يحسن المشي من الذاكرة والتعلم، فالمشي المنتظم يعزز تدفق الدم إلى الدماغ، مما يساهم في تحسين الذاكرة وقدرات التعلم والحفظ والاسترجاع وهذا مهم في العمليات العقلية والمعرفية التي يحتاجها الإنسان، ولأجل كل هذه العائدات الكبيرة على الإنسان عليه أن يحرص على انتزاع وقت ولو قصير للمشي في اليوم الواحد...

"العقل السليم في الجسم السليم"، ربما أغلبنا سمع أو قرأ هذه العبارة، لكن الكثير من الناس ولدواعٍ كثيرة منها الانشغال وغياب ثقافة ممارسة الرياضة والكسل لا يمارس أي نوع من أنواع الرياضة التي تبقي جسمه صحيحًا معافى وذا شكل لائق، ومن أكثر أنواع الرياضة جمالًا وعوائد إيجابية على الإنسان هو المشي، فما هي أبرز مكتسباته؟

الكثير من الناس تمارس المشي لغرض تنزيل الوزن فقط، بينما الحال أن المشي له الكثير من الفوائد التي تنعكس على الإنسان في الجوانب النفسية والعاطفية، ولأجل هذه المكتسبات يجب أن يمارس الإنسان هذه الرياضة ويجعل منها أسلوب حياة، وهذا نلحظه في الكثير من البلدان المجاورة والبعيدة ولكل المراحل العمرية.

من الواقع:

ذات مرة كنت في لبنان، في أول أيامي هناك كنت مصدومًا من سلوكية المشي في الصباح، وبعد المكوث طويلًا هناك وجدت أن الأمر بالنسبة إليهم يمثل بالفعل أسلوب حياة، فالرجل المسن والمرأة الكبيرة والشاب يسيرون في الطرق المخصصة للمشي، وقد حكمت عليها أنها من مؤشرات الوعي الإنساني بعائدات الصحة النفسية والجسمانية التي يمتلكها هؤلاء الناس، وهذا كان من أكثر ما أعجبني في ذلك البلد.

ما هي مكتسبات المشي للإنسان؟

يعود المشي على الإنسان بمكتسبات كثيرة ومتنوعة من أهمها:

يساعد المشي سيما في الطبيعة في خفض مستويات الكورتيزول، مما يقلل من شعورك بالضغط النفسي، والشيء الرائع هو أن هذه التأثيرات الإيجابية يمكن تكثيفها عندما تُحاط بالطبيعة، فحين يقرر الإنسان أن يمارس رياضة المشي عليه أن يبحث مكانًا في الطبيعة ليحصل على الفائدتين معًا.

ومن عوائد المشي للإنسان أنه يشعره بالسعادة، فوفقًا لدراسة نشرتها المجلة الأمريكية للطب الوقائي، فإن المشي يساهم في تحسين الحالة المزاجية، ولا سيما إن كان خارج المنزل، وأفاد المشاركون في هذه الدراسة، الذين مارسوا تمارين رياضية مدة 150 دقيقة، فإنهم يتمتعون بمستويات طاقة أعلى وصحة عاطفية وحياة اجتماعية أفضل، حين عاد الباحثون إلى متابعتهم بعد ثلاث سنوات.

كما يحافظ المشي على الهدوء والاسترخاء، سيما وأن الإنسان يعيش على الدوام أو في الغالب في حالة من الضغط النفسي، مما يؤثر سلبًا على صحته العقلية والبدنية، لكن يعتبر المشي من أسرع الطرق وأكثرها فاعلية لتهدئة التوتر والإجهاد الذي نشعر به، قد يكون للمشي البسيط مدة 10 دقائق الأثر ذاته للقيام بالتمارين الرياضية لمدة 45 دقيقة، فيما يتعلق بالحد من القلق والاكتئاب.

كما أن المشي يزيد قدرة الإنسان الإبداعية الكامنة داخله، فالمشي يمكن أن يعزز الإنتاج الإبداعي بنسبة 60%، وأنها تعزز الإبداع حتى بعد انتهاء النشاط ذاته، يعني أن عوائدها تستمر لدى الإنسان وليس في فترة ممارسة المشي فقط مما يعني أنها ذات آثار بعدية كبيرة فلا يجب التفريط فيها كرياضة مفيدة للإنسان.

ويزيد المشي من استقرار النوم لدى الإنسان إذ أن النوم لمدة ثماني ساعات يعد من أهم الأمور التي يمكنك القيام بها للمحافظة على صحتك، وقد يكون المشي السريع هو الحل الذي تحتاجه، حيث يساعد في النوم بسرعة أكبر ولفترة أطول والحصول على جودة نوم أفضل، وهذا ما يلمسه أي إنسان بعد قضائه وقتًا في المشي.

ويساعد المشي على فقدان الوزن فهو يحرق السعرات الحرارية، كما أنه يحفزك ويصفي ذهنك مما يجعلك تركز أكثر على تحقيق أهدافك الصحية، والمشي لا يضع عبئًا كبيرًا على المفاصل مثل الركض، لذا ينصح به أطباء المفاصل والكسور أكثر من الركض.

وأخيرًا يحسن المشي من الذاكرة والتعلم، فالمشي المنتظم يعزز تدفق الدم إلى الدماغ، مما يساهم في تحسين الذاكرة وقدرات التعلم والحفظ والاسترجاع وهذا مهم في العمليات العقلية والمعرفية التي يحتاجها الإنسان، ولأجل كل هذه العائدات الكبيرة على الإنسان عليه أن يحرص على انتزاع وقت ولو قصير للمشي في اليوم الواحد.

اضف تعليق