q

ما هو الخطأ الطبي؟؟ إننا نسمع كثيرا بهذه الجملة من الأطباء ومن غيرهم؟ كذلك نحن نسمع ايضا أن الاطباء معرَّضون للاعتداء أو الفصل العشائري، حدث هذا بالفعل عندما ضعف القانون، وضعفت سلطة الدولة واجهزتها الامنية، ولكن ماذا لو انعكست الحالة؟، أي ماذا سيحدث لو أن الطبيب بصريح العبارة هو الذي يخطئ بحق المريض بسبب الاهمال او السهو! أو العجالة، وما شابه من اسباب، أي ماذا لو قلبنا المسألة وكان المخطئ هو الطبيب المختص؟؟ ماذا ستفعل نقابة الأطباء مع الأخطاء الطبية ومرتكبيها بعد حدوثها للمرضى، وبعد إلحاقها الاذى الجسدي والنفسي بهم؟

تُرى ماذا يكون ردها هل ستعاقب المخطئ أو تمنعه من مزاولة المهنة، أم ستقاضيه في المحاكم! لاسيما أننا لاحظنا على الرغم من وجود شكاوى ضد الأطباء، لكن لم يتغير شيء في حقيقة الامر، وبقي الواقع كما هو، إذ لا أحد يسمع - الفقير اليوم عندما يتعرض لخطأ طبي، نعم هو (غير مقصود) ويقف وراءه الاهمال وليس القصد، ولكن يمكن تجنبه لو ان الطبيب كان اكثر اهتماما بالمريض وبإتقان مهنته وشعوره بمسؤوليته، علما هناك ظاهرة يمكن ملاحظتها بوضوح تتعلق بارتفاع اسعار (المعاينة الطبية) بصورة متصاعدة، فضلا عن ارتفاع اسعار الادوية (حتى المغشوشة والمزيفة منها)، اما اسعار نتائج التحليلات في المختبرات والاشعة والايكو والمفراس، فحدّث ولا حرج.

ويشير الواقع بوضوح الى أن بعض الاطباء صاروا يتاجرون في مهنة (ملائكة الرحمة) إذ لكل طبيب سعره الخاص، ولا يوجد رقيب ولا حسيب عليهم، فقد اصبحوا سلطة مستقلة، هي التي تتحكم بالأسعار، وطالما كان الطلب ممثلا بـ (المرضى) أقل من (العرض) ممثلا بـ الاطباء، فإن الاسعار ستبقى ملتهبة بصورة دائمة ومتصاعدة، تُرى أين سيذهب الفقير، عامل البناء، حارس المدرسة، عامل النظافة...الخ، هؤلاء لا يملكون المبالغ المطلوبة للعلاج وليس هناك ضمان صحي من الحكومة، ولا يتحرك الاثرياء لسد هذا النقص الانساني؟؟ أين سيذهب الفقراء اذاً، وبعد هذا كله يلجأ الاغنياء الى مستشفيات العلاج الخاص، وهذا غير ممكن بالنسبة للفقراء، كونهم ليس لديهم ما يكفي من الاموال للعلاج واجره الأطباء والفحوصات في المستشفيات الأهلية والتحليلات في المختبرات واسعارها الملتهبة.

ولا نتكلم عن أسعار الدواء واتفاق الطبيب مع هذه الصيدلية او تلك وبعد ان يجري الفحص على المريض يطلب منه شراء الدواء من الصيدلية الفلانية حصرا ولا نعرف ما السر في ذلك، وفي مثل هذه الاجراءات يضيع الفقير وعندما يقدم شكوى لا أحد يجيب شكواه حتى لو تعرّض جسده للألم والجراحة (الخاطئة)، احدى المريضات تعرضت لعملية جراحية بالخطأ، ولم تتم معاقبة الطبيب!! ماذا لو انعكست الحالة وكان الطبيب صاحب حق؟؟، إننا في الواقع رصدنا انواعا من الظلم يتم إلحاقها بالفقراء، فعندما يكون المراجِع المريض فقيرا لا أحد يقدم له العون لأنه يرتدي ثيابا أقل ثمنا من ملابس الطبيب، ولا يملك سيارة حديثة، وليس لديه شهادة الدكتوراة!.

أين نقابة الاطباء من كل هذا؟ من يدافع عن الفقير المريض؟ من ينتصر له ويدافع عن حقه؟ في الحقيقة لا أحد يقف مع المريض في بلادنا اليوم! والحق والاحترام والمكافأة للطبيب حتى لو كان مخطئا، وقد طرحنا هذا الموضوع الشائك على المجتمع وكان جوابهم هو إجبار الطبيب المختص لهم على دخولهم المستشفى الأهلي وأخذ التحاليل الطبية وإجراء العملية في مستشفى أهلي وبأسعار مرتفعة جدا تصل إلى 5 ملايين دينار، لإجراء عملية جراحية في الظهر، من الممكن للطبيب أن يجريها في مستشفى حكومي، لكن لن يحصل على المبلغ المطلوب. هذه كانت إحدى شكاوى الناس عندما طرحنا عليهم التقرير بغض النظر عن أخلاقيات الطبيب واستهزائه بالمريض.. نحن نسمع أيضا بموت أحد الأشخاص بسبب خطأ طبي، أو أن جنينا سقط من بطن أمه بسبب خطأ طبي، او فقد احدهم عينه بسبب خطأ طبي !! كل هذه الأخطاء شائعة اليوم لكننا لم نسمع بأي إجراء من نقابة الأطباء.

يبقى أننا نوجه رسالة الى الأطباء المعنيين ونقول لهم مع احترامنا لهم، أنتم حملة امانة في اعناقكم، وقد أديتم القسم برب العالمين عن شروعكم باستلام الشهادة والدخول في مهنة الطب، نحن نتمنى ان يكون الطبيب المخطئ محافظا على تقاليد المهنة، والمحافظة على أرواح الناس، فهي ليست لعبه بأيديكم والمريض ليس حقلا لتجريب العلاج او الجراحة الخاطئة، فهو إنسان يحتاج منك الكلمة الطيبة والخلق الحسن وبعدها العلاج الصحيح. فالمرضى اولا واخير بشر مثلكم، إننا كما يتضح لا نطلب منكم المستحيل.

...........................
* الآراء الواردة لا تعبر بالضرورة عن رأي شبكة النبأ المعلوماتية

اضف تعليق


التعليقات

حسين محمد علي
كربلاء
ان مثل هذه الاخطاء لايمكن لدولة مثل العراق ان يحاسب عليها بسبب الفساد المستشري بدوائر الدولة وكذلك القضاء اظافة الى قلة التشريعات التي تتناسب مع هذه الاخطاء بسبب البرلمان فالعراق كله مشاكل والفقير الة الله2015-05-28
حيدر منكوشي
كربلاء
كلام جميل جداً احسنتِ الانتقاء عاشت الايادي2015-05-28