q
{ }

نظم مركز الفرات للتنمية والدراسات الاستراتيجية ندوته الحوارية الموسومة (الوجود الامريكي ومستقبل العلاقات العراقية-الامريكية)، يوم السبت الموافق 20 كانون الثاني 2018 في قاعة نقابة المعلمين فرع كربلاء المقدسة، حضر الندوة اعضاء في البرلمان العراقي والحكومة المحلية وأكاديميون وباحثون ومهتمّون بالشأن العراقي وعدد من الصُحفيين والإعلاميين.

 ترأس الندوة الحوارية الدكتور خالد عليوي العرداوي مدير مركز الفرات للتنمية والدراسات الاستراتيجية، حيث أشار "الى أن المركز طالما حرص على عقد الندوات الحوارية الشهرية التي تمس الشأن العراقي والدولي وحسب اهمية القضايا المطروحة، لذا يتحتم علينا اليوم إن نخوض في حقيقة التواجد العسكري الامريكي في العراق ومستقبل العلاقات العراقية - الامريكية، خصوصا والكل يعرف أن هذا الملف هو من اسخن الملفات حاليا في عراق ما بعد داعش، فكان لتواجد القوات الاجنبية في الارض العراقية ذريعة مهمة وهي محاربة الارهاب، فأما الان وقد انهزمت تنظيمات داعش الارهابية واصبح البلد يتمتع بسيادته الكاملة على كامل أراضيه".

يضيف العرداوي " لذا بدأت تثار قضية تواجد القوات الاجنبية ليس فقط القوات الامريكية، وعلى هذا الاساس اخذ الأمر يطرح بحدة في الاروقة السياسية، والقواعد التي تحكم العلاقات بين الولايات المتحدة والعراق، وطبعا هذا التواجد هو جزء لا يتجزأ من تواجد هذا القوات في منطقة الشرق الاوسط. فاليوم نلاحظ الجارة سوريا ايضا تثار فيها قضية التواجد الاجنبي، خصوصا وأن هناك حديث عن مجلس لحلفاء سوريا وبالتالي البعض قال بأن العام (2018) هو عام الحروب الكبرى، هذه الاسئلة حول كيف سيتم التعامل مع هذا الملف، وكيف سيؤثر على العلاقات العراقية -الامريكية، وكيف يرتبط هذا الملف في المصلحة العراقية العليا".

عوامل ومعطيات التواجد العسكري الاميركي

وللإجابة عن كل تلك الاستفسارات والتساؤلات الملحة استضاف مركز الفرات للتنمية والدراسات الاستراتيجية اثنين من المختصين في هذا الشأن الا وهما كلا من الدكتور هشام الهاشمي المحلل الاستراتيجي والخبير الامني، والدكتور ايلاف راجح هادي رئيس قسم الدراسات والتخطيط في دائرة التخطيط السياسي وزارة الخارجية العراقية.

اشار الدكتور هشام الهاشمي الى حيثيات وتفاصيل ما جاء في ورقته البحثية التي تحمل عنوان (عوامل ومعطيات التواجد العسكري الاميركي في العراق وسوريا وطبيعته). واكد أن الولايات المتحدة الامريكية وفي العام (2011) قررت أن لا تعود إلى العراق بتلك الكثافة العددية والتواجد العسكري، وكان تعرف آنذاك باستراتيجية اوباما حيث تتوخى تحقيق الاستقرار في العراق، وأن يكون هناك بالمقابل دعم سياسي ودبلوماسي للعراق بعيدا عن الدعم العسكري والاقتصادي بشكل مباشر، وايضا استعدت لاستبدال حكومة السيد نوري المالكي وعملوا على مواجهة الآلية الاعلامية باتجاهه باعتباره قد ساهم في تعجيل خروجهم من العراق".

"وبدأت هذه السياسة وكان لأوباما خطابات بهذا الخصوص حيث وصف ما يجري في العراق في العام(2014)، بانه ليس قتال بين جماعة ارهابية والحكومة العراقية وانما ما يحصل هو عبارة عن انتفاضة سنية ومجالس عشائرية بالضد من حكومة بغداد التي اسماها مستبدة آنذاك ومتسلطة مع ان داعش على مشارف اربيل في (8/اب 2014). ومن ثم اعلن اوباما وبطلب من الحكومة العراقية، في ذلك الوقت اعلن ما يعرف بالتحالف الدولي والذي استقر رسميا في(23/ايلول/2014)، فتحالف العراق بدأ من (ايلول/2014) إلى (اذار/2015) كعضو مراقب وفاعل من منظومة التحالف الدولي، وكان بدايته ب(64) دولة لها تواجد عسكري واخرى تقدم الدعم اللوجستي والمادي".

واضاف "ان هذه الخطوة ساعدت العراق بشكل كبير، علما أن الاستراتيجية الامريكية التي اعلنتها في(2015) كانت مبنية على اربعة خطوات لمكافحة التطرف العنيف في العراق وسوريا، الخطوة الاولى هي مكافحة تنظيم داعش وجبهة النصرة عسكرياً ومن ثمة شمول فصيل اخرى وهو مجموعة الخرساني، وتلك المجموعة قادمة من افغانستان إلى العراق وفي حينها كانوا يصرون على قتل (محسن الفضلي) كويتي الجنسية، ايضا مكافحة هذا التنظيم اعلامياً واسسوا لهذا ما تعرف ( بغرفة الكويت) لمكافحة اعلام تنظيم داعش والقاعدة، وكذلك مكافحة هذا التنظيم عبر تجفيف منابع تمويله وكانت (غرفة روما) تهتم بهذا الموضوع، وايضا العراق هو جزء من هذا الغرفة وجزء فاعل، والخطوة الاخرى هي منع تدفق ما يسمى بالمهاجرين باتجاه العراق وسوريا".

"عسكريا أعلن العراق النصر على تنظيم داعش، وهنا معنى النصر العسكري اذ لم يعد وجود بناية أو وحدة ادارية حكومية أو سكنية يرفع عليها تنظيم داعش رايته عليها في العراق، ولكن هل تم فعلا القضاء على التنظيم من حيث الفكر والهيئات الشرعية، والادارة، والهيكل البديل او دولة الظل؟ وهذا ما صرح به السيد رئيس الوزراء العراقي في اعلان النصر وقال إن الحرب القادمة هي حرب المعلومات والاستخبارات. اما ما يخص الولايات المتحدة فقدت اكدت انه الى الان النصر العسكري لم يتم بشكل حاسم، لذلك هي تؤسس اليوم إلى استراتيجية جديدة، فضلا عن ذلك لم يتوقف التمويل الوارد الى الجماعات الارهابية لم يتحقق منه الا ما نسبته (10%)، وبالتالي لم تجفف منابع تمويل الارهاب".

كما اكد "ان داعش حصل على الاموال في الغرب العراقي والشرق السوري، خصوصا وأن تلك الاموال حصل عليها من سرقة الاثار ومخازن الحبوب واتاوات ومصارف تم الاستيلاء عليها، بالتالي مجموع ما تم سرقته من اموال يقدر (بمليارين دولار) وهذا المبلغ لم ينفق منه في عملياته القتالية. وتشير التقديرات الى أنه استثمر بعضها في داخل العراق وسوريا والبعض الاخر استثمرها في الخارج، فبالنتيجة ارباح هذه الاموال توفر له غطاء من اجل أن يقوم بعملياته الارهابية. اما بالنسبة لملف تدفق المهاجرين داعش والتي اكد عليها (ابو محمد العدناني) الناطق باسم تنظيم داعش، والذي قتل في منطقة الباب في الرقة نهاية عام (2016)، لكنه قبل هزيمتهم في الفلوجة كان لديه خطاب ينظم استراتيجية هذا التنظيم المتطرف للأعوام القادمة وكان يدعو إلى أن تكون الهجرة عكسية".

اشار الهاشمي الى "ان هناك (31) الف ارهابي قتل منهم بحسب الاستخبارات الدولية (18) الف وبقى (13) الف ارهابي، طلب منهم أن يعودوا إلى اوروبا ويعملوا على شكل (ذئاب منفردة)، لذا فأن الارهابي الداعش الاوروبي الناطق باللغات الاوربية غالبا ما يكون يحمل شهادة ومنتفع من المعرفة والتمدن والحضارة الاوروبية، وعندما التحق بداعش استفاد امنيا وعسكريا ومعلوماتيا بالإضافة إلى ذلك ترسخت لديه عقائد التطرف، فبالتالي كل عنصر من هؤلاء ممكن أن يصنع تنظيما قد يكون بمثل تنظيمات ابو بكر البغدادي او الزرقاوي بل ربما اشد تطرفا".

"وهذا الموضوع بدأ يرهق اوروبا بشكل كبير وهم يعتقدون بأنهم لم ينجحوا في هذا الملف، بريطانيا مثلا تمتلك معلومات تفيد بانه من أصل (3000) ناطق بالإنكليزية من عناصر تنظيم داعش ويحمل الجنسية عاد منهم (1000) فقط وهذا يمثل تهديد كبير. كذلك لم ينجحوا اعلاميا خصوصا وانهم إلى الان لم يستطيعوا السيطرة على مواقع التواصل الاجتماعي والتي تتحفظ على الخصوصيات وهي لا تسمح للأجهزة المعلوماتية والاستخباراتية أن تطلع على البيانات الشخصية لهؤلاء الارهابية وهذه مشكلة كبيرة بين الفيس والتوتير واليوتيوب والتيلغرام، وهذه مشكلة كبيرة خصوصا وأن هذا التنظيم المتطرف كان يجذب عنصره وبنسبة (68%) من هذه المواقع".

ويضيف ايضا "بالتالي الخطر ليس من المسجد أو الاسرة أو الاصدقاء فالخطر كل الخطر من شركات التواصل الاجتماعي وهي غير متعاونة، وحتى موقع اليوتيوب الذي اتخذ قرار عدم ترك منشور لهذا التنظيم لمدة معينة، ولكن (24) ساعة هي كافية لغسيل دماغ بالتالي حتى هذا الملف لم يتحقق النجاح ومعالجته بالشكل المطلوب. ايضا موضوع ايرادات التنظيم من الاموال لم يحل منه الشيء الكثير عدا أن الخزانة الامريكية ووزارة المال البريطانية ودوائر الامن العراقية، استطاعت أن توقف ثلاثة محال للصيرفة فقط، عمليات بغداد في احدى الجولات التفتيشية عثرت على وثائق تدل على أنه في حزم بغداد هناك (200) من اصل (1000) حوض من احواض تربية الاسماك تعود ارباحها إلى داعش، وهذا مما يؤكد حقيقة أن العدو كان يستثمر في الداخل".

"اليوم الولايات المتحدة الامريكية تريد أن تضع استراتيجية جديدة بالنسبة للعراق وسوريا وبالتالي ستكون لها نتائج معقدة وغير شفافة. اولا الولايات المتحدة الامريكية تقول لا عودة لمناطق متنازع عليها لإدارة احادية وبالتالي هناك ادارة مشتركة. بالنسبة لسوريا حوض الفرات المتوسطة وهي تمثل ثلث سوريا والتي فيها (80%) من نفط سوريا، ايضا هي لا تخضع لإدارة حكومة سوريا الاتفاق مع روسيا، المشكلة الان بتواجد التشكيلات الموالية لإيران في سوريا. كذلك سوف تتصدى واشنطن في المنطقة الغربية من العراق لما يسمى (بإعادة الاستثمار) بسبب الفساد الموجود. كما تريد الولايات المتحدة ان تكون قوات الحشد الشعبي وقوات سوريا الديمقراطية اكثر تمثيلا للمناطق المحلية، وعدا ذلك سيتم التعامل معها على انها عدو، بالتالي هم ملتزمين بحقيقة تمكين الاستقرار في العراق وسوريا ولكن بنهاية مفتوحة ".

ويرى الهاشمي " ان هذا المعنى بالتأكيد لن يقف عند حد الـ (5000) الالاف مقاتل في العراق و(3400) الالاف مقاتل في سوريا، وربما تبدأ الزيادات، كما ان العراق وافق على ما يعرف (بالعمليات الخاصة الاحادية في العراق). وواقعا العراق وافق على (200) عنصر قابل للزيادة بحسب منشور وزارة الدفاع الامريكية، ايضا سوف تكثف امريكا تواجدها العسكري داخل مؤسساتها الدبلوماسية وهذه اضافة لا يستطيع العراق منعها ولا سوريا. النقطة الاخيرة أن امريكا تسمى استراتيجيتها القادمة من (2018/2022) بـ (واجب الوقت)، وبالتالي هذه التسمية تعني الكثير للولايات المتحدة الامريكية خصوصا وأنها تعني (14) سنة في العراق (6) في سوريا. والان اصبح التعامل الجدي مع تركيا من جانب وايران من جانب اخر، فهم وضحوا انهم لايريدون تواجد لايران وحلفائها في المنطقة الغربية من العراق والمنطقة الشرقية من سوريا. وعدا ذلك ليست لديهم مشكلة في تواجد ايران في شرق العراق او في غرب سوريا".

"الولايات المتحدة الامريكية ليست لديها قاعدة احادية في العراق، وجودها في (9) قواعد ومعسكرات مشتركة مع القوات العراقية، فإلى الان لا توجد اي قاعدة عسكرية خاصة بالولايات المتحدة الامريكية".

مستقبل العلاقات وتصاعد حالة الانقسام الاقليمي

من جهته وضح الدكتور ايلاف راجح هادي ما جاء في ورقته البحثية الموسومة (مستقبل العلاقات العراقية الاميركية) واكد أن توقيت هذه الندوة مهم جدا ولعدة اسباب، اولا تصاعد حالة الخلاف والانقسام الاقليمي، وايضا تصاعد حدة الصراع في ظل الازمات القائمة، وثالثا قرب موعد الانتخابات التشريعية في العراق. وتعد هذ الملف (التواجد العسكري الاميركي) واحد من اهم الملفات التي من الممكن أن تؤثر على شكل ومستقبل العلاقات العراقية الامريكية، فضلا عن ذلك، لابد أن نعرج على الادراك الاستراتيجي الامريكي للعراق، وكيف يجد صانع القرار الامريكي العراق، وما هي المواقف الامريكية الاخيرة من العراق؟".

ويجيب "اولا: كثير هي المشاكل التي يعاني منها صانع القرار الامريكي فيما يخص العراق، ولكن بعد أزمة داعش وجدنا أن هنالك موقفين رئيسيين امريكيين اتجاه العراق، الاول: يتعلق بالتحالف الدولي على الارهاب، أي أن الولايات المتحدة وقفت بجميع امكانياتها من اجل ايقاف مد داعش الارهابي في المدن العراقية. هذه الخطوات الامريكية جاءت بعد قناعات الرئيس الامريكي بأن الولايات المتحدة أمام حرب أهلية، ولكن بعد صدور التقرير الاستراتيجي الامريكي بعد مدة اقتنع صانع القرار الاميركي، انه يجب أن تتحرك الولايات المتحدة لتغيير الواقع في العراق. المواقف الثاني، هو الموقف الامريكي من استفتاء اقليم كردستان ايلول 2017، وكان الموقف واضح للحفاظ على عراق موحد، ولكن لماذا غيرت امريكا من سياستها رغم أن ادراكها ثابت؟".

"الإدارة الامريكية ترى في العراق مشكلة وازمة وليست حل، وان موقف الحكومة العراقية قد تغير نوعا ما تجاه الادارة الامريكية والسياسية الامريكية، فنلاحظ بعد (ايلول/2014) ووصول حكومة جديدة للعراق تمكنت من أن تؤسس لسياسة خارجية متوازنة بين جميع الاطراف، دون الدخول في محور دون اخر، دفع الادارة الامريكية الى أن تنجذب نحو الحكومة الجديدة وتجد معها نقاط مشتركة، وهنا يبرز سؤال هل توجد مصلحة امريكية في العراق؟، وكيف ستترجم هذه المصلحة هل على شكل وجود عسكري دائم، اما على شكل علاقات تعاونية قائمة على الثقة المتبادلة ما بين الطرفين؟".

"للاجابة عن تلك التساؤلات لابد أن نعود إلى تاريخ العلاقات الامريكية -العراقية، فنجد منذ عام (1979) ولغاية (2011) السياسة الامريكية لم تبنى على اساس استراتيجي خاص بالعراق، وانما سياسة قائمة على ما يمكن أن يقوم به العراق أو كيف يمكن أن يؤثر العراق على توازن المنطقة. لذا نلاحظ من (1979) ولغاية (1990) كانت تسعى الادارة الامريكية الى أن تكون قريبة من العراق، فكانت تدعم سياسات (صدام حسين) على الرغم من الكتابات التي يطرحها بعض المستشارين الامريكان، فكانوا يجدون في (صدام حسين) خطر حقيقي على المصالح الامريكية وعلى المنطقة".

 "ولكن الادارة الامريكية عملت باتجاه دعمه خاصة في الحرب العراقية الايرانية ولمدة ثمان سنوات. ومع هذا وبعد انتهاء الحرب العراقية الايرانية استمرت الولايات المتحدة الامريكية بدعم (صدام حسين)، ومع وجود مشاريع استراتيجية أحدهما هو نقل الطاقة من العراق وعبر ميناء حيفا إلى اوروبا، كان استراتيجي ومهم تسعى من خلاله الولايات المتحدة إلى تحييد العراق وجعله في خانة المصالح الاستراتيجية. السؤال هنا لماذا دعمت الولايات المتحدة (صدام حسين) على الرغم من انها على قناعة بان (صدام) ديكتاتوري وخطر؟ والاجابة لان(صدام) يمثل مصد للمصالح الايرانية من جهة ومن جهة اخرى (صدام حسين) ليس شيعيا" وفقا لرأي الباحث.

واضاف " ان هذه مهمة جدا للولايات المتحدة وهي منذ السبعينيات وإلى الان تدعم الحلفاء السنة في المنطقة ولم تتغير حتى بعد ازمة داعش. واليوم لو نقرأ الكتابات التي تطرحها الاستراتيجية الامريكية حيث يجدون وعلى الرغم من انهم يتحدثون عن مخاطر الارهاب الوهابي او السني، ولكن الادارة الامريكية ما زالت مستمرة في دعم حلفائها السنة وهم السعودية وتركيا. ففي(1990) وحينما دخلت القوات الامريكية إلى العراق وانسحبت بسبب عدم قناعة الرئيس الامريكي في ذلك الوقت بوجود بديل (لصدام حسين)، ممكن أن يضبط الاوضاع في العراق وأن يحافظ على عراق موحد لمواجهة أي خطر ايراني قادم، لذلك حافظوا على (صدام حسين) طيلة عشر سنوات وخلال محاولتين فاشلتين للانقلاب من خلال المعارضة العراقي".

"بعد(2003) تغيرت هذه القناعة لدى الولايات المتحدة واسست مجلس الحكم وطبعا باختلاف المدرك الاستراتيجي (لبوش الابن عن بوش الاب وكلنتون)، بدأت الولايات المتحدة بأجندة استراتيجية شاملة للشرق الاوسط ككل وليس للعراق فقط، اي بمعنى أن الحرب الامريكية في العراق لم تكن حرباً ضد (صدام حسين) او حرب ضد اسلحة الدمار الشامل المحتملة في العراق، وانما هي كانت حربا لتغير واقع المنطقة ولجعل المنطقة أكثر استقرارا".

"ما حدث في العراق بعد(2003) اثر على قناعة صانع القرار الامريكي، وبالتالي هو توصل إلى قناعات تقول بأن المجتمع العراقي مجتمع صعب، وأن امريكا غير قادرة على ان تمرر جميع مشاريعها في العراق، وحتى جاءت سنة (2014) وازمة داعش في العراق وتأسس الحشد الشعبي، هنا اصبح مفترق طرق امام صانع القرار الامريكية فأما أن يترك الحكومة العراقية تماماً ويبدأ العمل مع اطراف محليين في محافظات معينة ويترك الوسط والجنوب، أو انه يترك الحكومة العراقية على أمل أن تغير سلوكها الخارجي، لذلك البعض تكلم عن تقسيم العراق ولكن الموقف الامريكي لم يكن بهذه الصورة".

"بل هو مع دعم عراق موحد واوصى الدول الاخرى على دعم العراق، وهذا جاء بعد أن اعلنت حكومة السيد العبادي من خلال بعض القرارات التي من الممكن أن تلتقي معها الادارة الامريكية. لذا من المهم في هذا التوقيت بالذات أن نعرج على الازمات التي تؤثر على سير ومستقبل العلاقات العراقية الامريكية، منها على سبيل المثال الازمة السورية فمن غير الممكن الولايات المتحدة الامريكية تهمل الدور العراقي في هذه الازمة ولعدة معطيات، منها ما يتعلق بجيو استراتيجية العراق فالواقع الجغرافي الذي يفصل ما بين ايران وتركيا وسوريا من الشمال، وبسبب وجود معطيات كثيرة منها القضية الكردية".

"فتركيا اليوم على خلاف بسبب هذا الازمة وما نتج عن الدعم الامريكي للأكراد في سوريا، ولذلك الوجود الامريكي في العراق ضروري ومهم للاستراتيجية الامريكية في المنطقة. فاذا ما ارادت الولايات المتحدة قطع الطريق على ايران وعلى التحالف الرباعي، فلابد من تعزيز وجودها في العراق وهذا ما حدث. فالسعودية حينما اسست التحالف الاسلامي كانت تهدف للضغط على العراق، وكانت هناك مساعي لوقف التحالف الرباعي بين سوريا وايران وروسيا والعراق، ولكن الحكومة العراقية استطاعت أن تمسك العصى من المنتصف، وأن تحافظ على علاقات متوازنة مع كلا من التحالف الثلاثي سوريا روسيا وايران، وتمكنت في الوقت ذاتها أن تقيم علاقات متينة مع التحالف الدولي ضد الارهاب".

وأضاف "ان الأزمة في سوريا في (2018) ممكن أن تشهد منعرجات خطيرة أو ممكن أن تشهد انفراج. من وجهة نظري أن الازمة السورية في طريقها إلى الحل، والسبب هنا لان الازمة في شرق اوكرانيا في تصاعد، وعندها كلما تصاعدت الازمة في شرق اوكرانيا ستكون المصالح الاستراتيجية لحلفاء امريكا وهم الناتو والاتحاد الاوربي في خطر، وتحتاج امريكا الى أن تجد منطقة لتوزيع الخطر على الخارطة الدولية. وبالتالي هي ستحاول أن تجد مشتركات مع روسيا خصوصا وأن في اذار القادم انتخابات في روسيا، ومن المحتمل أن يفوز بوتن بولاية رابعة وهذه مهمة جدا للإدارة الامريكية. المسالة الاخرى هي وجود حل في سوريا بالاتفاق مع روسيا قد يؤثر على العلاقات الروسية الايرانية، وتدرك الولايات المتحدة بانها لن تستطيع ان تستميل روسيا من دون اعطاءها الضوء الاخضر في سوريا ".

"الازمة اليمنية هي بعيده عن موضوع سوريا ولكن الولايات المتحدة الامريكية ستصعد من دورها في الازمة اليمنية، وذلك في محاولة منها لتضييق الخناق على الحوثيين أو ايران. وبالضرورة هي ستحاول أن تعزز من التحالف الاسلامي بقيادة السعودية، وربما قد تدخل الولايات المتحدة بشكل أو باخر بهذا التحالف من خلال توفير الدعم اللوجستي أو العسكري. اما مايخص الخلاف السعودي القطري الولايات المتحدة الامريكية تدرك تماما، انه في الآونة الاخيرة وبسبب ازمة داعش وبسبب فشل حلفائها، ونحن هنا نتحدث عن ادارتين(اوباما وترامب) خصوصا وان وجهات نظر الطرفين تختلف في كيفية ادارة العالم والمنطقة، اوباما يؤمن بالشراكة اما ترامب يؤمن بالهيمنة".

" منذ بداية الازمة السورية وعدم قدرة حلفاء امريكا في المنطقة وهما تركيا والسعودية في أن يكون لهم موقف واحد من الازمة السورية. كما اصبحت هناك مشاكل بين هذه الدول، لذلك اليوم بعض صناع القرار في الولايات المتحدة يبحثون عن موطئ قدم عسكري ويرشحون كردستان لهذا الدور. فالولايات المتحدة لن تهمل قطر ولن تهمل السعودية ولكن تحتاج إلى حليف موثوق فيه، فقطر اليوم على سبيل المثال تحاول أن تحافظ على علاقاتها مع ايران، بالتالي امريكا تدرك بأن المكون الذي يقف معها للأخير هم الكرد، ايضا تركيا تطمح أن يكون لها دور خارج الاطار الامريكي".

"وهذا مما يضع العراق امام مشاهد معينة فأما أن يكون له دور واضح في الاستراتيجية الامريكية، أو أن يكون له دور متوازن ويمسك العصى من المنتصف عبر علاقات مع تركيا والسعودية وسوريا وايران والولايات المتحدة.

المسالة المهمة الثالثة هي دور ايران وحزب الله، امريكا تدرك أن المنطقة تمر بأزمة دولة وصعود مكونات ذات دور خطير في المنطقة وهي عابرة للحدود، ممكن أن تعيد تشكيل خارطة المنطقة. فما حدث مع ازمة داعش هو درس كبير للولايات المتحدة وللمنطقة ككل، فبعض الكتاب يعتقدون أن داعش هي صنيعة امريكية لكني اعتقد بانها توظيف امريكي، فالولايات المتحدة وضفت داعش بعد تشكلها".

"بالتالي أن الولايات المتحدة تدرك بأن خارطة المنطقة في ازمة فأما تتدخل بصورة مباشرة وتحاول أن تسيّر التغيير الذي يحدث وفق اهدافها، أو تتدخل بصورة غير مباشرة وحينها اسرائيل ستكون في خطر. التغيير في ايران وفي سوريا في هذه المرحلة صعب جدا لذلك تدرك الولايات المتحدة أن المنطقة التي تتدخل فيها هي العراق، لذا فان تدخلها بالحد الغير المسموح به قد يؤدي إلى تقسيم العراق وايضا التدخل غير الكبير قد يُخرج العراق من دائرة النفوذ الامريكي. لذلك وجودها العسكري الدائمي ضروري ولكن بما يحقق عراق موحد. الولايات المتحدة اليوم تدعم نظام فدرالي قوي في العراق وهذا النظام الفدرالي الوظيفي يتيح للحكومة وللفدراليات حرية الحركة وحرية استقبال القواعد من دون مشاكل حقيقية مع الحكومة المركزية".

"المسألة الاخيرة هي نتائج الانتخابات في العراق، فاذا ما صعد الحشد الشعبي وفاز بالانتخابات فالعراق سيمر بتحدي كبير مع العالم الخارجي، خاصة وأن العالم ينظر للحشد الشعبي بعين الريبة، خاصة واني اجريت دراستين الاولى حول ما تم اصداره في مراكز الدراسات العالمية ودراسة اخرى عن ما يتناوله الاعلام الغربي والعالمي عن الحشد الشعبي، بالتالي وجدت أن الادراك السلبي هو اكبر من الادراك الايجابي. لو الولايات المتحدة تنظر بخشية اذا ما تحالف الحشد الشعبي مع حزب الله وستكون مصالح العالم الغربي في خطر. لذلك الحكومة العراقية ستكون امام تحدي كبير بعد الانتخابات التشريعية، والتي من المرجح جدا أن يحصد الحشد الشعبي فيها عدد كبير من الاصوات وهذا ما يجعله طرف قوي في التوازنات السياسية داخل العراق".

"الادارة الامريكية تدرك هذا الشيء لذلك بدأت تغير من خطابها تجاه الحشد الشعبي. فبعد أن كانت تطالب بحله تماما، تجد وزارة الخارجية الامريكية بالحشد الشعبي المتفق مع العبادي في هذه المرحلة فرصه للتأثير في المنطقة ولكن شريطة أن لا يكون دوره خارج العراق، اما ترامب يجد في الحشد الشعبي خطر كبير وهو يحاول أن يتدخل عسكريا في العراق، خصوصا وان استراتيجية الامن القومي الامريكي تقسم المنطقة إلى منطقة ضغط وتدخل وكلاهما ينطبق في العراق، فمنطقة الضغط على ايران ومنطقة التدخل في العراق موجودة، طبعا حالة الاستقطابآت الدولية روسيا فرنسا الصين هي ايضا تحاول التدخل في العراق".

 "ايضا ملف مكافحة الارهاب هو ملف مهم جدا امام العلاقات العراقية الامريكية، وذلك لان وجهات النظر تختلف حول مكافحة الارهاب. الخطر سيختلف بعد داعش والاليات التي ستجدها الولايات المتحدة قد لا تتفق معها الحكومة العراقية من ضمنها التحالف الاسلامي. يحاول العراق أن يستمر مع التحالف الدولي لأنه يوفر للعراق التدريب التسليح والمعلومات اللوجستية. اما موضوع أن يكون العراق ساحة للجهات الخارجية هذا مرفوض من قبل الحكومة العراقية، وتحاول الولايات المتحدة ومن خلال التحالفات المحيطة بالعراق أن تؤثر على الحكومة العراقية".

"ختاما نستنتج وفيما لو استمر ترامب في ادارته الحالية أو تمكن من الحصول على دورة ثانية، بالتالي ستزيد التحديات على الحكومة العراقية وحينها اذا لم نستطيع احتواء تطورات العملية السياسية في العراق، وأن الحكومة القادمة، وفي حال انها لم تكن قادرة على تبني سياسة خارجية توازنة من جميع الاطراف، وتبتعد نوعا ما عن اي دور ينحاز الى جهة دون اخرى، فقد يكون العراق في خطر كبير".

 المداخلات

 - فردوس العوادي، عضو البرلمان العراقي "تسأل عن المليشيات التي تدعمها ايران في سوريا، ايضا موضوع الحشد الشعبي وحصره في المناطق الخاصة بكل محافظة هو يمثل نفس قانون الحرس الوطني الذي رفضه البرلمان. كما ترى أن الولايات المتحدة لم تقف بالضد من داعش بل على العكس كانت تدعمها علما أن داعش هي صنيعة امريكية، بالتالي أن المنطقة كلها تدور في فلك اقامة الشرق الاوسط الجديد".

- احمد جويد، مدير مركز آدم للدفاع عن الحقوق والحريات "يرى أن صانع القرار الامريكي أدرك أن خروج القوات الامريكية كان خطأ استراتيجيا، بالتالي لابد أن تعود تلك القوات للمنطقة التي ضحى من اجلها بالمال والرجال، لذا فإن قضية الارهاب هي ذريعة للتدخل في العراق مرة اخرى. وأسأل هنا عن الحجم الفعلي للقوات الامريكية الان في العراق؟ وهل تخضع هذه القوات للقوانين العراقية ام للقوانين الامريكية في حال ارتكاب انتهاك لحقوق الانسان؟ وهل يستطيع صانع القرار العراقي التخلي عن التحالف مع الجانب الامريكي إذا ما حاولت الولايات المتحدة الانتقاص من سيادة العراق والتدخل في شؤونه".

-الاستاذ الدكتور منير الدعمي، استاذ في جامعة كربلاء ونقيب الاكاديميين في كربلاء يسأل "هل تجد الادارة الامريكية في شخص السيد العبادي حليف استراتيجي للمرحلة القادمة؟ وهل السياسة الامريكية ستكون اكثر وضوحا خاصة بعد اعلان نتائج الانتخابات؟ ومع تزايد التواجد الامريكي في العراق هل سنشهد تصادم امريكي عراقي؟ ".

- الدكتور خالد مرعي، نقيب معلمي كربلاء "يجد أن الاعلام الشيعي دائما ما يركز على الوجود الامريكي في العراق، مع العلم الكل يعلم أكثر من (95%) من دول العالم يوجد فيها قواعد امريكية، وبالتالي كأنما الوجود الامريكي في العراق أصبح عار، وعندها من الممكن أن يكون الفرد الشيعي غير مدرك وهو لا يستطيع رسم سياسة تمثل مصالحه، أو هو يريد أن يعزز مصالح دول غير العراق. والشيء الاخر ان الوجود الامريكي هو من حقق وحدة العراق وهو من أجهض مخططات داعش في العراق، ايضا داعش ربما تكون صنيعة ايران وربما تكون صنيعة تركية وحتى ربما عراقية، بالإضافة إلى ذلك فإن داعش كشفت لنا زيف السلطة في العراق وزيف المؤسسة العسكرية".

- السيد فاضل الحكيم، اعلامي " يسأل عن من يتخذ القرار الامريكي هل هو الرئيس الامريكي ام هيئة المستشارين".

- السيد علي هادي، مدير مديرية شهداء كربلاء المقدسة "يدعو إلى تكوين حلقات فكرية للرد على كل الاشاعات المغرضة، والتي تحاول ان تفشل هذه الانتصارات بطريقة أو بأخرى".

- الشيخ مرتضى معاش، المشرف العام على مؤسسة النبأ للثقافة والاعلام يؤكد "أن السياسة الامريكية في العراق شهدت الكثير من التموجات والتغيرات، فكان الدخول إلى العراق قوي جدا ما بعد (2003) ومن ثم الانسحاب والدخول مرة اخرى بنعومة إلى العراق. الامر الذي يفرض علينا نحن كعراقيين ومن اجل الحفاظ على مصالحنا انه لابد من دراسة الداخل الامريكي، وهو بطبيعة الحال يعتمد على قاعدة مهمة جدا وهي الصراع ما بين المؤسسات الامريكية، كالبنتاغون والخارجية والبيت الابيض والكونغرس الامريكي ووكالة الاستخبارات الامريكية، هذا الصراع هو الذي يحرك السياسة الامريكية سواء كانت عسكرية أو دبلوماسية". ويضيف معاش "ففي عهد اوباما، كانت وزارة الخارجية هي المسيطر وهي التي ارست الاتفاق النووي الايراني خلاف رغبة كل اللوبيات الصهيونية. ترامب اليوم يحركه البنتاغون الذي كان غاضب جدا من سياسة اوباما في العراق وسوريا، بالتالي البنتاغون يرجح فكرة العودة إلى القوة العسكرية في العراق، لذا فإن السياسة الامريكية متغيرة بتغير القيادات. ومن هنا لابد أن نقرأ الوضع العراقي من الداخل الامريكي، وأن نشكل وسائل ضغط فكرية واعلامية كي نعرف مراكز البحث الامريكية عن الصورة الحقيقية للواقع العراقي".

- السيد علي كمونة، الممثل القطري لبعثة يونامي التابعة للأمم المتحدة في كربلاء "يسأل انه اذا مافشلت (دولة الخلافة) فشلت على ارض الواقع فهل من الممكن انشاء دولة خلافة الكترونية؟ كما ان الوجود العسكري الامريكي وفيما لو كان غير مرغوب به في العراق، فبإمكان التواجد بصورة اخرى وهي من خلال القوة الناعمة التي تستطيع أن تمارسها الولايات المتحدة وعبر العديد من البرامج كالتبادل الثقافي والوفود والمؤسسات، ايضا للولايات المتحدة دور كبير في مؤتمر الكويت القادم".

- السيد علي النواب، اعلامي "يسال عن محور المقاومة في العراق، فضلا عن ذلك الشعب العراقي دائما ما ينساق خلف عواطفه، بالتالي نحن بحاجة الى الولايات المتحدة خصوصا وانها وفرت الغطاء الجوي للحرب على داعش. كذلك على الحكومة العراقية أن تشكل علاقاتها وفق المصالح المتبادلة.

- حيدر خضير مراد، باحث في مركز الدراسات الاستراتيجية/جامعة كربلاء طرح السؤال التالي: هل أن الولايات المتحدة الامريكية تهدف من خلال الادارة المشتركة التي تؤكد عليها لوضع بذور التفتيت والتقسيم في العراق وسوريا؟ السؤال الاخر هل بإمكان الحكومة العراقية الحفاظ على علاقات متوازنة مستقبلا مع الولايات المتحدة وايران في ظل تقلبات وتغيرات المنطقة والظروف الدولية؟"

- الدكتور ايهاب علي، باحث في مؤسسة النبأ وتدريسي في جامعة اهل البيت "توجه بالسؤال: هل توجد فلسفة واضحة لطبيعة السياسة الخارجية للعراق وعلى ماذا تقوم؟ وما هو مستقبل العلاقات ما بين الحكومة المركزية واقليم كردستان وانعكاس ذلك على طبيعة العلاقات مع الجانب الامريكي أو مع الدول الاقليمية؟ وما هو مستقبل الحشد الشعبي، فهل سيترك طبيعة العلاقات مع الجانب الامريكي والدول الاخرى غير واضحة؟ وهل يمكن ان نسمع خطاب سياسي موحد في المستقبل؟، ايضا ما هو التصور عن الحكومة التي تريدها الولايات المتحدة ما بعد الانتخابات".

- السيد حميد الهلالي، باحث دكتوراه في القانون الدولي "يسأل عن الانسحاب الامريكي من العراق هل كان موفقا علما أن بناء الجيش كان غير مكتمل؟ ايضا أن داعش هي نتيجة خطأ وفشل المشروع السياسي. داعش هي ايضا حصيلة الفساد السياسي الذي يكاد أن يطيح بالجميع، بالتالي السؤال هنا هل يعتقد الباحثان بأن الولايات المتحدة كانت تراهن على العبادي بأن يدخل في تحالف عابر للطائفية؟".

- السيد قيصر حمد، حقوقي "اشار إلى وجود العديد من الهواجس بما يتعلق بالواقع الامني الهش العراقي، وبذلك بنيت المحاضرة على أن العلاقات الامريكية العراقية متأتية من الجانب الامني فقط فهل هناك جنبة اخرى غير الواقع العسكري؟ ام هناك علاقات اخرى كأن تكون (اقتصادية/سياسية/انسانية) وهل هذه العلاقات سلبية أم ايجابية. وفيما يتعلق بتجفيف منابع الارهاب، هناك مشروع تقوم به الولايات المتحدة وعملت عليه في السعودية من خلال حجز العديد من التجار، فهل هذا سيسهم في عدم تمويل الارهاب؟ الشيء الاخر هناك قوات امريكية تتواجد على الحدود العراقية السورية التركية فهل ستمنع من تدفق الارهابين إلى العراق؟".

- السيد قاسم محمد جاسم، ماجستير في القانون الجنائي/ الادارة المحلية محافظة كربلاء " أشكل على المحاضرة بانها لم تتطرق إلى الاتفاقية الامنية بين العراق والجانب الامريكي لسنة(2011)، وما هو مصير هذه الاتفاقية وهل لا زالت قائمة؟".

- الدكتور عمران الكركوشي، تدريسي في جامعة كربلاء "يعتقد أنه من الصعوبة بمكان استشراف مستقبل ما تنتجه الولايات المتحدة علما انها قائمة على الفكر البراغماتي، ولكن سياساتها الخارجية تعتمد على الفكر الصراعي في ادارة العلاقات الدولية، وهي دائما ما تدعو إلى افناء الاخر، بالتالي السؤال هنا ما هو مستقبل الحياة في العراق؟".

- السيدة ليلي فليح، عضو مجلس محافظة كربلاء " ترى أن السياسة الامريكية مرسومة ومخطط لها منذ زمن طويل، والامر بالتأكيد يشمل قرار نقل السفارة الامريكية من تل ابيب إلى القدس. الشيء الاخر أن علاقة الشعب العراقي بالوجود الامريكي غير مستقيمة، فهل يمكن ترميم تلك العلاقة؟".

التعليق على المداخلات

"اخيرا رد الدكتور ايلاف راجح هادي على جميع الملاحظات التي طرحها الاخوة الحضور خاصة وأن السياسة الخارجية هي امتداد للسياسية الداخلية، بالتالي على المواطن العراقي أن تكون له وجهة نظر واسعة من تحديد خياراته. فضلا عن ذلك، هناك مجموعة تيارات في العراق، منها تيار تدعمه الولايات المتحدة الامريكية وهو الليبرالية السياسية، وصانع القرار العراقي يجب أن يتحرر من جميع الارتباطات العقائدية التي يمكن أن تكبله. الشيء الاخر الذي لابد الوقوف عنده، أن السياسية الخارجية العراقية احيانا تكون برغماتية، وأحيانا اخرى تعيش على انماط مغايرة تبعا لصانعي السياسات في العراق أي رئاسة الوزراء العراقية"

"التيار الثاني هو تيار عقائدي يلتزم بالشريعة ومبادئ القومية والدين، وبطبيعة الحال التيار الاول والثاني لا يلتقيان، فأما أن يكون رئيس الوزراء لبرالي واما يكون عقائدي. فضلا عن ذلك، ان العراق ولغاية (2014) كان يعيش حالة صراع مع جميع القوى الاقليمية والدولية، الا أنه بعد العام (2014) وكون قربه من ايران كان يشكل له حالة سلبية، لكن هذه النظرة سرعان ما تلاشت بعد هذا التاريخ وتحولت إلى حالة ايجابية. بالتالي العراق اليوم يستطيع أن يلعب دور كبير في ادارة ملف العلاقات الامريكية الايرانية. اما بخصوص السيد العبادي هل سيكون حليف استراتيجي للولايات المتحدة في العراق؟ الجواب لا. الشيء الايجابي بهذا المنحى هو كون الولايات المتحدة تسعى إلى أن يكون العراق حليف استراتيجي وهي متمسكة بخيار العراق موحد، خصوصا وأن كلفة تقسيم العراق هي أكبر بكثير من كلفت العراق الموحد".

" على هذا الاساس ربما ستتخذ الولايات المتحدة مسارات استنادا للداخل العراقي، الذي هو مضطرب عموما ولا تتوفر فيه شروط صانع القرار الليبرالي. اما بخصوص داعش وهل هي صنيعة امريكية ام لا، الاجابة الدقيقة أن داعش هي صنيعة ظروف سياسية اجتماعية مر بها الواقع العراقي بل وحتى العربي والاسلامي، وبالتالي فمن المرجح بأن الخارطة السياسية لم تتشكل على اسس طبيعة بل هي نتاج الواقع الاستعماري. لذلك فأن المكونات الاجتماعية لم تكن متفقة أن تعيش في ظل اتفاق سياسي محلي فكان الاتفاق السياسي مفروض من الخارج. لذا نحن نمر بحالة صراع ما بين رغبتنا في الحفاظ على عراق موحد، وما بين رغبتنا في أن يكون لنا مكون خاص. ايضا فيما يخص الصورة السلبية التي ينظر بها العالم الينا وليس على مستوى الحشد الشعبي بل على العملية السياسية في العراق برمتها".

" المسؤولية بالتأكيد يتحملها صانع القرار السياسي في العراق، إلى جانب ذلك يجد الفكر الغربي غياب حالة الامن في العراق هي حالة مجتمعية في المقام الاول. ايضا على صانع القرار السياسي في العراق أن يكون بمستوى المرحلة، خصوصا وانه ليس من مصلحة العراق أن يتخلى عن ايران وأن يتخلى عن امريكا وأن يتخلى عن واقعه الاقليمي. بالمقابل ليس من مصلحتنا أن نتخلى عن هويتنا الوطنية. الشيء الاخر أن القرارات في امريكا يتخذها الرئيس الامريكي اما صانع القرار فهناك مجموعة قوى داخل الادارة الامريكية. اما بالنسبة لموضوعة امكانية التقرب إلى امريكا من دون تدخل عسكري، هذا ممكن في حالة وجود دولة لبرالية وهي ليست موجود على المستوى المنظور".

"بالمقابل رد الدكتور هاشم الهاشمي على بعض الاستفسارات التي تتعلق بورقته خصوصا فيما يتعلق بوجود الميلشيات الشيعية في سوريا كالفاطميين والزينبيين. اما بالنسبة للقوات الاجنبية في العراق فتلك القوات لديها حصانة. واجاب وجوابا على احد الاسئلة، اكد الهاشمي أن حجم التواجد العسكري الامريكي في العراق يبلغ(8،400) جندي امريكي. اما بالنسبة لموضوعة تحسين العلاقات الامريكية العراقية فيمكن ترجمتها من خلال وجود المؤسسات والمنظمات الدولية لمساعدة الشعب العراقي ومد جسور التواصل والتقارب بين الشعبين".

 

اضف تعليق