إنّ موضوع الاستعمال الإشكالي للإنترنت يكتسب أهميته لكونه ظاهرة معاصرة تمسّ الأفراد والمجتمعات على حد سواء. فمن الناحية النفسية، يرتبط باضطرابات القلق والاكتئاب وضعف التحكم بالذات، كما يقود إلى العزلة والانشغال المفرط بالعالم الافتراضي على حساب التوازن النفسي. ومن الناحية الاجتماعية، يؤثر سلبًا على قوة الروابط الأسرية والعلائقية...

في ظل التحولات الرقمية السريعة التي يشهدها المجتمع العراقي والعالم أجمع، لم يعد الإنترنت مجرد وسيلة للتواصل أو البحث عن المعلومات، بل أصبح فضاءً مؤثراً في تشكيل العلاقات الإنسانية وأنماط التفاعل الاجتماعي. من هنا برزت الحاجة إلى دراسات علمية تتناول تأثير هذا الفضاء الافتراضي على حياتنا اليومية وعلاقاتنا الواقعية. وفي هذا السياق، كان لنا حوار مع الباحثة فاطمة علي مجيد من قسم علم النفس في كلية الآداب بجامعة بغداد، حول مضمون رسالتها للماجستير الموسومة: "تصورات الحراك العلائقي وعلاقته باستعمال الإنترنت الإشكالي". دار الحديث عن دوافع اختيار الموضوع، وأهم نتائجه، ودلالاته النفسية والاجتماعية، إضافة إلى الرؤى المستقبلية التي يمكن أن تسهم في معالجة الظاهرة وفهمها بشكل أعمق.

بدايةً، ما الذي دفعكِ لاختيار موضوع "الحراك العلائقي وعلاقته باستعمال الإنترنت الإشكالي"؟

اختياري لموضوع الحراك العلائقي وعلاقته باستعمال الإنترنت الإشكالي جاء نتيجة لعدة اعتبارات مترابطة. فمن الناحية النظرية، يُعد الحراك العلائقي من المفاهيم المهمة التي توضح كيف يختلف الأفراد في مرونتهم لبناء العلاقات أو إنهائها، وهو ما ينعكس على طبيعة حياتهم الاجتماعية. ومن الناحية الواقعية، ومع الانتشار المتزايد للإنترنت بوصفه وسيلة تواصل رئيسية، برزت مظاهر عديدة للاستعمال الإشكالي مثل الانعزال أو الاعتمادية المفرطة على الفضاء الافتراضي. هذا التباين بين الواقع والافتراض دفعني إلى البحث في العلاقة بين هذين المتغيرين، خصوصًا في ظل قلة الدراسات العربية التي تناولت الموضوع.

 كيف تشرحين للقارئ غير المتخصص معنى "الحراك العلائقي" بلغة بسيطة؟

الحراك العلائقي يعني مدى سهولة أو صعوبة تكوين الإنسان لعلاقات جديدة أو إنهاء علاقاته القديمة.

بعض الأشخاص يعيشون في بيئات يكون فيها التعارف سهلًا، والصداقات تتشكل بسرعة، وإذا لم تنجح العلاقة يمكنهم الانتقال إلى علاقة أخرى بسهولة. هؤلاء نقول إن لديهم حراك علائقي مرتفع.

بينما هناك أشخاص يعيشون في بيئات أو ثقافات تجعل العلاقات أكثر ثباتًا واستمرارية، ويكون من الصعب الدخول في علاقة جديدة أو إنهاء علاقة قائمة. هؤلاء يكون لديهم حراك علائقي منخفض.

في رأيكِ، لماذا يُعدّ موضوع الاستعمال الإشكالي للإنترنت قضية نفسية واجتماعية مهمة اليوم؟

إنّ موضوع الاستعمال الإشكالي للإنترنت يكتسب أهميته لكونه ظاهرة معاصرة تمسّ الأفراد والمجتمعات على حد سواء. فمن الناحية النفسية، يرتبط باضطرابات القلق والاكتئاب وضعف التحكم بالذات، كما يقود إلى العزلة والانشغال المفرط بالعالم الافتراضي على حساب التوازن النفسي. ومن الناحية الاجتماعية، يؤثر سلبًا على قوة الروابط الأسرية والعلائقية، ويضعف التفاعل المباشر وجهًا لوجه. وإضافةً إلى ذلك، ينعكس على الجانب الأكاديمي والمهني عبر ضعف التحصيل وهدر الوقت وتشتت الانتباه. وبسبب هذه التداعيات المتشعبة، يُنظر إلى الاستعمال الإشكالي للإنترنت اليوم كقضية عالمية ذات أبعاد نفسية واجتماعية، تستدعي الدراسة والمعالجة بنفس الجدية التي تُعالج بها أشكال الإدمان الأخرى.

توصلتِ إلى أن الطلبة لا يعانون من استعمال إشكالي للإنترنت، برأيك هل هذا يتوافق مع الواقع اليومي للطلبة الجامعيين؟

توصلتُ في هذا البحث إلى أن الطلبة لا يعانون من استعمال إشكالي للإنترنت، وهذه النتيجة قد تبدو للوهلة الأولى غير منسجمة تمامًا مع ما نراه في الواقع اليومي من كثرة انشغال الطلبة بالهواتف ومواقع التواصل. لكن عند التدقيق، يمكن القول إن هذا التباين ليس تناقضًا، بل هو انعكاس لطبيعة المفهوم العلمي لـ "الاستعمال الإشكالي".

فكثرة الاستخدام أو طول الساعات لا تعني بالضرورة وجود استعمال إشكالي، لأن المقياس العلمي يركز على الأبعاد السلبية مثل فقدان السيطرة، أو الإهمال الدراسي والاجتماعي، أو ظهور أعراض نفسية مرتبطة بالاعتمادية. قد يستخدم الطلبة الإنترنت لساعات طويلة في الدراسة أو الترفيه، لكن ذلك لا يصل إلى مستوى السلوك الإشكالي وفق المعايير العلمية.

إذن، يمكن القول إن النتيجة جزئيًا تتوافق مع الواقع: الطلبة يستخدمون الإنترنت بكثرة، لكن الاستخدام لا يرتقي دائمًا إلى مستوى "الإشكالي" بالمعنى العلمي، بل يبقى في حدود الاستخدام المكثف أو الاعتيادي.

نتائجكِ تشير إلى أن الإناث أكثر وعيًا في اختيار العلاقات الشخصية، بينما الذكور أكثر تعرضًا للارتباط بمجموعات غير مرغوب فيها.. كيف تفسرين هذه الفروق من منظورك النفسي والاجتماعي؟

التفسير النفسي

الإناث عادةً أكثر حذرًا وانتقائية في الدخول في العلاقات الاجتماعية، نتيجة ارتفاع حساسيتهن تجاه الاستقرار العاطفي والاجتماعي، إضافةً إلى أن التنشئة الاجتماعية تشجعهن على التفكير في العواقب والتزام الضوابط عند تكوين العلاقات. أما الذكور، فيميلون إلى المغامرة والانفتاح بشكل أكبر، وأحيانًا الاندفاع نحو التجارب الاجتماعية دون تقييم كافٍ للمخاطر، مما يزيد احتمالية الانخراط في علاقات أو مجموعات غير مرغوب فيها.

 التفسير الاجتماعي

الثقافة المجتمعية تمنح الذكور عادةً حرية حركة أوسع في تكوين العلاقات والانتماء إلى مجموعات مختلفة، بينما تضع ضوابط أكبر على الإناث، وهو ما يجعل الفتيات أكثر وعيًا وانتقائية. كما أن الذكور يتعرضون لضغوط أقران أعلى، ما قد يدفعهم إلى الانضمام لمجموعات حتى وإن لم تكن مناسبة، حفاظًا على الانتماء الاجتماعي أو إثبات الذات.

 لم تجدي فروقًا جوهرية بين الذكور والإناث في الاستعمال الإشكالي للإنترنت، ما دلالات هذا الأمر بالنسبة للباحثين وصنّاع القرار التربوي؟

 الدلالات بالنسبة للباحثين

 عدم وجود فروق جوهرية بين الذكور والإناث في الاستعمال الإشكالي للإنترنت يشير إلى أن الظاهرة ليست مرتبطة بنوع الجنس بقدر ما هي مرتبطة بعوامل أعمق، مثل:

_ السمات الشخصية (الاندفاعية، ضعف ضبط الذات).

 _ الضغوط النفسية والاجتماعية. 

_ أنماط التنشئة والاستخدام اليومي للتقنيات.

 وهذا يعني أن الدراسات المستقبلية ينبغي أن تركز على هذه العوامل المشتركة، بدلًا من الاقتصار على الفروق الجندرية.

 الدلالات بالنسبة لصنّاع القرار التربوي

هذه النتيجة توضح أن الاستعمال الإشكالي للإنترنت قضية عامة تمسّ الطلبة من كلا الجنسين على حد سواء، وبالتالي:

- البرامج التوعوية والإرشادية يجب أن تستهدف الجنسين معًا، لا أن تقتصر على فئة محددة.

- تصميم تدخلات تربوية شاملة تعزز مهارات تنظيم الوقت، والوعي الرقمي، والتوازن بين الحياة الواقعية والافتراضية لدى جميع الطلبة.

 توجيه الجهود نحو البيئة الجامعية والأسرة باعتبارها مؤثرة في الاستخدام، بدلًا من التركيز على الفروق الفردية المرتبطة بالجنس فقط.

 في مجتمع مثل العراق الذي يشهد تحولات سريعة في أنماط التواصل، هل يمكن القول إن الإنترنت أصبح بديلاً عن العلاقات الاجتماعية الواقعية؟

لا يمكن القول إن الإنترنت أصبح بديلاً كاملًا عن العلاقات الاجتماعية الواقعية، لكنه أصبح أداة مكملة ومؤثرة بشكل كبير إذ الإنترنت يسهل التواصل، ويتيح للناس البقاء على اتصال بأصدقائهم وعائلاتهم حتى في ظروف صعبة أو في ظل التغيرات الاجتماعية والسياسية. ولكنه لا يستطيع أن يحلّ محل التفاعل الواقعي من حيث الدفء العاطفي، الدعم النفسي المباشر، وتجربة الانتماء الجماعي الحقيقية.

لذلك يمكن القول إن الإنترنت يغيّر طرق ومظاهر العلاقات الاجتماعية، لكنه لا يلغيها، بل أصبح جزءًا من البيئة الاجتماعية الحديثة يتداخل معها، سواء بشكل إيجابي أو سلبي حسب استخدام الفرد والظروف المحيطة.

 كيف يؤثر ضعف الدعم الاجتماعي أو الشعور بالوحدة على لجوء الشباب إلى الإنترنت بشكل مفرط؟

تأثير ضعف الدعم الاجتماعي أو الشعور بالوحدة على استخدام الإنترنت المفرط:

1. الهروب من الواقع: الشباب الذين يشعرون بالوحدة أو يفتقرون إلى دعم اجتماعي قد يلجأون إلى الإنترنت كوسيلة للهروب من مشاعرهم السلبية أو العزلة.

2. بحث عن الانتماء: الإنترنت يوفر منصات للتواصل والانخراط في مجتمعات افتراضية، حيث يمكن للشباب إيجاد شعور بالانتماء والتقدير الذي يفتقدونه في حياتهم الواقعية.

3. تعزيز الاعتماد النفسي: الاستخدام المفرط يخفف مؤقتًا الشعور بالوحدة، لكنه قد يخلق اعتمادًا نفسيًا على العالم الافتراضي، مما يزيد من صعوبة مواجهة الحياة الواقعية والتفاعل الاجتماعي المباشر.

4. دائرة مفرغة: كلما زاد الانعزال، زاد اللجوء للإنترنت، ما قد يؤدي إلى ضعف العلاقات الواقعية أكثر، وبالتالي تكثيف الشعور بالوحدة واعتماد أكبر على الفضاء الافتراضي.

من واقع ملاحظاتكِ، هل ترى أن الجامعات العراقية تهيّئ بيئة مساندة تساعد الطلبة على بناء علاقات صحية تقلل من مخاطر الاستعمال الإشكالي؟

من ملاحظاتي، الجامعات العراقية تقدم بعض الفرص للتواصل بين الطلبة، لكنها لا توفر بيئة مساندة كاملة لتعزيز العلاقات الصحية والدعم النفسي. لذلك، ضعف البرامج الإرشادية والاجتماعية قد يزيد من الاعتماد على الإنترنت، وما يزال هناك حاجة لتطوير بيئة شاملة تقلل مخاطر الاستعمال الإشكالي.

ما النصائح التي تقدمينها للشباب الجامعي لاستخدام الإنترنت بشكل متوازن يحميهم من الانعزال؟

1) تحديد أوقات استخدام محددة: ضع جدولًا يوميًا أو أسبوعيًا يحدد أوقات التصفح والترفيه، مع الحرص على عدم تجاوزها.

2) الموازنة بين الواقع والافتراض: احرص على التفاعل الاجتماعي الواقعي مع الأسرة والأصدقاء، ولا تعتمد على الإنترنت كبديل كامل للعلاقات الحقيقية.

3) اختيار المحتوى الهادف: استخدم الإنترنت للتعلم، تطوير المهارات، والمشاركة في أنشطة إيجابية بدلًا من الانغماس في المحتوى المهدِر للوقت.

4) الانخراط في أنشطة جماعية: شارك في النوادي الطلابية، الفرق التطوعية، أو الفعاليات الاجتماعية لتعزيز شبكة علاقاتك الواقعية.

5) مراقبة الذات: راقب شعورك بعد استخدام الإنترنت؛ إذا لاحظت توتّرًا أو انعزالًا متزايدًا، قلّل الوقت أو غير نوع النشاط.

6) الاستفادة من أدوات التقنية: استخدم تطبيقات تساعدك على إدارة الوقت أو تقييد الوصول إلى المواقع المشتتة للانتباه.

 كيف يمكن للأسرة أن تلعب دورًا في تقوية الحراك العلائقي عند أبنائها في عصر التواصل الرقمي؟

1. تعزيز مهارات التواصل الواقعي: تشجيع الأبناء على الحوار المفتوح والمشاركة في الأنشطة الأسرية يجعلهم أكثر قدرة على التعبير عن مشاعرهم وبناء علاقات صحية خارج الإنترنت.

2. توجيه استخدام الإنترنت: وضع قواعد واضحة للوقت والمحتوى يساعد الأبناء على استخدام الإنترنت كأداة مساعدة للتعلم والتواصل، وليس كبديل للعلاقات الواقعية.

3. تقديم القدوة الإيجابية: عندما يرى الأبناء والآباء والأمهات يتفاعلون بشكل متوازن في حياتهم الاجتماعية، يقلدون هذا السلوك ويصبح جزءًا من مهاراتهم العلائقية.

4. تشجيع الانخراط في المجتمع: دعم الأبناء للمشاركة في الأنشطة الاجتماعية، التطوعية، والفرق الطلابية يعزز من خبراتهم في تكوين شبكة علاقات متنوعة ومتوازنة.

5. الدعم النفسي العاطفي المستمر: التواصل العاطفي اليومي، الاستماع والاهتمام بمشكلات الأبناء، يقلل شعورهم بالوحدة ويزيد قدرتهم على إدارة العلاقات بشكل صحي.

 إذا استمرت ظاهرة الاستعمال الإشكالي للإنترنت بالتصاعد، ما المخاطر التي تتوقعينها على المدى البعيد بالنسبة للنسيج الاجتماعي؟

إذا استمر الاستعمال الإشكالي للإنترنت بالتصاعد، فقد يؤدي إلى ضعف الروابط الاجتماعية الواقعية، زيادة الانعزال والوحدة، تراجع الانتماء المجتمعي، وتأثير سلبي على التعليم والعمل والقيم الاجتماعية، ما يهدد تماسك النسيج الاجتماعي ويجعل من الضروري التدخل التربوي والاجتماعي المبكر.

 برأيكِ، هل يحتاج موضوع الحراك العلائقي إلى مزيد من الدراسات في البيئة العراقية؟ وما الجوانب التي تنصحين بالتركيز عليها مستقبلًا؟

الدراسات الحالية في العراق محدودة، ومعظم الأبحاث تأتي من بيئات ثقافية واجتماعية مختلفة، ما يجعل النتائج غير بالضرورة قابلة للتعميم على المجتمع العراقي والتحولات السريعة في أنماط التواصل، وانتشار وسائل التواصل الرقمي، والتغيرات الاجتماعية والسياسية تجعل من الضروري فهم كيفية تأثير هذه العوامل على قدرة الأفراد على تكوين والحفاظ على العلاقات.

الجوانب المقترح التركيز عليها مستقبلاً:

1) أثر التحولات الرقمية على الحراك العلائقي: دراسة كيفية تأثير الإنترنت ووسائل التواصل الاجتماعي على جودة العلاقات الواقعية بين الشباب.

2) العوامل النفسية والاجتماعية المؤثرة: مثل الدعم الاجتماعي، الثقة بالنفس، مهارات التواصل، والضغط الجماعي.

3) الجانب الثقافي والمجتمعي: تأثير العادات والقيم الاجتماعية العراقية على أنماط الحراك العلائقي لدى مختلف الفئات العمرية.

4) ارتباط الحراك العلائقي بالسلامة النفسية: دراسة العلاقة بين الحراك العلائقي والشعور بالوحدة، والاكتئاب، والاستخدام الإشكالي للإنترنت.

5) تطوير برامج تداخلية: بناء برامج إرشادية أو تربوية لتعزيز الحراك العلائقي وتقليل الاعتماد على العلاقات الافتراضية السطحية.

ما هي خططكِ البحثية القادمة بعد إنجاز هذه الرسالة؟

أهدف إلى توسيع المعرفة العلمية وتقديم حلول عملية يمكن أن تدعم الشباب في بناء علاقات صحية وتحقيق توازن أفضل بين العالم الرقمي والواقع الاجتماعي.

 كلمة أخيرة تودين توجيهها لطلبة الجامعات حول التوازن بين العلاقات الواقعية والعالم الافتراضي.

أود أن أوجه لطلبة الجامعات هذه الرسالة: الإنترنت أداة قوية للتعلم والتواصل، لكنه لا يمكن أن يحل محل العلاقات الواقعية التي تمنحنا الدعم العاطفي والانتماء الحقيقي. احرصوا على التوازن بين العالم الرقمي والواقع الاجتماعي، واستثمروا وقتكم في بناء علاقات صحية، والمشاركة في أنشطة تفاعلية، فهذه العلاقات هي التي تبني شخصيتكم وتدعم صحتكم النفسية على المدى الطويل.

الحوار مع الباحثة فاطمة علي مجيد كشف لنا عن أبعاد جديدة لمفهوم الحراك العلائقي، وكيف يمكن أن يؤثر في أنماط تواصل الشباب داخل المجتمع، خصوصاً في ظل الانتشار الواسع للإنترنت. فقد أوضحت أن الاستخدام المفرط لا يعني بالضرورة الوقوع في الاستعمال الإشكالي، بل إن الأمر يرتبط بعوامل نفسية واجتماعية وثقافية أعمق. وفي ضوء ما توصلت إليه، تبقى الحاجة ملحّة لمزيد من الدراسات التي تعكس خصوصية البيئة العراقية وتدعم الشباب في بناء علاقات واقعية متوازنة، بعيداً عن الاعتماد المفرط على العالم الافتراضي. 

يبقى صوت الباحثة موجهاً إلى طلبة الجامعات: احرصوا على التوازن بين ما يمنحه لكم الإنترنت من فرص، وما تحتاجونه من علاقات واقعية تمنحكم الدعم والهوية والانتماء الحقيقي.

اضف تعليق