q
يعاني ملايين الأشخاص حول العالم من التهاب الجلد التأتبيّ أو الأكزيما، حيث لم يعثر على دواء ناجع نهائي لحل المعاناة التي يسببها هذا النوع من الحساسية حتى الآن، وتختلف شدة الأعراض لدى المصابين بالأكزيما من معتدلة إلى شديدة جداً، غير أن دراسة جديدة تبشر بنهاية للمعاناة...

يعاني ملايين الأشخاص حول العالم من التهاب الجلد التأتبيّ أو الأكزيما، حيث لم يعثر على دواء ناجع نهائي لحل المعاناة التي يسببها هذا النوع من الحساسية حتى الآن، غير أن دراسة جديدة أجريت بألمانيا تبشر بنهاية للمعاناة.

الأكزيما أو (التهابُ الجلدِ التأتبيّ) من أحد الأمراض الجلدية التي لم يعثر لها على حل نهائي حتى الآن، تتمثل بظهور بقع حمراء قد تصبح سميكة وتسبب الحكة الشديدة على فروة الرأس، الرقبة، الكتفين، الكاحلين، المعصمين، اليدين، القدمين. وتختلف شدة الأعراض لدى المصابين بالأكزيما من معتدلة إلى شديدة جداً، وتظهر الإصابة نتيجة لعوامل مختلفة قد تكون وراثية، أو مناعية، أو بيئية. وقد تؤثر على نوعية النوم حتى قد تكون مسؤولة عن تغيير نمط حياة الشخص بشكل عام لأنها حالة مزمنة. بحسب ما نشره موقع (ميديكال نيوز توداي)، يعاني من هذا المرض المزعج كثير من الأشخاص حول العالم. إذ يبلغ عدد المصابين بالأكزيما في ألمانيا فقط ما يقارب 4 ملايين شخص.

كل منا يعرف قساوة لدغة نحلة ومدى قوة الخدش المزعج الناجم عنها، وقد يصل ذلك في نهاية المطاف إلى نزيف للدم. فما بالك بالمعاناة التي يعيشها المصابون بالتهاب الجلد التأتبي أو ما يعرف بالأكزيما والتي قد ترافقهم طيلة الحياة."هناك تسجيلات فيديو صُورت في الليل لطفل مُصاب بالتهاب جلدي تأتبي حاد أو ما يعرف بالأكزيما. لم يعرف هذا الطفل أي دقيقة هادئة وكان يحكّ جلده طيلة الوقت كله دون وعي بذلك أثناء نومه"، هكذا يصف شتيفان ميلر، وهو طبيب متخصص في الأمراض الجلدية من المستشفى الجامعي في مدينة دوسلدورف الألمانية، عن معاناة الأطفال اليومية المصابين بمرض الأكزيما.

يعاني ما بين 10 إلى 15 بالمائة من الأطفال في ألمانيا من مرض الأكزيما، ونحو 3 بالمائة من البالغين. وتوجد نفس نسب الإصابات في أوروبا، فيما لا توجد أي إحصاءات عالمية حول عدد المصابين بهذا المرض حتى الآن، ولكن هذا المرض متفشي بكثرة في البلدان الصناعية بالأساس. ويعد التهاب الجلد التأتبي، وهو التهاب مزمن في الجلد، المرض الجلدي الأكثر انتشارا لدى الرضع والأطفال.

وأسوأ أعراض هذا المرض هو الخدش بقوة لا تطاق قد تصل بالمريض إلى حافة اليأس ومعاناة شديدة - ليس فقط بالنسبة للطفل - وإنما أيضا بالنسبة للوالدين. والحل الوحيد هو أن يرتدي الأطفال قفازات خاصة لكي لا يجرحوا جلدهم أثناء الخدش القوي.

ويكون جلد المصاب بمرض الأكزيما جافا للغاية ولونه أحمر بالإضافة إلى أنه كثير القشرة. وغالبا ما يخدش المصابون أنفسهم بقوة إلى درجة نزيف الدم من جلدهم، ما يتسبب بدوره في المزيد من الجروح التي تكون ملاذا آمنا للبكتيريا التي تتسبب بدورها في التهابات حادة.

وللخروج من هذه الدوامة والسيطرة على الالتهاب والتخفيف من الخدش تستعمل في كثير من الأحيان مادة الكورتزون، عادة على شكل مراهم أو كريمات. ولكن الكورتزون له أيضا آثار جانبية، إذ أنه قد يجعل الجلد رقيقا والأوعية أكثر حساسية وبالتالي يمكن أن يتسبب في تعرض الجلد بشكل أسرع للإصابة بالتهابات. لذلك فإن الكورتيزون ليس اختيارا صحيحا كدواء دائم، ولكن للأسف لا يمكن التخلي عنه في الحالات الحادة.

ويكون مسار مرض الأكزيما مصحوبا بانتكاسات، وكل انتكاسة تأتي على شكل التهاب مرفوق بالخدش القوي. أما عن مدة استمرار هذه الانتكاسات ومدى قوتها فيختلف من حالة لأخرى، وبالنسبة للكثيرين تضعف قوة هذه الانتكاسات مع تقدمهم في العمر.

ويمكن إخماد أعراض الأكزيما ولكن ليس من الممكن علاجها، كما يوضح ستيفان ميلر. ويقول: "التهاب الجلد التأتبي هو مرض طبيعي يمكن أن يصيب أي شخص، وجيناتنا هي التي تحدد في حالات معينة وحسب عوامل خاصة ما إذا كنا سنصاب بالأكزيما طوال حياتنا أم لا. والإصابة بمرض الأكزيما لا يمكننا تفاديه، كما لا يمكننا التعافي منه".

ويتعين على المصابين بالأكزيما تجنب ارتداء الأقمشة الخشنة على غرار الصوف. وهناك ملابس خاصة تحتوي على عينات من الفضة ملائمة للمصابين بهذا المرض، لأن للفضة خصائص مضادة للجراثيم، وبالتالي تُساهم في تقليص حدوث انتكاسات إلى أدنى مستوى ممكن.

وتعتبر الأكزيما من الأمراض غير المعدية، ولكن احمرار الجلد والتهابه يُخيف الكثيرين ويدفعهم للاشمئزاز من المصابين بهذا المرض. ويعاني خاصة الأطفال من ردود الأفعال هذه. وقد عايش رينيه بفايفر مثل هذه المواقف، بحيث يقول: "شكل ذلك ضغطا كبير علي عندما كنت في روضة الأطفال، وخصوصا عندما كنت ألعب مع الأطفال الآخرين. فهم لم يكونوا يعرفون كيف يمكنهم التعامل معي بطبيعة الحال عندما يرون أن جلدي ملتهب".

ولكن حالة رينيه بفايفر، البالغ من العمر ثلاثين عاما، تُعتبر اليوم واحدة من تلك الحالات التي لم تعرف تراجع هذا المرض على مر السنين فقط، وإنما اختفائه تماما، فمنذ سن السادسة لم تظهر عليه أعراض الأكزيما ولم يتعرض لأي انتكاسات. وقد ظهرت عليه علامات هذا المرض الجلدي وهو في سن لم تتعد ثلاثة أشهر: "تم تلقيحي أثناء النهار، وفي الليل وُضعت على السرير للنوم دون أي أعراض للأكزيما أو أي مرض آخر يذكر. وفي اليوم التالي وجد والدَيَ آثار دموية صغيرة على سريري". ذلك أنه قد قضى الليلة بأكملها في حك جلده. وقد أنشأ والداه آنذاك جمعية أطلقوا عليها اسم "الرابطة الاتحادية للأكزيما" للتشاور مع آباء ومصابين آخرين ومساعدة بعضهم البعض. كان ذلك قبل 30 عاما تقريبا، واليوم هاهو رينيه بفايفر رئيسا لهذه الجمعية.

وتظهر أعراض الأكزيما عند الرُضع في الغالب على الوجه والذراعين والساقين ولكن أيضا على الظهر، وفي أسوأ الأحوال على الجسم كله. ومن العلامات المبكرة على ظهور هذا المرض الجلدي قد يكون ما يُسمى "قبعة المهد" والتي تتسم بظهور قشرة على الرأس والتي نجدها عند الكثير من الرضع. هذه التغيرات الجلدية عادة ما تختفي بعد مرحلة الطفولة، ولكن ليس دائما، في هذه الحالة تتبعها اضطرابات جلدية في المرفقين وخلف الركبتين والرقبة.

الأسباب الحقيقية غير معروفة

ولا تزال الأسباب الحقيقية لمرض الالتهاب الجلدي غير معروفة. ولكن المعروف أن هناك عوامل قد تؤدي إلى ظهورها، على غرار "الإجهاد والحساسية أو حتى البكتيريا والفطريات التي تعيش على الجلد يمكنها أن تتسبب في ذلك"، وفق شتيفان ميلر. ويضيف "بل هي أيضا نتيجة لبعض السموم البيئية الناتجة عن الانبعاثات الغازية للمصانع والسيارات".

وليس الألم الناتج عن الالتهاب هو الشيء الوحيد الذي يعاني منه المصابون وإنما أيضا الخدش المستمر والذي يشكل إزعاجا كبيرا لهم. وقد ابتكر الأطباء جهازا لقياس درجات الألم لتحديد قوة الخدش. ويقول ميلر: "تُستخدم نتائج هذا الجهاز في الدراسات لتحديد درجات الألم عند كل مريض على مقياس من واحد إلى عشرة. كما أن حالات الألم ليست هي نفسها، فهي تختلف في نوعيتها أيضا".

ويحاول الأطباء المختصون من خلال هذه الدراسات التمييز بين كل حالة وأخرى لمعرفة المزيد عن هذا المرض الجلدي بهدف تطوير علاج للتخفيف بعض الشيء من معاناة المصابين بمرض الأكزيما.

مرض الاكزيما وهشاشة العظام

كشفت نتائج دراسة علمية حديثة أن من يعانون من الاكزيما الجلدية أكثر عرضة من غيرهم للإصابة بهشاشة العظام أو الكسور، وكعلاج لذلك أشارت الدراسة إلى إجراء تمارين رفع الأثقال للحفاظ على كثافة العظام ومنعها من التهشم.

كشفت دراسة حديثة أن المصابين بالاكزيما الجلدية أكثر عرضة من غيرهم للإصابة بهشاشة العظام -التي قد لا يتسنى تشخيصها- أو الكسور. يشار إلى أن من أعراض الاكزيما احمرار الجلد والتورم والحكة الجلدية- ما قد يقود إلى الإصابة بأمراض أخرى أو يتفاقم بالتعرض لمواد مهيجة للبشرة ومسببة لفرط الحساسية.

وتعالج الاكزيما عادة بمراهم وكريمات موضعية تدخل الهرمونات المنشطة وإلانتي هيستامين في تكوينها، كما تعالج أحيانا بمضادات الهستامين التي تؤخذ كأقراص عن طريق الفم والتي قد تؤثر على قلب المريض. وقال جوناثان سلفربرج من قسم الأمراض الجلدية والطب الوقائي وعلوم طب المجتمع بجامعة نورثوسترن في شيكاغو "هناك عدد من الأسباب التي تجعل مرضى الاكزيما أكثر عرضة للإصابة بهشاشة العظام. ربما يكون الالتهاب المزمن المرتبط بالاكزيما ذا أثر مباشر على كثافة العظام من المعادن".

وكشف الطبيب المختص أن من يعانون من الاكزيما يميلون إلى أن يكونوا أقل نشاطا في الحركة ولا يمارسون التمرينات الرياضية لأن كثرة إفراز العرق يزيد من الإحساس بالحكة الجلدية، مبينا أن تمرينات رفع الأثقال تساعد في الحفاظ على كثافة العظام. وشخصت دراسة شملت نحو خمسة آلاف حالات اكزيما بين 7 في المائة وكان نحو ثلث هذا العدد الإجمالي تقريبا يعاني من كسور في العظام. كما أشارت الدراسة التي وردت في دورية علمية تحت عنوان (فرط الحساسية والمناعة الاكلينيكية) إلى أن من لا يعانون من الاكزيما كان 32 في المائة منهم يعاني من كسور في العظام بالمقارنة بنسبة 41 في المائة بين أولئك المصابين بالاكزيما.

طلع الأعشاب يهيج الأكزيما

توصلت دراسة حديثة أعدها فريق من العلماء لدى معهد فراونهوفر الألماني إلى حقائق جديدة تربط بين تناثر طلع العشب – الذي يلازم فصل الربيع- وتفاقم حالات الأكزيما لدى المصابين بهذا المرض الجلدي المزمن.

من خلال معايشتهم لمصابين بمرض الاكزيما الجلدي المزمن، توصل فريق من الباحثين لدى معهد فراونهوفر لعلوم الأنسجة والعلاج التجريبي التابع للكلية الطبية في هانوفر إلى أن تعرض المصابين بالاكزما إلى الطلع أثناء فصل الربيع يمكن أن يفاقم حالاتهم.

الاكزيما هي مرض جلدي من أعراضه الحكة الشديدة. وقد تعاظمت في الأعوام الأخيرة مستويات الإصابة به، ويُنتظر أن تتزايد أعداد المصابين به في السنوات المقبلة. معالجة حالات الاكزيما مستعصية وصعبة في الغالب، ويعود ذلك في جزء منه إلى أن العوامل التي تسبب هذا المرض تختلف بشكل كبير من حالة إلى أخرى. وبحسب الدراسة التي أجراها فريق معهد فراونهوفر فإن الأشخاص المصابين بالاكزيما والذين عُرضوا إلى طلع الإعشاب الصيفية الطبيعية في المساحة التي تولى فريق العلماء دراستها قد تفاقمت أعراض إصابتهم خلال ساعات.

وأظهرت البحوث التي جرت على أولئك المرضى في مختبرات الكلية الطبية في هانوفر أن دمائهم أظهرت التهابا كشف عن ارتفاعا في مستويات التحسس. ومن غير المؤكد أن التعرض للطلع هو سبب تفاقم تحسس الاكزيما لدى المصابين موضع البحث، كما أن التوصل إلى عقار يمكن أن يعزز مناعة مرضى الاكزيما ما زال تحديا جديا يواجهه فريق العلماء الذي يتابع البحث في هذا الموضوع. ويمكن أن يكون العلاج بما يعرف بمركب DNAzymes، وهي جزيئات DNAالاصطناعية مع النشاط الأنزيمي.

قريباً .. الماريغوانا لعلاج الأكزيما والصدفية!

بالرغم أنها تندرج تحت قائمة المخدرات، إلا أن الماريغوانا قد تكون مفيدة في علاج بعض الأمراض الجلدية وفقاً لأبحاث علمية أمريكية. الخبراء أكدوا فعالية النبات في الحد من الأعراض المزعجة المصاحبة لبعض أمراض الجلد، فكيف ذلك؟

في الوقت الذي تجرم فيه كثير من دول العالم تعاطي نبات القنب (الماريغوانا)، إلا أن الأطباء والمرضى يظهرون اهتماماً متزايداً بالمزايا الصحية لبعض المواد غير المخدرة في هذا النبات المثير للجدل، والذي يمكن أن يعطى أملاً في الشفاء لملايين المصابين بالأكزيما والصدفية. فقد وجد بحث أمريكي جديد صدر عن المنظمة الوطنية للأكزيما بأمريكا، أن الماريغوانا قد تساعد في علاج الأعراض المتعلقة بأمراض الجلد، بما فيها الأكزيما والصدفية.

وبحسب موقع صحيفة "ذا صن" البريطانية، فقد أوضح الباحثون أنه سيتم التركيز على أربعة مركبات موجودة في هذه النبتة وهي كانابيديول، كانابيكرومين، كانابيجيرول وكانابينول، والتي سيتم استخدامها موضعياً لعلاج التهابات الجلد الشديدة الناتجة عن الأكزيما والصدفية وغيرها. ويرى العلماء الذين يجرون أبحاثهم في جامعة كولورادو الأمريكية، أن تلك المكونات الموجودة في نبات القنب تحتوى على خصائص مضادة للالتهاب وللميكروبات أيضاً. والاكزيما هي حالة مرضية تسبب حكة شديدة في الجلد واحمرار وجفاف وحتى الآن لا يوجد علاج فعال لها، وإنما يصف الأطباء فقط مهدئات للحكة ومضادات للالتهاب، حسب ما ذكره الموقع.

وفي سياق متصل، أشار الدكتور هنري جرانجر بيفارد، من المنظمة، لصحيفة الإندبندنت البريطانية، إلى أن هذا النبات له تأثير كبير على التخفيف من التهابات الجلد وذلك لما يوجد به من مواد مهدئة معينة يتم البحث فيها ودراستها الآن من أجل تحقيق الاستفادة القصوى والآمنة للماريغوانا.

مرض مزعج ومحاولات لعلاجه

رغم أن الجلد هو أكبر عضو في الإنسان ويمكن رؤيته ولمسه بشكل مباشر، مازال الأطباء عاجزين عن تفسير الكثير من أسراره. وإلى جانب الأدوية والمراهم المعروفة، يبحث الباحثون الآن عن طرق جديدة منها الغسيل الكلوي.

تشكل مساحة جلد الإنسان حوالي مترين مربع وتزن تقريباً خمسة كيلوغرامات، وهي تعد بذلك أكبر عضو في جسم الإنسان. ومع أن رؤية الجلد ولمسه بشكل مباشر أمر متاح، إلا أن الأطباء مازالوا يعرفون القليل عنه. فهناك أسئلة حول جلد الإنسان مازالت مفتوحة، مثل كيفية عمل النظام العصبي تحت الجلد وأيضاً مرض الإكزيما. فلدى المصابين بمرض الإكزيما (التهاب الجلد التأتبي)، يهاجم جهاز مناعة الجسم الجلد، ويرد الأخير بالتقشر والحكة. وهذا الأمر مازال محيراً للأطباء، وهم لا يعرفون حتى الآن أسباب الإصابة بهذا المرض، فله أسباب وراثية لكنه يزيد عند الإجهاد والضغط النفسي.

وعادة ما تزيد معاناة المصابين بهذا المرض في فصل الصيف، حيث يزيد التعرق من شدة حكة الجلد في مواضع عديدة مصابة. ويعاني البعض من هذا المرض منذ طفولتهم، وعندما يصاب الأشخاص بنوبة أكزيما، فهم يستمرون في حك أنفسهم في كل الأوقات وفي كل مكان، ما يتسبب في إصابتهم بجروح وخدوش.

غسل الكلى كعلاج للاكزيما؟

ويلجأ مرضى الإكزيما إلى مراهم الكورتيزون أو أدوية على شكل حبوب لتهدئة الحكة، لكن كل هذه الأدوية تزيل الأعراض دون توفير علاج للمرض. لذلك يدرس الباحثون الآن إمكانيات علاج الإكزيما. وواحد من هذه الطرق هي غسل الدم من الأجسام المضادة التي تلعب دوراً هاماً في الإصابة بالتهابات الجلد. ويبتع الأطباء حالياً أثراً جديداً، فهم يعتقدون أن الغلوبولين المناعي هـ مسؤول عن الإصابة بالمرض. ويقول د. ميشائيل كاسبركليفيتش، طبيب الأمراض الجلدية، إن "نحو 80 بالمائة من المرضى لديهم نسبة مرتفعة من الغلوبولين المناعي، لذا يعتقد أن له دوراً في نشوء المرض رغم عدم إمكانية تفسير الأمر بالضبط". فعادة ما يولد الجسم مضادات مناعية لحمايتنا إذا نفذت ميكروبات تحت الجلد، لكن المصابين بالاكزيما يستجيبون لمواد بسيطة مثل لقاح الزهور أو المواد الغذائية بتكوين الغلوبولين المناعي هـ، فيصبح تركيزه في الجلد والدم مرتفع، وهذا يؤجج التهاب الجلد ويصبح المريض عرضة لدائرة مفرغة من الحك ونشوء التهاب جديد.

ويجرب الباحثون الآن طريقة جديدة للتعامل مع هذا المرض وهي الغسيل الكلوي، فبدل معالجة الجلد فقط يرسل الأطباء المرضى إلى أخصائيي الكلى، حيث يتم غسل الدم، ويبدو أن ذلك مجد، فأثناء غسل الكلى يتم تنظيف الدم من الغلوبولين المناعي هـ. ويتم ذلك بالاستعانة بمصفاة خاصة، ومن ثم تعاد بلازما الدم المنظفة إلى الجسم. وتظهر أولى النتائج أن العلاج ناجح، لكنه لا ينفع كل المرضى، إذ يبقى تأثيره لفترة قصيرة فقط.

دراسة جديدة تعد بنهاية معاناة مرضى الأكزيما

مؤخراً، توصل باحثون من كلية هانوفر الطبية (MHH) إلى إيجاد عقاقير لوضع حد للمعاناة المؤلمة التي تسببها الأكزيما. إذ يقوم علماء من كلية هانوفر الطبية بالتعاون مع آخرين من جامعة الطب البيطري (TiHo) بالبحث عن دواء جديد يسمى" مانع مستقبلات الهيستامين 4" في تجربة سريرية، حيث تم اختبار فعالية القرص الدوائي الجديد على 98 مريض، وقد توجت التجربة بنجاح كبير.

وفي الدواء المختبر، يعمل مانع الهستامين على حظر الهستامين، الذي هو عبارة عن بروتين موجود في العديد من الأطعمة، من تحفيز رد الفعل التحسسي، آثار جانبية؟، وبعد انتهاء التجربة السريرية، تحسن جلد المرضى المشاركين في الاختبار إلى حد كبير، حيث انخفضت نسبة احمرار الجلد والالتهابات إلى النصف. ويكمن الخبر الجيد في هذه التجربة المميزة، أن الدواء لم يظهر أي آثار جانبية، على عكس العقاقير المشابهة!.

وفي الوقت الحالي قد انطلقت دراسة دولية تشمل حوالي 400 مريض. وقال الأستاذ في كلية هانوفر الطبية د. توماس فيرفيل: " نحن مهتمون بشكل خاص بالمرضى الذين يمكن أن يستفيدوا أكثر من العلاج الجديد". ومع ذلك، فإن الأمر سيستغرق بضع سنوات أخرى حتى يتم إطلاق العقاقير إلى الأسواق. وفقاً لما نشره موقع صحيفة (بيلد) الألماني.

اضف تعليق