب الفساد، فمع اقتراب موعد الانتخابات يجبر سادة الاحزاب الكبيرة على جمع اكبر قدر من الموارد، وقطاع الانترنيت ليس بمعزل عن اعتصاره من اجل مال غير قانوني، وهذا واضح من خلال فضيحة ايرث لنك الاخيرة".

ويضيف ان "الفساد يكون عن طريق تهريب سعات العراق من الانترنيت لغير من خلال تعاون مسؤولين كبار ومتنفذين، ولديهم احزاب، ويحتاجون اموال لتمويل حملاتهم الانتخابية، وبالتالي فان الانترنيت يتم بيعه للخارج بأكبر كم ممكن للحصول على اكبر قدر ممكن من المال لتمويل الحملات للأحزاب السياسية".

من جانب اخر يرى بعض المراقبين ان شركات الاتصالات قد تمكنت من فرض نفسها في العراق حتى اصبحت تتمتع بحقوق خاصة ومختلفة عن باقي الدول، التي تلزمها وبحسب القانون بتقديم خدمات متكاملة لمواطنيها وبأرخص الاسعار، اما في العراق فقد اصبحت الشركات هي صاحبة الكلمة الاولى في تقديم الخدمات الاسعار، التي ارتفعت بشكل كبير بعد ان عمدت الحكومة على زيادة الضرائب بسبب الازمة المالية، التي اثرت على المواطن العراقي البعيد عن اهتمام الحكومة.

هذه المشكلة المتكررة اثارت غضب واستياء الشارع العراقي ورواد المواقع الاجتماعي ومنهم رسامي الكاريكاتير في العراق، الذين انتقدوا وبشكل ساخر ومن خلال رسومات معبرة تردي خدمات الانترنت والاتصالات في العراق، شبكة النبأ المعلوماتية رصدت بعض تلك الرسومات لبعض الفنانين ومنهم، الفنان عادل صبري والفنان ناصر ابراهيم والفنان عودة الفهداوي والفنان علي علاوي والفنانة سرى غزوان والفنان عبد الأمير الركابي.

اضف تعليق