كتب ترامب ليس من الصواب سياسيا استخدام مصطلح تغيير النظام، لكن إن لم يكن النظام الإيراني الحالي قادرا على جعل إيران عظيمة مرة أخرى فلم لا يكون هناك تغيير للنظام؟. لكن مسؤولين كبار في إدارة الرئيس دونالد ترامب أكدوا أن الغارات الجوية الأمريكية على مواقع نووية إيرانية ليست تمهيدا لتغيير النظام...
تساءل الرئيس الأمريكي دونالد ترامب يوم الأحد عن إمكانية تغيير النظام في إيران بعد هجمات عسكرية أمريكية على مواقع نووية إيرانية مهمة مطلع هذا الأسبوع.
وكتب ترامب في منشور على منصة تروث سوشيال “ليس من الصواب سياسيا استخدام مصطلح ’تغيير النظام’، لكن إن لم يكن النظام الإيراني الحالي قادرا على جعل إيران عظيمة مرة أخرى فلم لا يكون هناك تغيير للنظام؟”.
لكن مسؤولين كبار في إدارة الرئيس دونالد ترامب أكدوا يوم الأحد أن الغارات الجوية الأمريكية على مواقع نووية إيرانية ليست تمهيدا لتغيير النظام، فيما حثت واشنطن طهران على التخلي عن الرد العسكري واللجوء إلى التفاوض.
ولم تكن عملية “مطرقة منتصف الليل” معروفة إلا لعدد قليل من الأشخاص في واشنطن وفي مقر القيادة العسكرية الأمريكية لعمليات الشرق الأوسط في تامبا بولاية فلوريدا.
وقال رئيس هيئة الأركان المشتركة الأمريكية الجنرال دان كين للصحفيين إن سبع قاذفات من طراز بي-2 حلقت لمدة 18 ساعة من الولايات المتحدة إلى إيران لإسقاط 14 قنبلة خارقة للتحصينات في عملية اتسمت بالخداع التام.
وحذر وزير الدفاع بيت هيجسيث إيران من تنفيذ تهديداتها السابقة بالرد على الولايات المتحدة، وقال إن القوات الأمريكية متأهبة للدفاع عن نفسها.
وقال هيجسيث للصحفيين في البنتاجون “هذه المهمة لم تكن تهدف ولا تتعلق بتغيير النظام”.
وقال نائب الرئيس الأمريكي جيه.دي فانس، في مقابلة أجراها مع قناة إن.بي.سي التلفزيونية إن الولايات المتحدة ليست في حالة حرب مع إيران، بل مع برنامجها النووي.
وأضاف “أعتقد أننا أعدنا برنامجهم إلى الوراء لسنوات طويلة جدا”، مضيفا أن واشنطن “ليست لديها أي مصلحة في نشر قوات برية على الأرض”.
وتدفع هذه العملية الشرق الأوسط إلى شفا حرب جديدة في منطقة مشتعلة بالفعل منذ أكثر من 20 شهرا، مع حربين في غزة ولبنان والإطاحة بحكم بشار الأسد في سوريا.
وتعهدت إيران بالدفاع عن نفسها يوم الأحد، بعد يوم واحد من انضمام الولايات المتحدة إلى إسرائيل في أكبر عمل عسكري غربي ضد البلاد منذ الثورة الإسلامية عام 1979، على الرغم من الدعوات إلى ضبط النفس والعودة إلى الدبلوماسية من جميع أنحاء العالم.
وكان ترامب دعا إيران في وقت سابق إلى عدم الرد وقال إن على الحكومة "أن تصنع السلام الآن" وإلا "ستكون الهجمات المستقبلية أكبر بكثير وأسهل بكثير"
وربما تؤدي محاولة عرقلة إمدادات النفط من الخليج عن طريق إغلاق المضيق إلى ارتفاع أسعار النفط العالمية بشكل كبير والإضرار بالاقتصاد العالمي والدخول في مواجهة مع الأسطول الخامس الضخم للبحرية الأمريكية المتمركز في الخليج.
ووافق البرلمان الإيراني على خطوة إغلاق المضيق الذي تشترك فيه إيران مع سلطنة عمان والإمارات. وقالت قناة (برس تي.في) الإيرانية إن إغلاق المضيق يتطلب موافقة المجلس الأعلى للأمن القومي، وهي هيئة يرأسها شخص عينه الزعيم الأعلى الإيراني آية الله علي خامنئي.
ودعا وزير الخارجية الأمريكي ماركو روبيو الصين إلى تشجيع إيران على عدم إغلاق المضيق، وقال في برنامج على قناة فوكس نيوز إن إغلاق المضيق سيكون "خطأ فادحا".
وأضاف "سيكون انتحارا اقتصاديا لهم إذا فعلوا ذلك. ولدينا خيارات للتعامل مع هذا الأمر، لكن يتعين على دول أخرى النظر في الوضع أيضا. سيضر ذلك باقتصادات دول أخرى بشكل أسوأ بكثير من اقتصادنا".
وتحدث مسؤولون إسرائيليون، بشكل متزايد عن طموحهم للإطاحة بالمؤسسة الدينية الشيعية الحاكمة. وبدأت إسرائيل الأعمال القتالية بهجوم مفاجئ على إيران في 13 يونيو حزيران.
ومن المتوقع أن يجري وزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي محادثات مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين في موسكو يوم الاثنين. ويرتبط الكرملين بشراكة استراتيجية مع إيران، ولكن تربطه أيضا علاقات وثيقة مع إسرائيل.
وفي حديثه في إسطنبول يوم الأحد، قال عراقجي إن بلاده ستنظر في جميع الردود الممكنة ولن تكون هناك عودة إلى الدبلوماسية قبل أن ترد.
المرشد يطلب دعم روسي
بدوره بعث الزعيم الأعلى الإيراني وزير الخارجية إلى موسكو يوم الاثنين لطلب المزيد من المساعدة من الرئيس فلاديمير بوتين بعد أكبر عمل عسكري أمريكي ضد الجمهورية الإسلامية منذ ثورة 1979.
وأصدر الرئيس الأمريكي دونالد ترامب وإسرائيل تلميحات عن اغتيال الزعيم الأعلى آية الله علي خامنئي وتغيير النظام في إيران، وهي خطوة تخشى روسيا أن تغرق الشرق الأوسط في فوضى.
وندد بوتين بالضربات الإسرائيلية لكنه لم يعلق بعد على الهجمات الأمريكية على المواقع النووية الإيرانية، لكنه دعا الأسبوع الماضي إلى ضبط النفس وعرض خدمات موسكو للتوسط في مفاوضات البرنامج النووي.
وقال مصدر كبير لرويترز إن وزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي سيسلم رسالة من خامنئي إلى بوتين، طالبا دعمه.
وذكرت مصادر إيرانية لرويترز أن طهران غير راضية عن الدعم الروسي في الوقت الحالي وتريد من بوتين بذل المزيد من الجهود لمساندتها في مواجهة إسرائيل والولايات المتحدة. ولم تذكر المصادر طبيعة المساعدة التي تريدها طهران.
وأكد الكرملين أن بوتين سيستقبل عراقجي، لكنه لم يحدد جدول أعمال المناقشات.
ونقلت وكالة تاس الرسمية للأنباء عن عراقجي قوله إن إيران وروسيا تنسقان مواقفهما بشأن التصعيد الحالي في الشرق الأوسط.
وعرض بوتين مرارا التوسط بين الولايات المتحدة وإيران، وقال إنه نقل إليهما اقتراحات موسكو لحل النزاع مع ضمان استمرار حصول إيران على الطاقة النووية المدنية.
وأحجم الرئيس الروسي الأسبوع الماضي عن مناقشة اقدام إسرائيل والولايات المتحدة على اغتيال خامنئي.
وقال بوتين إن إسرائيل قدمت لموسكو ضمانات بأن المتخصصين الروس الذين يساعدون في بناء مفاعلين إضافيين في محطة بوشهر للطاقة النووية في إيران لن يتعرضوا لأذى في الغارات الجوية.
وتلعب روسيا، الحليف الوثيق لطهران، دورا في المفاوضات النووية الإيرانية مع الغرب بصفتها عضوا يتمتع بحق النقض (الفيتو) في مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة وإحدى الدول الموقعة على اتفاق نووي سابق انسحب منه ترامب خلال ولايته الأولى عام 2018.
لكن بوتين، الذي دفع بالجيش الروسي في حرب كبرى في أوكرانيا منذ أكثر من ثلاثة سنوات، لم يبد رغبة واضحة في الانخراط في مواجهة مع الولايات المتحدة بشأن إيران، في الوقت الذي يسعى فيه ترامب إلى إصلاح العلاقات مع موسكو.
البحث عن خليفة للزعيم الأعلى
ومع تطور الاحداث يسابق رجال الدين الذين يحكمون إيران الزمن في عملية البحث عن خليفة للزعيم الأعلى الإيراني آية الله علي خامنئي.
قالت خمسة مصادر مطلعة لرويترز إن لجنة من ثلاثة رجال من هيئة دينية عليا عينها خامنئي بنفسه قبل عامين لتحديد من يحل محله، سرّعت وتيرة خططها في الأيام الماضية منذ أن هاجمت إسرائيل إيران وهددت باغتيال الزعيم المخضرم.
ووفقا للمصادر الإيرانية، التي طلبت عدم الكشف عن هويتها لكونها أمورا ذات حساسية بالغة، يتم إطلاع خامنئي (86 عاما) على هذه المناقشات. وقال مسؤول أمني رفيع المستوى إن خامنئي موجود مع أسرته في مكان آمن تحت حراسة قوات خاصة من فيلق ولي الأمر التابع للحرس الثوري.
وأضافت المصادر أن المؤسسة الحاكمة ستسعى سريعا إلى اختيار خليفة لخامنئي في حال مقتله للدلالة على استقرار الأوضاع، بيد أنها أكدت في الوقت ذاته صعوبة التنبؤ بالمسار السياسي اللاحق بالبلاد.
وبحسب أحد المصادر المطلعة المقربة من مكتب خامنئي ومناقشات خلافته، يظل اختيار الزعيم الأعلى الجديد مرهونا بإخلاصه للمبادئ الثورية لمؤسس الجمهورية الإسلامية الراحل آية الله روح الله الخميني.
وقال المصدر إنه في الوقت نفسه يقيم المستوى الأعلى في السلطة أيضا المرشحين لتحديد المرشح الذي يمثل الوجه الأكثر اعتدالا لدرء الهجمات الخارجية والثورات الداخلية.
وقالت المصادر الخمسة المطلعة إن المناقشات ركزت على اثنين باعتبارهما أبرز المرشحين لخلافة خامنئي وهما مجتبى، نجل خامنئي والبالغ من العمر 56 عاما والذي ينظر إليه بوصفه خيارا للسير على نهج والده، ومنافس جديد هو حسن الخميني حفيد مؤسس الثورة الإسلامية.
وأضافت المصادر أن حسن الخميني حليف مقرب من الفصيل الإصلاحي الذي يؤيد تخفيف القيود الاجتماعية والسياسية لكنه يحظى مع ذلك باحترام كبار رجال الدين والحرس الثوري لكونه حفيد مؤسس الثورة.
وقال الخميني البالغ من العمر 53 عاما في رسالة دعم علنية للزعيم الأعلى يوم السبت، قبل ساعات من قصف الولايات المتحدة للمنشآت النووية الإيرانية، "في أي جبهة ترونها ضرورية، سأكون حاضرا بكل فخر" خادما بكل تواضع للشعب الإيراني.
وقالت المصادر الخمسة إن الخميني دخل هذا الشهر دائرة الترشيحات الجادة في ظل الصراع المتصاعد مع إسرائيل والولايات المتحدة لأنه يمكن أن يمثل خيارا أكثر قبولا على الصعيدين الدولي والمحلي بالمقارنة مع مجتبى خامنئي.
لكن المصادر أضافت أنه على النقيض من ذلك يتمسك مجتبى خامنئي بشدة بسياسات والده الذي هو من غلاة المحافظين. ونبهت المصادر إلى أنه لم يتم اتخاذ أي قرار محدد حتى الآن وأن من الممكن أن يتغير المرشحون إذ أن الكلمة الأخيرة ستكون للزعيم الأعلى.
وأضافت المصادر أنه مع استمرار الصراع العسكري، لا يزال من غير الواضح ما إذا كان من الممكن اختيار زعيم أعلى جديد بسهولة أو تنصيبه بشكل آمن أو ما إذا كان بإمكانه تولي مستوى السلطة التي يتمتع بها خامنئي.
وأدت الغارات الإسرائيلية أيضا إلى مقتل عدد من كبار قادة الحرس الثوري الإيراني، مما قد يجعل عملية تسليم السلطة معقدة لأن الحرس يلعب منذ وقت بعيد دورا محوريا في فرض حكم الزعيم الأعلى.
ولم يتسن حتى الآن الحصول على تعليق من مكتب خامنئي ومجلس الخبراء، وهو الهيئة الدينية التي انبثقت منها لجنة الخلافة، للتعليق على الأمر.
وقالت المصادر إن التخطيط لتسليم السلطة في نهاية المطاف قيد الإعداد بالفعل نظرا لتقدم الزعيم الأعلى في العمر ومخاوف تتعلق بصحته. ويهيمن خامنئي على جميع جوانب السياسة الإيرانية منذ عقود.
وتأكدت أهمية سرعة إنجاز مهمة اختيار خليفة لخامنئي في سبتمبر أيلول عندما قتلت إسرائيل الأمين العام لجماعة حزب الله اللبنانية حسن نصر الله، الحليف المقرب لخامنئي. وتسارعت وتيرة التخطيط بشكل كبير هذا الشهر بعد الهجمات الإسرائيلية على مواقع نووية والتي أعقبتها الهجمات الأمريكية مطلع الأسبوع.
وقال الرئيس الأمريكي دونالد ترامب عبر مواقع التواصل الاجتماعي قبل أيام "نعرف بالضبط أين يختبئ من يُسمى ’الزعيم الأعلى’. إنه هدف سهل، لكنه آمن هناك، لن نقتله!، على الأقل ليس في الوقت الراهن"، داعيا إلى استسلام طهران "غير المشروط".
ولم يعلن خامنئي عن أي شخص مفضل لديه لخلافته. وقالت المصادر إنه عارض مرارا خلال مناقشات عن الخلافة في الماضي فكرة أن يتولى ابنه زمام الأمور، وكان يشعر بالقلق من أي اقتراح يعيد إيران إلى نوع الحكم الذي يقوم على التوريث والذي انتهى بالإطاحة بالشاه في عام 1979.
وتم استحداث منصب الزعيم الأعلى بعد الثورة وتكريسه في الدستور ليُمنح أعلى رجل دين سلطة مطلقة في توجيه الرئيس المنتخب والبرلمان.
ويعين مجلس الخبراء الزعيم الأعلى رسميا. ويتكون المجلس من 88 من كبار رجال الدين الذين يتم اختيارهم من خلال انتخابات عامة يجب أن توافق فيها جهة رقابية من غلاة المحافظين متحالفة مع خامنئي على جميع المرشحين.
وقال المحلل السياسي الإيراني المقيم في لندن حسين رسام "سواء نجت الجمهورية الإسلامية أم لا، فستكون مختلفة تماما لأن السياق الذي كانت تعيش فيه تغير بشكل جذري"، موضحا أن حسن الخميني قد يكون قائدا مناسبا يأخذ إيران في اتجاه جديد.
وأضاف "على النظام أن يختار شخصا يسهل الانتقال البطيء".
ومنع مسؤولون من غلاة المحافظين حسن الخميني من الترشح لعضوية مجلس الخبراء في عام 2016 بسبب صلاته الوثيقة بالفصيل الإصلاحي في السياسة الإيرانية والذي اتبع سياسة لم تنجح في فتح إيران على العالم الخارجي في التسعينيات.
وقالت المصادر الخمسة إن من يتولون عملية الاختيار يعلمون أن من المرجح أن يكون حسن الخميني أكثر قبولا لدى الشعب الإيراني من غلاة المحافظين. وحذر حسن العام الماضي من "أزمة زيادة الاستياء الشعبي" بين الإيرانيين بسبب الفقر والحرمان.
وذكرت المصادر أن على النقيض من ذلك تتطابق آراء مجتبى خامنئي مع وجهة نظر والده في كل موضوع رئيسي، من التضييق على المعارضين إلى اتخاذ موقف متشدد من الخصوم الأجانب، وهي صفات يرون أنها خطيرة في ظل تعرض إيران للهجوم.
ويرى متابعو الشأن الإيراني أن مجتبى، وهو رجل دين يُدرس الفقه في معهد ديني بمدينة قم، يتمتع بنفوذ خلف الكواليس باعتباره الشخص الذي يحدد من يمكنه التواصل مع والده رغم أنه لم يشغل منصبا رسميا في الجمهورية الإسلامية.
وفرضت وزارة الخزانة الأمريكية عقوبات على مجتبى في عام 2019، قائلة إنه يمثل الزعيم الأعلى "بصفة رسمية رغم أنه لم ينتخب أو يعين في منصب حكومي" باستثناء العمل في مكتب والده.
وتوفى بالفعل عدد من المرشحين الذين كانوا يعتبرون منذ فترة طويلة خلفاء محتملين لخامنئي.
تُوفي الرئيس السابق هاشمي رفسنجاني في عام 2017، وتُوفي رئيس السلطة القضائية السابق محمود هاشمي شاهرودي بشكل طبيعي في عام 2018، ولقي الرئيس السابق إبراهيم رئيسي حتفه في حادث تحطم طائرة هليكوبتر في عام 2024. وتم تهميش رجل دين كبير آخر هو صادق آملي لاريجاني.
وقالت المصادر الخمسة إن آخرين، مثل عضو مجلس الخبراء آية الله علي رضا أعرافي، لا يزالون في المنافسة لكنهم يأتون بعد مجتبى خامنئي وحسن الخميني.
وذكر علي واعظ مدير المشروع الإيراني في (مجموعة الأزمات الدولية) البحثية أن من المحتمل أيضا اختيار رجل دين أقل شهرة ليكون أداة بيد الحرس الثوري بخلاف المرشحين المعروفين.
وأضاف "من الممكن أن يطرحوا مرشحا لم يسمع به أحد من قبل ولن يمسك فعليا بنفس مقاليد السلطة التي يتمتع بها خامنئي منذ أكثر من 30 عاما الآن".
اضف تعليق