يهدف علم النفس النمو الى تمكين المختصين والباحثين والتربويين من فهم انعكاسات البنية الجسمانية على البنية النفسية للانسان وهو ما يساعد في تسهيل عملية التربية وكذلك معالجة بعض الاختلالات السلوكية وفق اسس تربوية علمية رصينة بعيداً عن التجريب والتكهنات والعواطف التي ربما لا تأتي بنتائج دقيقة...
لعلم النفس فروع متعددة تبعاً لوظائفه في تفسير سلوكيات الانسان المختلفة، وللاحاطة بكل جوانب السلوك الانساني ظهرت فروع لهذا العلم الحيوي والمهم، حيث ان الفترات الاخيرة شرعت المجتمعات بتثقيف نفسها بالثقافة النفسية التي بقيت لقرون غريبة سيما في المجتمعات العربية التي تغلفها الثقافية البدوية المعقدة، ومن اهم فروع علم النفس هو علم النفس النمو الذي سنسلط الضوء عليه وعلى اهميته بالنسبة للانسان والغرض تناوله في هذا المقال.
يعرف علم النفس النمو بأنه أحد الفروع التطبيقية لعلم النفس العام والذي يبحث في التغيرات الجسدية والعقلية والمعرفية والاجتماعية التي تطرأ على الإنسان عند الانتقال من مرحلة عمرية إلى مرحلة عمرية أخرى، ويدرس كيفية تفاعله وتأثره مع البيئة المحيطة به، والتغير الذي يحدث على أفكاره وسلوكياته.
كما يمكن تعريفه بأنه دراسة علمية لظاهرة النمو رغبة في محاولة تفسيرها، وتفسير أصولها ونشأتها وطبيعتها والعوامل التي تؤثر فيها أو تعيقها وهو الذي يختص بتطبيق نظريات علم النفس لفهم التغيرات التي تحدث للكائنات الحية منذ بداية حياتها وحتى نهايتها.
متى بدأت شمس علم النفس النمو بالبزوغ؟
في أواخر القرن التاسع عشر الميلادي نشأ علم النفس النمو حينها ظهر لاول مرة كمجال للدراسة، اذ كان تركيزه في البداية على نمو الاطفال والمراهقين وكيف يكون تفاعلهم في كل مرحلة عمرية اضافة الى القدرة على الاستيعاب والقدرات العلقيلة الاخرى في كل مرحلة.
وتواصل الاهتمام التدريجي به وصولاً الى العقد الأول من القرن العشرين الذي اوليه فيه اهتماماً واسعاً من قبل العديد من الأشخاص المهتمين بعلم النفس والذين وضعوا العديد من النظريات التفصيلية عن التطور، ومنهم سيغموند فرويد، وجان بياجيه، وألبرت باندورا، وغيرهم العديد من علماء النفس.
اهداف علم النفس النمو:
ككل تفرعات علم النفس يهدف على النفس الى دراسة سلوكيات الانسان للإفادة منها في تحليل النتائج ومن اهم الاهداف هي:
اول اهداف علم النفس النمو هي معرفة القوانين التي تحكم طبيعة وسرعة النمو، وعلاقته بجوانب الحياة المختلفة بطريقة تؤدي إلى فهم طبيعة الأنسان وكيفية التعامل معهم خلال مراحل حياتهم المختلفة، وبالتالي إعدادهم جيداً للمرحلة العمرية التالية.
الهدف الثاني هو معرفة الفروق الفردية في النمو الجسدي والنفسي وما ينتج منه من هذه الفروق في السلوكيات الانسانية، وحين يعي المربي او المعلم اهمية الفروق الفردية سيتعامل مع فرد على شاكلته بعيداً عن التعميم الذي قد يظلم احد او انه يفتقر الى الموضوعية على اقل تقدير.
ويهدف علم النفس النمو الى تحديد العوامل المؤثرة سلباً او ايجاباً على مراحل نمو الإنسان، وتحديد أفضل الطرق للسيطرة على التغيرات التي يمر بها بما يحقق سعادته وسلامته النفسية وبالتالي التمتع بمستوى مقبول من الصحة النفسية المهمة لاكمال الحياة الطبيعية المتزنة.
ومن اهدافه ايضاً الوصل الى المعرفة الكاملة او الجزئية حول تأثير العوامل الوراثية والبيئية في تشكيل رغبات وأنماط سلوكهم وشخصياتهم، وبمعرفة العوامل الوراثية يمكننا تحديد فيما اذا كانت مشكلات الشخصية موروثة او مكتسبة وبالتالي البحث عن العلاج وفقاً للسبب ليكون العلاج ناجعاً وواقعياً.
واخيراً يهدف علم النفس النمو الى تمكين المختصين والباحثين والتربويين من فهم انعكاسات البنية الجسمانية على البنية النفسية للانسان وهو ما يساعد في تسهيل عملية التربية وكذلك معالجة بعض الاختلالات السلوكية وفق اسس تربوية علمية رصينة بعيداً عن التجريب والتكهنات والعواطف التي ربما لا تأتي بنتائج دقيقة، ومن اجل جميع هذه الاهداف العظيمة اضع بين ايدكم الكريمة ماتسير عن علم النفس النمو للإفادة.
اضف تعليق