يواجه المتطوعون تحديات مختلفة أثناء أداء مهامهم، مما يساعدهم على تطوير مهارات حل المشكلات وإدارة التوتر بشكل أكثر فعالية ومثل هذه المهارات تعزز مرونتهم النفسية وقدرتهم على التعامل مع ضغوط الحياة اليومية بشكل أفضل، ومن اجل كل هذه المردودات العظيمة على حياة الانسان وصحته يجب ان لا يدخر جهداً للعطاء...

من الناس من يعتقد ان خدمة نفسه ومن يعنيه امرهم كالعائلة والمقربين هو فقط ما يعنيه وما يتوجب عليه القيام به، على الجانب المقابل من الناس من يخالف هذا الاعتقاد ويذهب باتجاه خدمة الجميع سواء كان بشراً او حجراً او حيواناً، لكونه يرى ان للأخرين حق ولأجل ان تدوم الإنسانية بين الناس لابد ان يكون الانسان معطاء، فما هي أبرز عائدات العطاء على الانسان؟

 في زمننا الذي تتسيده الانانية وتسيطر عليه ثقافة الغلبة للأقوى تحت عناوين غير سليمة تبرز الحاجة الى الروح الجماعية بدلاً من الفردية التي تعقد الأمور الحياتية وترهق الانسان الساعي لجمع احتياجاته، تخيل فقط لو ان كل انسان ينجز كل ما يريده بنفس من دون تدخلات الآخرين هل ستمكن من ذلك؟، وماهي الضرورة لكل ذلك.

لماذا ينبغي علينا العطاء؟

يعود عليك العطاء بالعديد من الفوائد منها أنه يمكن أن يحقق فارقاً إيجابياً للآخرين، وهناك فائدة معنوية عاطفية وبدنية وأيضاً مالية ستعود عليك، ويمكن أن يساعدك للوصول إلى كامل طاقاتك وقدراتك، ويمكن أن يعطي لحياتك معنى أكبر وإشباعاً وسعادة أكثر بالمقارنة فيما لوكان الانسان يعكف على خدمة ذاته فقط، ولو تفحصنا سير الذين لديهم نصيب عال من التوفيق في حياتهم لوجدتهم من الذين يتسمون بالعطاء في اغلب الأحوال وقد يكون ذلك في حالات معينة على حساب الذات بمعنى تفضيل خدمة الاخرين الأكثر حاجة علة تقديم الخدمة لنفسه.

في كتاب (قوة العطاء) لـ(جمال وهارفي ما كينون) يقولان في مقطع منه "أظهرت إحدى الدراسات بأن الأشخاص الذين يمارسون قدراً كبيراً من الإيثار أي تفضيل الآخرين على أنفسهم يتمتعون بتدفق كمية أكبر من الإندروفين، وهذه الكمية يمكن أن تعطي دفعة للجهاز المناعي، الأمر الذي يساعده على التعافي سريعاً من العمليات الجراحية ويقلل من الشعور بالأرق وعدم الارتياح.

ما هي صور العطاء؟

للعطاء عدة صور متنوعة بحسب ما يحسن الانسان تقديمه للآخرين، ومن اهم هذه الصور ما يلي:

يقدم صاحب الأموال مساعدة مادية لأحدهم الذي يلزمه المساعدة لإجراء عملية جراحية على سبيل المثال، او انه يدفع مرتب لعائلة متعففة او يقوم بشراء ملابس لطفل يتيم لا تقوى عائلته على توفير متطلباته، كل هذا يعد عطاءً مالياً ان احسنت التعبير عنه.

اما الشكل الثاني للعطاء فهو تقديم المساعدة الاستشارية العلمية وكل حسب اختصاصه، فحين يطلب منك أحد مساعدته في كتابة بحث تخرجه وان تتمكن من ذلك فلا تبخل لان الله حين انعم عليك يريد منك ان تزكي ذخيرتك العلمية التي منحها الله لك لتحيا وتحي الاخرين بها.

كما ان القيام بالأعمال في منزلك حين تساعد زوجتك، او حين تقدم شيء لزملائك خارج حدود واجبك الرسمي فانه يعد شكلاً من اشكال العطاء وصورة حية للروح الطيبة التي تجعلك محبوباً ومتقبلاً من الغالبية ممن معك في دائرتك الاجتماعية.

ما هي مردودات العطاء للإنسان؟

حين يكون الانسان معطاء فأن يحصل على الاتي:

اول ما يحصل عليه الانسان المعطاء هو ان يحصل على مولاة وحب المحيط الاجتماعي الذي ينشط فيه، وهذا القبول المجتمعي سيجعله يشعر بالرضا عن نفسه ويزيد من التفاعل الاجتماعي لديه وبالتالي تتحسن صحته النفسية وهذا مكسب كبير للإنسان.

كما تشير الأبحاث النفس اجتماعية إلى أن الانخراط في الأنشطة الخيرية يعزز من الشعور بالرفاهية النفسية، ويمنح الأفراد إحساساً بالهدف والإنجاز، مما ينعكس إيجابياً على حياتهم بصورة عامة.

كما ان الانسان المعطاء سيتمكن من تطوير مهاراته التكيفية ويزيد من مرونته، اذ يواجه المتطوعون تحديات مختلفة أثناء أداء مهامهم، مما يساعدهم على تطوير مهارات حل المشكلات وإدارة التوتر بشكل أكثر فعالية ومثل هذه المهارات تعزز مرونتهم النفسية وقدرتهم على التعامل مع ضغوط الحياة اليومية بشكل أفضل، ومن اجل كل هذه المردودات العظيمة على حياة الانسان وصحته يجب ان لا يدخر جهداً للعطاء الا وقدمه لمن يستحقه.

اضف تعليق