q

في رحاب مدينة سيد الشهداء الامام الحسين واخيه ابي الفضل العباس (عليهما السلام) وبرعاية كريمة من مكتب اية الله العظمى السيد صادق الشيرازي (دام ظله) عقدت مؤسسات اعلامية في كربلاء المقدسة ملتقى اعلامي تحت شعار (سبل تطوير مجالات التعاون الاعلامي )، لمناقشة الواقع الاعلامي وسبل تطوير عمل المؤسسات الاعلامية والمراكز والقنوات الفضائية وتعزيز التواصل وتبادل الخبرات في سبيل اعلاء كلمة الحق والاعلام الهادف.

هذا وقد اعتلى المنصة المؤذن الحاج ابو صالح مسؤول مكتب مجموع قنوات الامام الحسين(ع) في لبنان ومسؤول العلاقات فيها ليشنف اسماعنا بآيا من الذكر الحكيم

ومن ثم افتتح الملتقى الشيخ مرتضى معاش رئيس مجلس إدارة مؤسسة النبأ للثقافة والاعلام، "داعيا لمناقشة كل المستجدات الطارئة على الساحة الاعلامية بغية الوصول الى مجموعة من الافكار والتفصيلات التي تخدم الهدف الذي من اجله اجتمعنا، خاصة وان العالم يعيش ذكرى اليوم العالمي للإذاعة الذي صادف قبل ايام قليلة، حيث كان الناس سابقا يعدون الاذاعة منجزا اعلاميا مهما لكن مع مرور الوقت تلاشى الاهتمام بالإذاعة، وهي الان اصبحت مهددة وتغلق ابوابها تدريجيا، وان مساحة وجودها تكاد ان تنحصر في بعض المناطق الفقيرة والتي ليست فيها خدمة انترنيت للوصول الى الفضائيات او الى شبكات التواصل الاجتماعي".

يضيف معاش "لذلك اليوم ومع تطور وسائل التواصل الاجتماعي والانترنيت تمسي مختلف وسائل الاعلام امام تحد كبير جدا، فأما تستطيع ان تستمر واما ان تنقرض وهذا مما يجعلنا امام مهمة صعبة جدا، وبالتالي نحن كمن يواجه علامة استفهام كبيرة فكيف نستطيع ان نكون مقاومين ومستقيمين في الساحة الاعلامية وهي تعج بالكثير من البرامج المنوعة، خاصة وان اغلب الناس في البيوت لا يتابعون الفضائيات بل وحتى الشباب والاطفال هم الان متعلقين بشبكات التواصل الاجتماعي من خلال الهاتف المحمول، لذا فوسائل الاعلام هي في مأزق كبير وهذا مما يجعل من فرص اللقاء حالة حاضرة، وذلك على امل ان نجلس ونفكر ونلتقي معا من اجل ان نوفر على انفسنا فرصة حقيقية للصمود في الساحة الاعلامية".

يكمل معاش" بالإضافة الى ذلك لابد ان نضع في مخيلتنا شعار كيف نتصدر الساحة الاعلامية وان نكون في المقدمة وان نوصل رسالتنا الى مختلف الناس، الشيء الاخر ان من اهم القضايا التي تنفعنا في تلك المرحلة هي دراسة المدخلات والمخرجات، فما هي مخرجاتنا حتى نستطيع ان نضع المدخلات لهذه المخرجات، فاليوم عندما يكون لديك هذا التحدي الكبير وهو يتعلق بالتنافس مع شبكات التواصل الاجتماعي ومع الانترنيت ومع فضائيات اخرى تمتلك القدرة على الترفيه، لاسيما وان غالبية الناس تميل نحو الترفيه، حيث ان الاعلام الترفيهي ليست لديه قواعد في العمل وليست لديه حدود وهو امام افاق مفتوحة ومتحررة وهي اقرب ما يكون لمحاكاة الواقع المعاش".

يضيف أيضا "فعلى ضوء ذلك لابد ان نفكر بالمخرجات وان تكون المدخلات صالحة، فنحن بحاجة كمؤسسات اعلامية دينية تجمعنا مرجعية واحدة تؤكد على استثمار الاعلامي لنشر ثقافة اهل البيت(ع) في كل العالم، وايضا نملك رسالة اخلاقية وتربية وثقافية هادفة ونحب ان نخدم اوطاننا، من خلال هذه الخدمة نحن لدينا رسالة اعلامية تريد ان تعطي الناس الافكار القيمة تغير الافكار السلبية، تبحث عن بناء فكري وثقافي سليم، وبالتالي نحن نحتاج ان تكون لدينا ملتقيات مثمرة من اجل التنسيق اكثر والتكامل اكثر التفاهم اكثر، ومحاولة الوصول الى قوة كبيرة في الساحة الاعلامية وان نكون متصدرين وقادرين على منافسة واستثمار شبكات التواصل الاجتماعي على امل البقاء في الساحة، علما اننا في الملتقى السابق كانت لدينا بعض التوصيات الجيدة من مثل كيفية استمرار الملتقيات، الدورات التدريبية وتطوير العاملين في المجال الإعلامي، تطوير الرسائل الاعلامية، اليوم ايضا نحن نحتاج ان نبحث اكثر في كيفية الاستمرار بهذا الملتقى ونحاول ان نجعل منه برنامج او قناة من اجل تطوير العاملين في وسائلنا الاعلامية والقدرة على ان نكون متطورين ومستمرين نحو الامام.

 من جانبه الشيخ محمد تقي الذاكري، يرى ان الأخوة الافاضل الحاضرين هم مجموعة طيبة من الذين يحملون الفكر الرسالي ومن الذين على الاقل يتصورون انهم مسؤولون، فهذه المسؤولية يفترض ان يتوجونها بالتنسيق العملي في مختلف المجالات والاستفادة من التجارب، خاصة وان المرجع الديني سماحة السيد صادق الشيرازي (حفظه الله) حدد نقطتان اساسيتان بهذا العصر".

يضيف الذاكري "النقطة الاولى ان هذا العصر هو عصر امير المؤمنين(ع) والنقطة الثانية هي توحيد الصف الشيعي، والعمل على هاتين النقطتين اذا كان مركزا سوف يتجاوز مخاوف الدول العربية، التي دائما ما تتحدث عن خشيتها من التوسعة بالمذهب الشيعي، فعلى اعلامنا على اقل تقدير ان يوصل رسالة هادفة الى هذه الدول بان المجتمع الشيعي لا يريد تغير انظمة ولا يريد تغير معادلات في الشرق الاوسط، انما الهدف الوحيد هو ايصال الفكر فالكل انسان عنده عقل له الحرية الكاملة في ان ينتخب هذا الفكر في مقابل ذلك الفكر، وبالتالي الدول اذا عرفت ان المسلك الشيعي لا يهدف للوصول الى السلطة وحصل عنده الاطمئنان سوف يكون موقفهم اكثر مرونة وليونة".

 يكمل الذاكري "ان ما يهمنا من خلال هذا الملتقى هو بلورة الافكار والاسس والاطر العملية، وان نوسع الافق وان نقبل المجتمع كما هو، فمستوى الوعي يختلف من شخص الى اخر بالإضافة الى ذلك لابد ان نعمد الى مبدأ التكليف الشرعي بالعمل".

اما الشيخ طالب الصالحي مدير مكتب اية الله العظمى سماحة السيد صادق الشيرازي(حفظه الله) تحدث قائلا، "فقد حمد الله سبحانه وتعالى واثنى عليه وصلى على الرسول الكريم(ص) وهو القائل في الحديث النبوي الشريف (كُلُّكُمْ رَاعٍ وَكُلُّكُمْ مَسْؤول عَنْ رَعِيَّتِهِ)، وبالتالي انها فرصة اكيدة كي نتوجه لكل الاعلاميين والعاملين في القنوات والمواقع والجرائد ومن كتابها ومصوريها ومراسليها اجمعين، بالشكر الجزيل والثناء الجميل وان ندعو لهم عند المولى ابي عبد الله الحسين (ع) سيد شباب اهل الجنة، ان يوفقهم لخدمة المؤمنين والمسلمين ومذهب اهل البيت(ع)، وهم على طريق سيدنا وامامنا علي ابن الحسين (ع) وسيدتي ومولاتي زينب(ع)".

يضيف الصالحي "وهما اللذان قما بنشر مبادئ الامام الحسين (سلام الله عليه) ولولاهما لما وصلت رسالة الامام الحسين (ع) بأيدينا والينا، وانتم في الحقيقة ساهرون على نهج الامام السجاد (ع) وعلى نهج مولاتنا السيدة زينب الكبرى (ع)، فلكم الكلمة الصادقة والواضحة وبيان كلمة اهل البيت لكل المؤمنين والمسلمين في كل بقاع الارض، خاصة وان الله (سبح) من عليكم بهذه النعمة وهذا النشاط وهذا العمل، وصرتم رجال مجهولون واقعا ولكن عند الله معروفون فصاحب الكامرة صاحب الموقع صاحب الفضائية".

يكمل الصالحي "ليس له ذكر يعرف بين الناس ولكن الله (عزه وجل) يعرفكم بأسمائكم بأعمالكم ولكم الاجر والثواب عن الله وعند اهل البيت(عليهم الصلاة والسلام)، وانتم انطلقت من ذات المبدأ الذي يحملكم شرف رعاية المسؤولية، هذه الصفة التي تمثلتم بها وترجمتموها ونقلتم مبادئ اهل البيت للناس، وهذه الموسوعة من القنوات والفضائيات ومن المواقع وشبكات التواصل الاجتماعي هي خير مجموعة، واثبتم لكل الناس ولكل المؤمنين بانكم مجموعة متكاملة متراصة تقومون بأفضل خدمة للمذهب بالخصوص وللإنسانية بالهموم، وهذا ما يعترف به القريب والبعيد والمنافس والصديق والعدو وبالتالي فكل الاحترام لهذه المجموعة الاعلامية".

يضيف ايضا" ولكننا نقول ان كل هذا الكثير هو قليل وان يتوزع في كل العالم وان ينتشر في كل بقاع العالم، علما اننا بالمقابل نشكر هذه القنوات بلغاتها ومواقها المتعددة الا اننا لابد ان نستفاد من المواقع الاخرى، وسواء كانت اسلامية ام غير اسلامية الاعلامية وغير الاعلامية ويجب علينا ان ننفذ الى تلك المواقع الاعلامية وان نكون نحن من المغذين لهم فكرا وبرامجا، لذا يجب ان يكون لكم حضورا اعلاميا وثقافيا يستطيع إيصال الافكار، وان اوصل لهم طريقتي ومنهجي ومبدئي وسلوكياتي ويكونوا هم الناشرين لهذه الافكار ولهذه المبادئ، فلابد ان انقل برامجي الى دوائر اخرى، وهي غير متوافقة معي فكريا او مذهبيا او دينيا فما الضير ان اشترك معهم في المواقف الانسانية ناهيك عن المواقف الحقوقية وحقوق العقيدة والمبدأ ".

يختم الصالحي كلامه "اذا لابد ان نخرج من دائرتنا الى الدوائر الاخرى، وهذا يحتاج الى مجموعة دراسات وندوات ومؤتمرات، نتمنى على هذا الملتقى ان يفكر تفكير جديا، في كيفية الاستفادة من الدوائر الاخر لنقل الفكر والعقيدة والمنهج والسلوك والاخلاق، لانهم دوائر كبيرة وعالمية ويمكن برسالة او كلمة او بمحاضرة ان نوصل رسالتنا الى جميع انحاء العالم".

 كما اشار الاستاذ احمد التميمي مدير مكتب الانوار الفضائية في كربلاء المقدسة "الى كون هذا الملتقى يشكل اسهامه فاعلة في سبيل تطوير المبادرات والتعاون الاعلامي ما بين الجميع، خاصة وان قد اثمر عن القليل فيما يخص الجانب التقني وتبادل البرامج، الا ان ذلك لا يلغي حقيقة ان العالم اليوم هو اشبه ما يكون بكرة زجاجية، وبالتالي فلو اردنا نحن كمجوعة مؤسسات اعلامية ان نقدم خدمة رائعة وهدف نبيل الا وهي قضية الامام الحسين(ع)، باستطاعة قنواتنا الفضائية وبعض مواقع التواصل ان نوصل نهج ورسالة المذهب الشيعي".

يضيف التميمي "لابد ان نعمد الى تحقيق نقطتين اساسيتين وهما جذب المشاهد من جهة والتسويق الاعلامي من جهة اخرى، خصوصا واننا نعاني من نقص مالي في بعض مؤسساتنا وهي لا تستطيع المنافسة، وبالتالي نحن نحتاج الى دورات تطويرية وذلك كي نسقط شبح عدم ايصال رسالتنا بشكل واضح".

بعد ذلك جاء دور الاعلامي محمد حميد الصواف ممثل منظمة شيعة ويتس روج، "من الجيد ان يخرج هذا الملتقى بمنهاج عمل لرسم السياسات بالإضافة الى ذلك تأسيس مركز دراسات مختص بالأعلام، كي يرفع التوصيات ويضم اناس احترافيين ولديهم خبرة وسمعة طيبة في مجال الاعلام، وايضا ان يكون هناك تنسيق مشترك لتنفيذ مقررات مركز الدراسات".

الشيخ مصطفى المحمدي مدير قنوات الامام الحسين(ع) الفضائية، من جهته "شخص ان الملتقى لايختص بالاعلاميين الذين يشتغلون في القنوات الفضائية، لاسيما وان التركيز على هذا المعنى يبعدنا عن الهدف الاصلي، خصوصا وان مجموعة الامام الحسين(ع)الاعلامية تشتمل على اربعة قنوات، فكانت قناة الامام الحسين الاولى تتكلم فقط باللغة الفارسية وقناة الامام الحسين الثانية هي فقط باللغة العربية، والقناة الثالثة هي باللغة الانكليزية وقناة الزهراء (سلام الله عليها) هي فقط باللغة التركية، وبالتالي فان من يشاهد القناة الثانية التي تتحدث بالعربي هم حتما ليس لديهم اطلاع على ما يبعث في القنوات الاخرى حتى يتم التقييم".

 يضيف المحمدي "ان من اهم هموم اعلامنا اليوم هو نشر التشيع الاسلامي الواقعي، ثانيا يتم التركيز على احياء امر اهل البيت (عليهم السلام) وخاصة الشعائر الحسينية، وثالثا كلنا ولله الحمد تحت خيمة المرجعية للاستجابة الى توجيهات المرجعية".

يكمل المحمدي " فنحن واقعا لسنا بعيدين عن رسم السياسات البعيدة والقصيرة، لكننا بطبيعة الحال لا نستطيع ان نتغاضى عن متابعة المناسبات الدينية بشكل تفصيلي ودقيق، الى جانب ذلك من الضروري ان نؤكد باننا المرجعية والجهة الوحيدة المستقلة وغير المرتبطة بدول اخرى ونمتلك اعلاما واسعا في العالم الاسلامي، وبالنتيجة ما يعنينا هنا ان نكثر من التعاون على المستوى الفني والمهني والتعاون بالمحتوى".

التوصيات

خرج الحاضرون بمجموعة من التوصيات وهي على النحو التالي:

1. إستمرار التواصل وعقد الملتقى المرجعي الإعلامي كل شهرين.

2. تطوير الخطاب الإعلامي من حيث العرض والتركيز وإستخدام لغة العصر والتحديث المستمر.

3. تشكيل لجان للتنسيق بين مختلف الوسائل الإعلامية وتبادل الخبرات.

4. تطوير العلاقات مع مختلف الوسائل الإعلامية الأخرى.

5. تأسيس معهد إعلامي أكاديمي مُتخصّص لتدريب وتطوير الكفاءات العاملة.

6. تأسيس مجموعة في إحدى شبكات التواصل الإجتماعي للتواصل والتعاون.

وفي ختام هذا الملتقى تم منح المؤسسات الإعلامية ومراكز الدراسات والبحوث بمختلف مسمياتها شهادات تكريمية وتقديرية.

اضف تعليق