ان وسائل الاعلام تأخذ مساحة كبيرة في صنع القرار السياسي، سواء لدى الافراد الذين تحركهم الرسائل الاتصالية، أو على مستوى النخب السياسية التي تجد نفسها مضطرة لتطبيق ما يطلبه هذا الجمهور
يتمحور دور الاعلام في التأثير على جميع المجالات السياسية والاقتصادية والاجتماعية، لذا يلعب الاعلام دورا كبيرا في صناعة القرار السياسي، ويمكن أن نلاحظ هذا التأثير من خلال ما يتوافر في العالم من وسائل حديثة ومتطورة مثل الانترنيت والموبايل والفضائيات والمواقع الإلكترونية، لذا بات يستطيع الإعلام التدخل في صنع القرار السياسي، وكذلك تمكنه من نشر ما يدور من احداث وتوجهات الرأي العام، ونقل تحليلات النشاطات السياسية، وإتاحة المجال امام السياسيين للحصول على المعلومات الكافية التي يحتاجون إليها، مما عزز من الخطوات المقررة لصنع القرار السياسي، وهذا الدور الكبير لوسائل الاعلام قد أعاد ثقة الناس لهم في تدخلهم ومشاركتهم وتأثيرهم في صنع القرار، ونشر سلبياته وايجابياته.
كيف يؤثّر الاعلام على القرار السياسي
نلاحظ تأثير وسائل الإعلام من خلال ما تقوم به من تسليط الأضواء على القرار، ومحاولة جعل متخذي القرار والحكومة يشعران باهتمامات الشعب وقبولهم أو رفضهم لهذا القرار أو ذلك، وهذا سيؤدي بالسياسيين إلى مراجعة القرارات الصادرة ودراستها بشكل جيد، لكي لا تسبب نوعا من الفوضى والآثار السيئة على الشعب، وكذلك تعطي للحكومة المقدرة على مخاطبة المواطنين والأخذ بآراء الرأي العام، وتوفر مجموعة من البرامج لتحليل القرارات الصادرة من الدولة.
ولأهمية هذا الموضوع في حياة المجتمعات، وتوضيح دور الاعلام في المجال السياسي، قامت (شبكة النبأ المعلوماتية) باستطلاع آراء المختصين، والجهات المعنية، ومن يهمه الامر، عبر طرح السؤال الآتي:
ما مدى تأثير الاعلام على صنع القرار السياسي؟
التقينا الأستاذ (مسلم عباس)، اعلامي وكاتب، فأجابنا قائلا:
الانشطة السياسية يمارسها رجال السياسية من أجل تحقيق غايات معينة تصب في صالح الجمهور، أو يفترض أن تكون كذلك، واغلب القرارات التي تتخذ لا بد وأن يصل صداها للجمهور، حتى تحقق الفائدة لرجل السياسة وتروج لمشروعه على انه يحقق مطالب المواطنين ويشبع رغباتهم، وهنا يبرز دور وسائل الاعلام بعده السبيل الاكثر فاعلية في مخاطبة الجمهور واقناعه بالبرامج السياسية للمرشحين في اوقات الانتخابات، أو التسويق للمشاريع السياسية لرجال الدولة، ومهما كان عمل الحزب أو التكتل السياسي قويا، فان عدم امتلاكه لوسيلة اعلام قوية قادرة على مخاطبة عقول الجماهير لا يمكن أن تحقق فائدة ذات نتائج عالية، ومن وراء كل هذه العمليات التي تبدا من صياغة الخطاب السياسي ونشره وتحشيد الجمهور، فان وسائل الاعلام تأخذ مساحة كبيرة في صنع القرار السياسي، سواء لدى الافراد الذين تحركهم الرسائل الاتصالية، أو على مستوى النخب السياسية التي تجد نفسها مضطرة لتطبيق ما يطلبه هذا الجمهور.
وتوجهنا بالسؤال نفسه إلى الاستاذ (سعد حسون)، موظف حكومي، فأجابنا بالقول:
نظرا لتواجد وسائل الأعلام في شتى المجالات، فهي تدخل في صنع القرار السياسي الذي يعد مؤثرا على حاضر ومستقبل كل حكومة، ولكي يكون القرار السياسي ناجحا، لا بد من وجود الاعلام ويتم ذلك من خلال أنشاء برامج خاصة والاخذ بالتحليلات السياسية من قبل المختصين في هذا المجال، وكذلك توضيح ما يتم تشريعه من قرارات، وهناك مجموعة توصيات يجب على المؤسسات الاعلامية العمل بها، ومنها عدم اخفاء أي قرار سياسي يصدر من السلطة المختصة، وأيضا محاولة نشر جميع سلبيات وايجابيات القرارات السياسية لأنها تعمل لمصلحة الشعب وليس الاضرار بهم، ومحاربة القرار الذي تؤثر سلبيا على مصلحة المواطنين.
وأجابنا الاستاذ (علي الطالقاني)، كاتب صحفي، ومدير مؤسسة النبأ للثقافة والإعلام، قائلا:
تلعب وسائل الإعلام دور الوسيط الرئيس للوصول إلى الجمهور من أجل التأثير، كذلك من اجل تشكيل الرأي العام من خلال الافكار والاراء، ويسعى رجال السياسة الى التعامل مع وسائل الاعلام من اجل تمرير الخطاب السياسي، أن العلاقة بين الحياة السياسية ووسائل الاعلام عامل مهم والتي تساعد على فهم العملية السياسية لأنها تؤثر في علاقة الحاكم بالمحكوم، كذلك فان السياسي دائما يسعى لتحسين سمعته وصورته امام الجمهور، وإن علاقة وسائل الإعلام بالقرار السياسي تتعلق بتطور دور الاعلام لذلك نجد ان القوى السياسية وجدت لها منصات اعلامية خاصة لتؤثر على صناعة القرار السياسي ومن اجل تمرير افكارها من خلال الضغط.
استخدام وسائل الاعلام لدعم الحكومة
وكذلك التقينا الأستاذ (توفيق غالب)، بكلوريوس آداب قسم الصحافة، أجابنا قائلا:
بكل تأكيد تلعب السلطة الرابعة دور كبير في تغيير الكثير من القرارات السياسية، ويوجد مصطلح سياسي وايضا اعلامي وهو بالون الاختبار تستخدمه القوى السياسية ويتم بثه من خلال وسائل الاعلام لقياس ردة فعل الجمهور، وهنا نجد أن الاعلام يلعب دور مهم في تثبيت أو الغاء القرارات السياسية، فضلا عن كونه معمول به في جميع الانظمة السياسية، لذا تجد أن القرار السياسي يؤثر ويتأثر بالإعلام، ولهذا السبب تجد الكثير من القوى السياسية قد توجهت لافتتاح أو انشاء وسائل اعلام مختلفة ومن خلالها تمرر رسالتها عبرها، وهذا السبب الذي جعل القرار السياسي يعتمد على وسائل الاعلام.
واخيرا التقينا الاستاذ (غزوان المؤنس)، قسم الإعلام، جامعة بغداد، قسم اذاعة وتلفزيون، أجابنا بالقول:
أمست وسائل الإعلام التقليدية والحديثة تلعب دورا كبيرا في العملية السياسية، ومحوريا في تنوير الرأي العام وتوجيهه، إضافة إلى تبادل المعلومات والتواصل بين صناع القرار السياسي، حيث تعد عملية صناعة القرار السياسي من أهم العمليات السياسية، وتؤكد دراسات إن كل الأنظمة السياسية في شتى إنحاء العالم لا تعيش في فراغ بل تتحرك ضمن اطر بيئية داخلية وخارجية تدفع إلية بمتغيرات تؤثر في مضمون صنع القرار السياسي، وهذا يبين إن تأثير الإعلام في عملية صنع القرار باختلاف النظم السياسية التي تمارس عملها الاتصالي في ظله، كون هنالك ضغط يمارس يقع على عاتق متخذي القرار السياسي، من خلال نشر الإخبار وخلق ضغط جماهيري، وهذا الشيء يجعل الحكومة وصانعي القرار يشعران باهتمامات الشعب بطريقة مباشرة بالنشر عن الرأي العام أو بطريقة غير مباشرة من خلال التقارير وخلق بيئة للنقاش، كما تؤثر وسائل الإعلام في مواقف متخذي القرار ومواقف الجمهور باتجاه المسؤولين الحكوميين وتستطيع التغطية الإعلامية ان تزيد من التأييد الجماهيري لبعض سياسات الحكومة، وفضلاً عن جميع ما تقدم فأن لوسائل الإعلام مهمة كبيرة جداً في توضيح القرارات في مرحلة اتخاذ القرار فيما تعتزم الحكومة القيام به لحل مشكلة عامة، وظهور مواقع التواصل الاجتماعي أصبحت كذلك أداة ضغط على متخذي القرار السياسي بشكل كبير، من خلال خلق رأي عام بوقت قياسي ناهيك عن سرعة بناء نقاش حول إي قرار سياسي تتخذه الحكومة.
اضف تعليق