اَلسَّلامُ عَلَيْكِ يا بِنْتَ الْمُظَلَّلِ بِالْغَمامِ سَيِّدِ الْكَوْنَيْنِ وَمَوْلَى الثَّقَلَيْنِ وَشَفِيعِ الأُمَّةِ يَوْمَ الْمَحْشَرِ وَرَحْمَةُ اللهِ وَبَرَكاتُهُ اَلسَّلامُ عَلَيْكِ يا بِنْتَ سَيِّدِ اْلأَوْصِياءِ اَلسَّلامُ عَلَيْكَ يا بِنْتَ إِمامِ اْلأَتْقِيآءِ اَلسَّلامُ عَلَيْكِ يا بِنْتَ رُكْنِ الأَوْلِياءِ اَلسَّلامُ عَلَيْكِ يا بِنْتَ عِمادِ اْلأَصْفِيآءِ وَرَحْمَةُ اللهِ وَبَرَكاتُهُ

معنى العقيلة في كتب اللغة

في لسان العرب: عقيلة القوم: سيدتهم

وعقيلة كل شيء أكرمهم.

ويقال عقيلة قومها كريمتهم.

وفي صحاح اللغة: إن العقيلة هي الكريمة.

أما معجم الوسيط فقد أشار أن: العقيلة هي السيدة المخدرة.

واذا حدث عبد الله (بن العباس) قال حدثتني عقيلتنا زينب بنت علي (عليه السلام).

كنيتها

الصدّيقة الطاهرة زينب بـ(اُمّ كلثوم)، وقيل: إنها تكنى بـ(اُمّ الحسن)(1).

العقيلة الهاشمية العليمة غير معلمة، والفهمة غير مفهمة التي بلغت المرتبة العظيمة والمقام الرفيع عند الله تعالى، فهي ثانية أعظم سيدة من سيدات البشر، حيث إنّ أمّها السيدة فاطمة الزهراء (عليها السلام) هي: أولى أعظم سيّدة من النساء، كما صرّح بذلك أبوها رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) حيث قال: «وأمّا ابنتي فاطمة.. فهي سيدة نساء العالمين، من الأوّلين والآخرين».(2).

والتي قد تعهدت لله تبارك وتعالى أن تشارك نهضة أخيها الإمام الحسين (عليه السلام) وتكون معه جنبا إلى جنب:

وتشاطرت هي والحسين بدعوة حتـم القضاء عليهما ان يندبا

هذا بمشتبك النصول وهـذه في حيث معترك المكاره في السبا

لقد كانت العابدة الزاهدة العقيلة السيدة زينب (عليها السلام) التي تقضي عامة لياليها بالتهجد وتلاوة القرآن.

يقول الامام زين العابدين (عليه السلام) في ليلة العاشر من محرم: (رأيتها تلك الليلة تصلي من جلوس).

وعنه (عليه السلام) أنه قال: (إن عمتي زينب مع تلك المصائب والمحن النازلة بها في طريقنا الى الشام ما تركت نوافلها الليلية).

وقالت السيدة فاطمة بنت الحسين (عليه السلام): (وأما عمتي زينب فانها لم تزل قائمة في تلك الليلة ـ أي: العاشرة من المحرم ـ في محرابها تستغيث الى ربها، فما هدأت لنا عين، ولا سكنت لنا رنة).

أن العقيلة الصابرة أقسى ما تجرعتّه من المحن والمصائب يوم الطف، فقد رأت شقيقها الإمام الحسين (عليه السّلام) قد استسلم للموت لا ناصر له ولا معين، وشاهدت الكواكب المشرقة من شباب العلويين صرعى قد حصدتهم سيوف الاُمويين، وشاهدت الأطفال الرضع يذبحون أمامها.

قال السيّد حسن البغدادي:

يـــــا قـــــلب زينب ما لاقيت من محـن فــيـك الـــرزايا وكل الصـبر قـد جمعـا

لـــو كــان مـا فيك من صبر ومن محن في قلب أقوى جبال الأرض لانصدعـا

يكــــــفيك صـــــبراً قلوب الناس كلـهم تـــفـطّـرت للـــــذي لاقـــــــيـته جـزعـاّ

وبتضحياته العظيمة، استطاع الامام (عليه السلام) تثبيت محبة الله في قلوب المؤمنين جيلا بعد جيل، حتى صار حبه طريقا الى محبة الله تبارك وتعالى؟

استشهادها

اتفق المؤرخون من أهل السير على أن شهادتها يوم الأحد مساء الخامس عشر من شهر رجب المرجب، مِن سنة 62 للهجرة (3). وهناك اقوال أخرى نعرض عن ذكرها.

ان الأمويين نفوا السيدة زينب (عليها السلام) من المدينة المنورة إلى قرية من قرى الشام، حتى استشهدت هناك ودفنت حيث مرقدها الآن، وان أعداء أهل البيت (عليهم السلام) من بني أمية قد دسوا السم إلى عقيلة بني هاشم زينب (عليها السلام) فقضت نحبها مسمومة شهيدة، وذلك لما كانوا يرونه في حياتها من الخطر على عروشهم. ومعلوم ان النفي يعني تدبير جريمة، فقد فرقوا السيدة أم البنين عن السيدة زينب (عليهما السلام) ثم نفذوا الاغتيالات عن طريق السم.

وبعد مرور عام على شهادتها، وفي نفس اليوم الذي استشهدت فيه السيدة زينب (عليها السلام) إجتمع أهل مصر.. جميعاً، وفيهم الفقهاء وقرّاء القرآن وغيرهم، وأقاموا لها مجلساً تأبينيّاً عظيماً بإسم ذكرى وفاتها، على ما جرت به العادة ـ مِن إقامَةِ مَجلِس العَزاء والتَأبين بَعْدَ مُرور عام على وفاةِ الميّت ـ ومن ذلك الحين لم ينقطع إحياء هذه الذكرى إلى عصرنا هذا، وإلى ما شاء الله، ويُعبّر عن موسم إحياء هذه الذكرى ـ في مصر ـ بـ «المولد الزينبي» وهو يبتدأ من أول شهر رجب.. من كلّ سنة، وينتهي ليلة النصف منه، وتُحيى هذه الليالي بتلاوة آيات القرآن الحكيم، وقراءة مدائح أهل البيت النبوي، والتي يُعبّرون عنها بـ «التواشيح».

ويكون المجلس عظيماً جداً حيث يشترك فيه أهل مدينة القاهرة، والمُدن المصريّة الأخرى.. حتى البعيدة منها، ثم يدخلون إلى مرقدها الشريف، للسلام عليها، وقراءة سورة الفاتحة على روحها الزكية الطاهرة (4).

.............................
المصادر
(1) الشيخ جعفر النقدي، زينب الكبرى: ص17.
(2) أمالي الصدوق، طبع بيروت ـ لبنان، منشورات مؤسسة الأعلمي للمطبوعات، ص 394، المجلس الثالث والسبعون، حديث 18، الحاكم النيسابوري، المستدرك على الصحيحَين، طبع بيروت ـ لبنان، منشورات دار المعرفة، ج 3 ص 156.
(3) العُبيدلي، أخبار الزينبات، ص 122، النقدي، زينب الكبرى، ص 122، بنت الشاطئ، السيد زينب،ص155، مغنية، مع بطلة كربلاء،ص90.
(4) الشيخ جعفر النقدي، زينب الكبرى، مصدر سابق.

اضف تعليق