جولته الخليجية لا تعني تهميش إسرائيل. هذا مفيد لإسرائيل. أن يكون لدي علاقة كهذه مع دول الشرق الأوسط، جميعها تقريبا. قال ترامب عن الشرع لديه الإمكانات إنه قائد حقيقي. اللقاء مع الشرع، الذي وصفه بأنه شاب يتمتع بشخصية جذابة وله ماض حافل، كان رائعا. لديه فرصة حقيقية للسيطرة على الأمور...
قال الرئيس الأمريكي دونالد ترامب يوم الثلاثاء إنه سيأمر برفع العقوبات المفروضة على سوريا بناء على طلب من ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان، في تحول كبير للسياسة الأمريكية.
وعقب إعلانه المفاجئ عن رفع جميع العقوبات الأمريكية المفروضة على سوريا التقى الرئيس الأمريكي دونالد ترامب مع نظيره السوري أحمد الشرع في السعودية يوم الأربعاء وحثه على تطبيع العلاقات مع إسرائيل.
وقال ترامب خلال منتدى الاستثمار السعودي الأمريكي بالرياض “سآمر برفع العقوبات عن سوريا لمنحها فرصة للتألق… حان وقت تألقها. سنوقف جميع (العقوبات). حظا سعيدا يا سوريا، أظهري لنا شيئا مميزا للغاية”.
وقال ترامب إنه اتخذ القرار بعد مناقشات مع ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان والرئيس التركي رجب طيب أردوغان اللذين حثّت حكومتاهما بشدة على رفع العقوبات.
يمهد رفع العقوبات الأمريكية التي عزلت سوريا عن النظام المالي العالمي الطريق أمام مشاركة أكبر للمنظمات الإنسانية العاملة في سوريا، مما يسهل الاستثمار والتجارة الخارجية مع إعادة إعمار البلاد.
وجاء هذا القرار المفاجئ على الرغم من الشكوك الإسرائيلية العميقة في إدارة الشرع، وهي مخاوف كانت في البداية لدى بعض المسؤولين الأمريكيين أيضا. ويواصل مسؤولون إسرائيليون الإشارة إلى الشرع بوصفه متشددا إسلاميا على الرغم من أنه قطع علاقاته بتنظيم القاعدة في 2016. ولم ترد الحكومة الإسرائيلية بعد على طلبات للتعقيب.
وقال ترامب إنه سيرفع جميع العقوبات على سوريا، مشيرا إلى أنها أدت دورا مهما لكن حان الوقت لدمشق أن تمضي قدما. وأضاف أنه يجري اتخاذ خطوات لاستعادة العلاقات الطبيعية مع سوريا وأن وزير الخارجية الأمريكي ماركو روبيو سيلتقي بنظيره السوري هذا الأسبوع.
وقال وزير الخارجية السوري أسعد الشيباني لرويترز إن إعلان ترامب يمثل نقطة تحول للشعب السوري في جهوده لإعادة الإعمار.
وأضاف أن سوريا مستعدة لتعزيز علاقاتها مع الولايات المتحدة على أساس الاحترام والثقة المتبادلة والمصالح المشتركة.
وقال إن ترامب ربما يحقق سلاما تاريخا وانتصارا للمصالح الأمريكية في سوريا، دون الخوض في التفاصيل.
وأشاد الرئيس اللبناني جوزاف عون بما وصفه “بالقرار الشجاع” من ترامب، وعبر عن أمله في أن يكون ذلك “خطوة أخرى على طريق استعادة سوريا لعافيتها واستقرارها بما ينعكس خيرا على لبنان وكل منطقتنا وشعوبها”.
وقال أليكس زردن الزميل في مركز الأمن الأمريكي الجديد إن إعلان ترامب من شأنه تخليص سوريا من معضلة العقوبات والقيود على التصدير وتصنيفات الإرهاب التي جعلت اقتصاد سوريا واحدا من أكثر الاقتصادات تكبيلا في العالم، إلى جانب إيران وكوريا الشمالية وكوبا.
وفي عهد الأسد، ظلت سوريا في حالة حرب مع إسرائيل، وكانت تربطها علاقات وثيقة بإيران وروسيا، وعلاقات مضطربة مع الغرب.
ومنذ ديسمبر كانون الأول، يحتل الجيش الإسرائيلي أراض سورية بالقرب من هضبة الجولان التي تحتلها إسرائيل منذ 1967، وينفذ أيضا ضربات جوية في البلاد.
في غضون ذلك، أبدى مسؤولون سوريون انفتاحهم على إفساح المجال لانفراجة في العلاقات، بل وحتى سلام في نهاية المطاف، مع إسرائيل.
ويمثل هذا القرار دفعة قوية للشرع الذي يكافح من أجل إخضاع البلاد لسيطرة حكومة دمشق. وتكشفت تحديات في مارس آذار عندما هاجم موالون للأسد القوات الحكومية، مما أدى إلى هجمات انتقامية قتل فيها مسلحون إسلاميون مئات المدنيين من الأقلية العلوية، مما أثار إدانة أمريكية شديدة.
وظل الشرع لسنوات زعيم الجناح الرسمي لتنظيم القاعدة في الصراع السوري. وانضم أولا إلى القاعدة في العراق، حيث أمضى خمس سنوات في سجن أمريكي. وألغت الولايات المتحدة مكافأة 10 ملايين دولار لمن يدلي بمعلومات تؤدي إلى القبض على الشرع في ديسمبر كانون الأول.
وتتضمن معظم قوانين العقوبات التي أقرها الكونجرس، بما في ذلك حزمة عقوبات صارمة على سوريا أعلنت في 2019، بندا يسمح للرئيس بتعليقها إذا رأى أن في ذلك مصلحة للأمن القومي الأمريكي.
ورحب أعضاء من كلا الحزبين في الولايات المتحدة بهذا الإعلان.
وقالت السناتور الأمريكية جين شاهين، كبيرة الديمقراطيين في لجنة العلاقات الخارجية بمجلس الشيوخ، لصحفيين إن الولايات المتحدة لديها فرصة لدعم سوريا ولبنان. وقالت “من المهم لنا أن نوفر الفرصة لإبقاء تلك الدول تتحرك بطريقة تبقي إيران وروسيا بعيدتين”.
وقال السناتور الجمهوري الأمريكي ليندسي جراهام في بيان إنه “يميل بشدة” لدعم تخفيف العقوبات في ظل الظروف المناسبة.
وأضاف “قد تكون هذه الحكومة التي تم تشكيلها حديثا في سوريا استثمارا جيدا، وقد تمهد الطريق لتوحيد سوريا، وجعلها جزءا مستقرا بالمنطقة. ومع ذلك، هناك الكثير يجب معرفته قبل اتخاذ هذا القرار”.
دمج سوريا في الاقتصاد العالمي
والتقى الرئيس الأمريكي دونالد ترامب مع نظيره السوري أحمد الشرع في السعودية يوم الأربعاء وحثه على تطبيع العلاقات مع إسرائيل، وذلك عقب إعلانه المفاجئ عن رفع جميع العقوبات الأمريكية المفروضة على سوريا التي تديرها حكومة يقودها إسلاميون.
وقبيل قمة بين الولايات المتحدة ودول خليجية، التقى ترامب مع الشرع، الذي بايع ذات يوم تنظيم القاعدة وكان يتزعم جماعة تصفها واشنطن منظمة إرهابية لدى وصوله إلى السلطة.
وقالت المتحدثة باسم البيت الأبيض كارولاين ليفيت عبر منصة إكس إن ترامب حث الشرع على الانضمام إلى الإمارات والبحرين والمغرب في تطبيع العلاقات مع إسرائيل في إطار ما يعرف باسم (اتفاقيات إبراهيم) التي أبرمت بوساطة الولايات المتحدة عام 2020.
ونقل تقرير نشرته صحيفة واشنطن بوست عن ترامب قوله إنه يعتقد أن سوريا ستنضم في مرحلة ما إلى هذه الاتفاقيات.
وأظهرت صور عرضها التلفزيون السعودي الرئيسين وهما يتصافحان بحضور ولي عهد المملكة الأمير محمد بن سلمان.
وهذا اللقاء هو أول اجتماع من نوعه بين رئيس أميركي ونظيره السوري منذ 25 عاما.
وانضم الرئيس التركي رجب طيب إردوغان عبر الإنترنت إلى اللقاء الذي جمع ترامب والشرع بحضور ولي العهد السعودي محمد بن سلمان.
بعد لقائه بالشرع، قال ترامب إن العقوبات المفروضة في عهد الأسد كانت “تسبّب شللا حقا” لسوريا.
وقال ترامب في كلمته أمام قادة دول الخليج “لن يكون الأمر سهلا على أي حال، لذا فهو يمنحهم فرصة جيدة وقوية، وكان لي شرف القيام بذلك”.
كان بيل كلينتون آخر رئيس أميركي يلتقي رئيسا سوريا وحاول في العام 2000 من دون جدوى إقناع حافظ الأسد، والد بشار، بالسلام مع إسرائيل.
بدا إعلان ترامب مفاجئا حتى للمسؤولين الأميركيين، إذ لم تُحدد وزارة الخزانة الأميركية أي جدول زمني فوري لرفع العقوبات.
فرضت الولايات المتحدة قيودا شاملة على المعاملات المالية مع سوريا خلال الحرب الأهلية الدامية التي اندلعت في 2011، وأوضحت أنها ستستخدم العقوبات لمعاقبة أي شخص يشارك في إعادة الإعمار طالما بقي الأسد في السلطة من دون محاسبة على الفظائع التي ارتكبها.
ولم يشر ترامب إلى أن الولايات المتحدة سترفع سوريا من قائمة الدول الراعية للإرهاب، وهو إجراء اتخذ في عام 1979 بسبب دعم دمشق للمسلحين الفلسطينيين، ما يُعيق الاستثمار بشدة.
بعد سقوط الأسد، وضعت واشنطن، برئاسة جو بايدن آنذاك، شروطا لرفع العقوبات، بما في ذلك حماية الأقليات. والتقى مبعوث أميركي كبير الشرع في دمشق في كانون الأول/ديسمبر.
في الأسابيع الأخيرة، شهدت سوريا سلسلة من الهجمات أدت إلى سقوط قتلى، على الأقليتين العلوية، التي تنتمي إليها عائلة الاسد، والدرزية.
وقالت الخبيرة في مركز “الأهرام” للدراسات السياسية والاستراتيجية رابحة سيف علام إنّ رفع العقوبات يعيد دمج سوريا في الاقتصاد العالمي بعد سنوات من العزلة ويتيح التحويلات الدولية من ملايين السوريين الذين فرّوا خلال الحرب.
وصرّحت أنّ “وقف العمل بالعقوبات سيمنح سوريا فرصة حقيقية لاستقبال التمويل اللازم لإنعاش الاقتصاد وفرض سلطة الدولة المركزية وإطلاق مشاريع إعادة الاعمار بدعم خليجي واضح”.
تطبيع العلاقات مع إسرائيل
وخلال اللقاء الذي استمر أكثر بقليل من 30 دقيقة، طلب ترامب من الشرع الانضمام إلى اتفاقات التطبيع مع إسرائيل، ودعاه إلى “ترحيل الإرهابيين الفلسطينيين”، وفق بيان للبيت الأبيض.
واستضافت سوريا خلال حكم عائلة الأسد على مدى عقود الكثير من الفصائل الفلسطينية المناهضة لإسرائيل أبرزها حركتا حماس والجهاد الإسلامي والجبهة الشعبية-القيادة العامة.
وقال الرئيس الأميركي إن الشرع أبدى تجاوبا حيال مسألة التطبيع.
وأردف لصحافيين على متن الطائرة الرئاسية أثناء توجهه من العاصمة السعودية الى الدوحة “قلت له (الشرع): آمل أن تنضموا (إلى الاتفاقات الابراهيمية) بمجرد أن تستقر الأمور، فقال نعم. لكن أمامهم الكثير من العمل”.
وأضاف بيان البيت الأبيض أن ترامب طالب الرئيس السوري الانتقالي بـ”تولي مسؤولية” مراكز احتجاز تنظيم الدولة الإسلامية في شمال شرق سوريا التي تضم آلاف من مقاتلي وأسر التنظيم الجهادي وتديرها راهنا قوات كردية، وهو ما يلاقي معارضة من تركيا.
أثناء وجوده على متن الطائرة الرئاسية “اير فورس وان” في طريقه إلى قطر، أشاد ترامب بالشرع، قائلا إن الاجتماع كان “رائعا”.
وقال للصحافيين إنّه “شاب جذّاب. رجل قوي. ماض قوي. ماض قوي جدا. مقاتل”.
وأصدرت الخارجية السورية بيانا وصفت فيه اللقاء بـ”التاريخي”، من دون أن تأتي على ذكر مسألة التطبيع.
والجولة أحدث تطور يثير الشكوك في إسرائيل تجاه مكانتها ضمن أولويات واشنطن.
وأدى استكشاف الولايات المتحدة إمكانية تطبيع العلاقات مع سوريا، أحد أكبر خصوم إسرائيل، وإجراؤها محادثات نووية مع عدوها الآخر إيران، إلى تهميش رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو وحلفائه اليمينيين المتطرفين في الحكومة.
وتعد إسرائيل البرنامج النووي الإيراني “تهديدا لوجودها” ولا تثق بالشرع، الذي يواصل المسؤولون الإسرائيليون وصفه بالجهادي، رغم قطعه علاقته بتنظيم القاعدة في 2016. ولم يرد مكتب نتنياهو بعد على طلب للتعليق.
وقال ترامب إن جولته الخليجية لا تعني تهميش إسرائيل. وأضاف للصحفيين “هذا مفيد لإسرائيل. أن يكون لدي علاقة كهذه مع تلك الدول، دول الشرق الأوسط، جميعها تقريبا. أعتقد أنه مفيد جدا لإسرائيل”.
قال الرئيس الأمريكي عن الشرع “لديه الإمكانات – إنه قائد حقيقي”.
وأضاف ترامب أن اللقاء مع الشرع، الذي وصفه بأنه شاب يتمتع بشخصية جذابة وله ماض حافل، كان “رائعا”.
وأضاف ترامب “لديه فرصة حقيقية للسيطرة على الأمور”.
وتأمل الولايات المتحدة أيضا أن تنضم السعودية إلى اتفاقيات إبراهيم، لكن المحادثات في هذا الشأن توقفت بعد اندلاع حرب غزة، وتصر المملكة على استحالة التطبيع دون قيام دولة فلسطينية.
وقال ترامب يوم الثلاثاء إن السعودية ستنضم إلى (اتفاقيات إبراهيم) في الوقت الذي تراه مناسبا.
كذلك، التقى ترامب بقادة وممثلين من دول مجلس التعاون الخليجي الست: المملكة العربية السعودية، والإمارات العربية المتحدة، والبحرين، وقطر، والكويت، وسلطنة عمان.
دفعة للحكام الجدد في سوريا
جاء رفع العقوبات على الرغم من وجود شكوك إسرائيلية كبيرة تجاه حكومة الشرع، الذي يواصل المسؤولون الإسرائيليون وصفه بالجهادي، رغم قطعه علاقته بتنظيم القاعدة في 2016. ولم يرد مكتب رئيس الوزراء الإسرائيلي حتى الآن على طلب للتعليق.
ويشكل القرار دفعة قوية للشرع الذي يكابد لبسط سيطرة حكومة دمشق على البلاد بعد الإطاحة بالرئيس السابق بشار الأسد في ديسمبر كانون الأول.
ومن شأن رفع العقوبات الأمريكية، التي عزلت سوريا عن النظام المالي العالمي، أن يمهد الطريق أمام زيادة مشاركة المنظمات الإنسانية، ويسهل الاستثمار والتجارة الخارجية مع إعادة إعمار البلاد بعد الحرب الأهلية.
وقال وزير الخارجية السعودي الأمير فيصل بن فرحان آل سعود في مؤتمر صحفي إن الرياض ستدعم تعافي سوريا الاقتصادي، وإن هناك الكثير من فرص الاستثمار هناك بعد رفع العقوبات.
وتعارض إسرائيل، حليفة الولايات المتحدة، تخفيف العقوبات عن سوريا وصعّدت عملياتها العسكرية هناك منذ الإطاحة بالأسد قائلة إنها لن تتساهل مع وجود الإسلاميين في جنوب سوريا.
واستولت إسرائيل على أراض في جنوب غرب سوريا، وحذرت حكومة دمشق من نشر قوات هناك، ودمرت الكثير من أسلحة الجيش السوري الثقيلة.
وتجلت التحديات التي تواجه الإدارة السورية الجديدة في مارس آذار عندما هاجم مسلحون موالون للأسد قوات تابعة للحكومة مما أدى إلى هجمات انتقامية قتل فيها مسلحون إسلاميون مئات المدنيين من الأقلية العلوية، مما أثار تنديدا شديدا من واشنطن.
وقال ترامب إن جولته بالشرق الأوسط لا تعني تهميش إسرائيل.
والجولة أحدث تطور يثير الشكوك في إسرائيل حيال مكانتها ضمن أولويات واشنطن بينما تمضي الولايات المتحدة قدما في محادثاتها النووية مع إيران. وتعد إسرائيل البرنامج النووي الإيراني “تهديدا لوجودها”.
وقال ترامب للصحفيين “هذا مفيد لإسرائيل. أن يكون لدي علاقة كهذه مع تلك الدول، دول الشرق الأوسط، جميعها تقريبا. أعتقد أنه مفيد جدا لإسرائيل”.
وردا على سؤال على متن طائرة الرئاسة عن تقارير أفادت برغبة الرئيس السوري في بناء برج يحمل اسم ترامب في دمشق، قال الرئيس الأمريكي عن الشرع “لديه الإمكانات – إنه قائد حقيقي”.
وأضاف ترامب أن اللقاء مع الشرع، الذي وصفه بأنه شاب يتمتع بشخصية جذابة وله ماض حافل، كان “رائعا”. وأضاف ترامب “لديه فرصة حقيقية للسيطرة على الأمور”.
وقال وزير الخارجية السوري أسعد الشيباني في بيان يوم الأربعاء إن لقاء ترامب والشرع تضمن نقاشات بخصوص مكافحة الإرهاب والتعاون في القضاء على نفوذ أي جماعات مسلحة تهدد استقرار سوريا، بما في ذلك تنظيم الدولة الإسلامية.
وسيتبع هذا اللقاء اجتماع آخر بين وزير الخارجية السوري ونظيره الأمريكي ماركو روبيو.
فرح سوري
على وقع المفرقعات والتصفيق، احتشد سوريون فرحين في شوارع مدنهم ليل الثلاثاء، لا سيما حلب ودمشق، احتفالا بقرار الرئيس الأميركي دونالد ترامب رفع العقوبات عن بلادهم التي فرضت خلال عهد الرئيس المخلوع بشار الأسد.
في ساحة سعدالله الجابري في وسط مدينة حلب في شمال سوريا، تجمّع العشرات من رجال ونساء وأطفال رافعين العلم السوري الجديد، بينما صفقوا وغنوا فرحا بالقرار الأميركي الذي يعتبرون أنه سينعش اقتصاد بلادهم المنهك بعد نزاع مدمر استمر 14 عاما.
وجال آخرون في سياراتهم مطلقين الزمامير تعبيرا عن سعادتهم بهذه الخطوة التي تأتي بعد أشهر من سقوط الرئيس السابق الأسد.
وقالت زين الجبلي (54 عاما) التي تملك معملا للصابون في حلب بينما وقفت مع المحتفلين في ساحة سعد الله الجابري “سمعت بخبر رفع العقوبات فجئت إلى هنا إلى ساحة سعدالله الجابري التي لها رمزية كبيرة عند شعب حلب وثوار حلب”.
وتضيف “العقوبات كانت مفروضة على الأسد الحمد الله سوريا تحررت، وسيكون لذلك أثر إيجابي للصناعيين وفي دفع عجلة الاقتصادية ودفع الناس للعودة” إلى البلاد.
وأعرب غيث عنبي (26 عاما) وهو مهندس مدني بينما شارك المحتفلين فرحتهم في حلب عن “شعور رائع جدا برفع العقوبات، هذه ثاني فرحة بعد سقوط الأسد”.
وأضاف الشاب “أنا كمهندس أرى أن آثار رفع العقوبات عن الشعب السوري ستكون ايجابية لناحية إعادة الأعمار واعادة بناء البنى التحتية، لا سيما في مدينة حلب وهي مدينة اقتصادية، سيكون هناك ازدهار اقتصادي كبير بالنسبة للشعب السوري على مستوى كل سوريا”.
ومن حلب، قال تقي الدين نجار (63 عاما) بينما شارك في الاحتفالات “رفع العقوبات يخدم الشعب السوري بالدرجة الأولى، العقوبات كانت تضر فقط الشعب السوري ولا تضر النظام السابق”.
في دمشق، تجمّع العشرات خلال الليل في ساحة الأمويين تعبيرا عن سعادتهم بالقرار الأميركي على وقع الموسيقى والمفرقعات.
وقالت هبة قصار(33 عاما) وهي مدرسة لغة انكليزية “الفرحة كبيرة جدا، طبعا سينعكس القرار بشكل إيجابي على البلد كلها، سيعود الإعمار وسيعود المهجرون، والأسعار سوف تتراجع”.
ويشاطرها أحمد أسما (34 عاما) هذا الأمل. ويقول الرجل بينما كان يقود سيارته في ساحة الأمويين “الحمد الله رفعت عنا العقوبات لكي نتمكن من أن نعيش كما كنا في السابق، وأفضل، نتمنى أن تكون هذه بداية مرحلة جديدة لسوريا”.
اضف تعليق